سلجوق بيرقدار.. رائد الطائرات المسيرة التركية
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
مهندس وباحث ومخترع تركي قاد تفوق بلاده في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، ولد عام 1979. يصفه البعض بأنه "أبو المسيرات التركية" وشبهوه بالمخترع الأميركي من أصل سوري ستيف جوبز، وأصبح قدوة للكثير من الشباب المهتمين بالتكنولوجيا حول العالم.
صاهر الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2016 بزواجه من ابنته سمية، وحصل على عدة أوسمة وتكريمات بسبب الدور المهم الذي قامت به -في كثير من مناطق الصراع- الطائرات المسيرة التي صنعها.
ولد سلجوق أوزدمير بيرقدار يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 1979 في مدينة إسطنبول لعائلة محافظة غنية، فوالده هو السياسي ورجل الأعمال أوزدمير بيرقدار الذي مارس السياسة إلى جانب أردوغان فترة تسعينيات القرن العشرين، وهو صاحب شركة "بايكار" التقنية المتخصصة بتصنيع المركبات الجوية من دون طيار.
والدته جنان بيرقدار مبرمجة في بنك الصناعات التركية، وكانت تعمل مع زوجها في شركة العائلة، وهو الأمر الذي صنع شغفا لدى ابنها سلجوق وأخويه هالوك وأحمد بعالم الطائرات وطريقة عملها وتصنيعها.
بدأ حياته التعليمية بمدرسة ساريير الابتدائية في مسقط رأسه، ومن ثم انتقل إلى المدرسة الأميركية "روبرت" في إسطنبول، وأكمل المرحلتين الإعدادية، والثانوية متخرجا منها عام 1997.
التحق بكلية الهندسة الإلكترونية والاتصالات في جامعة إسطنبول التقنية، وتقدم خلال فترة دراسته الجامعية بطلب للتدريب في جامعة بنسلفانيا الأميركية، والتي وجد فيها فرصة ذهبية فتحت أمامه آفاقا جديدة، وأكسبته مهارات متطورة مكنته من تحقيق حلمه وتطوير شركة والده "بايكار".
عاد إلى تركيا بعد انتهاء فترة التدريب، وكان قد استطاع خلالها إقناع إدارة الجامعة بتوفير منحة كاملة له لدراسة الماجستير في قسم تطوير الطائرات بدون طيار بعد تخرجه من البكالوريوس، وهو ما فعله الفترة بين 2002 و2004.
بعد تفوقه في دراسة الماجستير، استطاع الحصول على منحة أخرى لدراسة ماجستير ثان بمنحة في معهد ماساشوستس الأميركي للتكنولوجيا حول التحكم بالطائرات بدون طيار.
وفي هذه الفترة، عمل مساعدا للبروفيسورين جورج باباس وإريك فيرون، وهما من أساتذة الهندسة الكهربائية والحاسوبية بالمعهد، مما مكنه من إجراء أبحاث علمية حول تجارب الطيران الجماعي لأول مرة بالعالم، وأنظمة التحكم والتوجيه للرحلات.
التجربة العمليةبعد إتمام تعليمه عام 2007، عاد إلى تركيا حيث أصبح المدير الفني لشركة "بايكار" إلى أن تولى إدارة مجلسها عام 2021.
اهتم بمجالات متنوعة في تطوير الطائرات بدون طيار التي تم تطويرها في تركيا، مثل التحكم في الرحلات، هندسة أنظمة الطيران، تطوير خوارزميات الملاحة، ديناميات وحركة الأنظمة، تطوير البرمجيات المضمنة والأجهزة الإلكترونية.
أسس بيرقدار جمعية فريق تركيا للتكنولوجيا وترأسها عام 2017، بهدف تشجيع الشباب والمتحمسين للتطوير في مجالات التكنولوجيا المختلفة على القيام بأبحاث معمقة بالتعاون مع الجمعية.
صمم نظاما للتوجيه والتحكم في الطائرات بدون طيار "بيرقدار تي بي 2" تم استخدامه في صراعات عديدة مثل الصراع التركي مع حزب العمال الكردستاني، الحرب في سوريا، الحرب الليبية.
كما استطاع تصميم "بيرقدار ميني" وهي أول طائرة بدون طيار يتم إدراجها في ترسانة الجيش التركي، ليطور بعدها نظام "بيرقدار آقنجي" الذي يعتبر أول نظام هجومي بدون طيار في البلاد، ويسلمه للقوات المسلحة في 29 أغسطس/آب 2021.
نجح بيرقدار في وضع بصمة مهمة في إحدى أهم علامات التفوق التركي المتزايد في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة "قزل إلما" أو "التفاحة الحمراء" التي نجحت في تنفيذ أولى طلعاتها الجوية عام 2023 وتميزت بقدرتها على الطيران على ارتفاع 35 ألف قدم، وبسرعتها القصوى التي تتجاوز 1224 كيلومترا/ ساعة، كما يمكنها حمل 1.5 طن من الصواريخ والذخائر، وتصل مدة طيرانها إلى 5 ساعات.
وأشرف على تنظيم مهرجان "تكنوفست" لتكنولوجيا الفضاء في 27 أبريل/نيسان 2023، والذي يعد الأكبر في العالم للطيران والفضاء والتكنولوجيا، كما يعتبر وسيلة مهمة في تركيا لاكتشاف مواهب الشباب المشاركين لعرض ابتكاراتهم التكنولوجية مثل الصواريخ والروبوتات، وبدعم من مؤسسات حكومية.
الأوسمة وبراءات الاختراعنظرا للدور الكبير الذي قامت به الطائرات بدون طيار من طراز "بيرقدار تي بي 2" في حرب إقليم ناغورني قره باغ، قُلد بيرقدار بوسام "قرة باغ" الوطني من قبل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أول أبريل/نيسان 2021.
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، حصل على وسام الاستحقاق الدولي من رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، للدور المهم الذي اضطلعت به الطائرات المسيرة التركية في الحرب الروسية الأوكرانية.
وتسلم بيرقدار الوسام الوطني الأعلى لدولة مالي من رئيسها بتاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تقديرا للإسهامات والخدمات التي قدمها لهذا البلد في المجال التكنولوجي.
كما حصل على 4 براءات اختراع من معهد براءات الاختراع التركي عام 2015 في نظام الهبوط والإقلاع التلقائي للطائرات، ونظام تحكم يمكنه اكتشاف تغيرات ظروف العمل، ونظام تحكم في الطيران ذي 3 نقاط احتياطية، وجهاز قياس الصدى.
الأعمال الخيريةبرز اسم بيرقدار خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) حين أعلن، عبر حسابه الشخصي على منصة "تويتر" يوم 22 مارس/آذار 2020، أنه سيقدم دعما تقنيا لإنتاج 5 آلاف جهاز تنفس في تركيا بالتعاون مع شركات أخرى، وهو ما نفذه بعد شهر من تاريخ إعلانه عن المبادرة.
كما سارع إلى تقديم دعم مالي يُقدر بـ650 مليون ليرة تركية خلال الأيام الأربعة الأولى لزلزال "كهرمان مرعش" المدمر الذي ضرب جنوب البلاد وشمال سوريا في 6 فبراير/شباط 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الطائرات بدون طیار
إقرأ أيضاً:
فلسطين في الوجدان اليمني .. قضية مركزية حاضرة في خطاب المسيرة القرآنية
رغم ما يمر به اليمن من عدوان وحصار منذ ما يقارب عقدًا من الزمن، إلا أن القضية الفلسطينية لا تزال تحتل مكانة محورية في الوجدان اليمني، وتشكل بوصلة للوعي السياسي والثقافي والديني، خاصة في ظل المشروع القرآني، والذي أعاد التأكيد على مركزية فلسطين كقضية الأمة الأولى، ويأتي هذا التوجه انطلاقًا من رؤية قرآنية واضحة عبّر عنها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، الذي جعل من القضية الفلسطينية حجر الزاوية في خطابه السياسي والديني، معتبرًا أن العدو الصهيوني هو العدو الحقيقي للأمة الإسلامية، وأن التخلي عن فلسطين هو تخلٍ عن المسؤولية الإيمانية والإنسانية .
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
يتناول هذا التقرير أبعاد حضور القضية الفلسطينية في الوجدان اليمني، في ضوء موجهات المسيرة القرآنية، كما يسلّط الضوء على كيفية تقديم السيد القائد حفظه الله لهذه القضية ليس باعتبارها مسألة قومية أو جغرافية، بل باعتبارها قضية عقائدية وإنسانية ومصيرية، ويستعرض التقرير مواقف اليمن العملية في دعم الشعب الفلسطيني رغم العدوان، من خلال الحضور الشعبي الكبير في مناسبات مثل يوم القدس العالمي، والدعم السياسي والإعلامي الواسع للمقاومة، والموقف العسكري الصريح والمباشر بعد التصريحات الصادقة التي أطلقها السيد القائد بشأن استعداد اليمن للدخول في أي مواجهة كبرى ضد الكيان الصهيوني.
يقدّم التقرير رؤية تحليلية لأحد أبرز أوجه الالتزام الشعبي والسياسي اليمني تجاه فلسطين، في وقت تتسابق فيه بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع العدو بل والتواطؤ مع العدو لتصفية القضية الفلسطينية ، ويعتمد التقرير على خطابات السيد القائد، وبيانات رسمية صادرة عن المكتب السياسي لأنصار الله، بالإضافة إلى تغطيات ميدانية موثقة لمسيرات ومواقف داعمة لفلسطين في مختلف المحافظات.
فلسطين .. ليست قضية شعب بل قضية أمة
منذ انطلاق المسيرة القرآنية، أكّد السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله أن القضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية الأمة بكاملها، ومقياس صدقها في الالتزام بقيم القرآن والولاء لله ورسوله صلوات الله عليه وآله ، ومن هذا المنطلق، يعتبر السيد القائد أن التخلي عن فلسطين خيانة دينية، وأن أي محاولة لفصل الأمة عنها تعني اقتلاعها من جذورها الإيمانية،
هذه الرؤية رسّختها الموجهات التربوية والثقافية للمسيرة القرآنية، حيث أصبحت فلسطين حاضرة في المناهج التثقيفية، والخطب، والمناسبات الرسمية والشعبية، كمبدأ لا يمكن التراجع عنه.
المسيرة القرآنية .. موقف عملي لا شعارات
لم يقتصر الحضور اليمني تجاه فلسطين على البعد العاطفي أو الخطابي، بل تجلّى في مواقف عملية واضحة، تتضمن ( تنظيم مسيرات مليونية في مختلف المحافظات اليمنية لسنوات في يوم القدس العالمي من كل عام ، يرفع فيها العلم الفلسطيني إلى جانب شعار الصرخة، وإصدار مواقف رسمية من المكتب السياسي لأنصار الله تدين التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني وتعتبره “سقوطًا في مستنقع الخيانة ، وتصريحات متكررة من السيد القائد تؤكد أن “الشعب اليمني سيكون حاضراً في أي معركة كبرى ضد العدو الإسرائيلي إذا استدعى الموقف ذلك.
فلسطين في الوجدان اليمني رغم العدوان
رغم العدوان والحصار الذي لا يزال يلقي بآثاره على اليمن إلى الآن، بقيت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في الوجدان الشعبي اليمني. ففي كل اعتداء صهيوني على غزة أو الضفة، تشهد العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى تظاهرات تضامنية، تؤكد أن اليمن، رغم جراحه، لم يتنازل عن بوصلته.
تتجلى هذه الروح في الشعارات الشعبية، والجداريات، والفعاليات الثقافية التي تنظمها منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية، والهيئات الرسمية، التي جعلت من فلسطين محورًا ثقافيًا دائم الحضور في الخطاب اليمني العام.
رسالة السيد القائد .. القدس بوابة الانتصار
في خطابه يوم القدس العالمي 1445هـ، قال السيد القائد يحفظه الله : تحرير القدس هدف حتمي، والأمة الإسلامية تمتلك من عناصر القوة ما يؤهلها لتحقيق هذا الهدف، متى ما عادت إلى هويتها القرآنية وتحررت من التبعية،
وقد شدد على أن الصراع مع العدو الصهيوني ليس صراع حدود أو جغرافيا، بل صراع على الوجود، والكرامة، والعقيدة ،
خاتمة
تُعد القضية الفلسطينية اليوم، في ظل موجهات المسيرة القرآنية، بوصلة الوعي وامتحان الولاء للأمة، وقد شكّل الخطاب القرآني الذي يقوده السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، رؤية استراتيجية لإعادة تصويب البوصلة الإسلامية نحو عدو الأمة الحقيقي، الكيان الصهيوني، في وقت يتخلى فيه كثيرون عن هذه القضية، لتبقى اليمن ثابتة على عهدها، حاضنة لفلسطين، ورافعة لراية القدس، حتى النصر.