هدى الطنيجي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات: وقف إطلاق النار السبيل الوحيد لإنهاء المأساة في غزة مواصلات «خضراء» في ساحات «كوب» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

قالت الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، إن استضافة الإمارات مؤتمر الأطراف «كوب 28» تقدير دولي لجهودها في تحوّل الطاقة وتنويع مصادرها، والتزامها بتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.


وأضافت «إنه إقرار عالمي بالمراحل المتقدمة التي وصلت إليها في تصميم مدن مستدامة ومحطات طاقة متجددة بين الأكبر عالمياً، وستقدم للعالم خلال الحدث الدولي نموذجاً ريادياً لمفهوم الشراكات الاستراتيجية، والعمل المناخي العالمي الذي يشرك الجميع في ابتكار حلول مناخية عملية قابلة للتطبيق في الدول الصناعية والنامية، وستوفر منصة دولية لتقديم التجارب الناجحة في مجالات انتقال الطاقة وتنويع مزيجها، وترسيخ ممارسات الاستدامة اقتصادياً ومجتمعياً وبيئياً، وتوظيف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والمعرفة البشرية من أجل ضمان الموازنة السليمة بين التنمية واستدامة موارد كوكبنا».

التغير المناخي
قالت الدكتورة نوال الحوسني، في مقاربتها لمسألة التمويل للمشاريع المستدامة حول العالم بهدف مواجهة التغير المناخي، إن الإمارات أعلنت مبادرات تمويلية لتسريع تمويل مشاريع مستدامة مؤثرة على حياة الأفراد والمجتمعات والتنوع الحيوي، منها تعهدها في قمة أفريقيا للمناخ التي انعقدت في العاصمة الكينية نيروبي من 4 إلى 6 سبتمبر 2023، بتمويلات بقيمة 4.5 مليار دولار لتطوير طاقة نظيفة بقدرة 15 جيجاوات في أفريقيا بحلول 2030.
وأشارت إلى أن الإمارات مساهمة في منصة «إيتاف» الدولية، لتسريع مشروعات الطاقة المتجددة حول العالم بالتعاون مع صندوق أبوظبي للتنمية حول العالم، وحققت المنصة تمويلات بواقع 1 مليار ‏دولار عام 2022، وإعلان الإمارات والولايات المتحدة في يناير 2023 تخصيص 20 مليار دولار كمرحلة أولى لتمويل مشروعات للطاقة النظيفة والمتجددة تبلغ طاقتها الإنتاجية 15 جيجاواط، وذلك في إطار المرحلة الأولى من الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار لتنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاواط في أنحاء العالم بحلول عام 2035، وتطوير آليات التمويل المناخي ضمن الركائز الأربع الرئيسة ضمن الخطة الاستراتيجية التي أعلنتها رئاسة مؤتمر COP28 في شهر يوليوالماضي.

الطاقة المتجددة
قالت الدكتورة الحوسني: «إن مجلس الوزراء أقر في يوليو 2023 الاستراتيجية الوطنية المحدّثة للطاقة الرامية لمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة بواقع 3 أضعاف خلال السنوات الـ 7 المقبلة، ما سيحقق وفورات مالية بواقع 100 مليار درهم و50 ألف وظيفة خضراء بحلول 2030، وسيدعم مقومات الاقتصاد الأخضر المستدام والمتنوع والمرن الذي يعزز ريادة الإمارات في تحقيق تنمية مستدامة متوازنة، وفي مايو 2023 وقّعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) اتفاقية تعاون لتحديد فرص زيادة إنتاج الطاقة المتجددة بثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، وفي الإمارات ثلاثة من أكبر مواقع إنتاج الطاقة الشمسية الأقل تكلفة على مستوى العالم في مؤشر واضح على استراتيجية الإمارات لتنويع مصادر الطاقة والاستفادة من الفرص الواعدة للطاقة المتجددة».
وذكرت الدكتورة نوال الحوسني، أن للطاقة المتجددة دوراً في الحد من تداعيات التغير المناخي لكونها تعالج مسبباته مثل انبعاثات الكربون والاحتباس الحراري واستنزاف الموارد الطبيعية، وغيرها، وأكد تقرير توقعات تحولات الطاقة العالمية لعام 2023 الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، أهمية تحوّل الطاقة في الإبقاء على ارتفاع حرارة الكوكب عند 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، وهو المستوى الذي تحقق عليه الإجماع العالمي في اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.

التنمية المستدامة 
قالت الدكتورة الحوسني: «إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2023 عاماً للاستدامة، أطلق حراكاً مجتمعياً ومؤسسياً شاملاً لتعزيز جهود الاستدامة في الإمارات محلياً وعالمياً، والمبادرات المصاحبة سلطت الضوء على دور الاستدامة في تحقيق تنمية سليمة دون استنزاف الموارد، وتشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، وغيرها من المنظمات الدولية أن تبني ممارسات الاستدامة بشكل ممنهج يعزز فرص الاقتصاد الأخضر الذي توقعت مؤسسة (أكسفورد إيكونوميك) للأبحاث الاقتصادية أن تبلغ مساهمته في الاقتصاد العالمي 10.3 تريليون دولار بحلول عام 2050، والدور الوقائي لممارسات الاستدامة يحمي العالم من خسائر بمليارات الدولارات يتسبب بها التغيّر المناخي من فيضانات وتصحّر وجفاف، وتشير توقعات مؤسسة (ديلويت) للدراسات أن الاقتصاد العالمي سيتكبد خسائر تصل حتى 178 تريليون دولار بحلول عام 2070 إذا تقاعس العالم عن التصدي لتحدي التغير المناخي».
 وأوضحت الحوسني، أن الإمارات لديها استراتيجية لمواجهة التغيّر المناخي منذ عقود بانضمامها إلى الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ عام 1995، واتفاقية كيوتو الدولية في اليابان عام 2005، واستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» في العاصمة أبوظبي منذ عام 2009.
وقالت: «اتضحت الاستراتيجية بتوقيعها اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، وإعلانها الخطة الوطنية للتغير المناخي 2017-2050. وإعلان الدولة عام 2021 الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050».

الطاقة النظيفة 
وأضافت الدكتورة نوال الحوسني: «إن استراتيجية الإمارات للطاقة النظيفة 2050 تركز على محاور أهمها الوصول إلى أهداف المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام 2050، واستدامة الموارد في مجتمع مزدهر لأجيال الحاضر والمستقبل، وتعزيز تنافسية الاقتصاد، ودعم الأجندة العالمية للاستدامة البيئية وغيرها التي تحفز الابتكار، وتصنع الفرص، وتضاعف الإمكانات، وتبني القدرات في تخصصات التنقل المستدام وغيرها، وتدعم تحقيق مستهدفات رؤية (نحن الإمارات 2031)، والاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، وسياسة الاقتصاد الدائري 2031».
وذكرت أن الإمارات أعلنت في يوليو 2023 خفض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول 2030 ضمن النسخة الثالثة من الإصدار الثاني لتقرير مساهماتها المحددة وطنياً، ونص التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً على خفض الانبعاثات بنسبة 23.5% في الدولة، ثم جرى رفع تلك النسبة إلى 31% وفق الإصدار المحدث لذلك التقرير، لنصل إلى تعهد برفع جديد في نسبة خفض الانبعاثات الآن في النسخة الثالثة للتقرير الثاني حتى 40%، ما سيعزز دور الطاقة المتجددة محلياً، ويسرِّع تحوّل الطاقة.
وقالت الدكتورة نوال الحوسني، إن الإمارات استثمرت أكثر من 146.9 مليار درهم في المشاريع المحلية للطاقة النظيفة، لتوفير فرص للكفاءات المواطنة والمهندسين، وتقرير «الطاقة المتجددة والوظائف» الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» بالتعاون مع منظمة العمل الدولية في سبتمبر 2022، يشير إلى أن عدد الوظائف في الطاقة المتجددة عام 2021 بلغ 12.7 مليون وظيفة، كما يتوقع أن يتضاعف إلى 38.2 مليون وظيفة بحلول 2030.

إسهامات رائدة 
قالت الدكتورة الحوسني: «بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، أصبحت الإمارات مساهماً عالمياً في مشاريع للطاقة المتجددة في أكثر من 70 دولة، باستثمارات تفوق 73.46 مليار درهم، وعززت العلاقات الثنائية مع الدول في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة، عبر الشراكات الدولية والاستراتيجية مثل اتفاقية التعاون الثنائي بين الإمارات والمملكة المتحدة في يناير 2023 لتعزيز الشراكات في مجال الطاقة النظيفة، واتفاقية تعزيز العلاقات الثنائية، واستكشاف فرص مشاريع الطاقة المتجددة بين الإمارات وباكستان، وإنجاح (ميثاق الطاقة)».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف نوال الحوسني الاستدامة الإمارات تغير المناخ التغير المناخي المناخ الوكالة الدولية للطاقة المتجددة آيرينا الطاقة المتجددة التغیر المناخی للطاقة النظیفة بحلول عام 2050 بحلول 2030

إقرأ أيضاً:

الصين تطلق أول محطة حرارية شمسية بنظام البرجين في العالم

الثورة نت /..
حققت الصين قفزة نوعية في هندسة الطاقة المتجددة عبر إطلاق أول محطة للطاقة الشمسية الحرارية في العالم تعتمد على نظام البرجين المزدوجين لتوليد الكهرباء في صحراء غوبي.
ويعد المشروع إنجازا يجمع بين الابتكار والكفاءة والإنتاج المستدام للطاقة النظيفة في واحدة من أكثر البيئات الطبيعية قسوة على الأرض.

وتقع صحراء غوبي، سادس أكبر صحراء في العالم، شمال الصين وجنوب منغوليا، وتتميز بجفاف شديد حيث لا يتجاوز متوسط هطول الأمطار السنوي 8 بوصات، بينما تقل في بعض المناطق عن 5 بوصات فقط. وبالإضافة إلى الجفاف، تتميز المنطقة بوفرة أشعة الشمس التي تتجاوز 3000 ساعة سنويا، ما يجعلها موقعا مثاليا لمشروعات الطاقة الشمسية على نطاق واسع.

وطوّرت شركة Three Gorges Corporation المحطة الجديدة باستخدام حقل واسع يضم نحو 27 ألف مرآة شمسية (هليوستات) تركز أشعة الشمس على برجين بارتفاع 200 متر. وتنتج الحرارة المكثفة في القمم درجة تصل إلى 570 مئوية، يتم تخزينها في وسط حراري عالي الكثافة، ليُستخدم لاحقا في توليد بخار يشغّل التوربينات. ويتيح هذا النظام استمرار توليد الكهرباء حتى بعد غروب الشمس أو أثناء الطقس الغائم، وهو ما يمثل ميزة مميزة مقارنة بالألواح الكهروضوئية التقليدية.
ويعمل نظام البرجين المزدوجين على زيادة الكفاءة الإجمالية للمحطة بنحو 25% مقارنة بالأنظمة التقليدية، إذ يلتقط كل برج ضوء الشمس في وقت مختلف من اليوم: البرج الشرقي في الصباح، والبرج الغربي بعد الظهر. كما أن تداخل حقلي المرايا يقلل عددها، ما يخفض تكلفة البناء بنسبة تصل إلى 60% من التكلفة الإجمالية.

وتعتبر هذه المحطة جزءا من مركز واسع للطاقة النظيفة يضم مزارع كبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومن المتوقع أن توفر الكهرباء لما يقارب نصف مليون أسرة سنويا. وتعكس هذه المبادرة التزام الصين بتوسيع قدراتها في قطاع الطاقة المتجددة، خصوصا في مقاطعاتها الغربية مثل شينجيانغ وشينغهاي.

الريادة العالمية في الطاقة الشمسية المركزة
تشغّل الصين حاليا 21 محطة للطاقة الشمسية الحرارية بطاقة إجمالية تبلغ 1.57 مليون كيلوواط، وتعمل على بناء 30 محطة إضافية ستضيف نحو 3.1 مليون كيلوواط، ما يجعلها الدولة الرائدة عالميا في نشر أنظمة الطاقة الشمسية المركزة (CSP)، ويؤكد التزامها بمستقبل قائم على الطاقة النظيفة والمستدامة.

المصدر: interesting engineering

مقالات مشابهة

  • وزير المياه يفتح ملفات “الناقل الوطني” والتغير المناخي أمام أوروبا
  • برلمانية: مشروعات الطاقة المتجددة دعم حقيقي لميزانية الدولة
  • سفير مصر بجيبوتي يبحث مع وزير الطاقة إنشاء محطة «عرتا» للطاقة الشمسية
  • سفير مصر بجيبوتي يتابع تنفيذ مشروع محطة عرتا للطاقة الشمسية
  • رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الطاقات المتجددة
  • العراق يطلق استثمارات بـ6 مليارات دولار في الطاقة المتجددة
  • وزارة البيئة والتغير المناخي تصدر البلاغ الوطني الثاني لدولة قطر بشأن تغير المناخ
  • الصين تطلق أول محطة حرارية شمسية بنظام البرجين في العالم
  • «مياه وكهرباء الإمارات» ترسي عقد تطوير محطة الخزنة للطاقة الشمسية على «إنجي» و«مصدر»
  • تعاون بين مصر والنرويج للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة