ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أعمال الجلسة الختامية للدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحضور فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة ضيف الشرف، بفندق شيراتون الدوحة أمس.


وألقى سمو الأمير رئيس الجلسة كلمة فيما يلي نصها:

بـسـم الله الــرحـمـن الـرحـيــم
إخـوانـي أصـحـاب الجـلالـة والـسـمـو،
أصـحـاب الـمـعـالـي والـسـعـادة،
الـحـضـور الـكـرام،
أود في ختام أعمال الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى، التي تشرفت دولة قطر باستضافتها أن أعبر عن بالغ السعادة لـما ساد فيها من روح أخوية تـميزت بالتفاهم والـحرص على الـموضوعية في الـمناقشات، والحكمة في صياغة القرارات الصائبة التي أسفرت عنها، والتي نأمل أن تسهم في تحقيق الخير والازدهار لدولنا وشعوبنا الشقيقة والإسهام في خدمة قضايا أمتينا العربية والإسلامية.
كما أتوجه بالشكر والتقدير لأصحاب السمو والـمعالي أعضاء الوفود ومعالي الأمين العام لـمجلس التعاون وكافة العاملين بالأمانة العامة على ما بذلوه من جهد كبير في هذه الدورة.
وختاما أعرب لكم عن بالغ اعتزازنا وصادق ترحيبنا بكم بين أهلكم وإخوانكم، متطلعين إلى اللقاء بكم في القمة القادمة إن شاء الله، وسائلينه عز وجل أن يحفظكم برعايته وعنايته ويوفقنا معا لـما فيه الخير لدولنا وشعوبنا الشقيقة.
والـسـلام عـلـيكـم ورحـمـة الله وبـركـاتـه.
كما ألقى سعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كلمة بهذه المناسبة.
حضر الاختتام سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، وسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير.
كما حضر الاختتام معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وأعضاء الوفود، والأمناء المساعدون وأعضاء الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون وضيوف القمة.
عقب ذلك، أقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى مأدبة غداء تكريما لإخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مجلس التعاون الخليجي آل ثانی

إقرأ أيضاً:

ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية؟

كلما أتأمل كل هذا الاستنفار والتضامن الأمريكي والغربي مع إسرائيل، وكل تلك الزيارات التضامنية لوزير الخارجية الأمريكي للكيان الصهيوني، وزيارات الضغط على الأنظمة العربية من أجل هذا الكيان المغتصب، برغم كل تلك المجازر والمحارق والإبادة الجماعية المستمرة منذ عام في غزة والضفة ثم لبنان، يتملكني الغضب والغيظ!

لقد اصطلحت اليوم الصهيونية العالمية مع الاستعمار الغربي على قتل المسلمين واستئصال شأفتهم في غزة، وانكشفت سوأتهم، وبان باطلهم، وظهرت نيتهم في دعمهم وصمتهم على كافة الانتهاكات لحقوق الإنسان، والإبادة الجماعية والمجازر والمحارق مع ما لهذه الكلمات من معان، كما صمتوا صمت القبور على الاحتقار والاستهزاء بمؤسساتهم الدولية والحقوقية ومواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

ويزداد غضبي وغيظي كلما زاد الصمت العربي والإسلامي من جهة، والتواطؤ مع العدو ضد المقاومة والخيانة من جهة أخرى، وكأن ما يحدث لأهلنا في غزة والضفة ولبنان لا يعنينا من قريب ولا من بعيد!

وأردد مع الشاعر:

تبلد في الناس حس الكفاح   ومالوا لكسبٍ وعيشٍ رتيب
يكـاد يزعـزع مـن همتي   سدور الأمين وعزم المريب

وأدعو مع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة، وجلد الفاجر".

ففي الوقت الذي اصطلح فيه الغرب واصطف صفا واحدا خلف الولايات المتحدة على دعم إسرائيل في إبادة قطاع غزة، تفرقنا نحن واختلفنا على المقاومة وشرعية دعمها، وصرنا أعداء بعضنا، وتملكتنا الهزيمة النفسية والوهن. وفهم حكامنا خطأ بأن النار التي أشعلتها إسرائيل في المنطقة لن تطالهم أو تحرقهم، وهذا خطأ كبير وخلل استراتيجي خطير، وخطر داهم على الأمن القومي العربي، إن لم نتداركه ونطفئ نار الحرب تلك فإن ثوبنا العربي الذي احترق بعضه في غزة ولبنان سوف تشتعل فيه النيران وتأتي عليه كله لا سمح الله.

ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى أغمضت عيونها عن رؤية مجازر غزة وقتل النساء والاطفال، وحرقهم وهم أحياء، وهدم منازلهم فوق رؤوسهم، وعن رؤية مناظر الجوع لشعب بأكمله دون أن تتحرك فينا النخوة والشهامة العربية والفزعة، في الوقت الذي يموت فيه البعض منا من كثرة الأكل والسمنة؟

ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى أصمّت آذانها عن سماع صراخ الثكالى والأطفال واستغاثة العجائز والنساء من هول سقوط الصواريخ والقنابل فوق رؤوسهم وهم في بيوتهم لا يقدرون على الهرب منها، ولا يستطيعون الفرار إلى مكان آمن يطلبون فيه النجاة، حيث لم يعد في غزة كلها مكان آمن يفر إليه الخائفون.

ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى خرصت ألسنتهم عن الهتاف والتظاهر والتضامن والصراخ من أجل إنقاذ إخوانهم في العروبة والإسلام، وتملكهم الخوف والجبن والأنانية؟!

لقد نسيت أو تناست أمتنا العربية والإسلامية الحقائق الثابتة لعروبتنا وقوميتنا ووحدتنا وحقوق الجيرة، ونسيت حقائق ديننا الحنيف الثابتة أن المؤمنين إخوة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، وأنه ليس منا من بات شبعان وجاره جائع، وأن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأن المسلم مطالب بنصرة أخيه ظالما كان أو مظلوما.

كل هذا يفرض ويوجب على أمتنا العربية والإسلامية أن تنتفض حكومات وشعوبا لإنقاذ إخوانهم، ورد القاتل والمحتل عن غيه وطغيانه وإرهابه. وتسعى بكل ما تملك من وسائل لدفع غائلة الإبادة والقتل والجوع والتشريد والموت التي لحقت بإخوانهم منذ سنة وأكثر.

إن كل مسلم وعربي مطالب بأن يسارع بالمساهمة بكل ما يملك من أجل إنقاذ ضحايا الكارثة في غزة خاصة، وفلسطين ولبنان عامة.

لقد قامت وتأسست منظمة التعاون الإسلامي والتي كانت تسمى منظمة المؤتمر الإسلامي، نتيجة ورد فعل لحرق إسرائيل للمسجد الأقصى عام 1969. قامت في الرباط، وعُقد أول اجتماع بين زعماء دول العالم الإسلامي، حيث طُرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس والمسجد الأقصى. واليوم نرى انتهاك المسجد الأقصى بشكل يومي، وإقامة صلوات توراتية فيه، والاحتفال بأعياد يهودية داخل ساحاته الطاهرة المقدسة، وتتسرب تصريحات ومخططات لهدمه وبناء الهيكل الصهيوني المزعوم على أنقاضه، ويُسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المتطرفين اليهود، وتُحرق غزة، بَشَرِها وحجرها، إنسانها ومساجدها وكنائسها، وتُباد بشكل رهيب، ثم لا نسمع للمؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية صوتا ولا همسا، ولا نرى لها حركة ولا فعلا.

إن هذا الصمت العربي والإسلامي مخيف ومقلق، لأنه أصبح ظاهرة وعلامة عربية. فمن صمت اليوم عن انتهاك مدينة عربية سوف لا يحرك ساكنا لانتهاك مدينة عربية أخرى، ومن سكت اليوم عن إبادة جماعية لشعب عربي، سوف لا يحرك ساكنا لإبادة جماعية جديدة لشعب عربي آخر.

والعدو الصهيوني إنما هو في الحقيقة عدو يتربص بكل الوطن العربي، وأطماعه الاستعمارية لا تتوقف عند حدود فلسطين، وأفكار المتطرفين لديه تدعو لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. فصراعه إذن مع العرب، وليس مع الفلسطينيين وحدهم، وخطره يتمدد ويمتد لمعظم العواصم العربية، وليس خطرا يتهدد القدس والضفة وغزة وبيروت وحدها.

وأخوف ما أخاف منه أن يأتي يوم يقول فيه الأخ القوي الذي ترك أخاه الضعيف يأكله الوحش الصهيوني، وهذا الأخ الضعيف هو خط الدفاع الأول عنه، وخط الهجوم الأخير له؛ يقول: أُكلت يوم أكل الثور الأبيض، لأنه تنازل عن المبدأ الذي يحميهم معا ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة، فعندما أعطى الموافقة على أكل الثور الأبيض أعطى الموافقة على أكله هو، كما في القصة التاريخية المشهورة.

فمن يتعظ بالتاريخ، ويعي مخططات العدو، ويحمي أمنه القومي، ويعمل على وحدة الصف العربي، ويُفعل الدفاع العربي المشترك، ويُعيد تصنيف العدو والصديق من جديد، ويُحرم التطبيع، ويتصالح مع شعبه، ويستيقظ لعدوه؟؟

مقالات مشابهة

  • القصبي،: اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج ونيوزيلندا يعكس التزامها في تعزيز علاقاتها الاقتصادية
  • المملكة تشارك في اجتماع لجنتي التعاون التجاري وشؤون التقييس بدول الخليج
  • ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية؟
  • ولي العهد بمملكة البحرين يستقبل الأمير عبدالعزيز بن سعود
  • سعود بن صقر يستقبل قنصل عام الولايات المتحدة الأمريكية
  • سعود بن صقر يستقبل قنصل عام الولايات المتحدة الأميركية
  • رئيس الدولة يبحث علاقات التعاون والعمل المشترك مع سكرتير مجلس الأمن الروسي
  • سمو ولي العهد يلتقي رئيس جمهورية السنغال
  • محمد بن راشد: مكتوم بن محمد يقود الملف المالي في دبي بكل اقتدار
  • الأمين العام لمجلس التعاون يشيد باحتضان الرياض الدورة الثامنة لمبادرة مستقبل الاستثمار