هيثم الغيص
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز لنا في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» أن تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة - الدولة العضو في المنظمة - النسخة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، والذي سيتناول عدداً من القضايا المصيرية.
ونفتخر كذلك بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تتميز في مجالاتٍ عدة، وأبرزها قطاع الطاقة والحفاظ على البيئة والتعاون الدولي، مما يجعلها البلد المثالي لاستضافة مثل هذا الحدث المهم.

ومن هذه المنصة، أود أن أؤكد على الدعم الكامل من قبل منظمة أوبك لدولة الإمارات العربية المتحدة مع دعواتنا وتمنياتنا بنجاح هذا المؤتمر العالمي.
لقد حظي النفط في السنوات الأخيرة بالكثير من الاهتمام على مستوى العالم، خاصةً مع ازدياد الحديث عن قضية التغير المناخي وتحولات الطاقة، حتى وصل الأمر عند البعض إلى التساؤل حول مدى أحقية الصناعة النفطية بالحصول على مقعد بطاولة المباحثات. وللأسف في هذه الأثناء تبلور عند البعض مفهوم غير واقعي وذو أبعاد خطيرة حول تنافسٍ وتنافرٍ قائمين بين صناعة النفط والغاز من جهة وصناعة الطاقة المتجددة من جهةٍ أخرى. إن منظمة أوبك لا تؤمن بهذا المفهوم الخاطئ لأسباب عدة، وأبرزها أن العديد من المواد المستمدة من النفط الخام والمشتقات البترولية تستخدم في إنتاج المواد الأساسية اللازمة في صناعة توربينات الرياح والألواح الشمسية وبطاريات أيونات الليثيوم. وبذلك يتضح أن العالم سيحتاج للنفط والمنتجات البترولية لعقودٍ عديدة، بينما تتطور في هذه الأثناء قطاعات الطاقة المتجددة. ومع ذلك، فإن الدعوات لوقف الاستثمار في الصناعة النفطية وتحويل رؤوس الأموال إلى قطاعات أخرى ما زالت مع الأسف مستمرة، مما يبرز تناقضاً محيراً حول كيفية الدعوة إلى الاستثمار في قطاعٍ ما، وفي نفس الوقت الدعوة لوقف الاستثمار في صناعة المواد اللازمة له.
تشير التغيرات الديموغرافية والاقتصادية المتوقع حدوثها خلال العقود القادمة إلى حتمية زيادة الطلب على النفط الخام والمنتجات البترولية، مما يتطلب ضخ استثمارات إضافية لتأمين الإمدادات. وبحسب توقعات منظمة أوبك في تقريرها السنوي «آفاق النفط العالمية» بحلول عام 2045 (World Oil Outlook 2045) سوف يزداد عدد سكان العالم بنحو 1.5 مليار نسمة، كما سيتضاعف حجم الاقتصاد العالمي عما هو عليه اليوم، مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الطاقة بمقدار 23% ومعه الاستهلاك العالمي للنفط بأكثر من 16 مليون برميل يومياً عن المستويات الحالية. وهنا أود أن أشدد على أهمية تأمين نحو 14 تريليون دولار أميركي لاستثمارها في مختلف أنشطة الصناعة النفطية بحلول عام 2045، من أجل تأمين الإمدادات اللازمة لتلبية هذا الطلب المتزايد.
وتؤكد كل هذه المتغيرات على أمرين، أولاً: أن العالم في حاجةٍ لجميع أنواع الطاقة، وثانياً: الضرورة الملحة لتأمين استثمارات جديدة لتلبية النمو في الطلب على الطاقة وضمان أمن الطاقة العالمي، بالإضافة إلى أهمية خفض الانبعاثات. 
وانطلاقاً من مبدئ مسؤولية إمداد العالم بطاقة آمنة ونظيفة، قامت الدول الأعضاء في منظمة أوبك بأخذ زمام المبادرة منذ سنواتٍ عديدة بضخ الاستثمارات في الصناعة النفطية وقطاع الطاقة المتجددة في آنٍ واحد. كما تقوم الدول الأعضاء حالياً بتبني العديد من المبادرات لتوليد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى الاستثمار في تقنيات حديثة لخفض الانبعاثات مثل التقاط واستخدام وتخزين الكربون والاقتصاد الدائري للكربون وإنتاج الهيدروجين.
وتشارك منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» بجناح في المنطقة الزرقاء (Blue Zone) خلال فترة انعقاد مؤتمر الأطراف «كوب 28»، وهي أول مرة في التاريخ تقيم فيها المنظمة جناحاً في مثل هذا المحفل العالمي، بهدف إطلاع الزوار على أمثلة لإنجازات وأنشطة الدول الأعضاء في مجالات خفض الانبعاثات في الصناعة النفطية.
وختاماً، تؤكد منظمة أوبك أهمية تبني نهج شامل وعملي لتحولات الطاقة يعتمد على إشراك جميع الأطراف في الحوار، واستخدام جميع أنواع الطاقة، وتطوير التكنولوجيا لخفض الانبعاثات، وعدم تحجيم أي مصدر من مصادر الطاقة. وبسبب التاريخ الحافل والمليء بالإنجازات والابتكارات التقنية للصناعة النفطية، فبإمكانها أن تلعب دوراً محورياً وإيجابياً في إنجاح هذه المباحثات في «كوب 28». لذا تدعو منظمة «أوبك» جميع الأطراف للعمل معاً من أجل تأمين احتياجات العالم المستقبلية من الطاقة وخفض الانبعاثات في آنٍ واحد.
أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»

أخبار ذات صلة رئيس الدولة لقادة العالم: معاً بروح التضامن الإنساني في «COP28» منصور بن زايد: «بني ياس P110» إضافة نوعية تعزز قدرات قواتنا البحرية مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف الإمارات أوبك منظمة أوبك التغير المناخي المناخ تغير المناخ مؤتمر المناخ العالمي هيثم الغيص الصناعة النفطیة الطاقة المتجددة الاستثمار فی منظمة أوبک

إقرأ أيضاً:

المطبخ المركزي العالمي يعلق عملياته في رفح بسبب الهجمات الإسرائيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، تعليق عملياتها في مدينة (رفح) جنوبي قطاع غزة؛ بسبب الهجمات المستمرة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت المنظمة - في بيان نقلته شبكة (سي إن إن) الأمريكية، اليوم الأربعاء- "بسبب العمليات الإسرائيلية في رفح، يضطر عدد هائل من العائلات إلى الفرار مرة أخرى، وقد أجبرتنا الهجمات المستمرة على تعليق العمل في مطبخنا الرئيسي برفح".
وكان سبعة من عمال منظمة المطبخ المركزي العالمي غير الربحية قد لقوا حتفهم بغارة عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة في شهر أبريل الماضي، وهو الحادث الذي أثار إدانة دولية واسعة النطاق.

مقالات مشابهة

  • هل تخفض الحكومة أسعار المحروقات في الأردن الشهر المقبل؟
  • مصر تؤكد مشاركتها بوفد رفيع في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي
  • منظمة "المطبخ المركزي العالمي" تعلق عملها في رفح
  • الجريدة الرسمية تنشر موافقة الرئيس على اتفاق مشروع الصناعة الخضراء المستدامة
  • الرئيس الصيني شي يدعو لعقد مؤتمر سلام دولي بشأن الشرق الأوسط
  • الرئيس الصيني: بكين تتطلع لعلاقات مع العرب تكون نموذجًا للسلام العالمي
  • بكين تتطلع لعلاقات مع العرب تكون نموذجا للسلام العالمي
  • رويترز: ارتفاع مخزونات النفط يدفع أوبك+ للحفاظ على التخفيضات
  • المطبخ المركزي العالمي يعلق عملياته في رفح بسبب الهجمات الإسرائيلية
  • «الاتحاد للماء والكهرباء» تطلق «تعريفة مخفضة» لاستهلاك الطاقة في القطاع الصناعي