فضائل سورة مريم..( حافظ على ترديدها دائمًا)
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
فضل سورة مريم.. ذكر عدد كبير من الروايات في فضل سورة مريم، وسنوافيكم بكل التفاصيل عن فضل سورة مريم خلال السطور المقبلة، حيث يبحث المسلمون عن فضل سورة مريم.
فضائل سورة مريم..( حافظ على ترديدها دائمًا)
وتحرص بوابة الفجر الإلكترونية على إفادتكم بكل ما هو جديد عن فضل سورة مريم، لتلبية رغبات القراء والمتابعين وذلك ضمن خدماتها اليومية للقراء والمتابعين.
الروايات التي وردت في فضل سورة مريم:
وردت بعض الروايات التي تُبيِّن فضل سورة مريم، ومن هذه الروايات ما يأتي:
[١][٢] الرواية الأولى: قول ابن مسعود -رضي الله عنه-: (بَنِي إسْرَائِيلَ، والكَهْفُ، ومَرْيَمُ، وطه، والأنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلَادِي).
سورة الفاتحة.. ( لها فضل عظيم في قضاء الحوائج) سورة الإخلاص.. ( حبها سبب لدخول الجنة)[٣] والعتاق أي أنّها بلغت غاية كبيرة في الجودة، والتّلاد بمعنى القديم.[٤] الرواية الثانيّة: ما جاء من كلام النجاشيّ عندما قرأ عليه جعفر -رضي الله عنه- من أوائل سورة مريم، فقال إنَّ هذا الكلام يخرجُ من المشكاة التي جاء بها موسى -عليه السلام.
٥] وذلك بعد سأل الصحابة الكرام عن دينهم وسبب تركهم لدين آبائهم، فأخبره جعفر -رضي الله عنه- عن الإسلام، وما يدعوهم إليه من التوحيد وصِلَة الأرحام، وتصديقهم للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، والصفات التي اتّصف بها، ثُمّ قرأ عليه أوائل سورة مريم بعد أن طلب منه النّجاشي أن يقرأ عليه شيئًا مما جاء به نبيُّهم.
[٦] الرواية الثالثة: وهي من الروايات الموضوعة في فضائل السور، والتي لا يُؤخذ بها لأنَّها مكذوبةٌ على رسول الله، مثل: (من قرأ سورةَ مريمَ أُعطيَ من الأجرِ عشرَ حسناتٍ بعددِ من صدَّق بزكريا وكذَّب به وبيحيى ومريمَ وعيسى وإبراهيمَ وموسى وهارونَ وإسحاقَ ويعقوبَ وإسماعيلَ وإدريسَ وبعددِ من دعا للهِ ولدًا وبعددِ من لم يدْعُ للهِ تعالى ولدًا).
[٧][٨] فضل سورة مريم وأثرها في حياة المسلم الحثُّ على الدعاء واللجوء لله تعالى جاء في سورة مريم العديد من الآيات التي تحثّ على الدعاء والإيمان بالله واليقين به، نورد أهمّ النقاط فيما يأتي: فيديو قد يعجبك: الرغبة إلى الله -تعالى-، وعدم اليأس من رحمته، والالتجاء إليه بالدُعاء؛ فهو القادرُ على كُلِّ شيءٍ، والأمل بالله -تعالى- وبرحمته من أكبر الأسباب التي تدفع المُسلم للسعي والدُعاء على الرغم من قِلَّة الأسباب.
فضائل سورة مريم..( حافظ على ترديدها دائمًا)[٩] وهذا يُؤخذ من قصة مريم -عليها السلام- مع زكريا -عليه السلام-، فقد رزقها الله -تعالى- وأعطاها من فضله من غير حاجةٍ إلى أحدٍ من البشر، وهنا طَمِعَ زكريا -عليه السلام- برحمة الله -تعالى- حتى يرزقهُ الولد؛ على الرغم من كِبَر سِنِّه وكون زوجته لا تُنجب، قال -تعالى-: (قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا* وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا).
[١٠] وذلك بعد أن رأى عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في فصل الصيف،[١١] فدعا زكريا -عليه السلام- ربَّه بيقينٍ بالرّغم من انقطاع الأسباب.
[١٢] تعزيز الإيمان بالله -تعالى- وبقُدرته، حيث استجاب الله -تعالى- لزكريا -عليه السلام- دُعاءه، قال -تعالى- واصفًا ذلك على لسان زكريا: (قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا* قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَلَم تَكُ شَيئًا).
[١٣] وقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ زكريا -عليه السلام- كان يبلُغ من العُمر مئةً وعشرين سنة، وأمّا امرأته فكانت تبلُغ ثمانيةً وتسعين سنة، ومثلُها في العادة لا تلد، فبيّن الله -تعالى- له أنَّ هذه من الأمور هيّنة وسهلة عليه،[١٤] وذكر بعض المُفسرين أنَّه عندما تحقَّق لزكريا -عليه السلام- البشارة بالولد، تعجّب من ذلك فرحًا لا من باب الاستبعاد؛ فبيّن الله -تعالى- له أنَّه قادرٌ على كُلِّ شيءٍ، ولا يُعجزهُ شيءٌ.
[١٥] كما ذكر الله -تعالى- في سورة مريم عظيم قُدرته بِأَن رَزَق مريم -عليها السلام- ولدٌ من غير أن يكون لها زوج.
[١٦] الحثّ على الصلاح بيان أثره العظيم في حياة المسلم جاء في سورة مريم العديد من الآيات التي تحثّ على الصلاح والتقوى والرّفق واللين في الدعوة وبر الوالدين، ولذلك أثرٌ عظيمٌ في حياة المسلم، نورد أهمّ النقاط فيما يأتي: حثّ الإنسان على البِرَّ بوالديه حتى وإن كانا غير مُسلمين، فقد كان إبراهيم -عليه السلام- يتلطّف بالنداء مع أبيه بالرغم من كوْنه مشركًا، قال -تعالى-: (يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطانَ إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلرَّحمـنِ عَصِيًّا).
[١٧][١٨] كما أنَّه لم يصفه بالجهل ولم يدَّعي لنفسه العلم المُفرط، بل راعى في نُصحه اللين والرفق، وطلب منه تنبيههُ على أخطائه مع تبيين السبب له.
[١٩] وكان إبراهيم -عليه السلام- يُنادي أبيه بقوله: "يا أبتِ"، وهذا من الأدب في خطابه له، وتكرّرت هذه الكلمة في ندائه أربع مرات.
[٢٠] الترغيب بأهمِّية الصلاح وعظيم أجره في الآخرة، فقد ذكر الله -تعالى- في هذه السورة أنَّ العبد الطائع لربِّه، المُوفي لعهده، الواصل لأمر الله، يكون له عهدٌ عند الله بالشفاعة، ويكفي بالصلاح مُجرَّد الإيمان.
[٢١] فيجمعُ الله -تعالى- المؤمنين المُتقين؛ وهُم الذي يخافون سوء الحساب، ويبتعدون عن المعاصي، ويؤدّوا العبادات، فيجمعهم الله -تعالى- يوم القيامة رُكبانًا على الإبل حتى الجنة، ويذهب بمن عصاه إلى النار، لِقولهِ تعالى: (يَومَ نَحشُرُ المُتَّقينَ إِلَى الرَّحمـنِ وَفدًا* وَنَسوقُ المُجرِمينَ إِلى جَهَنَّمَ وِردًا).
[٢٢][٢٣] وبيّنت السورة أنَّ المُتقين الذين يُؤدون الفرائض ويبتعدون عن المعاصي يُنجيهم الله -تعالى- بعد ورودهم على النار فلا يدخلوها، لِقوله: (وَإِن مِنكُم إِلّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتمًا مَقضِيًّا* ثُمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظّالِمينَ فيها جِثِيًّا).
[٢٤] ثُمّ يُبقي فيها الظالمين جاثمين على رُكبهم.
[٢٥] تحذير الناس من عذاب الله وبيان مصير بعض الأمم السابقة جاءت بعض الآيات في سورة مريم تُحذّر الناس من عذاب الله، وظهر ذلك من خلال الردِّ على اليهود فيما ادّعوه على مريم وابنها، وذكَّرت بحال المُكذبين من الأُمم السابقة، وأنَّ عبادتهم لغير الله -تعالى- لن تنفعهم يوم القيامة، وفيها وعدٌ من الله -تعالى- لرُسله بالنصر على أعدائهم.
[٢٦] وفيها بيانٌ لنجاة المُتّقين، وإبقاء الكافرين في النار بسبب كُفرهم.
[٢٧] كما أنَّها ذكرت الدلائل على حقيقة البعث وصحّته، وأجابت على شُبه المُنكرين له، وأنَّ الله -تعالى- سيأخُذ من الكافر كلّ ما أعطاه إياهُ في الدُنيا، ويأتي يوم القيامة وحده من غير مالٍ أو ولد، ثُمّ بيّنت السورة تخلِّى الأصنام عن أصحابها، وتبرُّئِها منهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سورة مريم مريم رضی الله عنه علیه السلام التی ت
إقرأ أيضاً:
صورة اليهود في القرآن الكريم
د. عبدالله الأشعل **
الحديث عن بني إسرائيل واليهود منهم شغل حيزًا كبيرًا من القرآن الكريم. ونسارع في القول إنَّ الصهيونية مشروع سياسي، ولكن اليهودية شريعة مقدسة وهي طبقة من طبقات الإسلام تطبيقاً لقوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة: 5)، وقال أيضًا "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" (آل عمران: 19)، وقوله تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ" (آل عمران: 85)
ورغم المسافة الفاصلة بين الصهيونية واليهودية، فإنَّ رجال الدين من الصهاينة يستخدمون اليهودية لتحقيق الصهيونية بأكاذيب وتلفيقات تعودوا عليها. ونريد أن نوضح ما يقوله الصهاينة من مقولات من القرآن الكريم.
المقولة الأولى "شعب الله المختار" من قوله تعالى "وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" (البقرة: 47). وبالفعل الله سبحانه اختار بني إسرائيل لكي يبعث فيهم ومنهم موسى عليه السلام، وعددا من أنبياء الله، والله أعلم بنواياهم ومآلاتهم، وكان لا بُد أن يبدأ عصر الرسالات من بني إسرائيل ولم يقل المسلمون أنهم شعب الله المختار لمجرد أنَّ الله اعتبرهم الأمة الوسط ليكونوا شهداء على النَّاس من شعوب أخرى وكذلك لأنَّ الله اختار محمدا الرسول الكريم لكي يكون آخر الأنبياء والرسل ولكى يقول الله فيه (وإنك على خلق عظيم)، وأن القرآن الكريم آخر اتصال بين السماء والأرض وأن سنة الرسول الكريم مع القرآن الكريم هي المصدر الأساسي لكل تشريع. فالله قد وضع معيارا للفرد فقال الله سبحانه وتعالى إن الناس تتفاضل عنده بالتقوى وليس له شعب مختار كما أن الرسول الكريم قال أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا.
أما تعدد الأنبياء في بني إسرائيل إضافة إلى عيسى عليه السلام؛ فهذا دليل ليس على القرب من الله، ولكن دليل على استعصاء حالتهم وكفرهم والحاجة إلى أكثر من رسول ورسالة، فإذا رأيت الأطباء يزدحمون على بيت المريض؛ فمعناه أنَّ الداء عضال واستدعى كل هذا العدد من الأطباء وليس ميزة للمريض أن يزدحم الأطباء على منزله. ولكن الله سبحانه اختار بني إسرائيل لأول رسالة امتحاناً لهم وفتنة لجموعهم وفي النهاية حكم الله عليهم بقوله في محكم الآيات:( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) وقوله تعالى: "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا" (البقرة: 80)، وتحذير القرآن الكريم لرسولنا الكريم من اليهود والنصارى الذين حرفوا كتبهم المقدسة.
وإذا كان اليهود قد ارتكبوا الجرائم التي سنفصلها فيما بعد، فإن الصهيونية أشد إجراما من اليهود وأداة جرائم الصهيونية أنهم ينسبون لليهودية كل جرائم الصهيونية.
المقولة الثانية: أنه وهب فلسطين لهم لقوله تعالى "اسكنوا الأرض" (الإسراء: 104)، وهذا تفسير ينسب إلى الله ما لا يقصده، وهذا دأبهم. والحقيقة أنَّ الأرض كلها لله وأن الله لم يخصص أرضا مُعينة لشعب معين ولكنه خصَّ بالذكر المساجد والمسجد الحرام والمسجد الأقصى اللذين ورد ذكرهما صراحة في القرآن الكريم.
والخلاصة أنه لا يجوز تفسير القرآن الكريم لغايات سياسية لأن اليهود لو كانوا عملوا بما في التوراة لكان الله رضي عنهم، ولكن ذمهم في آيات كثيرة وخصهم بالجرائم الآتية:
التقول على الله سبحانه وتعالى. الكفر بالله. التحايل على الله في قصة البقرة وقصة السبت. أكل السحت. أكل مال الناس بالباطل. قتل الأنبياء. الادعاء بأنَّ لهم إله آخر غير إله البشر، وهذه صورة من صور كفرهم، فكما تقوَّل النصارى على عيسى ابن مريم، تقوَّل اليهود على موسى وهارون وأبسطها أن موسى عندما تركهم ليتلقى الألواح وترك فيهم أخاه هارون، عاد ليجدهم يعبدون العجل ويسألون موسي عن الأوثان التي يعبدونها أسوة بالأقوام الأخرى التي لم يُبعث فيها رسول ولم تصلهم رسالة، كما أنهم طلبوا من موسى أن يظهر أدلة نبوته وهذه صورة من صور كفرهم. "وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" (النساء: 160).أكرمهم الله بأن بعث منهم أول رسول واختارهم وفضلهم بهذه الرسالة الأولى على العالمين، لكنهم فسروها تفسيرا مصلحيًا، إضافة إلى أنهم كفروا ثم آمنوا عدة مرات وعفى الله عنهم ولكنهم كفروا في النهاية وأعد لهم عذابا عظيما، وتحداهم الله إن كانوا صادقين بأن يتمنوا الموت وهو أعلم بخلقه ولذلك حسم القرآن الكريم هذه المسألة بأنهم لن يتمنوا الموت لأنهم أحرص الناس على أي حياة ويخافون من الموت ويثيرون الفتن؛ فالعيب فيهم لا في الشعوب التي يعيشون معهم وهم مضطهدون لسوئهم وليس لعبقريتهم كما زعم المشروع الصهيوني.
ولو أنصفوا لأدركوا أن الله سبحانه يعلم كذبتهم الكبرى وهي ملكهم لأرض فلسطين؛ فالله سبحانه لا يوزع الأراضي حتى على الصالحين، فما بالنا باليهود الذين جعل منهم الله القردة والخنازير ولعنهم الله في القرآن الكريم، وذكر في القرآن الكريم أنه كتب عليهم الشتات، لقوله تعالى "وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا" (الأعراف: 168)، ولذلك فإنَّ جمعهم في إسرائيل- كما يقول علماء الدين- إشارة إلى ما ورد في سورة الإسراء أن الله يُبيدهم في مكان واحد؛ فتجميعهم وفق المشروع الصهيوني خطر عليهم، وهم زعموا أن الفلسطينيين هم الذين اغتصبوا أرضهم وشتتوهم وسموا الشتات "Diaspora"؛ فمصيرهم في القرآن الكريم الفناء وموضوع وعد الآخرة.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر