نيويورك تايمز: ردود الفعل العنيفة على الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل تهدد حرية التعبير
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
أثار فيلم وثائقي أميركي من إنتاج يهود يساريين، يتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، انقساما حول إسرائيل بين العديد من اليهود الأميركيين ذوي الميول اليسارية، بحسب مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية للكاتبة ميشيل غولدبيرغ.
وذكر المقال أن الفيلم يركز في جزء كبير منه على ناشطة يهودية تدعى سيمون زيمرمان تربت منذ نشأتها لتكون صهيونية مخلصة، لكنها ما لبثت أن بدأت التشكيك في معتقداتها حتى عندما كانت تدافع عن إسرائيل في جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي.
وأسست زيمرمان منظمة (IfNotNow) -وتعني "إن لم يكن الآن"- وهي جماعة يهودية مناهضة للاحتلال كانت في طليعة العديد من الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتشير غولدبيرغ في مقالها إلى أن الفيلم -وهو بعنوان "الإسرائيلية"- من إخراج إيرين آكسلمان وسام إيليرتسن اللذين ينتميان لجيل زيمرمان نفسه، وأكدا للكاتبة أنه بروايتهما قصة سيمون إنما يسردان جانبا من قصص جيلهما.
وعندما حاول الطلاب اليهود التقدميون في جامعة بنسلفانيا عرض الفيلم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفضت إدارة الجامعة السماح لهم بذلك خوفا من "رد فعل سلبي محتمل في الحرم الجامعي" كما قيل. غير أن الطلاب تمكنوا من عرض الفيلم، ويواجهون الآن احتمال خضوعهم لإجراءات تأديبية من قبل الإدارة.
عرض الفيلم رغم تذرع الإدارة
ولفتت الصحفية الأميركية في مقالها إلى أن كلية هانتر في نيويورك ألغت هي الأخرى في الشهر الماضي، عرض فيلم "الإسرائيلية"، وتذرعت الرئيسة المؤقتة للكلية، آن كيرشنر، بما سمته "خطر الخطاب المعادي للسامية والمثير للانقسام". ولكن في غمرة غضب موظفي الكلية وطلابها، تقرر عرض الفيلم في أحد أيام الأسبوع الحالي، طبقا لغولدبيرغ.
وانتقدت الكاتبة رفض بعض إدارات الجامعات في الولايات المتحدة عرض فيلم وثائقي يروي قصص يهود يساريين ومن إنتاجهم، بحجة أنه لا يبدي اكتراثا بإسرائيل. واعتبرت أن هذه الذريعة توضح مدى الارتباك الذي تشهده حرية التعبير الأكاديمي في هذه الآونة.
وأضافت أنه منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أثارت "النزعة النضالية القوية المناصرة للفلسطينيين" من جانب العديد من نشطاء الجامعات، حالة من الذهول وسط المراقبين الذين شعروا كما لو أن "هوة أخلاقية" قد انفتحت بين المؤسسة الليبرالية وأبنائها.
جلسة استماع بالكونغرسوأوضحت غولدبيرغ أن ردود فعل عنيفة على النشاط المؤيد للفلسطينيين، آخذة في الازدياد، مضيفة أنه من المقرر أن يمثل في وقت لاحق اليوم الثلاثاء رؤساء جامعتي بنسلفانيا وهارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أمام الكونغرس في جلسة استماع بعنوان "محاسبة قادة الحرم الجامعي ومواجهة معاداة السامية".
وكشفت كاتبة المقال أن كبار المانحين تخلوا عن تمويل العديد من الجامعات والكليات، للسبب نفسه، ونقلت عن المخرج آكسلمان القول "من الواضح أن صعود نبرة معاداة السامية أمر حقيقي فعلا"، مشيرا إلى أن "هناك أناسا -لا سيما من اليمين المؤيد لإسرائيل- يستخدمون بلا مبالاة كلمة معاداة السامية، ويرمون بها أي شخص ينتقد إسرائيل، فلسطينيا كان أو يهوديا، وقد رأينا هذه الظاهرة تتسارع بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عرض الفیلم العدید من
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تهدد بضم مستوطنات الضفة وغور الأردن حال الاعتراف بفلسطين
إسرائيل – هدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، امس الأحد، بفرض السيادة على مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن، ردا على أي اعتراف بدولة فلسطين من دول كبرى بينها بريطانيا وفرنسا، وفق ما أفادت به صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.
ونقلت الصحيفة، عن ساعر، قوله إن “أي خطوات أحادية ضد إسرائيل ستقابل بخطوات أحادية من قبلها”، في إشارة إلى نية تل أبيب الرد بضم أراض فلسطينية حال الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ساعر هدد الدول التي تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بأن هذه الخطوة ستقابل بضم أحادي من قبل إسرائيل لمستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن.
وقالت “يسرائيل هيوم” إن هذا التحذير يأتي في ظل الجهود التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعقد مؤتمر دولي في نيويورك، منتصف يونيو/حزيران المقبل، بهدف حشد اعترافات دولية بدولة فلسطينية، بدعم من السعودية.
وذكرت مصادر دبلوماسية للصحيفة، أن ماكرون، يسعى إلى أن يكون 18 يونيو، موعدا لإعلانات رسمية من عدة دول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، التي اتهمت الرئيس الفرنسي بـ”الخداع”، مدعية أنه أبلغ تل أبيب مسبقا بعدم اتخاذ هذه الخطوة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنها لن تشارك في المؤتمر، لكنها لن تمارس ضغوطا علنية على الدول الأخرى لثنيها عن المشاركة.
وتعترف 149 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، ويأمل الفلسطينيون بتحقيق مزيد من الاعترافات خلال مؤتمر نيويورك.
وفي 20 يوليو/ تموز 2024، قالت محكمة العدل الدولية إن “استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني” مشددة على أن للفلسطينيين “الحق في تقرير المصير”، وأنه “يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة”.
ووفق تقارير فلسطينية، فإن “عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية”.
والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة من الحكومة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 960 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 16 ألفا و400، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
الأناضول