شعبان بلال (القاهرة) 

أخبار ذات صلة نائبة وزير البيئة التركي لـ«الاتحاد»: «مؤتمر الأطراف» في الإمارات استثنائي ورائع سفيرة «التحالف الأوروبي للمناخ» لـ«الاتحاد»: إنجازات كبيرة في «COP28»

رغم المساهمة المنخفضة لمنطقة القرن الأفريقي في انبعاثات الغازات الكربونية والدفيئة، إلا أنها أكثر المناطق في العالم تأثراً بتغير المناخ الذي تضاعفت تداعياته على الكثير من بلدان القارة السمراء في السنوات الأخيرة وأثرت على حياة ملايين الأشخاص في تلك المنطقة التي تضم 7 دول هي إثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا والسودان وجنوب السودان.

 
وبحسب تقارير أممية ودراسات بحثية، تتنوع أشكال تأثيرات تغير المناخ على منطقة القرن الأفريقي ما بين هطول أمطار وارتفاع في درجات الحرارة وموجات جفاف، مما يهدد ملايين اللاجئين والنازحين داخلياً. 
وذكر تقرير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن عدد المهددين بالمجاعة في منطقة القرن الأفريقي ازداد إلى أكثر 22 مليون شخص بسبب الجفاف الناجم عن تغير المناخ، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 7.5 مليون حالة نزوح داخلي بسبب الكوارث في القارة الأفريقية، حسب التقرير العالمي عن النزوح الداخلي 2023. 
ويعد الجفاف أكثر تداعيات تغير المناخ خطورة في منطقة القرن الأفريقي، حيث أوضحت الأمم المتحدة أن «احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالي منذ نهاية العام 2020 فاقم جفافاً هو الأسوأ منذ 40 عاماً، وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل، بجانب غرق مناطق في كينيا والصومال وإثيوبيا في أوضاع أشبه بالمجاعة، وترك أكثر من مليون شخص منازلهم بحثاً عن المياه والغذاء.
وأدت موجات الجفاف الطويلة إلى نزوح نحو مليوني شخص داخلياً في إثيوبيا والصومال، وملايين اللاجئين عبروا الحدود من الصومال وجنوب السودان إلى المناطق التي يطالها الجفاف في كينيا وإثيوبيا، و3.3 مليون شخص آخرون تطالهم تأثيرات الجفاف، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 
ويعد الصومال من أكثر دول القرن الأفريقي تأثراً بتغير المناخ بصورة مباشرة بسبب الجفاف، فبحسب الأمم المتحدة سيعتمد نحو نصف سكان الصومال على المساعدات الإنسانية، وسيبلغ عدد المتضرّرين من الجفاف 8.3 مليون نسمة. 
وأدى الجفاف أيضاً إلى تزايد النزاع القبلي في الصومال ليمثل ما بين 35 إلى 40% من أعمال العنف، حيث إن معظم الخلافات تدور حول الوصول إلى الأراضي والمياه للرعي والزراعة. 
لم يختلف الوضع كثيراً في كينيا، فتغير المناخ تسبب في ارتفاع عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة بأكثر من 4 أضعاف في أقل من عامين، حيث أوضح تقرير للأمم المتحدة أن الجفاف المتصاعد بسرعة ترك 3.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي. 
وفي إثيوبيا، يستيقظ نحو 7.2 مليون شخص جوعى كل يوم في إثيوبيا نتيجة أشد موجة جفاف منذ عام 1981 مستمرة منذ 5 مواسم، والتي أدت إلى تلف المحاصيل الزراعية ونفوق أكثر من مليون رأس من الماشية. 
كما تسبب تغير المناخ في زيادة النزوح الجماعي وتعميق الوضع الإنساني بتضرر ما يقرب من 8 ملايين شخص وتشرد أكثر من 286 ألف شخص، بعد تبخر مصدر الدخل الوحيد بنفوق 1.4 مليون رأس حتى عام 2022 بسبب الجفاف، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان. 
وأوضحت دراسة حديثة أن الجفاف لم يكن ليشتد إلى هذا الحد لولا تأثير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهذا أسهم بتدمير المحاصيل والمراعي في منطقة يعتمد أكثر من نصف عدد سكانها على الزراعة والثروة الحيوانية لكسب لقمة عيشهم.
وتؤكد الأمم المتحدة أن تغير المناخ وتداعياته لها تأثيرات واسعة على زيادة معدلات انتشار الإرهاب في أفريقيا خاصة منطقة القرن الأفريقي، موضحة أن موجات ارتفاع الحرارة والتصحر والجفاف والفيضانات تدفع الجماعات الإرهابية نحو التسابق لاقتناص الثروات الناجية من الكوارث الطبيعية.
وذكر تقرير للبنك الدولي في أكتوبر الماضي، أن قارة أفريقيا ستتأثر أكثر من غيرها بتغير المناخ، وتوقع هجرة ما يصل إلى 86 مليون أفريقي داخل بلدانهم بحلول 2050، تظهر البيانات الخاصة بالبلدان في غرب أفريقيا وحوض بحيرة فيكتوريا أن مزيداً من المناطق الساخنة للهجرة المناخية يمكن أن تظهر في وقت مبكر بحلول عام 2030.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تغير المناخ القرن الأفريقي المجاعة أفريقيا الأمم المتحدة تغیر المناخ المتحدة أن ملیون شخص أکثر من

إقرأ أيضاً:

محافظ كفر الشيخ يُتابع خطة مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بدلتا النيل

تابع اللواء جمال نورالدين، محافظ كفرالشيخ، اليوم الأحد، فعاليات اجتماع لجنة الإدارة المتكاملة لإدارة المناطق الساحلية، وذلك لوضع الخطة التنفيذية المتكاملة لتغيرات المناخ بالمناطق الساحلية بالمحافظة، والتحقيق من الآثار الناتجة عنها، والتعامل الفوري مع المشكلات الخاصة بالمنطقة الساحلية.

وذلك بحضور اللواء عبد الغفار الديب، السكرتير العام المساعد للمحافظة، والعقيد محمود صلاح الدين، نائب المستشار العسكري، والدكتور محمد أحمد على، المدير التنفيذي لمشروع تعزيز التكيف مع المناخ، والدكتور يسرى الكومي، خبير التخطيط الإستراتيجي والحوكمة، والدكتور محمد الجنزورى، مدير إدارة البيئة، ومنسق عام المشروع بالمحافظة، وعدد من وكلاء الوزارات، ورؤساء القطاعات المعنية، وعدد من القيادات التنفيذية.

قال محافظ كفرالشيخ، أن مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بدلتا النيل والمناطق الساحلية بمحافظة كفرالشيخ، يأتي في إطار مشروع "تعزيز التكيف مع تغير المناخ فى منطقتى الساحل الشمالي ودلتا النيل في مصر"، ضمن أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، ويهدف إلى حماية الساحل الشمالى ودلتا نهر النيل من آثار تغير المناخ، بما فى ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر والظواهر الجوية المتغيرة، وذلك فى ضمن اتفاقية تعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري.

أضاف محافظ كفرالشيخ، أن مشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ في منطقتي الساحل الشمالي ودلتا النيل، خطوة مهمة لحماية ساحل المحافظة من آثار تغير المناخ، ويسهم أيضًا فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم التنمية الاقتصادية، ويعد أحد المشروعات الرائدة على مستوى العالم في مجال حماية الشواطئ، ويمثل أهمية كبيرة لمصر، حيث يساعد على حماية الأرواح والممتلكات من خلال الحد من مخاطر الفيضانات وتآكل السواحل، وحماية الأراضي الزراعية، ودعم التنمية الاقتصادية، فضلًا عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الحد من آثار تغير المناخ والتكيف معه.

أكد محافظ كفرالشيخ، على اهتمام ودعم الدولة وتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لمواجهة التغيرات المناخية، وتضافر كافة الأجهزة في التعامل مع ملف تغير المناخ والحفاظ على البيئة وحماية المناطق الساحلية.

من جانبه أوضح الدكتور محمد أحمد على، المدير التنفيذي لمشروع تعزيز التكيف مع المناخ، أن الدولة بكافة أجهزتها تولى اهتمامًا كبيرًا بهذا المشروع، للتعامل معه بصورة متكاملة، وبالتخطيط المتكامل للتنمية المستدامة، وحماية السكان والبنية التحتية بصورة مباشرة، مضيفًا أن تجارب مصر لمواجهة تغير المناخ تلهم العالم.

وفي كلمته أشار الدكتور يسرى الكومى، خبير التخطيط الإستراتيجى والحوكمة، إلى أهمية توفير المعلومات الخاصة بالالتزامات القانونية ومشاركتها مع الأطراف المعنية في مراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة سواء في المدن الجديدة أو المدن القائمة، وتنسيق وضع مخططات واضحة لاستخدامات الأراضي، في ضوء الالتزامات القانونية بالتنسيق بين الأطراف المعنية واعتمادها من اللجنة الوطنية للإدارة المتكاملة وحصول كل لجنة محلية بالمحافظات على المخططات الخاصة بكل محافظة.

مقالات مشابهة

  • ديربي القرن.. الزمالك ينتظر الأهلي لتكرار نسحة 1994 من السوبر الأفريقي
  • احذر.. المناخ يهدد صحة الدماغ ويسبب الفصام في هذه الحالة
  • كيف يؤثر تغير المناخ على صحة الدماغ؟
  • محافظ كفر الشيخ يُتابع خطة مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بدلتا النيل
  • مناقشة مشروع تعزيز التكيف مع تغيرات المناخ بدلتا النيل بكفر الشيخ
  • حيوان ضخم يكافح تغير المناخ بطريقة مذهلة.. كيف يعيد للطبيعة توازنها؟
  • الأقوى منذ الصيف الماضي.. مركز تغير المناخ يٌحذر من طقس الساعات المقبلة
  • أداة بيولوجية قوية لمكافحة تغير المناخ!
  • الإمارات: ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا لمواجهة تغير المناخ
  • كم سيكسب فيوري وأوسيك في "نزال القرن" بالسعودية؟