فى مسيرة الحضارة العربية بلسان عربى مبين انتشر نورها فأضاءت ظلمات العصور الوسطى، كما قدمنا؛ فكان الناطق باللغة العربية غير عربى، ومع هذا تفوق على بعض أبناء اللغة العربية فى فقهها، وفى التأليف فيها، وجرت اللغة العربية على ألسنتهم فى آفاق العالم من خلال مؤلفاتهم، واختراعاتهم وابتكاراتهم، ومن خلال إبداعات هؤلاء العلماء المسلمين- غير العرب- حملت اللغة العربية مشعل الحضارة على أيديهم، ومن هؤلاء على سبيل المثال:
الأصفهانى، الراغب، الحسين بن محمد ( ت 502هـ/1108م)، المفسر واللغوى ولد فى أصفهان، وأبوعلى الفارسى (ت987هـ) المولود فى (فسا) فى إيران، والفيروزبادى، أبوطاهر (729ـ817هـ /1329ـ1414م) المولود بكارزين قرب شيراز، وفيروزاباد مدينة فى إيران، وهى قاعدة إقليم شهرستان، ومعناها مدينة الانتصار، والهمذانى، «بديع الزمان» (968م) ولد بهمذان، وانتقل إلى خراسان وجرجان ونيسابور، ثم استقر فى هراة.
وفى الرى ولد الرازى، أبوبكر (864ـ932م)، جالينوس العرب، أو طبيب المسلمين، ومدبر البيمارستانات، والرازى، أحمد بن محمد الكنانى (ت 344هـ /955م)، المؤرخ الأندلسى، والرازى، فخر الدين (ت 606هـ/1210م) المفسر. ولد بالرى وتوفى بهراة، والرازى، قطب الدين (ت 766هـ/1365م) عالم الحكمة والمنطق، والرازى، محمد بن موسى الكنانى (ت273هـ/886م) المؤرخ الأندلسى، والبخارى، محمد بن إسماعيل(194ـ256هـ/ 810-870م) المحدث الحافظ الفقيه المؤرخ ولد فى بخارى وتوفى فى خزتك (سمرقند)، وزار خراسان، وخرداذبة، عبيد الله بن أحمد (820ـ 913م) صاحب المسالك والممالك، فارسى، ومن أهل خراسان الخوارزمى، محمد بن أحمد (ت997م)، والسكاكى، يوسف بن أبى بكر الخوارزمى (1160-1228م) البلاغى الكبير، وصاحب كتاب مفتاح العلوم، والخوارزمى، محمد بن موسى (ت849م) عالم الرياضيات، ومن مصنفاته الجبر والمقابلة، والسمرقندى، أبوالقاسم، الليثى (ت بعد 888هـ/1483م) الفقيه الأديب، وهى مدينة فى أوزبكستان، والسمرقندى، إمام الهدى، نصر أبوالليث (373هـ/93م)، والسمرقندى، شمس الدين (ت نحو 1291م)، العالم المنطقى الفلكى الأديب، والسمرقندى، علاء الدين محمد (ت 553هـ/1158م) الفقيه، والسمرقندى، نجيب الدين أبوحامد، الطبيب المعاصر لفخر الدين الرازى، والبذخشى، محمد (ت922هـ/1516م) الأصولى الباحث فى العلوم العقلية، ولد فى بذخشان فى جمهورية طاجيكستان، والفارابى (ت 950هـ) نسبة إلى فاراب فى تركستان، والجرجانى، عبدالقاهر (ت 1078م) لغوى وبلاغى ومفسر، من جرجان فى إيران، والجرجانى، القاضى، أبوالحسن (948-1001م) الشاعر والناقد صاحب (الوساطة) من جرجان، الجرجانى، على بن محمد (1339ـ 1413م) المتكلم الفيلسوف من جرجان، علم فى شيراز، والاسفرازى، المظفر بن إسماعيل (ت نحو 987م)، الفلكى المهندس عاصر عمر الخيام، اشتغل فى الرصد، وفى صنع الحيل، أو الآليات، وصنع ميزاناً للغبار فى النقود، والفرغانى، أبوالعباس أحمد، الذى قاس النيل سنة 861م، وله جوامع علم النجوم والحركات السماوية عن اللاتينية، وله الكامل فى الاسطرلاب، والفرغانى، على بن عثمان(ت 569هـ/1173م)، الفقيه، نسبة إلى فرغانة فى جمهوريات أزبكستان وطاجيكستان، وفتحها العرب سنة 712م.
ونضرب مثلاً بإقليم من الأقاليم، حيث انتمى إلى سمرقند فى أوزبكستان كثير من العلماء، كما أشرنا، منهم:
السمرقندى، أبوالقاسم (ت بعد 888هـ/1483م)، وإمام الهدى، أبوالليث (ت373هـ/983م)، وغيرهما، والغافقى، والسرخسى، محمد بن أحمد بن أبى سهل، شمس الأئمة (ت نحو 490هـ/1097م)، الفقيه، نسبة إلى سرخس على الحدود الإيرانية الروسية، الخوارزمى، أبوبكر (928ـ 993م)، اللغوى النسابة، والخوارزمى، محمد بن أحمد الكاتب (ت 997م)، العالم من أهل خراسان، والخوارزمى، محمد بن موسى (ت849م)، أحد منجمى المأمون، وأخذ عن الهند والفرس علم الرياضيات، والجبر والمقابلة، ونشط مدرسو نيسابور، وخوارزم من بلاد الفرس، والقلصادى، أبوالحسن (1410- 1486م)، الرياضى الذى ولد فى بسطة بغرناطة، وتوفى فى باجة بإفريقيا، ومن مدينة سماونة فى تركيا، كان منها: قاضى سماونة، ابن محمود (ت نحو 823هـ/1420هـ)، ولد بقلعة سماونة فى تركيا، وتوفى قاضمير، قاضى مير حسن (904هـ/1498م) فى عراة، وله مختصر مقاصد حكمة فلاسفة العرب، ترجمه إبراهيم الحاقلانى إلى اللاتينية 1641م، ومن إيران كان قاضى زادة، موسى بن محمد (ت نحو 825هـ/1422م) عالم الرياضيات والفلك والحكمة، نشأ فى يروسة، طلب العلم فى إيران، وسافر إلى خراسان، وكان الرومى: قاضى زادة، أحمد الأدرندى الرومى (ت 988هـ/ 1580م) الذى نشأ فى أدرنه، وتوفى فى القسطنطينية، والمقريزى (766ـ845هـ/ 1364ـ1442م).
عضو المجمع العلمى المصرى، وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة عين شمس بن محمد محمد بن بن أحمد
إقرأ أيضاً:
الإنسانية لا تعرف حدود المكان أو الزمان!
في أوقات السلم والحرب، تظهر الإنسانية في صور شتى، قد تكون الإنسانية مجرد شعارات لا أكثر، وقول يطرب آذان الضعفاء ويمنحهم الأمل بواقع أجمل مما يعيشونه الآن في ظل ظروف معيشية وصحية ونفسية قاسية، لكن حبال الأمل تنقطع عندما يستفيقون من أحلامهم ليجدوا بأن كل ما سمعوه طويلا أصبح حبرا على ورق وليس هناك فعل ملموس ينتظرهم.
بلدان شتى من العالم تئن من وطأة الفقر والجهل والمرض، أطفال يأتون إلى الحياة وليس في جعبتهم أي أمل في حياة أفضل من آبائهم وأمهاتهم، الفقر هو خنجر مسموم يطعنهم في سائر أجسادهم، يجعلهم يحسون بمرارة العيش وقسوة الأيام.
من هذه النافذة كانت الإنسانية هي الملجأ لمن لا ملجأ له، الإنسانية هي جزء مهم من التضامن مع الآخرين، وإحساس بما يعانونه من حاجة للخروج من عنق الزجاجة التي تكتم على أنفاسهم منذ ـن فتحوا أعينهم على الحياة بمنظور أنهم بشر طبيعيون لهم آمالهم وأحلامهم وحياتهم الخاصة بهم.
الإنسانية هي المحرك الأساسي الذي يدفع الآخرين للتدخل لمساعدة الضعفاء والمستضعفين في الأرض، الإنسانية مصطلح عميق للغاية لا يؤمن بالأقوال فقط وإنما أيضا بالأفعال.
في أوقات الأزمات تجد الإنسانية حاضرة في مشاهد تستحق أن نقف لها بتحية إجلال وتقدير، ولكن عندما تغرب شمس الإنسانية وتتوحش الآدمية، تصبح الأماكن جرداء قاحلة من أي وجه للحياة، فالأرض تصبح مجرد أحجار صماء لا تنطق إلا بالوحشة والبؤس والشقاء والألم.
لقد أصبحت الكثير من دول العالم تحتاج منا بعضا من وقود الإنسانية، فما يحدث الآن في العالم من نزاعات وشقاق وحروب ضروس تؤكد على غياب الضمير الإنساني الذي من المفترض أن يكون لسانا صادقا يحتوي معنى الإنسانية التي عرفتها البشرية منذ عصور قديمة.
هناك ملايين البشر يُهجَّرون سنويا من ديارهم بسبب الحروب وآخرون يقضون نحبهم تحت المباني التي تهدمت على رؤوسهم، والآلاف الجرحى يئنون من أوجاعهم بعد أن فقدوا أجزاء مهمة في أجسادهم، إنها بحق مأساة إنسانية.
كم تمر علينا في نشرات الأخبار وغيرها مئات الصور المؤلمة التي تجرح القلوب وتدميها، مشاهد تعمق معاني الحزن والبؤس، وبالرغم من ذلك لا يلتفت العالم مطلقا إلى ما صنعته أسلحة الدمار والقتل التي صُوّبت نحو الأبرياء، فالرصاص الحي والقنابل لا تفرق ما بين البشر، فمهمتها تكمن في تدمير الأشياء وإصابة الأهداف وإزهاق الأرواح البريئة، من المؤسف أن المعتدي يبرر أفعاله المشينة ويتحدث عن تضامنه مع عائلات القتلى والمصابين ويبرئ نفسه من كل ما صنعته آلة الحرب التي لا تزال في يديه.
في هذا العالم هناك ملايين الأفواه الجائعة والأجساد الممزقة التي أعياها التعب والجراح، وغيرها لا يزال مصيرها مجهولا ومستقبلها غامضا، وأشياء أخرى لا يلتف إليها القادة الكبار الذين يصدرون أوامرهم في إطلاق النيران على المدنيين.
أي جرم هذا الذي اقترفته تلك الأنامل الصغيرة، وأي عذاب ينتظرهم، وأي إنسانية يدّعيها العالم تحت قبة مجالسهم الأممية، الإنسانية الحقيقية لا تؤمن ولا تقدِم على زعزعة أمن الأبرياء والتنكيل بهم.
عندما لا يوجد مكان آمن يحتمي به الصغير أو الكبير تصبح الإنسانية لا وجود لها، الإنسانية هي أن تراعي الواجبات والحقوق، والإنسانية ليست ادعاء واستنكارا وشجبا وقلقا، الإنسانية هي من توجِد حياة أفضل بين البشر، وطريقا نحو أمن وسلام واطمئنان، هكذا هي الإنسانية التي يجب أن يوجِدها العالم وهي من يجب أن تسود في العموم.
الإنسانية دوما يقال عنها بأن ليس لها مكان محدد أو زمان معين بل هي انتشار في كل الاتجاهات وفي كل بقعة يتنفس من رئتها البشر، الإنسانية ستظل دوما شيئا عظيما لا مجرد شعارات كاذبة أو تصريحات عابرة.