الكاتب: حيدر عبد الجبار البطاط 

انتشر تلوث الهواء السام الناتج عن شركات النفط الرائدة لمئات الكيلومترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما أثر بشكل مباشر على السكان المحليين، حسبما كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (bbc) باللغة العربية.

,انبعاث الهواء السام الناجم عن حرق الغاز من شركات مثل شل وبي بي وأدنوك، مما يعرض صحة الملايين في جميع أنحاء الخليج والعراق وإيران للخطر.

وكشف التحقيق أن من بين المتأثرين سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم العثور على مستويات كبيرة من حرق الغاز في مواقع أدنوك، وصلت إلى مدينتي دبي وأبو ظبي المكتظتين بالسكان.

 ويحدث الحرق عندما يطلق مشغلو حقول النفط الغاز المصاحب الذي يصاحب إنتاج النفط في الغلاف الجوي. وقد انتقدت مجموعات المناخ هذه الممارسة لأنها يمكن أن تساهم في هطول الأمطار الحمضية وانخفاض مستوى الأوزون والضباب الدخاني، فضلا عن كونها مضيعة للموارد الطبيعية القيمة التي يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء. 

ويؤثر التلوث الناتج عن إحراق الغاز بشدة على الصحة ويمكن أن يسبب أو يؤدي إلى تفاقم أمراض السرطان والجهاز التنفسي والرئة والقلب، والعديد من الأمراض أخرى.

وكانت أمراض الجهاز التنفسي من بين الأسباب الرئيسة للوفاة في المنطقة، حيث تعد معدلات الإصابة بالربو في دولة الإمارات العربية المتحدة من بين أعلى المعدلات في العالم.

ووصف طبيب الجهاز التنفسي في الإمارات لـ “bbc" دهشته من مدى تأثير مستويات التلوث على صحة الناس في البلاد.

عادة، إذا كنت مصابًا بالأنفلونزا، فإنك تسعل لمدة أربعة أو خمسة أيام ثم يختفي السعال. 

في الإمارات العربية المتحدة، يستغرق الأمر أسبوعًا أو أسبوعين، ونحتاج إلى إعطائهم أجهزة استنشاق لإزالة السعال البسيط".

كما أن حرق الغاز أمر شائع في العراق، حيث تزايدت المخاوف بشكل كبير من زيادة أمراض الجهاز التنفسي.

 

وفي الوقت نفسه، في الكويت، تؤثر هذه الممارسة أيضًا على الغلاف الجوي، حيث تعد العواصف الترابية ظاهرة شائعة بسبب ارتفاع مستويات التلوث، والتي تتفاقم بسبب إنتاج النفط.

وقال العلماء إن حرق الغاز، الذي يشمل جسيمات PM2.5 وثاني أكسيد النيتروجين، يتجاوز حدود منظمة الصحة العالمية.

ومن المفترض أن يتم تنفيذ هذه الممارسة في حالات الطوارئ فقط، لكن من خلال بحث “bbc" وجد أدلة تشير إلى أن حرق الغاز أمر روتيني في هذه البلدان.

وأظهرت البيانات التي قدمها علماء أريانت، بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية، أن الدول الرائدة المنتجة للنفط مثل العراق والإمارات العربية المتحدة والكويت وإيران تطلق أو تحرق جزئيا 36.6 مليار متر مكعب من الغاز في الغلاف الجوي.

كما توفر الدول المذكورة أعلاه 15 بالمائة من الطلب العالمي على النفط.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة قمة COP28 المقبلة خلال هذا الأسبوع. 

بعد أن عززت مكانتها كدولة رائدة عالميًا في مكافحة تغير المناخ. 

كما واجهت أبو ظبي انتقادات بسبب تعيين سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، رئيسًا لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، والذي تعهد هو نفسه بالتخلص التدريجي من هذه الممارسة قبل عقدين من الزمن.

وعلى الرغم من الوعود التي قطعتها أبو ظبي وبغداد وغيرهما للحد من حرق الغاز خلال العقد الحالي، فقد توصل تحقيق بي بي سي إلى عدم اتخاذ أي خطوات.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة هذه الممارسة حرق الغاز

إقرأ أيضاً:

ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء أن بإمكان الصين مواصلة شراء النفط الإيراني، في خطوة يبدو أنها تصب في إطار تخفيف العقوبات التي كانت واشنطن تفرضها على طهران.

وقال ترامب على منصته "تروث سوشيال" إن "بإمكان الصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران، ونأمل أن يشتروا الكثير من الولايات المتحدة أيضا".

وأدت تصريحات ترامب إلى تراجع أسعار النفط؛ حيث انخفض سعر برميل خام برنت المرجعي بنسبة 4.5% إلى 68.26 دولارا وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.6% إلى 65.34 دولارا.

ترامب عبر عن أمله أيضا في أن تشتري الصين الكثير من نفط الولايات المتحدة (الصحافة الأميركية)

وشكّل موقف الصين كجهة رئيسية تشتري النفط الإيراني طوق نجاة بالنسبة لطهران في وقت يعاني فيه اقتصاد الجمهورية الإسلامية من العقوبات الدولية؛ حيث تشتري بكين أكثر من 90% من صادرات إيران النفطية، بحسب شركة "كبلير" للتحليلات.

فقد استوردت الصين 1.3 مليون برميل من الخام الإيراني يوميا في أبريل/نيسان، بتراجع عن مستوى مارس/آذار الذي اعتبر غير مسبوق منذ 5 أشهر.

وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي عقوبات جديدة على مبيعات النفط الإيرانية إلى بكين في إطار مواصلة إدارة ترامب حملتها "للضغوط القصوى" على طهران.

أمل صيني بوقف حقيقي للحرب

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الثلاثاء إن الصين على تواصل مع إيران وإسرائيل والأطراف المعنية وتتطلع لرؤية "وقف إطلاق نار حقيقي".

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في بيان إنه ينبغي لجميع الأطراف استئناف الحوار والعودة إلى مسار التسوية السياسية للقضية النووية الإيرانية.

وأضاف أن القضية الفلسطينية لا تزال في صميم قضايا الشرق الأوسط.

ودانت الصين مؤخرا الضربات الأميركية على 3 منشآت نووية إيرانية ودعت جميع الاطراف في المنطقة "خصوصا إسرائيل"، إلى خفض التصعيد، كما دعت إلى حل سياسي يسمح لوقف إطلاق النار المعلن بالصمود.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الإمارات: ملتزمون بالعمل الإنساني القائم على المبادئ
  • من قطر إلى مصر.. موجة طاقة متجددة تجتاح البلاد العربية
  • الإمارات أول دولة عربية تتولى رئاسة «دعم مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث»
  • الرئيس السيسي يُنصف أصحاب المعاشات.. قرار جمهوري انتظره الملايين
  • قفزة عالمية في اكتشافات النفط.. السعودية تقود المشهد بـ 14 حقلاً جديداً
  • الإمارات تشارك في اجتماع مديري أجهزة مكافحة المخدرات لدول الخليج العربية
  • دراسة: تطعيمات الأطفال تتعثر عالميا مما يعرض ملايين الأرواح للخطر
  • ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
  • وزير النفط: تطوير البنية التحتية للغاز ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد الوطني
  • "الغرفة" تشارك في "القمة الاقتصادية العربية البريطانية الرابعة"