- سافيتش.. أجبر مورينيو على القبعة ويسبق الآخرين بـ نصف ثانية
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الصحافة العربية عن سافيتش أجبر مورينيو على القبعة ويسبق الآخرين بـ نصف ثانية، منح النزاع الدولي المسلح الذي حدث في البوسنة والهرسك من مارس 1992 .،بحسب ما نشر العربية نت، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات سافيتش.. أجبر مورينيو على القبعة ويسبق الآخرين بـ نصف ثانية ، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
منح النزاع الدولي المسلح الذي حدث في البوسنة والهرسك من مارس 1992 حتى نوفمبر 1995، سيرغي ميلنكوفيش -سافيتش فرصة التعرف على ثقافات مختلفة، اتجه والده إلى صربيا هربا من الحرب، ليسلك سيرغي مجال والده بعدما تعرف على ثقافات كروية مختلفة في القارة العجوز، رأي في الأسطورة زيدان قدوة، وفضل منتخب صربيا على نجوم إسبانيا، ولاحقه مورينيو متخفيا لكسب خدماته.
الصربي مع قميص الهلالرأى لاعب الهلال الجديد والمعروف بـ " سارغينتو" لدى جماهير لاتسيو بسبب طريقة احتفاله، النور في لييدا، واحدة من أقدم المدن في كاتالونيا التي تتمتع بالحكم الذاتي في إسبانيا، إذ ولد في السابع والعشرين من فبراير 1995، لأم صربية ووالد بوسني، وأثرت الرياضة بشكل كبير على الأسرة، فوالده كان لاعب كرة قدم، ووالدته ميلانا سافيتش، لاعبة كرة سلة محترفة
والد ووالدة سيرغيونشأ سيرغي مع شقيقه الأصغر فانغا الذي ولد في 1997، ومع أخته جانا، وهي أصغر من سيرغي بتسع سنوات، والتي سلكت مجال والدتها فيما بعد، وكان يقضي الأطفال معظم الوقت مع والدتهم في صربيا، إذ لم يمض وقت طويل قبل أن تبدأ العلاقة بين والدي سيرغي في الانهيار، مما جعلهما يتجهان إلى الطلاق، أنهى الوالدان زواجهما يبينهما كان أبنائهم أطفالا.
الأشقاء الثلاثةمنح السفر المستمر لسيرغي الفرصة لتجربة عدد كبير من ثقافات كرة القدم المتنوعة، كان يشاهد والده يلعب في الملاعب بجميع أنحاء أوروبا، ونشأ على الطريق حسبما وصفته الصحافة البريطانية، حيث انتقل والده من إسبانيا إلى البرتغال ثم النمسا لاحقا. ترعرع جميع الأطفال وهم يحبون كرة القدم وكرة السلة منذ الولادة، بدأ سيرغي في ركل الكرة بمجرد أن تمكن من المشي، وكل ما أراده والداه أن يكونوا في المجال المناسب لهم، لم يتدخلا كثيرا في اختيار الرياضة حينها.
اللحظة التي حولت مستقبل سيرغي إلى كرة القدمونظرا لأن والده كان لاعب كرة قدم محترف ووالدته لاعبة كرة سلة صربية معروفة، كان من الصعب على سيرغي اختيار مجاله الرياضي في وقت مبكر من حياته، قبل أن يقرر الاتجاه صوب الساحرة المستديرة بعد مشاهدته مباراة لا تنسى لوالده في النمسا، مما أثر بشكل كبير على قرار سيرغي بأن يصبح لاعب كرة قدم، بعده غير شقيقه رأيه من كرة السلة إلى القدم، علما بأنه يتمتع بقامة طويلة، لكنه فضل أن يتجه صوب مركز حارس المرمى. نما الشقيقان معا في فرق المراحل السنية التابعة لنادي جرازر إيه كيه النمساوي و فويفودينا الصربي، ثم ذهب كل منهما في فريق منفصل إلى أن واجها بعضهما البعض في الدوري الإيطالي، لكنهما لعبا سويا بقميص منتخب صربيا.
الشقيقانوعلى الرغم من اتخاذ سيرغي لقراره بلعب كرة القدم في وقت مبكر، إلا أن الطفل لم يستقر بعد ذلك على لعبة محددة، كانت لديه عادة التنقل بين كرة القدم والسلة، قبل أن يتدخل والده هذه المرة ويضعه على المسار الصحيح. لم يكتف والده بالحصص التدريبية الخاصة بابنه سيرغي في النادي، بل كان يأخذه إلى حقل صغير بالقرب من منزلهم لمنحه المزيد من التدريباته الخاصة، علم ابنه كيفية التحكم بالكرة بقدميه الاثنين، والتحق بعدها أكاديميات رياضية في دول مختلفة بسبب مسيرة والده. عندما استقرت عائلته في نوفي ساد بصربيا، كان الأباء المهووسون بالرياضة سعداء بعدما سمح نادي فويفودينا المحلي لابنهم سيرغي بالانضمام إلى الفريق، حينها شاهده مدرب فئة الشباب يلعب لأول مرة، يدعى ميلان كوسانوفيتش. ويتذكر ميلان كوسانوفيتش: كان في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمره، وأول شيء لفت أنظاري هو أسلوبه، لقد بدا لاعب خط وسط متكامل، ماهر في تفكيك هجمات الخصم والتقدم للأمام، ولديه القدرة على جعل الأمور تبدو سهلة وبسيطة على أرض الملعب، أناقته غير عادية. وأضاف: في سنواته الأولى في الأكاديمية، كان لاعبا يعرف كل شيء بالكرة، لكنه كان أبطأ قليلا وكسولا، ومن المفارقات أنه على الرغم من أن والديه كانا رياضيين، إلا أن سيرغي كان يكره الجري، لم يكن يحب الركض، حتى أنه اختبأ خلف شجرة خلال إحدى التدريبات هربا من الركض، كان تألق سيرغي وشغفه واضحا ولا يمكن إنكاره، كان يحب اللعب بالكرة في التدريبات والتسديد.
اللاعب الصربي بقميص فويفوديناوواصل مدربه السابق: لقد كان شخصا قويا، كانت لديه عقلية الفوز، ويصحح الأخطاء بسرعة. وأخذ ميلان سيرغي واهتم به في أكاديمية فويفودينا وساعده في صقل موهبته، وعمل على جانبه البدني، وأوضح: تم توظيفه أحيانا كمهاجم، مما ساعد الصربي على تطوير قدراته التهديفية في إنهاء الهجمات. نبعت ثقة سيرغي بنفسه من خلفية عائلته، ويعتقد ميلان أن العائلة كان لها تأثير كبير على حبه للرياضة، وساعدته تجربة والديه على النمو، موضحا: دعمه والداه في مقتبل العمر، غرسا فيه ثقة منحته عقلية احترافية قبل زملائه، كان هادئا ومسالما ومليئا بالثقة بالنفس، كان على يقين بأنه قادر على حل جميع المشاكل التي تواجه، كانت لديه القدرة على حل المواقف المعقدة بشكل سريع. في 2013، أراد ميلان اختبار قدرات سيرغي وقام باصطحابه إلى معهد الرياضة في صربيا لتقييم ما يسمى بالإدراك المكاني، وحقق أفضل النتائج من بين كل الرياضيين، مما يعني أنه رأى الأشياء قبل أي شخص آخر بنصف ثانية، والتي يمكن رؤيتها عندما يلعب حاليا – حسب وصف مدربه السابق. ويتذكر ميلان: كانت تلك اللحظة التي علمت فيها أن أشياء عظيمة ستحدث في مسيرته.
بقميص جينك البلجيكيوبعد فترة وجيزة من إكمال سيرغي لاختبارات معهد الرياضة، قاتل للوصول إلى الفريق الأول في نادي فويفودينا، وفاز ببطولة أوروبا مع صربيا تحت 19 عاما. وسرعان ما حصل على عرض من جينك البلجيكي، وقرر الشاب الحصول على فرصة اللعب في مستوى أعلى لتحسين مهاراته، لكنه أراد ارتداء القميص رقم 21، وكان غير متاحا حينها، ليرتدي القميص رقم 20، وفيما بعد حول رقمه إلى 21 عندما انضم إلى لاتسيو، وجاء عشقه للرقم بسبب بطل طفولته زين الدين زيدان والذي كان يرتدي الرقم 21 في يوفنتوس، علما بأن وكيله ماتيا كيزمان، مهاجم تشيلسي السابق، قرر ضمه إلى وكالته بعد أن شاهد سيرغي لمدة 10 دقائق فقط أثناء حصة تدريبية مع شباب فويفودينا.
مع جائزة ثالث أفضل لاعب في مونديال الشباببدأ اسمه في التداول على نطاق واسع عندما ساعد صربيا لفي حقيق انتصار مثير للإعجاب، عقب الفوز على البرازيل في نهائي كأس العالم تحت 20 عاما 2015، واختير كثالث أفضل لاعب في المونديال، وبعد تألقه تعاقد معه لاتسيو في أغسطس 2015. في 25 يوليو 2015، كان سيرغي على وشك التوقيع لفيورنتينا، إلا أن الصربي انهار باكيا، معللا للمدير الرياضي لفيورنتينا: أنا آسف، ولكني لا أستطيع، أنا حقا لا أستطيع. كان فيولا دانييلي، المدير الرياضي لفيورنتينا، منزعجا بقدر ما كان مذهولا، رفض محاولة تغيير رأي لاعب وسط جينك، وأعلن أن سيرغي طلب تأجيل إجراء الفحص الطبي حتى يتمكن من التحدث مع صديقته ثم اتخاذ القرار. كانت هناك ادعاءات لاحقة بأن سافيتش قد وافق بالفعل على شروط شخصية مع لاتسيو، وبالتالي شعر بالذنب إذا عاد عن الوعد الذي قطعه للمدير الرياضي إيغلي تاري بالانتقال إلى لاتسيو. وقال عنه المدير الرياضي لفيورنتينا فيما بعد: إنه غير مقتنع، إنه متردد ولا يمكننا الانتظار حتى نتمكن من استيعاب طفل يبلغ من العمر 20 عاما.
فرحة سيرغي بالهدفوبعد فوات الآون، ربما كان يبنغي على فيورنتينا أن يكون أكثر صبرا، ليس فقط لأن سيرغي يملك الموهبة، بل لأنه افتتح مشواره التهديفي في الدوري الإيطالي أمام فيورنتينا في يناير 2016.
بقميص منتخب بلاده صربياويعود سبب اختياره لمنتخب صربيا لأنه قضى جميع العطلات ومعظم فترات طفولته هناك، وكان بإمكانه اختيار اللعب لإسبانيا، لكن فكرة مشاركته مع المنتخب الذي فاز بكأس العالم 2010 وبطولة أوروبا 2012 لم تكن أبدا في ذهنه، وقال: أنا أدرك جيدا من أين أتيت وأين أنتمي، بلدي صربيا وأنا فخور بقول ذلك، كنت أسعد رجل عندما تم ضمي إلى قائمة المنتخب الأول.
سافيتش وشريكتهخلف مسيرته الناجحة، توجد سيدة جميلة سرقت قلبه، اسمها ناتاليا إليتش، مقيمة في نوفي ساد شمال صربيا، لم تعرف في حياتها شيئا غير الطب. وبالإضافة إلى كرة القدم، يحب سافيتش الموسيقى والطعام، إذ يعشق لاعب الهلال الموسيقى الشعبية في صربيا وكذلك السوشي، ويعتبر نفسه من محبي المصارعة، خاصة المصارع ري ميستيريو، الذي وعده في أحد المرات بمنحه قناعه حال تسجيله هدفا في دوري أبطال أوروبا.
مع شقيقهيقضي سافيتش أوقات فراغه بلعب "البلاي ستيشن" والتسوق ولعب كرة السلة في الهواء الطلق، ويكره شيئا واحدا وهو صيد الأسماك.
زيدان بقميص يوفنتوس والرقم 21ففي فترته الأولى، كشف النجم الصربي أنه يعشق ريال مدريد منذ طفولته، وأن زين الدين زيدان هو قدوته في كرة القدم، واعترف في مقابلة صحافية مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا": لا توجد مقارنة بيني وبين زيدان، أرى نفسي أكثر على أنني يايا توريه، ودائما ما أنظر إلى نيمانيا ماتيتش أيضا. في أكتوبر 2017، سافر جوزيه مورينيو إلى فيينا، وتم تصوير مدرب مانشستر يونايتد آنذاك في مدرجات ملعب إرنست هابيل، عندما استضافت النمسا منتخب صربيا في التصفيات الأخيرة لكأس العالم 2018 في روسيا.
صورة مورينيو المتداولةعندما بدأت صور مورينيو، مرتديا قبعة بيسبول رمادية على رأسه، تنتشر على "تويتر"، أشار البعض إلى أنه من شبه المؤكد أنه كان حاضرا لمشاهدة سيرغي سافيتش، لاعب خط الوسط الصربي الذي لفت أنظار بعض الأندية الأوروبية المرموقة منذ انضمامه إلى لاتسيو في 2015. خسرت صربيا المباراة بنتيجة 3-2، وبعد ثلاثة أيام فاز منتخب صربيا على جورجيا في بلغراد ليتأهل إلى المونديال رسميا، وعلى الرغم من أن الأنباء أشارت إلى أن مورينيو أراد ضم سيرغي إلى مانشستر يونايتد إلا أن الأخير لم يتمكن من الاحتفاظ بوظيفته وتم إنهاء عقده بحلول نهاية الشهر.
سافيتش مع لاتسيووبعد أكثر من 8 سنوات قضاها مع "نسور" لاتسيو، شهدت تسجيله 69 هدفا ومساهمته في 59 هدف أيضا، مع تحقيق 3 ألقاب خلال 341 مباراة، قرر سافيتش الانتقال إلى العاصمة السعودية الرياض، التي كانت شاهدة على آخر ألقاب الصربي مع فريقه الإيطالي عندما توج بكأس السوبر الإيطالي أمام يوفنتوس في ديسمبر 2022، ليبدأ مسيرة جديدة مع الهلال خارج أوروبا التي صال وجال فيها منذ نعومة أظافره.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس کرة القدم
إقرأ أيضاً:
محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية
ان كان هناك بصيص أمل في ان نستعيد الدولة والهوية ، التي تفككت بسبب قوى الصراع، من مناطق وسلالات وقبائل ورايات (اعلام)، حتى جعلت من الوطن خرقة بالية يتنازعها الجميع، فجريمة اعتقال الشيخ الكازمي إمام وخطيب مسجد ساحة المنصورة، فجر يوم الخميس، بطريقة واسلوب المافيا( العصابات) لا توحي ان من امر باقتحام المسجد في وقت الصلاة الفجر رجل دولة، ولا القوة المقتحمة تمثل أمن الدولة.
الحقيقة ان الدولة اغتيلت بتشكيلات عسكرية لا تمثلها، ولا تواليها، بل تمثل من يدفع لها ومن شكلها بتشكيل مناطقي قبلي ومذهبي، أي تشكيل عسكر القبيلة والمذهب، وعسكرة القبيلة يأتي في اطار ضرب مفهوم الدولة المدنية التي ينشدها العامة من الناس، فالقبيلة مثخنة بالثأر، والمذهب مبتلى بالاختلاف، وعسكرتهما لغرض ترسيخ حالة الثأر الاجتماعي والسياسي الذي اتخذ من القبيلة وسيلة حسم معاركه القديمة مع الاخر، وهذا ما شهدناه في التصفيات الجسدية منذ الاستقلال حتى حرب 94م ، واتت حرب 2015م لترسخ الصراع العقائدي صراع المذاهب.
كل هذا من اجل اغتيال الدولة، بشواهد ان الشرعية التي كانت تحكم برئيس منتخب، صارت اليوم تحكم بثمانية رؤوس، تمثل القوى العسكرية المسيطرة على الاراضي، وهي الارضي الذي يتم اعدادها لتقسيم اليمن لكنتونات ضعيفة وهشة، بدون سلاح يحمي سيادتها، وبدون قرار وطني يعزز من مكانتها بين الدول، والهدف كنتونات مغتصبة، تديرها قوى مرتهنة للمغتصب، والهدف هي الارض البكر وما تحمله في باطنها من ثروة.
يمكن القول ان الحرب مع الحوثي انتهت، لتتحول لحرب في مواجهة فكرة الدولة اينما كانت، وفكرة وحدة الصف و وحدة الامة، هذه الحرب لا تحتاج لغير اعلام يروج للمزيد من الصراع المناطقي والمذهبي ، ليحول البلد لمناطق وهويات متناحرة، وهذا ما يحتاج لناشطين يعرفون من اين تؤكل كتف الوطن، والنتيجة انقسام مجتمعي حاد، وصراع بيني مدمر، انتج لنا لوبي من اللصوص والمنتفعين والفاسدين، ومجتمع مسحوق وناس محبطة، ومجتمع مدني مروّض، يتلقى الصفعة تلو الصفعة دون ان يوحد كلمته في مواجهة ما يحدث، ويشكل نخبة تؤمن بالوطن وحدته وسيادته، حتى صار الوطن يباع قطعة قطعه في سوق العمالة والارتزاق.
بدأ السقوط عندما سقطت راية الوطن، وكلا بدأ يبحث في الماضي عن بقايا راية منتهية الصلاحية ، وعندما سقط الوعي الوطني ليستبدل بالوعي المناطقي ، وثقافة الكراهية والعنصرية ، لتعرض الارض للبيع( خذوا الجنوب تبعكم ونبصم لكم بالعشر)، وعندما تم اقصاء كل مسؤول وطني رفض الانخراط في البيعة، ورفع راية السيادة، واستبدل بمسؤول تمرد على الدولة، وتماهى مع صفقة بيع الوطن، من تسليم الجزر وتعطيل المرتكزات الاقتصادية، وتشكيل تشكيلات عسكرية تتقاسم الارض وايرادات الدولة وتفرض الجبايات والاتاوات، ولا تعترف بمؤسسات الدولة ومصب ايراداتها البنك المركزي، حتى صار كل من تماهى مع المؤامرة مسؤولا تنفيذيا وسياسيا، يعيش واسرته خارج الوطن في نعيم الفساد والمال الحرام، والناس في الداخل تصارع الفقر والجوع والمرض، تصارع الحمى والظمأ.
عندما تحول السلاح من رمز لتحرير الارض، لأداة لاحتقار الدولة ، وحماية الاطماع والفاسدين والمرتزقة، عندما اصبح بعض رجال الامن مجرد كلب حراسة لكبار الناهبين وبياعي الارض والعرض.
بعد ان ضاقت الحياة بالناس وبلغت القلوب الحناجر، كان لابد لهم ان يتظاهروا رافضين لسياسة التجويع، والفشل المؤسسي وغياب الخدمات الضرورية، والمطالبة بحقوقهم المكفولة، وكان المتوقع ان تجد تلك التظاهرات صدى، والذي حدث انها قمعت، وتصدى لها رجال الامن والتشكيلات التي يفترض انها في خدمة الشعب ، مما يؤكد انها تشكيلات لا وطنية، وجدت من اجل ان تحمي الاطماع وادوات الارتزاق والتبعية، تحمي الفساد والناهبين للثروة وبياعي الارض، وتضرب بيد من حديد من يصرخ وجعا مما يحدث، وتدوس على الفقراء والجياع.
مع التأكيد ان ارادة الجماهير لا تقهر، وان بدأت التظاهرات صغيرة لكنها مؤثرة ستكبر وتكبر حتى تصير طوفان جارف، سيجرف كل هذا العبث وادواته المصطنعة، طوفان لن يستطيع ايقافه لا سلاح ولا طقم ولا مدرعة عسكرية، ولا ونان وهراوة، كلها ستسقط امام غضب الجماهير ، كما قال ابو قاسم الشابي
(إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي • ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ)
فلن تنفع كل تلك المظاهر المسلحة والاقتحامات للبيوت والمساجد والاسواق، بل ستكون وابلا على اصحابها ،وسيكون النظام والقانون هو السائد، وكلا سيتحسس رقبته حينما يأتي الانصاف وان غدا لنظارة لقريب