عربي21:
2025-12-13@03:09:22 GMT

جيش إسرائيل في واشنطن.. من كلمات

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

على مدى عقود، استطاعت إسرائيل، بدعم من مناصريها في الولايات المتحدة، التأثير بشكل مباشر وغير مباشر على السياسيين الأمريكيين وعلى الخطاب السياسي ووسائل الإعلام. ومما ساعدهم في ذلك بشكل جزئي هو غياب أي خطاب عربي بذات المستوى والدعم والانتشار. هذا التأثير الداعم لإسرائيل ساهم في تشكيل رؤية موحدة وغير متوازنة تجاه القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة بشكل خاص.



ولكن، أدى تفجر وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول إلى المعلومات غير المفلترة عن الأحداث في غزة، بما في ذلك التقارير عن المجازر والإبادة الجماعية وأسر الأطفال والنساء، إلى تغيير المشهد بشكل دراماتيكي هز قواعد الصهاينة، على الأقل حتى الآن.

انتشار هذه الحقائق والمعلومات أثار ردود فعل سلبية قوية في الأوساط الأكاديمية المستقلة والجامعات تجاه إسرائيل، مما أدى إلى زعزعة الخطاب الذي طالما سعى مناصرو إسرائيل إلى ترسيخه. ويبدو أن هذا الواقع قد سبب للبروفيسورة روث ويس، الشخصية البارزة في أدب اليهود والأكاديمية المعروفة في جامعة هارفرد، خوفا وهلعا من أن تنسف هذه التطورات الجديدة وغير المتوقعه كل ما تم بناؤه خلال عقود من خطاب يعتبره مناصرو إسرائيل نجاحا لهم. ويشير هذا التطور إلى أن نصرة القضية الفلسطينية قد تبدأ أولا من خلال الإعلام والقوانين التي تسمح للناس في الدول الديمقراطية بممارسة حريتهم في التعبير، مما يعيد تشكيل المشهد السياسي والأكاديمي بطرق غير متوقعة.

في عمر الـ87، قدمت البروفيسور روث ويس خطابا مشحونا بالإحباط والتذمر، ويعتبر بمثابة نداء واضح لليهود الأمريكيين للمشاركة بشكل أكثر فعالية في نُصرة إسرائيل من خلال ما تسميه "جيش الكلمات".

ينبع إحباط ويس، وهي أستاذة الأدب المقارن في هارفارد، كما ورد في خطابها الأخير، من التصور بأن اليهود الأمريكيين يظهرون سلبية في الدفاع عن إسرائيل في مجال الخطاب العام. وتؤكد قائلة: "مهمتكم هي جعلنا [إسرائيل] نبدو جيدين. ليست مهمتنا أن نجعلكم أنتم يا يهود أمريكا تبدون جيدين. على ماذا تقلقون وأنتم في أمريكا؟ مهمتكم هي أن تجعلونا نبدو جيدين".

تستخدم ويس مجازا قويا بين الخدمة العسكرية والخدمة في "جيش الكلمات"، وتجادل بأنه كما توجد ضرورة للدفاع الجسدي، هناك حاجة ملحة متساوية للتواصل في الخطاب العام. وترى أن المعركة من أجل صورة إسرائيل وسرديتها يتم تشكيلها بشكل رئيسي من قبل منتقديها، وخاصة في الدوائر الأكاديمية والبحثية والجامعات، بدون مواجهة كافية من المجتمع اليهودي في أمريكا. وتقول، "يجب على كل واحد منا [في إسرائيل] أن يخدم ثلاث سنوات في الجيش، وبعضنا خمس سنوات، وأنتم [في أمريكا] يجب أن تخدموا سنتين أو ثلاث سنوات في جيش الكلمات"، مؤكدة على الحاجة إلى إلمام الصهاينة ومناصريهم الجيد بلغة الخطاب السياسي والاجتماعي المتطور، "عليكم أن تبقوا على اطلاع دائم".

وتقول بنبرة تذمر وشكوى واضحة: "لا تدعوا حرب الكلمات تقتل إسرائيل. جادلوهم، لماذا تقبلون أن يستهدفوا شعب إسرائيل الصغير"؟

خلاصة القول، خطاب البروفيسورة روث ويس هو تذكير قوي بالصراع المستمر على السرد والتصور في الساحة العالمية، ودعوتها لـ"جيش الكلمات" ليست مجرد مجاز، بل خطة استراتيجية للدفاع والتواصل، تحث على تغيير الطريقة التي يتم بها سرد الرواية الإسرائيلية والدفاع عن قصة إسرائيل في الفضاء العام.

إذا كانت إسرائيل ومناصروها في الولايات المتحدة، وبرغم الدعم المادي غير المحدود لهم، وتأثيرهم المباشر على كثير من السياسيين ووسائل الإعلام، يشكون ويتذمرون ويشعرون بأنهم أصبحوا مطاردين، لمجرد وصول جزء من الحقيقة إلى بعض الأوساط الأكاديمية والعلمية في الولايات المتحدة وتفاعل الناس العفوي معها، فهذا ينبغي أن يكون محفزا لنا، ويجب أن يشجعنا هذا الواقع على أن نكون مناصرين أكثر فعالية لقضيتنا، خاصة في قلب المطبخ السياسي العالمي، وهو واشنطن.

إن مشاهدة شخصيات مثل الدكتورة ويس وآخرين مثلها، وهي تعبر عن قلقها وتذمرها، يجب أن يمنحنا بصيصا من التفاؤل، يحفزنا على العمل بجهد أكبر لنصرة قضيتنا العادلة، بالالتزام والعزيمة، يمكننا أن نسهم في تشكيل الخطاب العالمي لما يخدم قضايانا العادلة والمساهمة في تحقيق العدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل الفلسطينية الدعم إسرائيل امريكا فلسطين دعم لوبي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة سياسة صحافة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

رغم ارتفاع التضخم.. ترامب يؤكّد أن الأسعار تنخفض بشكل كبير بفضله

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الأسعار تنخفض "بشكل كبير" بفضله، رغم أن التضخم تسارع في الولايات المتحدة وفق ما أظهرت أحدث الإحصاءات المنشورة والتي تعود إلى شهر أيلول/سبتمبر، ما يشير إلى فقدان الاقتصاد الأمريكي جزءًا من زخمه في نهاية الربع الثالث، في ظل ضعف سوق العمل وارتفاع تكاليف المعيشة اللذين حدّا من الطلب.


وخلال تجمع انتخابي في ماونت بوكونو، خلال تجمع انتخابي لأنصاره في بنسلفانيا لدعم الأغلبية الجمهورية في الكونجرس بالتزامن مع انتخابات التجديد النصفي والترويج لسياساته الاقتصادية، اتهم الرئيس الأميركي المعارضة الديمقراطية بالدفع باتجاه ما وصفها الـ "خدعة" التي تفيد بأن كلفة المعيشة ما زالت مرتفعة، وأضاف ساخرا أن "الديمقراطيين الذين يتحدثون عن كلفة المعيشة، كأنهم بوني وكلايد يتحدثان عن القانون والنظام".

TRUMP: "I love this Ilhan Omar, whatever the hell her name is, with the little turban. I love her. She comes in, does nothing but bitch. She's always complaining."

"We oughtta get her the hell out! She married her brother in order to get in!" pic.twitter.com/JI5FWK2hoo — Breaking911 (@Breaking911) December 10, 2025

يذكر أن بوني وكلايد (Bonnie and Clyde) هما أشهر ثنائي إجرامي في تاريخ الولايات المتحدة خلال فترة الثلاثينيات، ويتم استخدام أسمائهما غالباً كتشبيه لثنائي يتحدث عن شيء بينما هو نفسه يمارسه بطريقة معاكسة أو غير قانونية.

وفي محاولة لصرف الأنظار عن المسائل الاقتصادية، شن الملياردير الجمهوري البالغ 79 عاما هجومًا عنيفا على خصومه السياسيين والصحافيين والمهاجرين، لا سيما الصوماليين الذين كانوا أكثر من استهدفهم في الفترة الأخيرة، ثم بدأ الحضور يصيح "أعيدوهم! أعيدوهم!"، كما أعاد ترامب الذي علّق طلبات الهجرة من 19 بلدا تعد من الأفقر في العالم، إحياء تعبير أثار صدمة كبيرة خلال ولايته الأولى بقوله إن الولايات المتحدة تسمح بدخول أشخاص من "دول قذرة".

وارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر إلى 2.8 بالمئة على أساس سنوي، وهي نسبة أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 بالمئة، كما وارتفع مؤشر أسعار المستهلك، وهو المؤشر المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، من 2.7 بالمئة في آب/أغسطس، بحسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية. 


ويوفر التقرير الذي تأخر صدوره بسبب الإغلاق الحكومي، أحدث قراءة رئيسية لمعدل التضخم قبل اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي قرارا بشأن معدل الفائدة الأسبوع المقبل، وفق وكالة "فرانس برس"،  وخفض الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، الأربعاء، معدل الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، مشيرًا إلى مخاوف على صلة بسوق العمل مع بقاء التضخّم مرتفعا، في قرار توقعته الأسواق المالية لكنه اتخذ وسط انقسام متزايد.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة لإزالة الدمار في غزة
  • الولايات المتحدة ترحب بإعادة بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • إجلاء عشرات آلاف السكان جراء فيضانات في الولايات المتحدة وكندا
  • إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنان
  • إعلام عبري: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالتحرك لنزع سلاح حزب الله
  • الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بإزالة الأنقاض من غزة
  • السلطات الأمريكية تطلب من السياح كلمات سر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي
  • رغم ارتفاع التضخم.. ترامب يؤكّد أن الأسعار تنخفض بشكل كبير بفضله
  • الأمم المتحدة: نرفض بشكل قاطع أي تغيير في حدود غزة