توصلت دراسة في جامعة البحرين إلى أن مشاريع خدمات الطاقة (إيسكو-ESCO) تسهم في تقليل التكاليف التشغيلية لعملائها، وأنها من أكثر العوامل الإيجابية تأثيراً على تنفيذ المشروعات، وأنّ خدمات الطاقة تعد مشاريع متخصصة في تقديم خدمات وحلول فعالة لعملائها، من خلال تطوير وتصميم المشاريع، التي تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة، وخفض التكاليف المتعلقة بالطاقة، وتقليل نفقات التشغيل والصيانة في مرافق العملاء.

جاء ذلك في أطروحة علمية بعنوان: “إطار مستدام لعقود خدمات الطاقة في المباني والمرافق الحكومية”، والتي أعدتها فاطمة محمد جناحي الطالبة في برنامج الدكتوراه في البيئة والتنمية المستدامة بكلية العلوم بالجامعة.
وهدفت الدراسة إلى خدمة الأهداف الوطنية في مجال إدارة المباني، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، من خلال بحث العوامل المؤثرة على تنفيذ مشاريع خدمات الطاقة (إيسكو-ESCO)، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بكفاءة الطاقة.
ولفتت الباحثة إلى أن إيجابيات ودوافع مشاريع خدمات الطاقة، أهم بكثير من التحديات التي تتم مواجهتها عند إنشاء هذه المشاريع، مشيرة إلى أن عامل انخفاض استهلاك الكهرباء ومساهمة المشاريع في تخفيف أحد التكاليف التشغيلية، يعدُّ من أكثر العوامل الايجابية تأثيراً على تنفيذ مشاريع خدمات الطاقة إيسكو في مملكة البحرين.
وأضافت أن الحاجة إلى التكلفة الرأسمالية الأولية المرتفعة لمشاريع إيسكو يعد العائق الأكبر في تنفيذ تلك المشاريع، وفي الوقت نفسه التحدي الأكثر تأثيراً.
واقترحت الباحثة أربع استراتجيات تساعد على نجاح تلك المشاريع في المملكة - لما لها من فوائد اقتصادية، ومالية وبيئية - تشمل: استراتيجية الاستثمار، والشراكة مع القطاعات المالية في المملكة، لتعزيز تأثير مشاريع خدمات الطاقة في المملكة، وتأسيس خدمات طاقة «سوبر إيسكو” لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة.
وأكدت جناحي أن وضع آليات تمويل مبتكرة لجذب الاستثمارات العامة والخاصة، بالإضافة الى اختيار الاستراتيجية المناسبة كإنشاء سوبر إيسكو Super ESCO بأهداف وخطط أعمال محددة، من شأنه تحقيق الأهداف الوطنية للاقتصاد في الطاقة، والحد من انبعاثات الغازات.
ومن جانبه، قال الدكتور مهدي بن خالد الميلي الأستاذ المشارك بقسم الاقتصاد والتمويل المشرف على الدراسة إن مشاريع خدمات الطاقة هي مفهوم جديد وناشئ نسبياً، لذلك فإن تنفيذ مثل هذه المشاريع، يحتاج إلى تقييم وتحليل منهجي وعلمي، للوصول إلى أفضل النتائج في ترشيد استخدام الطاقة، وهذا يعد من أبرز أهداف التنمية المستدامة.
ونوه د. الميلي بجهود الباحثة جناحي التي نشرت بحثاً مشتقاً من هذه الأطروحة للنشر في مجلة «Journal of the Knowledge Economy» وهي واحدة من أبرز المجلات التي تهتم بالتنمية المستدامة في العالم.
ومن ناحيته، قال الدكتور حلمي حمدي المشرف المساعد إن استعمال نماذج وطرق علمية متطورة كالتي استخدمت في الأطروحة، من شأنه المساعدة في دراسة جدوى المشاريع المنضوية في إطار التنمية المستدامة، وهو ما سيمكن من تركيز أسس اقتصاد أخضر، يقوم على تأمين الانتقال الطاقي، وحماية المحيط.
وأضاف بأنّ الباحثة تناولت موضوعاً صعباً في الوقت المناسب، وأثبتت أن تطبيق كفاءة الطاقة له فوائد عديدة تدعم الأهداف والمساعي الحكومية، وأثبتت الباحثة جناحي كذلك بدقة أن مشروع إيسكو يساعد في الحفاظ على الجودة البيئية.
وتكونت لجنة الامتحان التي ناقشت الباحثة في أطروحتها مؤخراً، من: الأستاذ الدكتور قيصر منير أستاذ الاقتصاد والتمويل بكلية إدارة الأعمال ممتحناً داخلياً، والأستاذ الدكتور مراد مروة الأستاذ بجامعة صفاقس بتونس ممتحناً خارجياً، وأشرف على الدراسة الدكتور مهدي بن خالد الميلي الأستاذ المشارك بقسم الاقتصاد والتمويل مشرفاً رئيسياً، ومن مصرف البحرين المركزي الدكتور حلمي حمدي مشرفاً مساعداً.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

جمال عبد الجواد: إستراتيجية الأمن القومي تعلن أمريكا الباحثة عن مصالحها لا قيادة العالم

قال الدكتور جمال عبد الجواد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الأخيرة جاءت كحصيلة واضحة لما تراكم داخل السياسة الأمريكية من تناقضات وفجوات خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنها تقدم صورة جديدة ومختلفة تمامًا لسياسة الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.


وأوضح "عبد الجواد" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع على فضائية "Ten"، مساء الأربعاء، أن واضعي الإستراتيجية بدأوا بتعريف جديد لمفهوم "الاستراتيجية" ذاته، وهو ما اعتبره "اختراعًا" يعكس رغبة في قطع الصلة بالماضي وتصحيح ما يرى صناع القرار أنه أخطاء وقعت فيها الاستراتيجية الأمريكية التقليدية.


وأشار  المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن أحد أبرز التحولات التي تطرحها الوثيقة هو تغيير صورة الولايات المتحدة كما عرفها العالم طيلة عقود، قائلًا: "أمريكا التي نعرفها هي دولة تقود العالم، لكن في هذه الإستراتيجية أمريكا لا تقود العالم، بل هي دولة تسعى وراء مصالحها فقط".

 مصطلح "التنافس الاستراتيجي"


ولفت إلى أن الوثيقة ركزت بشكل كبير على مفهوم "السيادة"، كما تجنبت استخدام مصطلح "التنافس الاستراتيجي"، رغم أن محتواها يشير إليه ضمنيًا، إذ تقدّم العالم باعتباره ساحة تتحرك فيها "دول ذات سيادة تبحث عن مكاسبها، في إطار يبتعد عن الرؤية التقليدية لدور الولايات المتحدة.


واعتبر أن الهجرة تشكّل المفارقة الثانية الكبيرة داخل الاستراتيجية، إذ تحظى بموقع محوري في تصورات صانعي الوثيقة حول التهديدات والأولويات الأمريكية في السنوات المقبلة.
واختتم قائلاً إن الوثيقة تعلن ولادة نهج أمريكي جديد يختلف جذريًا عن الصورة التاريخية لدور واشنطن كقوة قائدة، ويميل إلى واقعية سياسية تُقدّم المصالح المباشرة على الطموحات الكونية.

طباعة شارك جمال عبد الجواد الأمن القومي الأمن القومي الأمريكي

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور ثروت مهنا أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
  • دار الإفتاء تبحث مع وفد الشباب والرياضة تنفيذ البرامج والمبادرات المشتركة
  • هيئة شؤون الحرمين تحصد المركز الأول في كفاءة وترشيد الطاقة
  • القابضة لمياه الشرب تبحث تطوير محطة دهب ورفع كفاءة الصرف الصحي
  • تكرّيم الفائزين في جائزة "كفاءة الطاقة 2025" بدورتها الأولى
  • توقيع اتفاقيات بإشراف وزارة الطاقة.. 4 شركات سعودية تطور حقول البترول والغاز السورية
  • «تمكين المجتمع» تحقق نتائج إيجابية في برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية
  • جمال عبد الجواد: إستراتيجية الأمن القومي تعلن أمريكا الباحثة عن مصالحها لا قيادة العالم
  • «الطاقة والبنية التحتية» تطلق «باقة فك رهن المسكن بعد السداد»
  • رئيس قضايا الدولة يهنئ الدكتور أشرف صبحي لانتخابه رئيسًا للجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة