شفق نيوز/ دعت شبكة "PBS" الأمريكية زعماء العالم المشاركة دولهم في مؤتمر الامم المتحدة للمناخ (COP28) في مدينة دبي الاماراتية، الى مواجهة التحديات التي تثيرها درجات الحرارة الآخذة بالارتفاع في العالم بشكل غير مسبوق والتحديات المناخية الحادة، من خلال التركيز على كيفية تأثير التغييرات المناخية على الاستقرار السياسي في دول حول العالم، بينها العراق، وتداعياتها على مفاقمة النزاعات المسلحة في المناطق الأكثر هشاشة.

واعتبر التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان مؤتمر الأمم المتحدة هو بمثابة فرصة حاسمة للقادة من اجل اعادة التركيز من خلال المخطط الأوسع، على معالجة ضعف القدرة على الحوكمة وإدارة الموارد والعمل من أجل التكيف مع تغير المناخ، وذلك من خلال القضاء على النزاعات في المناطق غير المستقرة، من خلال تطبيقات عدة توصيات. 

وأشار التقرير إلى أن بعض المناطق الاكثر تضررا هي أمريكا الوسطى، والقرن الأفريقي، ومنطقة الساحل، وخليج البنغال، والشرق الأوسط، استنادا الى بحث أجراه مركز العمل الوقائي التابع لمجلس العلاقات الخارجية. ولفت إلى أن جزءا كبيرا من منطقة الساحل والشرق الأوسط وداخل شرق أفريقيا يعاني من موجات جفاف منهكة وعواصف ترابية.

وتابع التقرير؛ أن العديد من هذه البلدان والمجتمعات في هذه المناطق لا تملك سوى إمكانية ضئيلة، على استيعاب صدمة الأحداث المناخية المتطرفة أو تحسين أنظمتها التكيفية والتخفيفية.

وعلى سبيل المثال، أشار التقرير الى منطقة الساحل، حيث أدت ثلاثة عقود من الجفاف في أواخر القرن ال20 الى وفاة اكثر من 100 ألف شخص بسبب الجوع، مضيفا أنه مما زاد الطين بلة، أن الأرض لم تكن قادرة على امتصاص المياه عندما زاد هطول الأمطار فجأة، مشيرا إلى أن الفيضانات دمرت في العام 2020، 10 آلاف هكتار (24710 فدادين) من المحاصيل في النيجر وحدها، مما يعرض المجتمعات المحلية لخطر الجوع الشديد.

وذكر التقرير أنه رغم عدم وجود أدلة كافية تشير إلى أن التغيير المناخي يؤدي بشكل مباشر إلى العنف، فإن الفوضى المناخية والضغوط البيئية تساهم في مضاعفة التهديدات الأمنية القائمة، مضيفا أنه من خلال حلقة مفرغة، يكون للنزاعات المسلحة في كثير من الأحيان آثار بيئية مدمرة.

وتابع التقرير أن الصراعات داخل الدول وفيما بينها تتفاقم بسبب التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن الصراعات الاهلية اكثر تهديدا في بلدان مثل الهند ونيجيريا، حيث تتزايد الاضطرابات الاجتماعية في المناطق الحضرية مع نزوح المزارعين والرعاة المحرومين باتجاه المراكز السكانية، مما يؤدي إلى تغيير المشهد السياسي والاقتصادي إنهاك البنية التحتية.

وحذر التقرير أيضا من تصاعد التوترات العابرة للحدود الوطنية في المناطق التي تعاني من شح الموارد، ولفت إلى أن الدول الواقعة على نهر النيل، وخاصة مصر وإثيوبيا، تعيش نزاعا مستمرا ناجما عن بناء إثيوبيا لسد يحد من حجم المياه المتدفقة شمالا. 

وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، قال التقرير ان العراق وسوريا يواجهان شحا في المياه، ويرجع ذلك جزئيا الى بناء السدود التركية على نهري دجلة والفرات. 

واضاف انه فيما يتعلق بجنوب آسيا، فإن السد الصيني المقترح إقامته على نهر براهمابوترا، يهدد بتقليل توافر المياه في بنغلاديش.

ونبه التقرير إلى أن الحرب دائما ما تكون مدمرة للبيئة، الا انها تصبح اكثر تدميرا عندما تستغل الأطراف المتحاربة وتفاقم شح الموارد الناجمة عن التغيير المناخي، مضيفا على سبيل المثال، إن القصف السعودي والإماراتي للبنية التحتية للمياه في اليمن أدى الى جعل شح المياه الذي كان يمكن تخفيفه، أكثر فتكا. 

كما لفت إلى أن القوات الاسرائيلية دمرت البنية التحتية المرتبطة بالمياه في الضفة الغربية، حيث يعتمد الناس إلى حد كبير على استخراج المياه الجوفية. 

اما بالنسبة الى في العراق وسوريا، فقد ذكر التقرير أن الجماعات الطائفية المتطرفة حملت الطوائف المعارضة لها المسؤولية علنا عن سوء إدارة المياه بهدف كسب الدعم. 

وفي اشارة الى العقبات الرئيسية التي تحول دون معالجة العلاقة بين الصراع المناخي في المناطق المعرضة للخطر، قال التقرير إن أحد التحديات المستمرة هو سوء الادارة، محذرا من أن هشاشة الدولة تجعل من الاسهل بكثير على الاطراف اللاعبة الخبيثة اكتساب النفوذ والسيطرة على الاراضي. 

وتابع قائلا ان الكارتلات والعصابات في أمريكا الوسطى والتنظيمات المتطرفة في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا، تستغل المجتمعات المعرضة للتغير المناخي بطريقة مماثلة. واضاف انه في ظل غياب وجود حقيقي للدولة، يكون بمقدور الأطراف الفاعلة السيئة اقناع الافراد الذين تم تهميشهم بسبب التغيرات المناخية، والكوارث الطبيعية، والقمع، والعنف، بالانضمام الى صفوفهم. 

وفي اشارة الى التهديدات للصراع المناخي، لفت التقرير إلى أن الهجرة الداخلية من المناطق المعرضة للمناخ والصراعات نسبيا الى المناطق الاكثر استقرارا (المدن والبلدان ذات الاقتصادات الأسرع نموا بشكل عام) تتسبب في إجهاد الموارد المحلية وقدرات الدولة، وتعزز من التوترات الطائفية وبين الدول، وتعريض حياة المهاجرين للخطر في بعض الأحيان عند المجتمعات المضيفة. 

وطرح التقرير الأمريكي الخيارات السياسية التي يتحتم على زعماء العالم التركيز عليها في مؤتمر الامم المتحدة للمناخ، موضحا أنه فيما يتعلق بالمخطط الأوسع للجهود الدولية لمكافحة الصراعات والتكيف مع التغيير المناخي، يتحتم اعطاء الاولوية لادارة الحكم الضعيف والهش في المناطق غير المستقرة. 

وتابع التقرير القول؛ ان الاولوية يجب ان تكون من أجل تمويل التكيف مع المناخ، وتقوية المناطق المعرضة للخطر من أجل التكيف، موضحا أن الدول تكون أكثر قدرة على الحفاظ على الشرعية في جميع أنحاء أراضيها عندما تتوفر لديها الموارد اللازمة للتخطيط للتغيرات المناخية، وحماية سكانها من اسوا صدمات الكوارث الطبيعية، واقامة اقتصاديات متنوعة قادرة على الصمود في مواجهة التغير البيئي. 

وتابع قائلا انه مع مرور الوقت، فإن التكيف سيؤدي ايضا الى الحد من العوامل التي تدفع السكان على الهجرة في مواجهة تغير المناخ وضعف قدرة الدولة.

ودعا التقرير ايضا الى دعم المهاجرين، موضحا أنه عندما يختار الناس الهجرة بسبب ظروف بيئية وامنية، فانه ينبغي لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة الهجرة الدولية، وغيرها من المنظمات، أن تبذل المزيد من الجهد لتسهيل عملية الهجرة، مثلا من خلال اقامة المزيد من المساكن المؤقتة وتعزيز ظروف السلامة، ومساعدة البلدان المستقبلة في تحديد أولويات الحالات، وتقديم المزيد من المساعدة للنازحين داخليا قبل عبور الحدود الدولية. 

وبالاضافة الى ذلك، دعا التقرير الى تعزيز القيادة المحلية، حيث يتحتم منح القادة المحليين ومجموعات المجتمع المدني الموارد اللازمة لإدارة التغيير المناخي وانعدام الأمن على مستوى المجتمع المحلي، مشيرا الى ان مثل هذه المجموعات بإمكانها في بعض الأحيان أن تتجنب الشلل السياسي القائم بشكل أكثر فعالية.

والى جانب ذلك، ذكر التقرير انه يجب تشجيع جهود ادارة الموارد العابرة للحدود، موضحا أن يتحتم على المنظمات الدولية والقوى الإقليمية السعي بجدية الى جمع الدول التي تتقاسم الموارد الطبيعية إلى طاولة المفاوضات لمساعدتها على التوصل إلى اتفاق على حلول إنسانية ومعقولة للنزاعات المتعلقة بتقاسم المياه والطاقة، وأن تكون جاهزة لمساعدتها على تنفيذ اتفاقاتها.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الأمم المتحدة التغيير المناخي مخلفات الحروب مؤتمر كوب 28 التغییر المناخی فی المناطق من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

القومي للبحوث: الظواهر المناخية المفاجئة تفرض استعدادا علميا مدعوما بالإنذار المبكر

القاهرة - أ ش أ

أكدت الدكتورة فجر عبدالجواد نائب مدير مركز التميز للدراسات البحثية والتطبيقية للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة بالمركز القومي للبحوث، أن المركز يلعب دورا محوريا في التصدي للتحديات المناخية المتصاعدة من خلال منظومة متكاملة تجمع بين البحث العلمي والتطبيق العملي، مع تقديم الدعم لصانع القرار والمجتمع في مواجهة الظواهر المناخية المفاجئة والمتطرفة.

وقالت عبدالجواد، إن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدا غير مسبوق في حدة #التغيرات_المناخية، والتي باتت تظهر من خلال موجات حر شديدة، وفيضانات، وعواصف قوية، وتقلبات حادة في درجات الحرارة، وهي ظواهر باتت تؤثر بشكل مباشر على النظم البيئية والموارد الطبيعية، وتهدد الأمن الغذائي والمائي، والصحة العامة في العديد من المناطق.

وأوضحت أن المركز يتعامل مع هذه الظواهر عبر عدة محاور، يأتي في مقدمتها إجراء دراسات بحثية متقدمة لرصد وتحليل تأثير التغيرات المناخية على البيئة والصحة والاقتصاد، بالتعاون مع مختلف معاهد المركز ووزارة البيئة وعدد من الجامعات، إلى جانب تطوير نماذج تنبؤية تستند إلى بيانات مناخية محلية وعالمية لتحليل الاحتمالات المستقبلية بدقة.

وأضافت أن المركز يعمل على تحويل نتائج الأبحاث إلى تطبيقات عملية من خلال تطوير حلول للتكيف مع التغيرات المناخية مثل تقنيات الزراعة الذكية، وإدارة الموارد المائية، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، إلى جانب دعم مشروعات تنموية تأخذ في الاعتبار مرونة الأنظمة البيئية وقدرتها على مواجهة المتغيرات المناخية، سواء من خلال تمويل ذاتي أو من خلال التعاون مع جهات تمويل محلية ودولية.

اقرأ أيضًا:

ارتفاع الحرارة ونشاط رياح.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الـ6 أيام مقبلة

20 صورة لتشطيب شقق مشروع صبا بعد طرحها للحجز

طرق سداد فواتير استهلاك الكهرباء عن شهر يونيو 2025

لموظفي العام والخاص.. موعد انتهاء إجازة في عيد الأضحى 2025؟

هذا المحتوى من

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

القومي للبحوث فجر عبدالجواد الظواهر المناخية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة "القومي للبحوث": الظواهر المناخية المفاجئة تفرض استعدادا علميا مدعوما بالإنذار أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

"القومي للبحوث": الظواهر المناخية المفاجئة تفرض استعدادا علميا مدعوما بالإنذار المبكر

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا
  • الركراكي: التغييرات في المباراة مع البنين كانت مهمة من أجل الوقوف على مستوى بعض اللاعبين
  • تقرير أمريكي:إيران من تتحكم بطاقة العراق وهي مصدر هشاشته السياسية والاقتصاية
  • ماذا نعرف عن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية التي تأتي مع تحذير إيران لإسرائيل؟
  • الأمم المتحدة تدعو لتجنب الفوضى في المياه الدولية ومنع تحويل الأعماق إلى غرب أمريكي
  • المؤسسة تستجيب لنداء تعز… 20 نقطة سبيل يوميًا لتأمين المياه
  • قادة العالم يدعون لتحرك عاجل لحماية المحيطات في منتدى موناكو
  • في قمة المحيطات بفرنسا.. العراق والأردن يبحثان ملف التغير المناخي
  • القومي للبحوث: الظواهر المناخية المفاجئة تفرض استعدادا علميا مدعوما بالإنذار المبكر
  • “ليس من مصر ولا قطر”.. تقرير إسرائيلي عن حل لأزمة الرهائن في غزة يتجاهله نتنياهو