بوابة الوفد:
2025-05-10@04:48:25 GMT

السلطة الفلسطينية أم حماس؟

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

رغم مرور 66 يومًا على اندلاع حرب غزة 2023، لا يستطيع أحد ولا حتى المؤسسات الدولية المعنية وفى مقدمتها مجلس الأمن، التكهن بمصير القطاع والقضية الفلسطينية بعد أن تضع الحرب أوزارها، ورغم الضغط الدولى على تل أبيب لوقف إطلاق النار إلا أن حكومة الاحتلال التى بيدها شيك أمريكى على بياض، ترفض الحديث عن وقف إطلاق النار وأى خطة لإنهاء الحرب واعادة الحياة إلى طبيعتها الأولى فى غزة غير مبالية بأزمة الرهائن والمحتجزين التى تديرها حماس بحرفنة شديدة.

ولكن.. ماذا لو قبلت تل أبيب بالمسار السياسى؟ كيف سيكون شكل الحكم فى غزة مستقبلا؟ هل ستكون الكلمة الأولى لحماس أم السلطة الفلسطينية؟ الصورة تبدو ضبابية للغاية، لعدم اقتناع أمريكا بحماس، وعدم ثقتها من ناحية أخرى فى قدرة السلطة الفلسطينية على حماية القطاع وإقرار الأمن فى منطقة هدمت فوق رؤوس ساكنيها وقدمت قرابة 17 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمصابين.

ورغم  رفض واشنطن إرسال قوات أمريكية برية إلى المدينة المنكوبة، لامتصاص غضب الشعب الأمريكى، إلا أن اللقاء الأخير بين «جوردن» مستشار الرئيس الأمريكى  ومحمود عباس «أبو مازن» انتهى إلى حقيقة غير معلنة وهى ضرورة القضاء على حماس وتدمير بنيتها العسكرية. ومع أن السلطة الفلسطينية لم تعد الخيار المفضل لواشنطن وحكومة نتنياهو إلا أن ثمة خطة أمريكية يجرى الآن طبخها ودراستها لاستبعاد قيادات حماس تماما من المشهد قبل القبول بسلطة أبو مازن بعد تقوية شوكته، وإمداد السلطة بالمال والمعون والسلاح الذى يساعدها على توفير الأمن فى غزة والضفة الغربية. والسؤال الآن.. هل ستقبل حماس بهذه الخطة الأمريكية؟ وهل ستستسلم حماس لهذا السيناريوالمكشوف، لحقن الدماء وتتجاهل تصريحات البيت الأبيض بأن حماس لا تمثل غزة، ولا يمكن القبول بها كطرف سياسى فى أى مفاوضات مستقبلية؟

كل المؤشرات تؤكد أن هذه الخطة الأمريكية لن يكتب لها النجاح، حتى وإن فرضتها أمريكا وحلفاؤها بالقوة، لأن حماس لن تتنازل ببساطة عن كل ما حققته من نصر عسكرى ومعنوى يتم تحويله للسلطة الفلسطينية، وسيساعدها أهل غزة على ذلك، فضلا عن أن الفلسطينيين فى مختلف مدن القطاع، ومنذ السابع من نوفمبر 2023 لا يرون سوى حماس والمقاومة بفصائلها مدافعا أول عنهم ضد الاحتلال الغاشم فيما تقف السلطة الفلسطينية مكبلة الأيدى، مكتفية بدور المتفرج.

من وجهة نظرى، أعتقد أنه فى ظل وجود الحكومة الإسرائيلية الحالية، ووقوف الرئيس الأمريكى بايدن بجوار نتنياهو، لن تتمكن السلطة ولا حماس من السيطرة ووقف الهجمات. ولا حل إلا بإسقاط حكومة نتنياهو، ومحاكمته أمام محكمة العدل والمحكمة الجنائية الدولية، وهذه الخطوة يبدو أنها ستتحقق قريبا بعد أن دعت مصر المدعى العام للمحكمة للوقوف بنفسه على أرض الواقع، ولقد رأى إلى أى مدى يتعنت نتنياهو فى مرور المساعدات والشاحنات إلى الأرض الفلسطينية، وتأكد من الجرائم البشعة التى يرتكبها هذا البلطجى بحق أطفال ونساء وشباب وشيوخ أهل غزة، وهو ما دفع المدعى العام إلى الإعلان رسميا أن كل ما يرتكبه نتنياهو من انتهاكات يعد جريمة دولية بكل المقاييس ضد الإنسانية والمواطنين العزل وأنه سيتم التحقيق العاجل فى الملف الذى قدمته مصر للمحكمة الدولية.

وإذا ما نجحت خطة مصر فى إسقاط «نتنياهو»، فلن يكون أمام الرئيس الأمريكى بايدن سوى التخلى مجبرا عن دعمه لصديقه، وخاصة وأنه يتعرض لاتهامات وانتقادات شديدة ليس من الشعب الأمريكى فقط وإنما من الحزب الحاكم نفسه. لقد فرضت «حماس» نفسها، ولن تستطيع أى دولة إبعادها عن المشهد وهذا ليس دفاعا عنها وإنما واقع يتحدث عن نفسه فى ضوء ما حققته من صمود، وبالتالى يكون من الصعب إقصاؤها وستستمر صواريخها عن المدن الاسرائيلية، وعلى أمريكا وحلفائها العمل على توحيد كل الفصائل الفلسطينية وعدم تهميشها للجلوس مع السلطة الفلسطينية على مائدة واحدة للحوار الرامى إلى حل الدولتين. إن الحرب سياسة وليست صواريخ ودبابات فقط وإنما دبلوماسية قوية وقيادة حكيمة تفرض السلام العادل على الجميع، وهذا ما لم تستطع واشنطن وتل أبيب استيعابه وفهمه والاعتراف به حتى الآن.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: م الضغط الدولى تل أبيب لوقف إطلاق النار حكومة الاحتلال السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلى: وزير الدفاع الأمريكى يلغى زيارة كانت مقررة لإسرائيل الأسبوع المقبل

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، ألغى زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، دون أن تكشف أسباب الإلغاء حتى الآن، بحسب عاجل لـ"القاهرة الإخبارية".

وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه التنسيق الأمني بين واشنطن وتل أبيب توترات متزايدة على خلفية الأوضاع الميدانية في المنطقة، فيما لم يصدر تعليق رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية أو الحكومة الإسرائيلية بشأن القرار.

مقالات مشابهة

  • إيكونوميست: الحرب في غزة يجب ألا تستمر وعلى ترامب الضغط على نتنياهو
  • إعلام إسرائيلى: وزير الدفاع الأمريكى يلغى زيارة كانت مقررة لإسرائيل الأسبوع المقبل
  • انتخاب الكاردينال الأمريكى روبرت بريفوست بابا جديد للفاتيكان
  • السلطة الفلسطينية تدين انتهاك حق الأطفال في التعليم بعد إغلاق إسرائيل مدرستين للأونروا
  • دون حماس أو السلطة..مناقشات إسرائيلية أميركية بشأن إدارة غزة
  • رويترز: إدارة أمريكية مؤقتًا في غزة تستبعد السلطة الفلسطينية وحماس
  • “حماس”: المقاومة الفلسطينية تصر على اتفاق شامل لإنهاء الحرب وخارطة لليوم التالي
  • فايننشال تايمز: صمت الغرب وسماحه لائتلاف نتنياهو المتطرف بقتل سكان غزة مخز
  • وكالة الأنباء الفلسطينية: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي لمدرستين في مخيم البريج ومدينة غزة إلى 49 قتيلا
  • نتنياهو: هدفي "تغيير وجه الشرق الأوسط"