الكيلو بـ54 جنيهًا.. خبراء يكشفون عن سبب ارتفاع أسعار العدس
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
كتب- أحمد مسعد:
ارتفعت أسعار العدس، خلال تعاملات نهاية الأسبوع، مقارنة بمستوياتها السابقة، وفقًا لبيانات نشرها مركز معلومات مجلس الوزراء لأسعار عدد من السلع الأساسية والغذائية بشكل يومي على أحد المواقع التابعة له "بوابة أسعار السلع المحلية والعالمية"؛ حيث وصل سعر كيلو العدس المعبأ إلى 53.81 جنيهًا، بارتفاع 1.
وقال الدكتور علاء خليل، مدير معهد المحاصيل الحقلية، إن للعدس أهمية كبرى مثل باقي المحاصيل البقولية في زيادة خصوبة التربة واستفادة المحصول اللاحق من الأزوت الموجود في التربة ومن مميزات العدس بالنسبة للمزارع أن احتياجاته المائية والسمادية قليلة.
وأضاف "خليل" في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن المعوقات التي أدت إلى تراجع المساحة المزروعة بمحصول العدس تشمل محدودية المساحة في الوادي والدلتا وهذا يؤدى إلى المنافسة الشديدة مع المحاصيل الشتوية الأخرى مثل القمح والفول البلدى والبرسيم وبنجر السكر ومحاصيل الخضر، وتوجه المزارع إلى زراعة المحاصيل الأكثر ربحية مثل المحاصيل الطبية والعطرية.
وأوضح أن التراجع في مساحات زراعة العدس تعود إلى ضعف منافسة العدس للحشائش وعدم توفر المبيدات الآمنة والفعالة المتخصصة للعدس الذي يمكن استخدامها لمكافحة الحشائش، مما أدى إلى زيادة العمالة اليدوية لنقاوة الحشائش ومع ارتفاع أجور العمال (خاصة في الأراضي الجديدة) زادت تكاليف إنتاج العدس مما جعل المزارعين يعزفون عن زراعة العدس.
وأشار إلى أن هناك جهودًا كبرى تبذل لاستنباط أصناف جديدة من المحاصيل البقولية عالية الإنتاجية ومقاومة لجمع الظروف المناخية المتغيرة، كما أن مركز البحوث الزراعية لديه أصناف مقاومة لجميع الأمراض والفطريات والأصداء
ومن ناحيته قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن مصر تستورد ما يزيد عن 80% من احتياجاتها من الخارج، موضحًا أن تراجع المساحات من البقوليات أحد أهم التحديات التى تواجه البلاد.
وأضاف أبو صدام، لـ"مصراوي"، أن اجمالي ما يزرع من العدس يقدر بـ 20 ألف فدان فقط، بينما المطلوب يجب ان لا يقل عن 100 ألف فدان كحد أدنى.
ولفت إلى أن البداية يجب أن تكون عبر وزارة الزراعة، من خلال تشجيع المزارعين على زراعة العدس بالإضافة إلى توفير تقاوي، وإدخاله ضمن المحاصيل التعاقدية.
اقرأ ايضًا
إجراءات جديدة من التموين لمواجهة ارتفاع أسعار السكر
مباراة الأهلي وشباب بلوزداد.. هل تؤثر الأمطار على اللقاء غدا؟
السيسي يصل الكلية الحربية لحضور كشف الهيئة لطلاب الأكاديمية العسكرية
البيئة: جناح مصر بمؤتمر المُناخ يركز على موضوعات الطاقة والصناعة والسكان الأصليون
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: هدنة غزة مخالفات البناء انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة السلع الأساسية أسعار العدس وزارة الزراعة طوفان الأقصى المزيد
إقرأ أيضاً:
كفتة العدس - حين يصبح الصمود وجبة
في زِقاقٍ ضيّقٍ من شارع الوحدة غرب مدينة غزة ، حيث الخيام المؤقتة تُحاكي بيوتًا فقدها أصحابها تحت القصف، تتصاعد رائحة العدس المطهو على نار الحطب، الرائحة، رغم بساطتها، تحمل في طياتها قصّص صمود لا تُروى كثيرًا.
كانت تغريد شامية (45 عامًا) تُقلّب العدس على نار هادئة، الروائح المنبعثة تُشبه طقوس الأعياد، لكنها هذه المرة ليست لوليمة فرح… بل لوصفة بديلة، اخترعتها من رحم الحاجة.
تقول تغريد: كنت أرى الحزن في عيون أطفالي حين لا يجدون اللحم، ففكرت: لماذا لا نصنع كُفتة من العدس؟ الآن، أصبحوا يطلبونها كل يوم!.
هذه ليست مجرد وجبة عادية، بل "كُفتة العدس"، أو كما يطلق عليها الغزيون "الكُفتة الكدابة"، وصفةٌ ابتكرتها نساء غزة لمواجهة شحّ اللحوم وانعدام المواد الغذائية بسبب الحرب والحصار.
تُعرف "كفتة العدس" أو "الكفتة الكدابة" بأنها وجبة شعبية تعتمد على العدس بدلًا من اللحم، تُحضّر بطحن العدس المنقوع مع البطاطس المسلوقة، والبصل، والتوابل، ثم تُشكّل على هيئة أصابع وتُقلى في الزيت.
تغريد، الأرملة التي فقدت زوجها في الحرب، وخريجة علم نفس، تكافح يوميًا لإطعام أطفالها الخمسة، تقول: زمان، كنا نعمل كفتة بلحمة، اليوم، العدس صار لحمتنا، مش لأنه أرخص، بس لأنه الموجود.
ثم تبتسم وهي تُنادي على ابنتها لتساعدها: أمي كانت تعملها لما يغلى اللحم… واليوم، أنا بعلّم بناتي كيف يصنعو من العدس كرامة مشبعة، عندما يُصبح العَدَسُ أغلى من الذهب.
وقبل النوم، يهمس عمر: ماما، كفتة اليوم ألذ من مبارح!. تضحك تغريد وهي تعلم أن السرَّ في البرد والجوع اللذين يجعلان كلَّ شيءٍ مالحاً وباهتاً، لكنها لا تخبره أن العدس سينفد قريباً... وأن المعركة القادمة ستكون مع وصفةٍ من لا شيء.
وفي زقاق مخيم ملعب فلسطين، كانت أم وسيم (53 عامًا) تُفرم البصل بهدوء، وكأنها تُحضّر وجبتها لضيوف من القلب، لا مجرد طعام على عجل.
أنا بقول لأولادي: "اللقمة مش بلحمها، اللقمة بقيمتها"، تقول وهي تُنظّف يديها في مريولها المنزلي، وتتابع بحنين: مرة، ابني رجع من الجامعة وقال لي: ماما، الشباب بيضحكوا علينا لأن ما معنا نشتري لحمة. قلت له: قولهم أنا بأكل من صنع أمي، وأمي شيف الأزمة.
تبتسم وهي تُقلّب خليط العدس، ثم تضيف: لما بنات الحارة بيزوروني، بنعمل ورشة كفتة عدس. مش بس طبخ… منحكي، منضحك، ومنحس إنه في حياة رغم كل شيء.
لكن وراء هذه الابتسامات، تكمن معاناة لا تُحصى.
وترى أم وسيم في العدس رمزًا للمقاومة اليومية، وتقول: "العدس زينا، بسيط بس فيه قوة، بيغلي بهدوء، بس آخره يشبع."
وفي حي الجندي المجهول، تقف أم نبيل (60 عامًا) على باب خيمتها الصغيرة، تحمل صحنًا من "الكفتة الكدابة" لجارتها.
"كل بيت في غزة فيه قصة عدس"، تقول وهي تضحك، ثم تضيف: أنا بوزّع كفتة مش بس أطعِم… أطمّن، يعني الجارة اللي أكلت اليوم، بتنام أهدى.
أم نبيل لا تملك أولادًا، لكنها "أم الحارة" كما يُلقبها الجميع، وتقول بفخر: تعوّدنا نتحمل، بس ما تعوّدنا نجوع سوا ونسكت، العدس صار أداة مقاومة، وموّحد عائلي واجتماعي.
برغم الجوع والخوف، ترفض نساء غزة الاستسلام.
نحن لا ننتظر المساعدات، نصنع الحياة من لا شيء، تقول أم نبيل بينما تُطعم أطفال المخيم، لكن العالم يجب أن يعرف: الحرب لا تقتلنا بالصواريخ فقط، بل ببطء عبر الجوع والنسيان.
في زوايا الخيم، تُكتب قصص الصمود بملاعق خشبية، وصحون خاوية تتحول إلى وليمة بصبر أمهاتٍ يهمسن لأطفالهن: كلوا... ففي كل لقمة دعوة للصبر وللعيش.
-وفق تقارير محلية، أكثر من 65% من نساء غزة هنّ المعيلات الرئيسيات لأسرهن، والكثيرات منهنّ اخترعن وصفات بديلة، ليست فقط لسد الجوع، بل لحفظ الكرامة.
-وفقًا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن عدد الأرامل المعيلات: حتى بداية عام 2025، فقدت 13,901 امرأة فلسطينية أزواجهن نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة، مما جعلهن المعيلات الوحيدات لأسرهن في ظل ظروف اقتصادية خانقة تفاقمت بفعل الحصار والدمار.
هذه الأرقام تسلط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجهها النساء في غزة، خاصةً الأرامل اللواتي يتحملن مسؤولية إعالة أسرهن في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
هنا، كل وصفة تُطبخ تحت الحصار، لكنها تُقدَّم للعالم كرسالة: لسنا ضحايا… نحن نساء نُقاوم بالملاعق لا بالبكاء.
هذه ليست مجرد وصفة طعام... بل إبداع الكرامة في زمن الموت، إنها إعلان حبٍّ من أمٍّ تقبض على الحياة بيدٍ واحدة، وتَمسح دموعها باليد الأخرى.
ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.
المصدر : وكالة سوا - -شروق شابط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 3 شهداء و46 جريحا قرب نقطة مساعدات الشركة الأمريكية برفح الرئاسة تعقب على مصادقة إسرائيل على إقامة 22 مستوطنة جديدة فصائل المقاومة تعقب على توزيع المساعدات في غزة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأربعاء 21 مايو طقس فلسطين: ارتفاع على درجات الحرارة اليوم محدث: 47 شهيدا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة اتصال إماراتي-إسرائيلي يُثمر عن إدخال مساعدات إنسانية عاجلة لغزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025