عربي21 تكشف أسماء أسيرات من غزة اختطفهن الاحتلال خلال العدوان
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
كشفت أسيرة محررة أفرج عنها الأربعاء ضمن صفقة التبادل، أن عدد من النساء اختطفن من قطاع غزة خلال العدوان، يقبعن الآن في السجون، وذلك بعد نفي الاحتلال اعتقالهن، في محاولة للتنصل من المسؤولية.
وقالت الأسيرة المحررة لما خاطر في تصريخ خاص لـ"عربي21"، إن أربع أسيرات من غزة من أصل 10 أخريات، موجودات فعليا في سجن الدامون، الواقع في أحراش مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة.
وقالت خاطر إن "الأسيرات الأربعة تم إحضارهنّ لسجن الدامون قبل الإفراج عنا، وأكدن لنا وجود ستٍّ أخريات سيأتين لاحقا، عقب الانتهاء من التحقيق معهن". مشيرة إلى أن إدارة السجون عملت خلال الأيام القيلة الماضية على تجهيز غرفة إضافية في السجن، خاصة بـ6 أسيرات أخريات من غزة.
والأسيرات التي جرى التعرف عليهم هن: "نعمة أبو الخير سعد الله، ونيفين النجار، وسائدة صلاح الشرافي، وإيمان محفوظ، و أسيل أبو زايدة، ولينا طبيل، وأفنان نصر الله، وياسمين مرشود"، وفق الأسيرة خاطر، التي قالت إن اثنتين أخريين من الأسيرات يعرفن اسميهما الأول فقط، وهن، نهال، وظريفة".
ولفتت إلى أنه "تم اعتقال الأسيرات قبل سريان الهدنة بيومين تقريبا، وكان من المفترض حضور الـ 6 أسيرات للدامون يوم خروج من السجن". أي يوم أمس الأربعاء.
وقالت خاطر إنه "تم اختطاف أسيرت غزة بشكل عشوائي خلال نزوحهن من شمال القطاع إلى جنوبه، وقالت لنا الأسيرات الأربعة أنه تم انتقاؤهن بشكل عشوائي، ولكن كان يتم التركيز على النساء الأمهات اللواتي يكن معهن أطفالهن، وكان الاحتلال يجبرهن على ترك أطفالهن في المكان ويخطفوهن، وقالت لنا إحدى الأسيرات إنها تركت أبناءها مع شاب لا تعرفه قبل اختطافها من قبل جيش الاحتلال".
وترى الأسيرة المحررة أن "هدف الاختطاف الأساسي الانتقام ومن ثم جمع المعلومات، فمعظمهن أمهات، ولهذا تم سؤالهن عن أهاليهن وأقربائهن، فمثلا أسيرة سألوها ماذا يعمل زوجك؟ فقالت لهم: مؤذن، فحينها قال لها المحققون :إذن هو بالتأكيد من حماس، وبالطبع قد يكون هناك أسيرات أخريات لكن لا نعلم عنهن، ولكن العدد الذي تأكدنا منه حتى الآن هو عشر أسيرات".
وأكدت أنه "تم التحقيق مع أسيرات غزة بشكل مركز، وتم احتجازهن بظروف سيئة جدا، حيث كن ينمن على البلاط قبل وصولهن لسجن الدامون، ويُقدم لهن طعام رديء جدا ما اضطرهن لعدم تناوله، حيث بقين تقريبا دون أكل لحين وصولهن للمعتقل".
وأضافت خاطر: "واحدة من أسيرات غزة كانت مرضعة وابنها عمره أشهر، أجبروها على ترك رضيعها في مكان الاختطاف، وحينما وصلت سجن الدامون رفقة عدد آخر من الأسيرات شاهدنها من شباك باب القسم المعزول به الأسيرات، حيث تم اقتيادهن بطريقة مهينة جدا وفيها تعمد للإذلال والإهانة، وتم معاملتهن كأنهن أسيرات حرب".
وأوضحت أن "التجاوز والانتهاك الخطير الذي مورس على الأسيرات الأربعة هو نزع حجابهن عنهن من لحظة الاعتقال، حيث كن يلبسن ملابس أسرى الحرب المميز بلون بيج، ونقش عليه حرف عين الذي يرمز لغزة".
ولفتت إلى أنه "في العادة حينما يتم إدخال الأسيرة للقسم لا تكون مقيدة وغير معصوبة العينين، لكن أسيرات غزة تم تقييدهن وعصب أعينهن وكن دون حجاب على رؤوسهن، ثم تم إدخالهن إلى غرفة خاصة، وتم منعهن من الاختلاط بباقي الأسيرات".
وتابعت: "لكننا استطعنا التواصل معهن فقط في الفترة التي نخرج فيها للاستحمام ومدتها نصف ساعة فقط، حيث تواصلنا معهن عبر شباك الباب، وقمنا بتوفير بعض الاحتياجات لهن، كالملابس وحجاب بديل، وقلن لنا إن هناك ست أسيرات متبقيات قادمات لمعتقل الدامون، وذكرن لنا أسماءهن".
وأكدت خاطر "وجود الأسيرات العشرة رغم نفي الاحتلال لذلك"، وقالت إنها "لا تعلم إذا ما كان هناك أسيرات أخريات تم اختطافهن من غزة أم لا، حيث رأينا بأعيننا الأسيرات الأربعة اللواتي أكدن لنا وجود ستة أخريات، وكن كلهن موجودات في سجن عسقلان أو سجن آخر، حيث لم يستطعن معرفة اسم السجن السابق".
ونبهت إلى أن "السجانين كانوا يتعمدون معاملة أسيرات غزة بمعاملة خاصة فيها تضييق أكبر، بالطبع كل الأسيرات تعاني من تضييق كبير، ولكن كان هناك تضييق أكبر على أسيرات غزة، لدرجة أنهم حاولوا منعنا من تقديم بعض المستلزمات الصحية لهن، ولكننا رفضنا ذلك وأدخلن لهن جميع ما يحتجنه، وهن حاليا استقررن في السجن، ولكنهن يعانين من القلق على أسرهن في غزة، ولذلك وضعهن النفسي سيئٌ جدا".
وكانت الأسيرة الفلسطينية المحررة لمى خاطر، قد كشفت في تصريحات إعلامية سابقة تفاصيل مروعة لما تمر بها الأسيرات داخل السجون، من تعذيب وتهديدات تصل إلى التلويح بالاغتصاب.
وقالت خاطر: عقب الإفراج عنها بصفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، "إنها تعرضت لمعاملة وحشية لحظة اعتقالها عقب عملية طوفان الأقصى، وهددها ضابط التحقيق بالاغتصاب، وقال أنّ معه 20 جنديا يمكن أن يعتدوا عليها".
وبينت أنها كانت معصوبة العينين خلال التحقيق، والضابط هددها كذلك بحرق أبنائها، وحين تحدته أن يخرج أمام الإعلام ويطلق هذه التهديدات، قال إنه لا يهتم، ولن يشفي غليله سوى قتل 50 ألفا من أطفال غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال فلسطين فلسطين غزة الاحتلال اسيرات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سجن الدامون أسیرات غزة إلى أن من غزة
إقرأ أيضاً:
الواقع الاقتصادي في القدس: اختناق يتصاعد في ظلال العدوان
تسعى سلطات الاحتلال إلى ضرب صمود المجتمع الفلسطيني في القدس المحتلة، وتهدف إلى إفقاره، وربطه بشكلٍ كامل بمنظومات الاحتلال الاقتصاديّة والاجتماعيّة. وقد أظهرت الخطة الخمسية التي أقرتها حكومة الاحتلال في عام 2023، نية الاحتلال تحويل الفلسطينيين في القدس المحتلة إلى "عمالة رخيصة" في مشاريع الاحتلال المختلفة، والتقنية منها على وجه الخصوص. وتحاول سلطات الاحتلال استغلال حالة الفقر المستشرية في القدس المحلة لتمرير هذه المخططات، ونسلط الضوء في هذا التقرير على الواقع الاقتصادي في القدس المحتلة، وتفاقم المعاناة الفلسطينية في ظلّ العدوان المتصاعد على الفلسطينيين وخاصة في غزة.
تفاقم الفقر في المدينة المحتلة
أدت سياسات الاحتلال إلى تصاعد نسب الفقر بشكلٍ كبير جدا، إذ يُقدّر مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بأن نحو 80 في المئة من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، ويُشير المركز إلى أن الوصول إلى هذه الأرقام جاءت نتيجة مخططاتٍ إسرائيلية على مدار السنوات الماضية هدفت إلى إفقار المقدسيين، وخفض دخلهم بشكلٍ ممنهج(1).
ولا تقف الصعوبات الاقتصادية في القدس عند حدّ تنامي الفقر فقط، أو قلة فرص العمل في ظل هيمنة الاحتلال وشركاته الخاصة على الجزء الأكبر من اقتصاد القدس المحتلة، بل تمتدّ إلى ازدياد تكاليف المعيشة، والتي وصلت إلى أرقامٍ مرتفعة جدا، لا تتناسب مع دخل الفلسطينيّ.
فبحسب جهاز الإحصاء المركز الإسرائيلي، فإن 44 في المئة من سكان شطري القدس المحتلة يجدون صعوبة في تغطية نفقات الأسرة الشهرية، ومن بين هؤلاء يشكل الفلسطينيون الأغلبية، إذ يشكلون نحو 78 في المئة ممن يعاني صعوبة في تغطية نفقات الأسرة(2)، بسبب غلاء المعيشة والارتفاع غير المسبوق للإيجارات، وهو ما يضطر الكثير من المقدسيين إلى الاستدانة، فتتراكم عليهم الديون، أو لا يستطيعون دفع الضرائب التي تفرضها عليهم دوائر الاحتلال.
وتُشير المعطيات إلى أن الحياة الكريمة في القدس تتطلب دخلا يوازي 3 آلاف دولار أمريكي، بينما يعمل جلّ المقدسيين برواتب قريبة من الحد الأدنى للأجور يبلغ حاليا نحو 5880 شيكلا (نحو 1630 دولارا أمريكيا)(3).
تفاقم المعاناة في ظلال العدوان
وفاقمت إجراءات الاحتلال من الواقع الاقتصادي للمقدسيين، فتزامنا مع العدوان على القطاع، فصل الاحتلال كثيرا من المقدسيين من أعمالهم تعسفيّا، بذرائع واهية من بينها التضامن مع غزة، ونشرهم على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات تعدّها سلطات الاحتلال "تحريضيّة وداعمة للإرهاب"، وباتت عوائل هؤلاء من دون معيل.
وأدى ذلك وفقا للمنظمات الحقوقية إلى ارتفاع نسبة المقدسيين الباحثين عن وظيفة من 140 في المئة قبل اندلاع الحرب على غزة، إلى نحو 300 في المئة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أي بزيادة قدرها 340 في المئة. ويؤثر فقدان العمل بطبيعة الحال على نمط حياة الأسرة، وتراجع قدرتها على تأمين الحاجات الأساسية والغذائية منها على وجه الخصوص. وتُشير البيانات إلى أن نحو 80 في المئة من الشركات والمصالح الاقتصادية في القدس توقفت عن العمل جزئيا أو كليا بالتوازي مع تصعيد العدوان الإسرائيلي، وتشديد القيود التي تفرضها قوات الاحتلال في أزقة القدس المحتلة، وما يتصل بالعدوان على الضفة الغربية، ومنع الفلسطينيين من التنقل وغيرها(4).
أدوات جديدة لسرقة أموال الفلسطينيين
وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات الاقتصاديّة، إلا أن أذرع الاحتلال تصعّد من محاولات إفقار المجتمع الفلسطيني في القدس المحتلة، مستخدمة أداة الضرائب. ففي 28 تموز/ يوليو 2024 أعلنت بلدية الاحتلال عن رفع "ضريبة الأرنونا" على الشقق الجديدة ما بين 20 و40 في المئة بداية العام القادم 2025. وبحسب قرار البلدية ستطال الزيادة الشقق السكنية التي بُنيت منذ بداية عام 2020 في القدس المحتلة، كما سيتم طرح القرار للمصادقة عليه في اجتماع المجلس البلدي الإسرائيلي القادم، بعد أن صادقت عليه اللجنة المالية في البلدية. وتعتبر "الأرنونا" من أدوات الضغط على الفلسطينيين، وتستخدم كأداة قمعية بحق المقدسيين، خاصة أنها تتراكم وتتحول إلى ديون كبيرة(5).
انهيار القطاع السياحي في القدس
ومن أبرز القطاعات التي تضررت في القدس المحتلة وهو القطاع السياحي، نتيجة اعتداءات الاحتلال، والإجراءات المشددة التي تفرضها في البلدة القديمة، وأجواء العدوان على غزة وجنوب لبنان. وبحسب أمين سر الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس حجازي الرشق، يشكل القطاع السياحي نحو 34 في المئة من مجمل القطاع التجاري المقدسي، وقد أصيب بشللٍ شبه كامل بسبب توقف السياحة، وهو ما أثر على أكثر من 1150 مقدسيا يعملون في القطاع، وينقسمون ما بين أصحاب للمحال التجارية وعاملين فيها. ويُشير الرشق إلى أن توقف السياح أثر على نحو 462 متجرا متخصصا ببيع التحف الشرقية في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، ويضيف الرشق أن 9 في المئة فقط من القطاع التجاري استطاع الاستمرار(6).
__________
(1) الجزيرة نت، 23/2/2024.
(2) المرجع نفسه.
(3) الجزيرة نت، 8/12/2024.
(4) الجزيرة نت، 1/5/2025.
(5) موقع مدينة القدس، 31/7/2024.
(6) القدس البوصلة، 21/7/2024.ف