سيئون(عدن الغد)جمعان دويل:

شهدت مدينة سيئون امس الاربعاء بتاريخ 29 نوفمبر 2023م  حفلاً خطابياً وفنياً بمناسبة أعياد ذكرى الثورة اليمنية:26سبتمبر و 14 اكتوبر المجيدتين، وعيد الذكرى السادسة والخمسين  للاستقلال الوطني 30 نوفمبر المجيد والذكرى الخمسين لتأسيس إذاعة سيئون ، نظمته قيادة السلطة المحلية بحضرموت الوادي والصحراء ، ومكتب وزارة الثقافة بالوادي والصحراء،  وإذاعة سيئون ، برعاية كريمة من محافظ محافظة حضرموت الأستاذ / مبخوت مبارك بن ماضي ووكيل المحافظة لشئون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ / عامر سعيد العامري .

وفي الحفل الذي احتضنته القاعة الكبرى بالمجمع الحكومي بسيئون والذي بدأ بآي من الذكر الحكيم والسلام الجمهوري ، رفع الوكيل / العامري ، أسمى آيات  التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العظيمة، لفخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ودولة رئيس الوزراء، ومحافظ حضرموت وكافة أبناء الوطن ، واضاف ونحن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة على قلوب اليمنيين، يجب أن ندرك حقيقة الثورة والتي تعني التغيير للأفضل وانتقال الناس للعيش الكريم وتجاوز محطات الظلم والاستبداد، وفي هذه اللحظة يشهد الوطن إعادة تشكيل تلوح معه تباشير النصر للانتقال لواقع أفضل بتوافق كل المكونات السياسية نحو تأسيس نظام دولة تعمها العدالة والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة، مؤكداً أنه لا قيمة لأي خطاب سياسي ولا أي جهد إذا لم يكن من أجل الناس والحفاظ على حقوقهم وحرياتهم وأمنهم واستقرارهم ولقمة عيشهم وسيسقط كل من يفكر بعكس ذلك.

وأوضح وكيل المحافظة / العامري ، أن العام 2023م كان ملياً بالتحديات الكبيرة وفي مقدمتها الملف الأمني والعسكري، حيث كانت المخاوف حاضرة أن ينزلق وادي حضرموت إلى مربع العنف والفوضى؛ ولكن بفضل الله وحكمة  ووعي كل القيادات في وادي وصحراء حضرموت والمحافظة والوطن بشكل عام، والعمق الاجتماعي الرافض لكل توجهات العنف، بالإضافة الى وقوف الأشقاء في دول الجوار وحرصهم على عدم دخول هذه البقعة لدائرة الصراع حال دون ذلك؛ كما كان لتوقيف تصدير النفط تأثيره الكبير على عجلة التنمية بالمحافظة،مشيراً انه وبرغم كل هذه التحديات إلا أن السلطة المحلية تمكنت من الحفاظ على حالة الاستقرار في المنطقة على مستوى العملية التعليمية والاستقرار النسبي في الخدمات وأيضا الحفاظ على حالة التعايش والسلم الاجتماعي الذي يعد الحامل الاساسي لكل توجهات التنمية ؛ برغم كل الدسائس والتدابير التي تسعى لزعزعة حالة السلم  وتفكيك النسيج الاجتماعي المتماسك إلا أن حضرموت برجالها ونسائها وقياداتها كانت أكبر من كل هذا.

وعن توجّهات السلطة المحلية خلال العام 2023م  اوضح بالقول : كان الهدف منذ الأيام الاولى لتولينا زمام الأمور بوادي وصحراء حضرموت هو ضبط إيقاع العمل المؤسسي، وبحمد الله تحقق لنا ذلك باصطفاف الجميع على جادة فكر الدولة والنظام والقانون واحترام التراتبية الإدارية والمؤسسية، وسنعمل خلال الفترة القادمة على ترتيب السياق بأن يكون الجميع عند حدود مسؤولياته ولا أحد فوق القانون وإن يخضع الجميع لفكر الدولة والنظام وتحت مظلة القانون.

وتطرق الوكيل / العامري في ختام حديثه  للاحتفال باليوبيل الذهبي للذكرى الخمسين لتأسيس إذاعة سيئون التي تأسست بعد ستة أعوام من تحقيق الاستقلال لجنوب الوطن، مشيراً إلى أن هذا التأسيس يأتي استحضاراً لأهمية الإعلام ودوره التنويري، حيث عاصرت و واكبت الإذاعة وكوادرها، منذُ تأسيسها، الكثير من  المنعطفات والمتغيرات السياسية العاصفة التي مر بها وادي وصحراء حضرموت بتفاصيلها؛ واليوم تواكب الحداثة والتقدم  ، ونطمح بأن تكون مؤسسة إعلامية كبيرة كإذاعة وتلفزيون لحضرموت الوادي تغطي هذه الرقعة الجغرافية والسياسية والاجتماعية والثقافية وتقدمها كما يجب ان تكون وتستطيع فعل ذلك بكوادرها وخبراتها .

فيما أكد مدير عام الثقافة بحضرموت الوادي والصحراء الأستاذ / أحمد عبدالله بن دويس ، انه يتوجب ان نحتفل بهذه المناسبات الغالية بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر والتذكير بها وفاءً وعرفانا للشهداء الذين ضحوا بأعلى ما عندهم لننعم نحن بالحرية والتخلص من براثن الجهل والظلم من الإمامة والاستعمار البغيض .

وبدوره أشار مدير عام إذاعة سيئون الأستاذ / هدار محمد الهدار ، انه من الفرحة والسرور أن يرتبط ذكرى تأسيس إذاعة سيئون في 26 سبتمبر من عام 1973م بذكرى اعياد الثورة المجيدة وهو تعبير عن عبقرية وعظمة المؤسسين لاختيارهم هذا التاريخ،لما له من دلالة وطنية تؤكد واحدية الثورة اليمنية .، موضحا ، أن إذاعة سيئون منذ تأسيسها كانت مواكبة لأغلب مراحل الثورة اليمنية وكرست الكثير من برامجها وارسالها عن هذه الاحداث الكبيرة للشعب اليمني لثوراته الخالدة والتعريف بمراحل نضالها وكان الاعلام  الرسمي والحكومي بمختلف اشكاله ووسائله سلاح الثورة ولسانها .

إلى ذلك هنأ نائب رئيس الدائرة التنظيمية بمؤتمر حضرموت الجامع الأستاذ / سالم سعيد قمصي ، في كلمة عن المكونات السياسية والاجتماعية التي ألقاها بالحفل ، باسمه ونيابة عن زملائه قادة الاحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية جماهير الشعب اليمني بهذه المناسبات الخالدة والعظيمة بأعياد الثورة اليمنية ، مشيراً إلى أن تلك الاحتفالية تأتي وإذاعة سيئون تحتفل باليوبيل الذهبي لتأسيسها التي قدمت نشاطات مختلفة على مدى خمسين عاما ، مثمنا الجهود التي يبذلها الجنود المجهولون بالإذاعة من مختلف طواقمها؛ الإعلاميين والفنيين والاداريين المتواجدين حاليا والسابقين الذين تعاقبوا على هذا الصرح الإعلامي المتميّز وحفاظهم على هذا المنبر وتطويره وتطوير رسالته .

واستعرضت الأستاذة / رناء الكثيري عن اللجنة الوطنية للمرأة في كلمة المرأة في الاحتفالية ، دور المرأة اليمنية منذ التاريخ كملكة ذكرت بالقرآن الكريم ودورها في الإسلام ودورها النضالي خلال مراحل الثورات اليمنية واسهامها في التنمية في وقتنا الحاضر ودورها الفاعل في مختلف ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها .

وفي الحفل الذي حضره وكيل محافظة حضرموت الحكم سالم بن شرمان ووكيل المحافظة المساعد الأستاذ / عبدالهادي التميمي وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن / صالح طيمس ومدير عام أمن وشرطة وادي وصحراء حضرموت العميد ركن / عبدالله بن حبيش وأركان المنطقة العسكرية الأولى العميد ركن / عامر بن حطيان ومديرو عموم المديريات ومكاتب الوزارات والهيئات والمؤسسات وقيادات أمنية وعسكرية وعمداء الكليات ورؤساء  وممثلو المكونات السياسية والثقافية  والقطاع النسوي ومندوبو وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ، ألقيت ثلاث قصائد شعرية للشاعر / حسين عبدالله باحارثة { ابو علي } بعنوان ( لتعمير بيتنا لازم ندوّر عجلة التغيير ) ، والشاعر / جيلاني الكاف بعنوان { هنأ سيئون } ، والشاعر / سالم ربيّع علي بعنوان { يا مغيّر الأحوال غير حالنا لأحسن الاحوال }،كما قدمت الفرقة الموسيقية التابعة لمكتب وزارة الثقافة بالوادي والصحراء ، مقطوعة موسيقية ولوحة فنية بعنوان ( مكاسب وطن ، وانشودة ( وين الملايين ) قدمتها مجموعة الانشاد بالفرقة وبمشاركة زهرات مدرسة الزبيري بسيئون ، واغنية للفنان منير هبيص بعنوان ( إذاعة للثقافة دار ) ، جميعها تفاعل ونالت استحسان الحضور .

وفي ختام الحفل كرّم مكتب وزارة الثقافة بالوادي والصحراء وكيل المحافظة العامري بدرع الشكر والعرفان على دعمه ونجاح الفعالية كما كرم المكتب كلاّ من الفنانين الايقاعيين المتميزين عوض عبود باحشوان وصالح سعيد ودعان،نظير جهودهما ومشاركتهما مع الفرقة الموسيقية في جميع فعالياتها وعضويتهما فيها ، كما أهدى الأخ عبدالله احمد زبير وكيل المحافظة / العامري آلة العود الموسيقية القديمة وبدوره أهداها الوكيل العامري للفرقة الموسيقية التابعة لمكتب وزارة الثقافة استلمها المايسترو عبداللاه أحمد بارجاء.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: وادی وصحراء حضرموت الوادی والصحراء الثورة الیمنیة وکیل المحافظة وزارة الثقافة إذاعة سیئون

إقرأ أيضاً:

«قصر سيئون» يستعيد بريقه: مشروع ترميم شامل يعيد الحياة لرمز حضاري في اليمن

بعد سنوات من الإهمال والتدهور، عاد «قصر سيئون» في محافظة حضرموت، شرق اليمن، إلى الواجهة من جديد، بفضل مشروع ترميم شامل ينفذه البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.

يهدف هذا المشروع الطموح إلى إحياء هذا الصرح التاريخي، والحفاظ على مكانته كأحد أبرز المعالم الثقافية والمعمارية في البلاد، والذي يمتد تاريخه لأكثر من خمسة قرون.

تحفة معمارية تروي قصة حضارة

يتميّز «قصر سيئون» بتصميمه الفريد الذي يعكس أصالة العمارة اليمنية الطينية، وقد نال القصر رمزية كبيرة تجلّت في اختياره كواجهة للعملة النقدية اليمنية، تأكيدًا على قيمته التاريخية والجمالية، ليس ذلك فحسب، بل إن القصر يُعدُّ من أكبر المباني الطينية في العالم، ويُصنف كأحد معالم العمارة الطينية العالمية.

من حصن دفاعي إلى مقر سلطاني

بُني القصر بداية كحصن دفاعي لحماية مدينة سيئون، ثم تحوّل لاحقًا إلى المقر الرسمي لسلاطين الدولة الكثيرية الذين حكموا وادي حضرموت، وهو ما أضفى عليه اسمًا آخر: «قصر السلطان الكثيري». ويقع القصر على صخرة استراتيجية تطل على مدينتي شبام وتريم، مما يضفي عليه طابعًا فريدًا.

تدهور خطير واستجابة عاجلة

رغم مكانته، لم يسلم القصر من تقلبات الزمن، حيث تعرّض لأضرار جسيمة نتيجة الإهمال والأمطار الغزيرة، بلغت ذروتها عام 2022 حين انهار جزء من سوره الخارجي، ما أثار مخاوف محلية ودولية. 

تراجع التمويل الدولي يفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن: 90 مليار دولار خسائر و6 ملايين مهددون بالجوع اليمن يوجّه ضربات استباقية لخلايا حوثية وإرهابية في عدن وتعز

هذا الحدث العاجل دفع إلى المطالبة السريعة بترميمه، وهو ما تحقق عبر استجابة من البرنامج السعودي بالتعاون مع جهات يمنية ودولية.

تحالف دولي لترميم المعلم

أطلق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشروعًا شاملًا لترميم القصر، بتمويل مباشر، وتنفيذ من منظمة اليونسكو، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة السعودية والهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية. 

كما شارك الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن في تقديم الدعم الفني واللوجستي، مما شكّل نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي في حماية التراث.

تفاصيل الترميم: دقة واحترافية

شمل المشروع إصلاح السور الخارجي والجدران الطينية، مع اهتمام خاص بترميم الأسقف الخشبية والأبواب والنوافذ المنحوتة، وكل ما يعكس الحرفية اليمنية. 

كما أعيد تأهيل الزخارف التقليدية، ودُرّبت فرق محلية لضمان استدامة الصيانة مستقبلًا، وهو ما يعزز الحماية المستمرة للموقع.

مركز ثقافي متكامل

يتكوّن القصر من سبعة طوابق تضم 96 غرفة، بينها 45 غرفة كبيرة و14 مستودعًا، بالإضافة إلى مكتبة عامة ومتحف أثري يحتوي على قطع نادرة تعود إلى آلاف السنين. يُعدُّ القصر اليوم مركزًا ثقافيًا هامًا، يجذب الزوار والباحثين، ويستضيف فعاليات ثقافية متنوعة.

السياحة والتنمية في حضرموت

يمثل ترميم قصر سيئون دفعة قوية للسياحة الثقافية في اليمن، ويعزز التنمية المحلية في حضرموت، ومن المتوقع أن يسهم المشروع في جذب الزوار من داخل وخارج اليمن، وتحقيق مردود اقتصادي واجتماعي طويل الأمد.

جهود مستمرة لحفظ التراث اليمني

يأتي هذا المشروع ضمن حزمة أوسع تضم 264 مشروعًا تنمويًا نفذها البرنامج السعودي في اليمن، تغطي قطاعات متعددة من التعليم والصحة إلى الطاقة والزراعة. وقد شملت الجهود أيضًا ترميم مكتبة الأحقاف، وإحياء الحرف التقليدية، وتعزيز اللغة المهرية.

إرث لا يندثر

بُني قصر سيئون خلال 15 عامًا على مساحة تبلغ نحو 5460 مترًا مربعًا باستخدام الطوب اللبِن، ويجسد تنوع الفنون المعمارية اليمنية. اليوم، وبعد ترميمه، ينهض القصر مجددًا كرمز للحضارة والإبداع اليمني، شاهدًا على التاريخ، ومحفزًا لمستقبل أكثر إشراقًا.

في اليمن.. العيد بين ألم الفُرقة وأمل الطريق المفتوح اليمن بين المطرقة الإقليمية والسندان الدولي.. سياسي يمني لـ "الفجر": الضربات الأخيرة: تأديب لا تمهيد لحرب

مقالات مشابهة

  • نشاط رئاسي مكثف وخطاب مرتقب للرئيس السيسي بمناسبة ذكرى الثورة
  • بمناسبة العيد الـ 54 لتأسيس «القوة الرابعة».. قائد قوات الدفاع الجوي: اطمئنوا.. سماؤنا آمنة بمنظومة دفاعية معقدة
  • مسؤول يوضح اشتراطات ممارسة الأنشطة الصناعية خارج المواقع المخصصة لها
  • «أوتو ورلد» تستثمر 45 مليون درهم لتأسيس منشأة في جافزا
  • «قصر سيئون» يستعيد بريقه: مشروع ترميم شامل يعيد الحياة لرمز حضاري في اليمن
  • إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب
  • عبر تنفيذ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.. ترميم شامل يعيد الحياة لقصر سيئون التاريخي في حضرموت
  • البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يعيد الحياة لقصر سيئون التاريخي في حضرموت
  • والي الخرطوم يواصل جولات تفقد أحوال المرافق الخدمية التي طالها خراب ونهب المليشيا المتمردة
  • بالذهب والحرير.. استبدال كسوة الكعبة المشرفة على يد 159 صانعًا وفنيًا