أسواق النفط تعاني فائضًا رغم تخفيضات أوبك+
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
قال محللون وتجار إن مدة تخفيضات إنتاج النفط من أوبك+ بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الأول من عام 2024 قد لا تكون طويلة بما فيه الكفاية، إذ تظهر الأسعار الفعلية والعقود الآجلة للنفط الخام علامات متزايدة على وجود فائض قبل الموعد المحدد لتنفيذها.
ويتضمن الاتفاق المبرم في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منهم روسيا تمديد التخفيضات الحالية البالغة 1.
لكن على الرغم من التخفيضات المقررة، بلغت العقود الآجلة لخام برنت أدنى مستوى لها في ستة أشهر دون 74 دولارا للبرميل يوم الخميس.
وبينما قالت السعودية وروسيا إن من الممكن تمديد التخفيضات إذا لزم الأمر، فوجئ المحللون والتجار بالمدة القصيرة للاتفاق الجديد البالغة ثلاثة أشهر.
وكان ذلك أقصر من أمد اتفاقات أخرى أبرمتها أوبك+ في الآونة الأخيرة، منها على سبيل المثال اتفاق في يونيو حزيران يحد من الإنتاج حتى نهاية 2024 وجولة تخفيضات طوعية في أبريل نيسان كان مقررا في البداية أن تستمر حتى نهاية العام الحالي.
وقال آدي إيمسيروفيتش، تاجر النفط المخضرم ومدير شركة سوري كلين إنرجي، لرويترز "لا أعتقد أن الخفض لمدة ثلاثة أشهر طويل بما يكفي لإحداث فارقا ملموسا فيما يتعلق بإمدادات السوق المادية حتى لو التزم الجميع به".
وتعني هذه المدة القصيرة، فضلا عن الفارق الزمني الذي يستغرقه المنتجون من شهر إلى شهرين لتنفيذ التخفيضات، أن المستثمرين قد لا يرون أدلة تُذكر على انخفاض المعروض في الأسواق المادية حتى قرب نهاية يناير كانون الثاني.
وتخضع إمدادات أوبك+ للتقييم من مختلف المحللين والاستشاريين ووسائل الإعلام المتخصصة، ولا تتوفر بيانات شاملة تشير إلى مقدار خفض المنتجين للإنتاج حتى نهاية أي شهر. وتنشر أوبك أرقام الإنتاج الشهرية بعد مرور ما يزيد على أسبوع من انتهاء الشهر.
وبحلول أواخر شهر يناير (كانون الثاني)، ستكون عقود برنت الآجلة القريبة جاهزة للتسليم في شهر مارس (آذار) وستكون السوق قريبة من تداول عقود أبريل (نيسان) التي سيتم تسعيرها عند انتهاء الخفض الطوعي.
وقال كالوم ماكفيرسون رئيس قسم السلع الأولية لدى إنفستك "للأسف، لن تكون لدينا فكرة عن إنتاج يناير (كانون الثاني) حتى نهاية ذلك الشهر، وهذه فترة طويلة في سوق النفط".
وأضاف "من المقرر أن تستمر التخفيضات لمدة ثلاثة أشهر فقط، وربما يستغرق تنفيذ التخفيضات ما يصل إلى شهر أو شهرين".
وقال محللون لدى ماكواري إن التخفيضات ربما تكون بحاجة إلى تمديد.
وأضافوا "قد يكون من الضروري استمرار هذه التخفيضات في الربع الثاني أو الثالث حتى يُنظر إلى اجتماع 30 نوفمبر بشكل متفائل... من المنظور الحالي، يمكن النظر إلى الاجتماع على أنه لم يكتمل".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حتى نهایة
إقرأ أيضاً:
اتفاق في أوبك+ على تثبيت إنتاج النفط وآلية الطاقة الإنتاجية
اتفق تحالف "أوبك+" على إبقاء مستويات إنتاج النفط دون تغيير خلال الربع الأول من العام المقبل، وذلك في الوقت الذي يبطئ فيه التحالف مساعيه لاستعادة حصته السوقية وسط مخاوف إزاء تخمة في المعروض تلوح في الأفق.
وجاء اجتماع تحالف أوبك+ الذي يضخ نصف النفط العالمي اليوم الأحد، وسط جهود أمريكية جديدة للتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، مما يمكن أن يزيد إمدادات النفط في حال تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا.
وفي حالة عدم إبرام اتفاق سلام، ستواجه روسيا مزيدا من القيود على الإمدادات بسبب العقوبات. ويضم تحالف أوبك+ منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وسجل خام برنت ما يقرب من 63 دولارا للبرميل عند التسوية يوم الجمعة، منخفضا 15 بالمئة هذا العام.
وقال خورخي ليون المسؤول السابق في "أوبك" والذي يعمل الآن رئيسا للتحليل الجيوسياسي لدى (ريستاد إنرجي) "رسالة التحالف واضحة: الاستقرار يفوق الطموح في وقت تتدهور فيه توقعات السوق بسرعة".
وقالت أوبك في بيان إن التحالف أوقف زيادات إنتاج النفط خلال الربع الأول من 2026 بعد ضخ حوالي 2.9 مليون برميل يوميا في السوق منذ أبريل نيسان 2025، وأكد اجتماع اليوم هذا القرار.
ولا يزال التحالف ملتزما بتخفيضات إنتاج تبلغ حوالي 3.24 مليون برميل يوميا، وهو ما يمثل حوالي ثلاثة بالمئة من الطلب العالمي، ولم يُغير اجتماع اليوم الأحد هذه التخفيضات.
وتشمل هذه التخفيضات مليوني برميل يوميا من إنتاج النفط من معظم الأعضاء وتستمر حتى نهاية 2026، و1.24 مليون برميل يوميا المتبقية من شريحة تبلغ 1.65 مليون برميل يوميا بدأ الأعضاء الثمانية إلغاءها في أكتوبر تشرين الأول.
قالت أوبك إن التحالف وافق على آلية تقييم الطاقة الإنتاجية القصوى للأعضاء والتي ستُستخدم لتحديد مستويات الإنتاج الأساسية اعتبارا من 2027، وتتحدد على أساسها أهداف الإنتاج للدول الأعضاء.
وأكدت مصادر بعد الاجتماعات أن التقييم سيتم في الفترة ما بين يناير كانون الثاني وسبتمبر أيلول 2026، وذلك في الوقت المناسب لتحديد حصص الإنتاج لعام 2027.
وأضافت المصادر أن شركة واحدة ستقيم الطاقة الإنتاجية لدى 19 من أعضاء أوبك+ البالغ عددهم 22 عضوا. وسيجري تقييم الطاقة الإنتاجية في الدول الخاضعة للعقوبات إما من شركة منفصلة أو باستخدام متوسط أرقام إنتاجها النفطي لأغسطس آب حتى أكتوبر تشرين الأول 2026.
ومن بين أعضاء أوبك+، تخضع روسيا وإيران وفنزويلا لعقوبات من الغرب. ويناقش تحالف أوبك+ مسألة الطاقة الإنتاجية والحصص منذ سنوات وسط صعوبات ناجمة عن زيادة بعض الأعضاء، مثل الإمارات، قدراتهم الإنتاجية ورغبتهم في الحصول على حصص أعلى.
وتشهد دول أخرى خصوصا في أفريقيا تراجعا في الطاقة الإنتاجية لكنها ترفض خفض حصصها. وانسحبت أنجولا من التحالف في 2024 بسبب خلاف حول حصصها الإنتاجية.