أكد الدكتور يحيى عنوتي، الشريك في “ستراتيجي أند” الشرق الأوسط، ذراع الأعمال الاستشارية الإستراتيجية لشركة “برايس ووتر هاوس كوبرز – بي دبليو سي” العالمية.. أن دولة الإمارات موطن لقيادة رشيدة ذات رؤية تقدمية تستثمر في ثروة الأمة وصحتها، وتوازن بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية، وتضع العمل المناخي في صميم استراتيجيتها التنموية.

وقال عنوتي، وهو أيضا رئيس قسم الاستدامة في بي دبليو سي الشرق الأوسط، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف “COP28”.. إن الإمارات باتت من الدول رائدة في مجال التمويل المستدام في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما مع إطلاق إعلاني دبي وأبوظبي للتمويل المستدام، بالإضافة إلى نشر المبادئ التوجيهية الأولى للتمويل المستدام.

وأوضح أن إطار عمل التمويل المستدام لدولة الإمارات 2021-2031، حدد أجندة وطنية مشتركة للتمويل المستدام، في حين تعاون سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي مع مؤسسات عالمية لتوفير برامج تدريبية للمتخصصين في مجال التمويل.

وأشار إلى أن الإمارات هي أول دولة في المنطقة تلتزم بهدف تحقيق صفر انبعاثات كربون مع إطلاق مبادرات هامَة، بما في ذلك إلزام الشركات المدرجة بإعداد تقارير عن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، لافتاً إلى ان إعلان الإمارات خلال “COP28” عن صندوق جديد للحلول المناخية بقيمة 30 مليار دولار سيغيّر قواعد اللعبة بالنسبة إلى الدول والمشاريع التي تحتاج إلى تمويل لتوسيع نطاق الحلول التي تساعد في معالجة مشكلة تغيّر المناخ.

وأضاف أن دولة الإمارات استثمرت خلال العام الماضي، ما مجموعه 36 مليار دولار في الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة على مستوى العالم، وهي تخطط لاستثمار مبلغ 160 مليار دولار إضافي في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة على مدى العقود الثلاثة التالية وصولاً إلى تحقيق هدف صفر انبعاثات كربون، مشيراً إلى ان دولة الإمارات تُعتبر في الوقت الراهن رابع أكبر دولة في العالم حاضنة للمشاريع الناشئة في مجال الطاقة المتجددة، مع الإعلان عن حوالي ألف مشروع طموح العام الماضي، بزيادة نسبتها 84%.

وذكر ورئيس قسم الاستدامة في بي دبليو سي الشرق الأوسط، أن التمويل الأخضر يشكّل فرصة كبيرة، مشيراً إلى أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي لديها إمكانية كبيرة للمضي قدما في الاقتصاد الأخضر من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية الخضراء والاستفادة من المزايا التي تمتلكها في مجال الطاقة المتجددة وتبني التمويل الأخضر.

وأوضح أنه للاستفادة من الإمكانات التي تتمتع بها دول الخليج في مجال التمويل المناخي، يتعيّن على الحكومات في المنطقة التركيز على أربع أولويات وهي: تعزيز الاستدامة البيئية؛ وإنشاء صندوق للثروة السيادية الخضراء؛ وتعزيز أسواق رأس المال؛ ووضع آليات موحّدة وشفافة للإنفاق الأخضر.

ولفت إلى أن الاستثمارات الخضراء في ست قطاعات رئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي قد تترك أثراً كبيراً بحلول عام 2030، إذ ستفتح المجال لما يصل إلى 2 تريليون دولار كمساهمة تراكمية في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى خلق أكثر من مليون فرصة عمل، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتشمل هذه القطاعات الستة: الزراعة والغذاء، والبناء، والطاقة، والنقل، والمياه، وإدارة النفايات.

وبين أن تقنيات البناء المستدام يمكن أن تدعم الطفرة الإنشائية التي تشهدها منطقة مجلس التعاون الخليجي والمتوقع أن تصل قيمتها إلى 2 تريليون دولار، في خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح ما بين 50 و60%، حيث يمكن للمنطقة أن تقطع أكثر من نصف الشوط نحو تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية عن طريق الاستعانة بمواد البناء من الجيل الجديدة، وتقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أنه بإمكان الحكومات تحقيق أكبر قيمة ممكنة من خلال دمج الموارد الهيدروكربونية ذات الأثر المنخفض في البيئة مع الموارد المتجددة المنخفضة التكلفة، بالإضافة إلى ذلك، بإمكانها النظر في إمكانية استخدام الموارد المتجددة الوفيرة في المنطقة لتصنيع منتجات صناعية خالية من الكربون أو سالبة الكربون من أجل تصديرها، لافتاً إلى أن الهيدروجين الأخضر يُعتبر فرصة حقيقية، حيث يمكن أن تمتلك الدول المصدّرة سوقاً ينتج حوالي 200 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، بقيمة 300 مليار دولار سنوياً.

وقال الشريك في “ستراتيجي أند” الشرق الأوسط، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد موجة من الابتكارات في مجال تكنولوجيا المناخ، حيث يبذل الجميع جهوداً كبيرة لخفض الانبعاثات وإزالة الكربون، فيما تواصل الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط الاستثمار بشكل كبير في تكنولوجيا المناخ خارج المنطقة، حيث وصلت مساهمة المستثمرين في الشرق الأوسط في التمويل العالمي للتقنيات المناخية إلى حوالي 5 مليار دولار في 2023، أي بزيادة ثلاث مرات تقريباً عن مساهمتهم البالغة 1.8 مليار دولار في 2022.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجلس التعاون الخلیجی دولة الإمارات الشرق الأوسط ملیار دولار بی دبلیو سی فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

“جنرال موتورز” تعيد هيكلة قيادتها الدولية

 

 

أعلنت شركة جنرال موتورز عن تعديل قيادي جديد ضمن شبكتها الدولية، بالتزامن مع توسّع الشركة في تقنيات القيادة الذاتية والحلول الرقمية المرتبطة بالمركبات الذكية.
وبموجب التغيير، يتولّى هورهي بلاتا منصب الرئيس والمدير التنفيذي لعمليات جنرال موتورز في أفريقيا والشرق الأوسط ابتداءً من 1 مارس/ أذار 2026، منتقلاً من دوره الحالي كنائب لرئيس المبيعات والخدمات والتسويق في منطقة المكسيك ووسط أمريكا ومنطقة الكاريبي.
وسيخلف بلاتا في هذا المنصب جاك أوبال، الرئيس والمدير التنفيذي الحالي لعمليات الشركة في المنطقة، الذي تم تعيينه لقيادة أعمال جنرال موتورز كندا بعد 3 سنوات من إدارة عمليات الشرق الأوسط وأفريقيا وتحقيق نمو ملحوظ على مستوى المبيعات والعلاقات الحكومية والتجارية.
وقال مايكل ماكفي، رئيس جنرال موتورز في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا: إن بلاتا يمتلك خبرة واسعة في قيادة استراتيجيات النمو في واحد من أكثر أسواق الشركة تنافسيةً، مؤكداً أن سجله المهني يعكس قدرة عالية على تعزيز مكانة العلامات التجارية، وترسيخ الشراكات، وتوسيع العمليات في بيئات ديناميكية وسريعة التطور.
وأضاف أن المرحلة المقبلة تحمل أهمية خاصة مع استعداد الشركة للاحتفال بمئويتها الأولى في المنطقة، ما يجعل تعزيز العلاقات مع العملاء والشركاء والحكومات ركيزة رئيسية لرؤية الشركة المستقبلية.
وتابع ماكفي: أسهم جاك أوبال في تعزيز أعمال الشركة خلال السنوات الـ3 الماضية، مشيراً إلى نجاحه في توسيع خيارات العملاء عبر فئات سعرية متعددة وأنظمة دفع متنوعة، إضافة إلى قيادته لتحوّل جوهري في عمليات جنرال موتورز مصر وإعادة علامة شيفروليه إلى موقع الريادة.
وعبّر أوبال عن تقديره للتعاون مع فريق الشركة في المنطقة، مؤكداً ثقته بأن بلاتا يمتلك الخبرة والقدرات اللازمة للمحافظة على الزخم وتحقيق مزيد من النمو.
من جانبه، أعرب هورهي بلاتا عن حماسه لتولّي المسؤولية الجديدة، مشيراً إلى أن الشرق الأوسط وأفريقيا يشهدان تحولاً متسارعاً في تقنيات التنقل، خصوصاً مع توسع الشركة في حلول المركبات المتصلة وأنظمة القيادة المتقدمة مثل تقنية “سوبر كروز” التي تتيح القيادة من دون استخدام الأيدي مع الحفاظ على التركيز على الطريق.
وأكد بلاتا عزمه على العمل مع الوكلاء والشركاء وفريق جنرال موتورز لتعزيز الابتكار ودعم مستقبل التنقّل في المنطقة.


مقالات مشابهة

  • “بن غاطي” تبيع أغلى بنتهاوس في الشرق الأوسط بمشروع “بوغاتي ريزيدنسز” بقيمة 550 مليون درهم
  • “جنرال موتورز” تعيد هيكلة قيادتها الدولية
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • رئيس “دي بي وورلد”: ممران رئيسيان يعززان النقل بين روسيا والإمارات
  • إطلاق شركة “وايزمِن الشرق الأوسط” في أبوظبي لتعزيز حلول الطاقة الذكية في المنطقة
  • تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"تكييف" الإماراتية ضمن خطة هيكلة شاملة
  • رقم عالمي جديد للمملكة في مجال التطوع و”جمعية عناية” تشيد بجهود المركز الوطني في ترسيخ التطوع المستدام
  • دراسة لـ«تريندز» و«ديجيتال وورلد»: دور محوري للإمارات في تعزيز علاقات دول الشرق الأوسط مع الاتحاد الروسي
  • رئيس بنك أوف أميركا بالشرق الأوسط لـ«الاتحاد»: الإمارات تُعيد هندسة حركة تدفّقات رأس المال العالمية
  • جامعة البترا تتقدم عالميًا وتحتل المرتبة الرابعة محليًا في تصنيف “جرين ميترك” للاستدامة