عبدالله أبو ضيف، شعبان بلال (رفح، القاهرة)

أخبار ذات صلة دعوات عربية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بلجيكا تحظر دخول المستوطنين مرتكبي العنف في الضفة الغربية

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن 133 من موظفيها لقوا حتفهم في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، مشيرةً إلى أن الوضع في القطاع يتجه من سيئ إلى أسوء وأنه لا أماكن آمنة في القطاع.


وقال كاظم أبو خلف المتحدث باسم «الأونروا»، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الوضع في القطاع يتجه من سيئ إلى أسوأ مع تراجع تقديم الإغاثة من الوكالات المتخصصة بسبب عدم توفرها وانقطاع خدمة الاتصالات إلى جانب قلة الكمية الداخلة من المساعدات إلى القطاع ما يزيد من حجم الأزمة الإنسانية. وأضاف أنه لا توجد أماكن آمنة داخل القطاع أو ممرات آمنة للعاملين في المجال الإنساني يسمح بتقديم المساعدات للمدنيين، حيث طال الدمار كل أنحاء القطاع المحاصر، ووصل إلى تدمير 60 % من المنازل.
وأضاف أن «الأونروا» أخلت 4 ملاجئ تابعة لها في خان يونس جنوب القطاع، الأربعاء الماضي، عقب صدور أوامر من السلطات الإسرائيلية بالإخلاء.
وأوضح أن 1.9 مليون شخص، أو أكثر من 85 % من سكان القطاع نزحوا داخل القطاع منذ اندلاع الحرب، لافتاً إلى أن من بينهم من نزح مرات متعددة، محذراً من أن «العائلات معرضة لأخطار شديدة في الوقت الذي تُجْبَر فيه على الانتقال والانتقال مجدداً بحثاً عن الأمان».
وذكر أن نحو 1.2 مليون نازح يقيمون في 151 منشأة تابعة للوكالة في كل محافظات قطاع غزة الخمس، مشيرة إلى أن أكثر من مليون نازح في 94 مرفقاً بمناطق الوسط وخان يونس ورفح.
وحذر كاظم أبو خلف من أن «قطاع غزة يتجه لأكبر مأساة وكارثة إنسانية خلال الفترة المقبلة، وهذا حتمي، ومن ثم ستعلن الوكالة حينها عدم استطاعتها تقديم مساعدات إنسانية لسكان القطاع، حيث يجري بالفعل خلال الفترة الحالية توزيع المساعدات بشكل محدود ومجتزأ في منطقة رفح حسب معطيات الميدان وأعمال الحرب».
وفي سياق متصل، اعتبر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، التقارير التي تتحدث عن حصار مستشفى العودة في شمال قطاع غزة، «مثيرة للقلق للغاية». وقال في تدوينة على منصة «إكس»: «التقارير التي تتحدث عن حصار مستشفى العودة الذي يعمل بشكل محدود في شمال غزة، تثير قلقا بالغا».
وأكد غيبريسوس وجوب حماية المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين ما زالوا داخل المستشفى، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وفي تدوينة أخرى، قال إنه «لا مكان آمناً في غزة، نحن قلقون للغاية بشأن آلاف المرضى والعاملين في مجال الصحة والرعاية، والطريقة الوحيدة لحمايتهم هي وقف إطلاق النار، الآن». ولفت غيبريسوس إلى أن الاشتباكات العنيفة تجعل من الصعب إجراء أي عمليات صحية.
وأكد المحلل السياسي الأردني، الدكتور عامر السبايلة، ضرورة البحث الآن عن صيغة اتفاق أقوى للتوصل لهدنة دائمة، موضحاً أن عدم قدرة إسرائيل على الوصول لنقطة مواجهة حاسمة مع الفلسطينيين خلال أيام الحرب تمثل خسارة بالنسبة لها ما سيرفع سقف طلباتها بشكل كبير حتى توافق على هدنة دائمة.
وتوقع السبايلة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن يتم فرض واقع جديد في غزة في حال التوصل لاتفاق وقف دائم لإطلاق النار سواء على مستوى التموضع الجغرافي أو شكل الإدارة المدنية في غزة أو غيرها من القضايا المرتبطة بغزة في المستقبل.
ووصف الدكتور تيسير أبو جمعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين، الوضع الميداني في قطاع غزة بأنه «صعب للغاية»، خاصة في مدينة خان يونس، مشدداً على أن الوضع السياسي متجمد بعد انسحاب الجانب الإسرائيلي من مفاوضات التهدئة في الدوحة.
ولفت أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى وجود اتصالات مصرية - قطرية - أميركية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة جديدة، مضيفاً أن إسرائيل تسعى باتجاه تسريع الإفراج عن باقي الرهائن والتنازل عن شروط التفاوض حول الرهائن العسكريين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأونروا غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل لـ الاتحاد قطاع غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الهجرة أم التهجير؟ إسرائيل تروج لـحل إنساني يثير مخاوف فلسطينية

قوبلت الخطة الإسرائيلية برفض فلسطيني وتحذيرات دولية واسعة، إذ اعتبرت حركة حماس أن ما يُروّج له تحت مسمى "الهجرة الطوعية" هو مخطط تهجير قسري يهدف لـ "تصفية القضية الفلسطينية" وتفريغ غزة من سكانها. اعلان

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت الحكومة الإسرائيلية في 23 مارس/آذار 2025 عن المصادقة على خطة لإنشاء إدارة خاصة تتولى تنظيم ما وصفته بـ"الهجرة الطوعية الآمنة" لسكان قطاع غزة إلى دول أجنبية، في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً.

وجاء القرار بناءً على مقترح قدمه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وحظي بموافقة مجلس الوزراء. وبحسب بيان صادرعن مكتبه، ستكلف الإدارة الجديدة بتنسيق عمليات الانتقال بالتعاون مع منظمات دولية وجهات معنية، على أن تشمل مهامها الإشراف على تنظيم المغادرة من معابر قطاع غزة، بما في ذلك استخدام مطار رامون، وإجراء الفحوصات الأمنية اللازمة، إلى جانب تطوير بنية تحتية تتيح حركة السفر البرّي والبحري والجوي نحو دول ثالثة.

وتزامن الإعلان عن هذه الخطة مع تفاقم أزمة النزوح الداخلي في قطاع غزة، ما دفع منظمات حقوقية وإنسانية إلى التحذير من التداعيات السياسية والإنسانية لمثل هذه السياسات، التي يُنظر إليها باعتبارها مقدمة لمخطط تهجير قسري تحت غطاء "الطوعية".

سياسة قديمة تتجدد: من دايان إلى نتنياهو

ورغم أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي يقدّم الخطة الجديدة على أنها استجابة إنسانية، إلا أن جذور الفكرة تعود لعقود ماضية، حيث لم تكن نية تفريغ غزة من سكانها جديدة أو مرتبطة بالحرب الأخيرة فقط.

ففي 12 حزيران/يونيو 1967، وبعد السيطرة على قطاع غزة، وصف وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك، موشيه دايان، القطاع بأنه "مشكلة معقدة"، في دلالة على النظرة الإسرائيلية السلبية للمنطقة. أما رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين، فقد أعرب خلال توقيع اتفاقيات أوسلو في تسعينيات القرن الماضي، عن رغبته بأن "تذهب باتجاه البحر أو تغرق فيه"، تعبيراً عن أمنيته بفصل القطاع عن إسرائيل بشكل كامل.

وخلال الحرب الأخيرة، كشفت تسريبات دبلوماسية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقترح، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنتوني بلينكن في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنشاء ممر إنساني "لنقل سكان غزة إلى مصر"، وهو المقترح الذي قوبل بتحفّظ أميركي مبدئي، تبعه تصريح أكثر حدة من وزير شؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي قال: "لن تكون هناك أزمة إنسانية في غزة إذا لم يكن هناك مدنيون".

وتُظهر هذه التصريحات المتواترة أن ما يُعرض اليوم كحل مؤقت أو "ممر إنساني"، ما هو إلا تتويج لتوجه سياسي إسرائيلي متراكم، يرى في غزة عبئاً ديموغرافياً يسعى إلى التخلص منه، سواء بالحرب أو بالهجرة القسرية المغلّفة بشعارات إنسانية.

Related ياسر أبو شباب يظهر مجدداً في "مقال رأي": الأراضي التي استولينا عليها في غزة لم تتأثر بالحرب"ضربة مزدوجة".. تحقيق صحافي يكشف خطط الجيش الإسرائيلي بقصف المسعفين في غزةمجاعةٌ في القطاع ومعابرُ مغلقة: مستشفيات غزة تقف عاجزة وهي ترى الأطفال يموتون جوعا نزوح أولي وحديث متزايد عن الهجرة مع اشتداد الحرب

مع اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمكن أكثر من 120 ألف فلسطيني – معظمهم من حاملي الجنسيات المزدوجة – من مغادرة القطاع عبر معبر رفح البري في اتجاه مصر ودول أخرى. وتشير تقديرات إلى أن عدد سكان غزة من مزدوجي الجنسية يناهز 300 ألف شخص، ما يعكس حجم القاعدة السكانية التي تملك خيار المغادرة نظريًا.

ومع اشتداد العمليات العسكرية، واتساع رقعة الدمار، وبلوغ المجاعة مستويات كارثية، تزايد الحديث في أوساط الغزيين عن خيار الهجرة كطريق للخلاص من الحرب وويلاتها. في المقابل، ظهرت أصوات ترفض الفكرة رفضًا قاطعًا، متمسكة بالبقاء في الأرض رغم الخسائر الفادحة والظروف الإنسانية المتدهورة، ما يعكس انقسامًا اجتماعيًا عميقًا بشأن مستقبل القطاع وسكانه تحت وطأة الحرب المستمرة.

فلسطينيون يرفضون الهجرة رغم القصف: "الموت هنا أهون من الرحيل

في خيمة بسيطة بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة، يجلس محسن الغزي (34 عامًا)، نازحًا من منطقة جحر الديك، يروي مأساته التي تُشبه حكايات آلاف الفلسطينيين الذين دُمّرت حياتهم تحت القصف الإسرائيلي. فقد الغزي منزله، وقتل نجله البكر، كما قضى والداه تحت أنقاض المنزل، ومع ذلك يصرّ على البقاء في القطاع، ويرفض فكرة الهجرة بشكل قاطع.

ويقول الغزي: "لن أترك هذه الأرض، الموت هنا أهون من أن أمنح الاحتلال فرصة تحقيق أكاذيبه". ويؤكد أن موقفه لا ينبع فقط من العاطفة، بل من قناعة دينية ووطنية وأخلاقية. ويرفض حتى فكرة الخروج الجماعي التي يُلمح لها البعض بقوله: "حتى لو أرسل الاحتلال سفنًا لنقلنا، فلن أغادر".

الغزي عبّر عن أسفه لبعض الشباب الذين يفكرون في الهجرة تحت وطأة المعاناة، مشددًا على أن "الخلاص الفردي يعني التخلي عن مسؤوليتنا في الدفاع عن هذه الأرض"، متسائلًا: "كيف نُكرر خطأ النكبة ونترك بيوتنا طوعًا؟".

من مخيم النصيرات، يردد سامي الدالي (45 عامًا) الموقف ذاته، رغم فقدانه نصف منزله بفعل القصف. يقول: "التهجير مشروع إسرائيلي فاشل، ولن أكون حجراً في جداره". ويرى أن معاناة السكان لا تُبرر التخلّي، لكنه لا يُدين من يقرر المغادرة، مضيفًا: "لكلٍ طاقته، ومن خرج ربما يعود أو يخدم القضية من الخارج".

ويُجمع الغزي والدالي على أن مشاريع التهجير التي حاولت الحكومة الإسرائيلية فرضها فشلت أمام تمسك الفلسطينيين بأرضهم، مشيرين إلى أن الإغراءات المادية لن تغيّر هذا الثبات. ويختم الغزي بالقول: "قولوا للعالم إننا شعب نختار الموت على أرضنا ولا نبيعها"، فيما يؤكد الدالي أن "كل حجر هنا يشهد أن فلسطين ليست للبيع".

فلسطينيون يسيرون على طريق باتجاه منطقة في شمال قطاع غزة تدخل فيها شاحنات بمساعدات إنسانية ، في مدينة غزة ، الجمعة 25 تموز / يوليو 2025. Abdel Kareem Hana/Copyright 2025 The AP. All rights reserved. نازحون في غزة: "لم نعد نتحمل المزيد"

في ظل الحرب المستمرة وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، يرى بلال حسنين أن خيار الهجرة أصبح "ضرورة ملحّة"، رغم صعوبته. حسنين، الذي فقد منزل عائلته وتعرض للنزوح مرارًا، يقف اليوم على عكازين بعد إصابته قرب منطقة نتساريم. يقول: "فقدت كل شيء.. لم أعد أستطيع استكمال دراستي الجامعية، ولا طعام ولا ماء ولا كهرباء. القطاع دُمّر، وفرص بناء مستقبل هنا تتضاءل يومًا بعد يوم". ويضيف حسنين أن حلمه هو إيجاد بيئة آمنة خارج غزة، تمكنه من استعادة حياته وتحقيق أحلامه، في وقت باتت الحياة في القطاع شبه مستحيلة.

ذات الرؤية يشاركها زكريا فرج الله، الذي أصيب ثلاث مرات، ما تسبب له بمشكلات في أوتار القدم، واضطرابات في الدماغ والجهاز الهضمي. يقول: "أحاول عبر ملفي الطبي الحصول على فرصة للعلاج في الخارج، وسأستغل هذا الخروج لطلب اللجوء، فالقطاع أصبح مكانًا مرعبًا ولا يمكن العيش فيه".

حنين عقل، زوجة فرج الله، تؤكد هي الأخرى أن البقاء بات أقرب إلى المستحيل، خصوصًا مع حملها ورعايتها لطفلين آخرين. تقول: "خسرنا بيتنا، وبتنا ننتقل من مخيم نزوح لآخر، وإصابة زوجي زادت معاناتنا. نحن بحاجة ماسة للسفر من أجل بيئة آمنة لنا ولأطفالنا".

وتضيف حنين، الحاصلة على بكالوريوس في الطب المخبري، أن حلمها بإيجاد عمل لم يتحقق قبل الحرب ولا خلالها، لكنها تأمل أن يتيح لها الخروج من القطاع فرصة لبناء مستقبل أكثر استقرارًا لعائلتها.

تحذيرات رسمية ودولية

قوبلت الخطة الإسرائيلية برفض فلسطيني وتحذيرات دولية واسعة، إذ اعتبرت حركة حماس أن ما يُروّج له تحت مسمى "الهجرة الطوعية" هو مخطط تهجير قسري يهدف لـ"تصفية القضية الفلسطينية" وتفريغ غزة من سكانها. وفي السياق ذاته، أكدت الأمم المتحدة أن "الطوعية" لا تُعتَبر شرعية في ظل الحرب والحصار وانعدام مقومات الحياة، مشيرة إلى أن التهجير القسري يُعد جريمة بموجب القانون الدولي.

كما حذّرت منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش وأونروا، من أن الخطة الإسرائيلية تُهدد بإعادة إنتاج النكبة، ودعت إلى احترام حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم بدل دفعهم إلى الرحيل تحت الضغط والجوع.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأونروا: الإنزال الجوي للمساعدات بغزة لن ينهي المجاعة
  • متحدث اليونيسف: يجب استمرار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
  • روبيو: نقترب من وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين شرط أساسي
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • التعليم تعلن بدء تظلمات الثانوية العامة الأحد.. وطمأنة للطلاب بشأن إعادة الدرجات.. تفاصيل
  • الهجرة أم التهجير؟ إسرائيل تروج لـحل إنساني يثير مخاوف فلسطينية
  • بريطانيا: ستارمر بحث الوضع في غزة مع الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني
  • مصر وقطر تؤكدان مواصلة جهودهما الحثيثة من أجل الوصول لاتفاق لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية بقطاع غزة
  • الخارجية البريطانية: الوضع المتدهور في قطاع غزة لا يمكن السكوت عنه
  • حماس تؤكد التزامها بالتفاوض وتبدي استعدادها لاتفاق دائم لوقف النار في غزة