أثمرت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسعودية عن صدور بيان مشترك، أعرب فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي، عن تطلعهما لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني بين بلديهما، وجددا فيه التعاون في إطار مجموعة «أوبك+»، داعيين جميع دول المجموعة إلى الالتزام باتفاق خفض إنتاج النفط، باعتباره يصب في مصلحة الاقتصاد العالمي.

ودعا البيان، الذي صدر أمس بعد مغادرة بوتين، الذي استقبل أمس نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في موسكو، إلى ضرورة وقف العمليات العسكرية في غزة، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات إلى القطاع، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وفي إشارة لافتة، أكد الجانبان في البيان، أهمية التزام إيران بسلمية برنامجها النووي، والتعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية تضافر الجهود في إجراء مفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وتتناول مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي. إلى ذلك، أكد رئيسي أن أهم محاور زيارته لروسيا ستكون القضية الفلسطينية واستكمال ممر النقل الدولي «شمال – جنوب»، لافتاً إلى أن موسكو وطهران لديهما وجهات نظر مشتركة بشأن القضايا الإقليمية والسلام والاستقرار في المنطقة. وقال وزير الشؤون الدولية للحزب الشيوعي الصيني ليو جيان تشاو، الذي زار طهران والتقى مسؤولين إيرانيين، إن «طهران كجسر يربط بين الشرق والغرب جزء مهم من مشروع حزام واحد وطريق واحد»، مؤكدأ أن بلاده «مستعدة للتطوير الشامل للتعاون في إطار الاتفاقية الاستراتيجية المعلنة ومدتها 25 عاماً بين البلدين». وبحسب بيان إيراني، فإن المسؤول الصيني أعرب عن دعم بلاده لـ«سياسات طهران لتحقيق الأمن المستقر في المنطقة»، وتدعو للتعاون المشترك لـ «مواجهة الأحادية الأميركية». وفي تفاصيل الخبر: اتفقت السعودية وروسيا على تعزيز التعاون الدفاعي والأمني، وتنسيق القضايا ذات الاهتمام المشترك لدعم مصالحهما، وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما، ومواجهة جرائم الفساد العابرة للحدود بجميع أشكالها، وملاحقة مرتكبيها واسترداد العائدات المتحصلة منهم، لضمان الأمن والاستقرار في البلدين. وأوضح بيان مشترك أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقشا تطورات الأوضاع في فلسطين، وأعربا عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة، وشددا على ضرورة وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين، وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتمكين المنظمات الدولية الإنسانية من القيام بدورها في تقديم المساعدات الإغاثية إلى الشعب الفلسطيني. واعتبر الجانبان أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية. وجدد الجانبان عزمهما مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى صون الأمن والسلم الدوليين، وتبادلا وجهات النظر حول قضايا الساحتين الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون والتنسيق لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. ووفق البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، أمس، فإن ولي العهد السعودي والرئيس الروسي أشادا بالتعاون الوثيق لتعزيز استقرار أسواق النفط، وأكدا ضرورة التزام كل دول «أوبك+» باتفاق المجموعة ما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم نمو الاقتصاد العالمي، في إشارة إلى اتفاق خفض إنتاج النفط. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في البترول والغاز والمجال العلمي الجيولوجي وتبادل المعرفة والبيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي والاتصالات، والتقنية، والاقتصاد الرقمي، والابتكار، والفضاء، والنقل والخدمات اللوجستية. وأشاد الجانبان بنمو حجم التجارة في 2022 بمعدل 46 في المئة مقارنة بعام 2021، وأكدا استمرار العمل في سبيل تعزيز الاستثمارات المتبادلة، وتمكين القطاع الخاص، وتوفير الممكنات اللازمة، ومعالجة أي تحديات. ورحب الجانب الروسي بمبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، مؤكداً دعمه لجهود المملكة في مجال التغير المناخي وتطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون. وفيما يخص الأزمة في أوكرانيا، أعرب الجانب الروسي عن تقديره للجهود الإنسانية والسياسية لولي العهد السعودي ومن ذلك الإفراج عن عدد من الأسرى من جنسيات مختلفة، والجهود المستمرة في هذا الشأن. وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان دعمهما الكامل للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وأشاد الجانب الروسي بجهود المملكة لتشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف، وتسهيل وصول المساعدات ودعم الحكومة اليمنية مالياً لمعالجة الأوضاع الصعبة. ورحب الجانب الروسي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، معرباً عن أمله أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأكد الجانبان أهمية التزام إيران بسلمية برنامجها النووي، والتعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية تضافر الجهود في إجراء مفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وتتناول مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وأشاد الجانبان بقرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها، وأعربا عن تطلعهما أن يسهم ذلك في دعم استقرار سورية ووحدة أراضيها، وحل الأزمة وتسيير العودة الطوعية الآمنة للاجئين. إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن أهم محاور زيارته لروسيا ستكون القضية الفلسطينية، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً، ورفع الحصار عنه، وإرسال المساعدات والإمدادات، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة. وشدد رئيسي على أنه والرئيس فلاديمير بوتين لديهما وجهات نظر مشتركة بشأن القضايا الإقليمية والسلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن زيارته لروسيا هدفها التشاور بشأن العديد من القضايا الحساسة في المنطقة، وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، مؤكدا أن استكمال ممر النقل الدولي «شمال – جنوب» سيكون أحد محاور المحادثات مع بوتين. وأكّد رئيسي أنّه تم خلال هذه السنوات اتخاذ خطوات جيدة على طريق تمتين العلاقات وتوفير مصالح المنطقة، وتقوية خطوط الطاقة والصناعة والزراعة والشركات القائمة على المعرفة ومجالات التعاون المختلفة تشكل. ولفت إلى أن التواصل بين إيران وروسيا في اطار اتحاد أوراسيا ومنظمة شنغهاي للتعاون وبريكس مستمر باتجاه تدعيم التعاون الاقتصادي والتجاري، ومازالت ثمة مجالات للمزيد من تعميق التعاون. صفقة ربع القرن إلى ذلك، أجرى ليو جيان تشاو، وزير الشؤون الدولية للحزب الشيوعي الصيني محادثات مع المسؤولين الإيرانيين حول تعزيز التعاون بين البلدين. والتقى المسؤول الصيني، أمس الأول، أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، ونقل بيان رسمي إيراني عنه قوله إن «إيران كجسر يربط بين الشرق والغرب جزء مهم من مشروع حزام واحد وطريق واحد، وان الصين مستعدة للتطوير الشامل للتعاون في إطار الاتفاقية الإستراتيجية المعلنة مدتها 25 عاما بين البلدين». وأضاف البيان أن المسؤول الصيني أعرب عن دعم الصين لـ«سياسات إيران لتحقيق الأمن المستقر في المنطقة»، وتدعو للتعاون المشترك لـ «مواجهة الأحادية الأميركية». بدوره، اعتبر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي لاريجاني، خلال لقائه، تشاو، أنه «لا ينبغي السماح لجرائم إسرائيل بالاستمرار، وكذلك لا ينبغي السماح لأميركا والدول الغربية بتحقيق أهدافها في الهيمنة على المنطقة».

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: والاستقرار فی المنطقة الشعب الفلسطینی العهد السعودی تعزیز التعاون الجانب الروسی

إقرأ أيضاً:

تعاون بين «الربط الكهربائي الخليجي» و«طاقة مستدامة»


 وقّعت هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمعية «طاقة مستدامة» مذكرة تفاهم تهدف إلى إرساء إطار تعاون مشترك في مجالات البحث العلمي، وكفاءة الطاقة، والاستدامة، وتنظيم الفعاليات المتخصصة.وقّع المذكرة المهندس أحمد بن علي الإبراهيم الرئيس التنفيذي للهيئة، والدكتور سامي عبد العزيز النعيم رئيس مجلس الإدارة الجمعية، في المقر الرئيسي لهيئة الربط الكهربائي بمدينة الدمام.
ويأتي توقيع المذكرة في إطار حرص الجانبين على بناء تعاون مثمر في المجالات الصناعية والتطويرية والاستراتيجية والأكاديمية والعلمية والبحثية والتدريبية، وتعزيز أطر التفاهم المشترك بما يسهم في توطيد العلاقات وتبادل الخبرات ودعم التوجهات الوطنية نحو الاستدامة وكفاءة استخدام الطاقة.
وتهدف المذكرة إلى توحيد الجهود في تعزيز الوعي المجتمعي بالطاقة، وتنظيم المؤتمرات والملتقيات العلمية، وتبنّي مبادرات ومشاريع نوعية تدعم الاستدامة وكفاءة الطاقة، إلى جانب دعم الابتكار والبحث والتطوير في تقنيات التحول الطاقي ورفع كفاءة الموارد، ومشاركة الخبرات والتجارب بما يفضي إلى صياغة مشاريع قابلة للتنفيذ.
وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة أن المذكرة يأتي ضمن مساعي الهيئة لتوسيع شراكاتها وتعميق دورها في دعم البحوث والمبادرات التي تعزز استدامة أمن الطاقة في المنطقة، مشيراً إلى أنها خطوة تدعم نهج دول المجلس نحو مستقبل طاقي أكثر كفاءة ومرونة.
وأوضح أن التعاون مع جمعية طاقة مستدامة يمثل إضافة نوعية لدور الهيئة في نشر المعرفة العلمية، وتطوير برامج الترشيد والاستدامة، ودعم الدراسات التي تخدم مستقبل الطاقة في دول مجلس التعاون، مؤكداً أن الطاقة أصبحت منظومة متكاملة تقوم على الابتكار والوعي والمسؤولية المجتمعية، وأن الشراكة ستسهم في إطلاق مبادرات نوعية تعزز كفاءة الطاقة، ومشاركة المجتمع، وتطوير الفعاليات العلمية، وترسّخ مكانة دول الخليج كمنطقة رائدة في تحول الطاقة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الإدارة الجمعية أن المذكرة تمثل نقطة تحول في توسيع نطاق تأثير جمعية «طاقة مستدامة» وتعزيز حضورها في المشهد البحثي والمهني لقطاع الطاقة مشيراً إلى أن التعاون مع هيئة الربط الكهربائي، يفتح آفاقاً واسعة لبرامج مشتركة تُعنى برفع الوعي المجتمعي، ودعم ثقافة كفاءة الطاقة، وتعزيز العمل العلمي المتخصص، وبناء جسور معرفية تسهم في تمكين المجتمع وتطوير منظومة الطاقة.

أخبار ذات صلة المصادقة على النتائج النهائية لانتخابات البرلمان في العراق فان دايك يريد بقاء صلاح في ليفربول المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • تعاون بين «الربط الكهربائي الخليجي» و«طاقة مستدامة»
  • طحنون بن زايد: السلام والاستقرار والازدهار لجميع دول العالم
  • الرئيس العراقي يجدد التزام بلاده بحفظ الأمن والاستقرار وترسيخ أسس ومبادئ الديمقراطية
  • رئيس الوزراء العراقي: حققنا الأمن والاستقرار في البلاد رغم التحديات
  • حاكم دارفور يدعو لتكثيف جهود استعادة الأمن والاستقرار في السودان
  • السيسي وماكرون يؤكدان دعم السودان واستقرار المنطقة ويتبادلان التهاني بالعام الجديد
  • في فترة عصيبة.. ماذا أراد الرئيس الإندونيسي من زيارته إلى باكستان وروسيا؟
  • إيران تعلن عن عقد اجتماع إقليمي لمناقشة التطورات في أفغانستان
  • السجن 15 عاما لكريم خان.. القضاء الروسي يصدر أحكاما بحق المدعي العام للجنائية الدولية وقضاتها
  • تعاون أكاديمي واستراتيجي بين الجامعة الأميركية في قبرص ومعهد العوربة الجامعي – لندن