جوتيريش ينتقد خطط خفض الانبعاثات المُعلن عنها في "كوب 28"
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
ذكرت صحيفة /فاينانشيال تايمز/ البريطانية أن رئيس قمة المناخ المنعقدة في دبي /كوب 28/ سلطان الجابر لعب دور الوسيط في سلسلة من التعهدات، كجزء من تحالف عالمي جديد للتخلص من الكربون، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش انتقد خطط خفض الانبعاثات التي أعلنها الجابر ووصفها " أنها لا ترقى إلى ما هو مطلوب".
فبعد أقل من 24 ساعة من إعلان الخطط قال جوتيريش إن الاتفاقية "لا تقول شيئا عن القضاء على الانبعاثات الناجمة عن استهلاك الوقود الأحفوري.. العلم واضح، نحن بحاجة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري ضمن إطار زمني يتوافق مع الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية".
وأضاف أنه " لم يقدم الإعلان أي رؤية واضحة بشأن المسار للوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، وهو أمر ضروري للغاية لضمان النزاهة.. يجب ألا يكون هناك مجال للغسل الأخضر"، موضحا أن الخطة الموازية التي وضعتها 116 دولة لزيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف هي موضع ترحيب، لكنها "تفتقر إلى استراتيجية شاملة لمعالجة اعتمادنا على الوقود الأحفوري".
وبحسب الصحيفة، تضمنت حزمة الجابر - التي أعلنتها رئاسة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين مع المملكة العربية السعودي - مجموعة من حوالي 50 شركة رائدة في مجال النفط والغاز تلتزم بخفض الانبعاثات من عملياتها إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، غير أن الحزمة لم تغطي الجزء الأكبر من الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي الناتجة عن حرق المستهلكين النهائيين لمنتجاتهم من النفط والغاز، ولم توافق أي من الشركات على خفض الإنتاج.
ووصف الأكاديمي البريطاني وخبير البصمة الكربونية، مايك بيرنرز لي، الحزمة بأنها "هراء"، مشيرا إلى عدم وجود أهداف قصيرة المدى لخفض الانبعاثات الإجمالية لشركات النفط والغاز.. وأضاف - في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي - "قد فات الأوان ل2050 ما لم يتم إجراء تخفيضات ضخمة الآن".
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن هناك حاجة إلى كبح عمليات تطوير النفط والغاز والفحم الجديدة للوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050.
وفي مقابلة مع الفاينانشيال تايمز، انتقدت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا أيضا إعانات دعم الوقود الأحفوري التي تقدمها الحكومات، والتي يقدر صندوق النقد الدولي أنها ارتفعت إلى 1.3 تريليون دولار من التكاليف المباشرة سنويا.
وقالت جورجييفا إن الإلغاء التدريجي لمثل هذا الدعم يعد "مهمة بالغة الأهمية"، لكنها مهمة لم "يتقبلها العالم بكل صدق".. مضيفة "ليس من المنطقي الاستمرار في دعم الوقود الأحفوري.. نعلم أننا كبشرية لا يمكننا الاستمرار".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جوتيريش كوب 28 الوقود الأحفوری النفط والغاز
إقرأ أيضاً:
النمو الاقتصادي ارتبط بارتفاع الانبعاثات لعقود الآن يحدث العكس
بعد مرور عقد على اتفاق باريس للمناخ، بدأ الارتباط بين الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع الانبعاثات يتفكك.
يزداد عدد الدول التي تقلّص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فيما تواصل اقتصاداتها النمو، مفنّدًا الاعتقاد السائد منذ عقود بأن خفض الانبعاثات يعرقل النمو.
حلّل تقرير جديد صادر عن ال وحدة الطاقة والذكاء المناخي (ECIU) 113 دولة، تمثل أكثر من 97 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و93 في المئة من الانبعاثات العالمية.
باستخدام أحدث بيانات ميزانية الكربون العالمية لعام 2025، ومنهج تصنيف أكثر تفصيلاً من الدراسات السابقة، وجد الباحثون أن "تحولاً لافتاً" يحدث تحت السطح، إذ بات فك الارتباط "هو القاعدة لا الاستثناء".
ما هو فك الارتباط؟يشير فك الارتباط بين الانبعاثات والنمو إلى مدى قدرة الاقتصاد على النمو من دون زيادة انبعاثاته الكربونية. ويمكن تقسيمه إلى ثلاث فئات.
يُعد فك الارتباط المطلق، الذي يراه الباحثون النتيجة المثلى، الحالة التي تتراجع فيها الانبعاثات بالتزامن مع نمو اقتصادي إيجابي. أما فك الارتباط النسبي فيحدث عندما ترتفع الانبعاثات ولكن بوتيرة أبطأ من الناتج المحلي الإجمالي.
وعلى الطرف الآخر من الطيف تأتي إعادة الارتباط المطلقة، حيث ترتفع الانبعاثات فيما يتراجع الناتج المحلي الإجمالي. ويرى التقرير أن هذه الحالة نادرة لكنها قد تظهر خلال "فترات توتر اقتصادي حاد" كما حدث أثناء جائحة كوفيد-19.
Related كواليس عرض بقيمة مليون يورو لإطلاق أول جائزة نوبل للمناخ.. تعرف عليهاالأمم المتحدة تدعو إلى استثمار مناخي عالمي لتحقيق مكاسب بقيمة 17 تريليون يورو بحلول 2070وبينما تقول "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC) إن إمكان تحقيق فك الارتباط المطلق على نطاق عالمي أمر "محل جدل"، فإن كسر الصلة بين الناتج المحلي الإجمالي وثاني أكسيد الكربون يظل ضرورياً لتحقيق الأهداف المناخية كما نص عليها الاتفاق باريس.
ويقرّ التقرير بأن استخدام فك الارتباط كمؤشر للتقدم في العمل المناخي ينطوي على محدوديات.
وقد رصدت تحليلات سابقة حالات فك ارتباط كانت مؤقتة أو متأثرة بما إذا كانت الانبعاثات تُقاس على أساس إقليمي (الانبعاثات داخل الحدود الجغرافية للدولة) أم على أساس الاستهلاك، الذي يحسب أيضاً الانبعاثات الناجمة عن السلع المستوردة.
كيف تؤثر الانبعاثات المخفضة في النمو الاقتصادي؟وجد التقرير أن فك الارتباط منتشر "على نطاق واسع" في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، مع تحقيق العديد من الاقتصادات الناشئة "تحولات كبيرة" بالانتقال من حالة ارتفاع الانبعاثات بوتيرة أسرع من نمو ناتجها المحلي إلى فك الارتباط المطلق.
اليوم، 92 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و89 في المئة من الانبعاثات العالمية تقع داخل اقتصادات حققت فك ارتباط نسبياً أو مطلقاً. وهذا ارتفاع من 77 في المئة لكليهما في العقد السابق لاتفاق باريس (2006 إلى 2015).
بين 2015 و2023، حققت دول تمثل قرابة النصف (46 في المئة) من الناتج المحلي الإجمالي العالمي فك ارتباط مطلقاً، إذ نمت اقتصاداتها مع خفض الانبعاثات. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 38 في المئة مقارنة بالفترة السابقة لاتفاق باريس.
صنّف الباحثون كل دولة ضمن واحدة من ثلاث فئات: "مستمرون في فك الارتباط"، وهم من حققوا فك ارتباط مطلقاً في كل من 2006 إلى 2015 و2015 إلى 2023؛ و"محسّنون"، وهم من لم يحققوا فك الارتباط المطلق قبل اتفاق باريس لكنهم فعلوا ذلك في 2015-2023.
أما "المرتدّون" فهُم الدول التي حققت فك ارتباط مطلقاً بين 2006 و2015 لكنها لم تفعل ذلك خلال فترة 2015 إلى 2023.
أين تقف أوروبا؟صُنّفت غالبية الدول الأوروبية ضمن فئة المستمرين في فك الارتباط، بما في ذلك النمسا وبلجيكا وبلغاريا والتشيك وألمانيا والدنمارك وإسبانيا وإستونيا وفنلندا وفرنسا والمملكة المتحدة والمجر وإيرلندا وهولندا والنرويج وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا والسويد.
استخدمت هذه النتائج الانبعاثات القائمة على الاستهلاك لمعالجة المخاوف من أن الاقتصادات المتقدمة تقوم بـ"off-shoring" لانبعاثاتها عبر إسناد الإنتاج كثيف الكربون إلى دول نامية.
وصُنفت بيلاروس وسويسرا واليونان وإيطاليا والبرتغال ضمن فئة المحسّنين، في حين أُدرجت ليتوانيا ولاتفيا وسلوفينيا ضمن المرتدّين.
وسُجلت بعض أكبر التخفيضات النسبية في الانبعاثات في أوروبا الغربية، بما في ذلك النرويج وسويسرا والمملكة المتحدة.
"فك الارتباط بات القاعدة الآن""يُقال لنا أحياناً إن العالم لا يستطيع خفض الانبعاثات من دون خفض النمو"، يقول جون لانغ، أحد مؤلفي التقرير والمسؤول عن برنامج تتبع الصافي الصفري في ECIU.
"لكن ما يحدث هو العكس. فك الارتباط بات القاعدة لا الاستثناء، والنسبة من الاقتصاد العالمي التي تفك ارتباط الانبعاثات على نحو مطلق تتزايد بثبات."
لانغ يقرّ بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ما زالت ترتفع، وإن بمعدل أبطأ بكثير مما كان عليه قبل عشرة أعوام. لكنه يؤكد أن "التحول البنيوي لا يمكن إنكاره".
ورحّب غاريث ريدمون-كينغ من ECIU أيضاً بهذه النتائج، واصفاً الزخم الذي بناه "اتفاق باريس" بأنه لا يمكن وقفه.
ويضيف: "هناك اليوم عدد أكبر من العاملين عالمياً في الطاقة النظيفة مقارنة بالوقود الأحفوري، وفي بلداننا تنمو صناعات الصافي الصفري بسرعة تعادل ثلاثة أضعاف نمو الاقتصاد ككل".
ومع تفاقم تهديد تغير المناخ، يحذر ريدمون-كينغ من أن الصافي الصفري يظل "الحل الوحيد لوقف تأثيرات تزداد كلفة وخطورة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة