سلطت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الضوء على الانتقادات العلنية وغير المسبوقة التي وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. معتبرة أنها جسدت مخاوف إدارة البيت الأبيض من تداعيات عدوان جيش الاحتلال المتواصل منذ 7 أكتوبر/ على قطاع غزة، وتنذر باقتراب لحظة الحقيقة بين الحلفيين.

   

وذكرت الصحيفة أنه على مدار أكثر من شهرين، أجرى بايدن العديد من المحادثات الصعبة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة مع نتنياهو لكن خلافاتهما ظلت خلف الكواليس في هذا السياق، لكن إحباط الرئيس الأمريكي من نتنياهو وحكومته ظهر إلى العلن الثلاثاء.  

وأوضحت أن بايدن اعترض على "القصف العشوائي" الإسرائيلي لغزة وعداء حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.  

واعتبرت الصحيفة أن تصريحات بايدن العلنية وغير الاعتيادية ضد نتنياهو وحكومته تعد أيضا أقوى علامة حتى الآن على التوترات بين الحليفين، وتزايد عدم ارتياح الولايات المتحدة تجاه العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.   

والثلاثاء أفصح بايدن للمرة الأولى، بصورة علنية، عن خلافات بينه وبين القيادة الإسرائيلية، بشأن الحرب الدائرة في غزة، قائلا: إن الحكومة الإسرائيلية وخلافا لموقف واشنطن، ترفض حل الدولتين مع الفلسطينيين. 

وأوضح أنه حث نتنياهو على ضرورة تغيير حكومته (اليمنية المتطرفة)، قائلا "هذه الحكومة في إسرائيل، وهي أكثر حكومة محافظة في تاريخ البلاد، تجعل من الصعب عليه التحرك. هم لا يريدون أي شيء يشبه حل الدولتين، لا من قريب ولا من بعيد ".  

 وفي اليوم السابق لتلك التصريحات، كان بايدن، قد شدّد خلال احتفال في البيت الأبيض، بمناسبة "عيد الأنوار" اليهودي، على وجوب أن يتوخى الإسرائيليون "الحذر" لأن "الرأي العام العالمي يمكن أن يتغيّر في أي وقت".  

 عناق الدب 

ودعم بايدن بقوة وبشكل علني الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة حتى تحقيق هدفيها المعلنين وهما القضاء على حماس وتحرير أسراها من يد المقاومة في قطاع غزة، مخاطرا باحتمال غضب حلفاء في المنطقة.   

لكن بحسب مسؤولين أمريكيين فإن تصريحات بايدن الثلاثاء تشير إلى وصول ما وصفوه بإستراتيجية "عناق الدب" التي يتبعها مع نتنياهو وإسرائيل إلى حدودها القصوى، الأمر الذي سيجعل من الصعب عليه في نهاية المطاف أن يحافظ على مخاوفه خلف الكواليس.    

وتشير إستراتيجية "عناق الدب" إلى محاولة بايدن استخدام العلاقات الودية كوسيلة لتجنب المواجهة وتخفيف التوترات مع حكومة نتنياهو، لكن لا يمكن لتلك الاستراتيجية أن تكون ناجعة إذا كان خلافات جوهرية تحديات كبيرة تتطلب معالجة مباشرة ومستقبلية.   

ولفتت الصحيفة إلى أن خلافات بايدن ونتنياهو بشأن حكومته المتطرفة سبقت الحرب على غزة.  

وذكرت أن بايدن ومسؤولون أمريكيون آخرون أعربوا عن مخاوفهم بشأن وجود شخصيات متطرفة - مثل الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش - في حكومة نتنياهو، وكذلك العنف الذي يمارسه المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.  

وأضافت أن عنف المستوطنين المدعوم من المسؤولين المتطرفين بالحكومة الإسرائيلية تزايد منذ اندلاع الحرب، ووفقا للأمم المتحدة وقع 336 هجوما من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين خلال تلك الفترة.  

وبعد الحرب، اختلف بايدن ونتنياهو حول مستقبل غزة. وقال مسؤولون أمريكيون علنا إن السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، يجب أن يكون لها دور في حكم القطاع بعد الحرب، وأصروا على أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تعيد احتلال غزة أو تقليص أراضيها.  

لكن في المقابل رفض نتنياهو هذا المقترح، وقال مرارًا وتكرارًا إنه لن يقبل عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.  

وشعر المسؤولون الأمريكيون بالإحباط إزاء عدم رغبة حكومته في مناقشة السيناريوهات الواقعية لـ"اليوم التالي" في غزة، وعدائها لحل الدولتين على المدى الطويل.  

 ضوء أصفر  

ونقلت الصحيفة البريطانية عن شخص مطلع على المباحثات الأمريكية الإسرائيلية قوله إن "المنطقة تتطلع إلى الولايات المتحدة لحمل إسرائيل على طرح موقف إيجابي لكن واشنطن لا تحرز تقدما كبيرا."  

واعتبر آرون ديفيد ميلر، محلل شؤون الشرق الأوسط والزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي تصريحات بايدن بشأن نتنياهو وحكومته بمثابة ضوء أصفر ينذر بتزايد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن حرب غزة وتداعياتها.   

وذكرت الصحيفة أن أحد مصادر الاحتكاك الكبيرة بين بايدن ونتنياهو هي التكلفة الإنسانية المرتفعة للغزو الإسرائيلي لغزة، الذي أودى بحياة أكثر من 18 ألف شخص، بينما أدى إلى نزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وجعل معظم الأراضي غير صالحة للسكن.  

اقرأ أيضاً

فشل في غزة.. كيف ينقذ نتنياهو نفسه؟ وإلى أين يستدرج بايدن؟

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على إسرائيل؛ للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، خاصة مع قيامها بتوسيع هجومها البري إلى جنوب قطاع غزة، حيث فر معظم السكان، لكن عدد الشهداء الفلسطينيين استمر في الارتفاع منذ استئناف القتال هذا الشهر بعد هدنة قصيرة لوقف إطلاق النار في غزة.  

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الغربيين قوله: "من الواضح جدًا أن إسرائيل تريد مواصلة العملية العسكرية في الجنوب، وتحرير أسراها من غزة، وتدمير البنية التحتية لحماس وقتل أو أسر قيادتها.. وسيستمرون في ذلك حتى ينتهوا من الثلاثة."  

 حسابات داخلية  

ويرى محللون إسرائيليون أن موقف نتنياهو الرافض لأي مقترحات أمريكية مدفوعا جزئيا بحسابات سياسية داخلية، مع تزايد التوقعات بإجراء انتخابات العام المقبل.  

وكتب أنشيل فيفر، كاتب العمود وكاتب سيرة نتنياهو، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية: "يعلم نتنياهو أنه بمجرد تقليص إسرائيل هجومها البري في غزة - ففي غضون بضعة أسابيع، لن يتمكن من كبح الطوفان السياسي ضده، وفي المستقبل غير البعيد، سيفقد ائتلافه الحاكم قوته (الأغلبية البرلمانية)". 

وأضاف "سيحاول نتنياهو تأخير تلك اللحظة، لكن غرائزه السياسية تخبره أنه سيتعين عليه خوض انتخابات قريبا – وجميع استطلاعات الرأي تقول إنه سيخسر بفارق كبير.. لذلك فهو يحاول رسم خطوط المعركة للحملة."  

 ووفق الصحيفة فإن نتنياهو ليس وحده الذي يعتبر الحرب قضية سياسية داخلية. 

وأشارت إلى أن تصريحات بايدن ضد نتنياهو جاءت في وقت بدأ يدفع فيه الأول ثمنا سياسيا داخل الولايات المتحدة لدعمه القوي لإسرائيل.  

وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته "فايننشيال تايمز" نُشر هذا الأسبوع، أن 40% من الناخبين الأمريكيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات مالية وعسكرية "أكثر مما ينبغي" لإسرائيل في حربها ضد حماس.  

 انخفضت معدلات تأييد بايدن، وفقًا لمعدل استطلاعات الرأي على موقع 538.com، بشكل أكبر منذ اندلاع الحرب، وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أنه يتخلف عن منافسه الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، قبل عام من الانتخابات الرئاسية المقبلة.   

ولطالما شعر بايدن بعلاقات شخصية عميقة ووثيقة مع إسرائيل، الأمر الذي ساعد في تحديد نهجه الحالي، لكن مسؤولين آخرين صعّدوا من رفضهم لهذا النهج.  

وحذر وزير الدفاع لويد أوستن هذا الشهر من أن إسرائيل تخاطر بـ "هزيمة استراتيجية" ما لم تفعل المزيد لحماية المدنيين في غزة.  

 لحظة الحقيقة  

وفي إسرائيل يخشى بعض المراقبين أن يكون الخلاف الأمريكي نذيراً لتمزق قوى للعلاقات بين واشنطن وتل أبيب. 

وفي هذا الصدد، قال عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي: "أعتقد أن لحظة الحقيقة قادمة، وقريباً". 

وقارن أيالون الضغوط الأمريكية الحالية بنظيرتها إبان فترة وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر والتي كانت تستهدف "إعادة تقييم" العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في السبعينيات والتي أثارت أزمة في العلاقات.  

وقال أيالون: يمكن لبايدن أن يفعل شيئاً مماثلاً. يمكنه أن يقول: على أن أفكر في العلاقات مع تل أبيب"، وسيعرف الجميع حينها ما يعنيه ذلك: وهي نهاية محتملة للمساعدات العسكرية وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". 

ويقول آخرون إنه في حين أن انتقادات بايدن لنتنياهو أصبحت أكثر وضوحا، فإن إدارته لا تزال بعيدة عن الانفصال عن إسرائيل بشأن الحرب. 

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يقولون سراً وعلناً إنهم بينما يريدون نهاية سريعة للحرب، فإنهم يتفقون مع هدف إسرائيل المتمثل في تفكيك حماس. 

وأثناء انتقاده لإسرائيل، قال بايدن الثلاثاء إن الولايات المتحدة لن تفعل أي شيء سوى حماية إسرائيل خلال أزمتها الحالية مع حماس أم الأخيرة فيجب القضاء عليها.   

ووصف ميلر موقف بايدن بأنه جزء من "الإحباط المتزايد" تجاه حليف الولايات المتحدة.  

وعقب "لكنني لن أفسر هذا على أنه أننا نسارع نحو لحظة الحقيقة. . . وأن الرئيس على وشك أن يقول لنتنياهو كفى”. 

اقرأ أيضاً

استعادة الاتفاق النووي مع إيران.. حرب غزة فرصة لم يستغلها بايدن

  المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جو بايدن بنيامين نتنياهو الحرب على غزة الولایات المتحدة بایدن ونتنیاهو تصریحات بایدن لحظة الحقیقة الصحیفة أن قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

دول عربية وإسلامية تصدر بياناً حول «أونروا».. أمريكا تجدد دعم إسرائيل!

قال مسؤولان أميركيان إن قوة استقرار دولية قد تنشر في قطاع غزة في أقرب وقت مطلع الشهر المقبل ضمن مهمة مخولة من الأمم المتحدة، فيما لا تزال كيفية نزع سلاح حركة حماس غير واضحة.

وأوضح المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن قوة الاستقرار الدولية لن تكون مكلفة بقتال حماس، مشيرين إلى أن عدداً كبيراً من الدول أبدى اهتمامه بالمشاركة في هذه القوة.

ونقلت رويترز عن المصدرين أن واشنطن تعمل حالياً على تحديد حجم القوة وتشكيلها ومقار إيوائها وبرامج تدريبها وقواعد الاشتباك الخاصة بها، كما تدرس تعيين جنرال أميركي برتبة لواء لقيادة القوة، دون اتخاذ أي قرارات نهائية بعد.

ويأتي نشر القوة الدولية كركيزة أساسية في المرحلة الثانية من خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، عقب بدء هدنة هشة في الحرب المستمرة منذ عامين في 10 أكتوبر، والتي شهدت إطلاق سراح رهائن من قبل حماس وإفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن التخطيط لهذه المرحلة يجري بهدوء خلف الكواليس، مع التركيز على ضمان سلام دائم ومستقر في المنطقة.

الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة منحاز وغير جاد

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن قرار الأمم المتحدة الأخير بشأن غزة «غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل»، معتبرة أنه يعرقل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب.

وأوضحت الخارجية الأمريكية في بيان أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارًا «مسيّسًا ومثيرًا للانقسام»، يستند إلى ما وصفته بادعاءات غير صحيحة، ويطالب إسرائيل بتنفيذ رأي استشاري غير ملزم صادر عن محكمة العدل الدولية.

وأكد البيان أن الآراء الاستشارية للمحكمة لا تُعد أساسًا ملزمًا للقانون الدولي، وأن محاولة فرضها من قبل الجمعية العامة تمثل انتهاكًا لسيادة الدول، مشددًا على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل في رفض هذا القرار.

كما جددت الخارجية الأمريكية رفضها لأي دور لوكالة الأونروا في غزة، ووصفتها بأنها تفتقر إلى الرقابة والمساءلة، متهمة إياها بالارتباط بحماس.

وختم البيان بالتأكيد على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل وفق قرار مجلس الأمن رقم 2803، بهدف التوصل إلى حل دائم يضمن الأمن لإسرائيل ويتيح لسكان غزة تقرير مصيرهم بعيدًا عن سيطرة الجماعات المسلحة.

وكانت وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، على قرار يدعم الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه المنظمات الدولية في الأراضي الفلسطينية.

وينص القرار، وفق حكم المحكمة الصادر في أكتوبر الماضي، على وجوب احترام إسرائيل لحظر استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان الفلسطينيين، بما في ذلك الإمدادات الإغاثية. كما يتوجب على إسرائيل قبول والتعاون مع برامج المساعدات التابعة للأمم المتحدة، بما فيها أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وتم اعتماد القرار بأغلبية 139 صوتًا، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت، وصوتت 12 دولة ضده، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل وهنغاريا والأرجنتين. وامتنعت أوكرانيا وجمهورية التشيك وألبانيا وجورجيا عن التصويت، فيما صوّتت روسيا لصالح القرار.

واعتبر المندوب الإسرائيلي الدائم داني دانون أن القرار لن يغير موقف إسرائيل الرافض للتعاون مع الأونروا، مؤكدًا أن الوكالة “تدعم الإرهاب وشارك موظفوها في أعمال عنف ضد إسرائيليين وتعاونوا مع مجموعات إرهابية”.

ويُذكر أن آراء محكمة العدل الدولية الاستشارية غير ملزمة، كما أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تحمل قوة إلزام قانونية.

ثماني دول عربية وإسلامية تدعو لدعم الأونروا وتدين اقتحام قوات إسرائيلية لمقرها بالقدس

أصدرت ثماني دول عربية وإسلامية، بيانًا مشتركًا أكدت فيه أهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في حماية حقوق اللاجئين وتقديم الخدمات الأساسية لهم منذ عقود.

وأشار وزراء خارجية قطر والأردن والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية ومصر في بيانهم إلى أن تجديد ولاية “أونروا” لثلاث سنوات إضافية يعكس الثقة الدولية في عملها الحيوي.

وأدان الوزراء اقتحام القوات الإسرائيلية مقر “أونروا” في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، معتبرين ذلك انتهاكًا للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة، وتجاوزًا للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية الذي يؤكد التزام إسرائيل بعدم عرقلة عمل الوكالة.

وفي ظل الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة، شدد الوزراء على الدور المحوري لـ”أونروا” في توزيع المساعدات الإنسانية عبر مراكزها، وضمان وصول الغذاء والمواد الإغاثية إلى مستحقيها بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2803، إضافة إلى استمرار مدارس الوكالة ومرافقها الصحية في تقديم خدماتها رغم الظروف الصعبة.

وأكد الوزراء أن “أونروا” جهة لا يمكن استبدالها نظرًا لبنيتها التحتية وانتشارها الميداني وخبرتها الفريدة في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، محذرين من أن أي إضعاف لقدراتها سيترك آثارًا إنسانية وسياسية خطيرة في المنطقة، ودعوا المجتمع الدولي إلى توفير تمويل كافٍ ومستدام ودعم سياسي يضمن استمرار عمليات الوكالة، باعتبار ذلك ضرورة للحفاظ على الاستقرار وصون كرامة اللاجئين إلى حين الوصول إلى حل عادل ودائم لقضيتهم وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار 194.

وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد اقتحمت مقر “أونروا” في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة يوم الإثنين الماضي، ونفذت عمليات تفتيش داخل المقر، واستولت على هواتف حراس الأمن، ما أدى إلى انقطاع التواصل معهم وتعذر معرفة ما يجري داخل المقر، بالتزامن مع إغلاق المنطقة بالكامل.

ووصفت محافظة القدس هذا الاقتحام بأنه يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتعديًا خطيرًا على حصانة ورفعة مؤسسات الأمم المتحدة، ومخالفة واضحة لميثاق المنظمة الدولية وشروط عضويتها وقراراتها، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2730 الذي يُلزم الدول باحترام وحماية مؤسسات الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني.

وتعتبر “أونروا” جهة أساسية في تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين منذ إنشائها عام 1949، وتواجه الوكالة تحديات متواصلة بسبب القيود السياسية والأمنية، بينما تدعو الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى ضمان استمرار عملياتها وتمويلها، لما لذلك من تأثير مباشر على الاستقرار الإقليمي وحقوق اللاجئين وفق القانون الدولي.

اليونيسف تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة والدفاع المدني يناشد بإخلاء المنازل المتصدعة

حذرت منظمة اليونيسف من تزايد مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال قطاع غزة، مؤكدة ضرورة تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، وخاصة الملابس والخيام، في ظل الظروف الجوية القاسية.

وشددت المنظمة على أن الأوضاع الحالية تهدد سلامة الأطفال بشكل متزايد مع استمرار المنخفض الجوي وتأخر وصول الإمدادات الأساسية.

ميدانيًا، ناشدت المديرية العامة للدفاع المدني النازحين الذين عادوا للسكن في مبانٍ ومنازل استهدفها القصف بضرورة توخي أقصى درجات الحذر وإخلائها فورًا إذا كانت متصدعة وغير صالحة للسكن، بعد تسجيل انهيارات جزئية في ثلاثة منازل بأحياء النصر وتل الهوى والزيتون نتيجة الأمطار الغزيرة.

وأعلنت طواقم الدفاع المدني في محافظة الشمال عن إنقاذ طفل وانتشال خمسة أشخاص من عائلة بدران عقب انهيار سقف منزلهم في منطقة بئر النعجة فجر الجمعة 12 ديسمبر.

من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن السلطات حذرت مرارًا من تداعيات المنخفض الجوي وضرورة إدخال الخيام للسكان، متوقعًا تفاقم الأوضاع خلال 72 ساعة المقبلة.

وحمل المسؤول الاحتلال الإسرائيلي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤولية التلكؤ في معالجة الأزمة الإنسانية، متهما الاحتلال بمواصلة «جريمة الإبادة» بحق سكان القطاع، ومشيرًا إلى أن المعلومات المضللة المنتشرة بشأن المساعدات غير دقيقة، في حين لم تدخل غزة سوى 10% من شاحنات الإغاثة المقررة.

المخابرات الأميركية تعلق مؤقتًا تبادل بعض المعلومات مع إسرائيل وسط مخاوف من سلوك الحرب في غزة

ذكرت ستة مصادر مطلعة أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتًا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إسرائيل في إدارة الحرب في غزة.

وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيرة أميركية فوق غزة، كانت تُستخدم من قبل الحكومة الإسرائيلية في ملاحقة الرهائن ومقاتلي حركة حماس، واستمر التعليق لعدة أيام على الأقل وفق خمسة من المصادر.

وأشار مصدران إلى أن الولايات المتحدة قيّدت أيضًا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في استهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة، دون الإفصاح عن توقيت اتخاذ هذا القرار.

وأفادت المصادر بأن المسؤولين الأميركيين كانوا قلقين من إساءة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “شين بيت” التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، كما أبدوا قلقهم من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالالتزام بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية، وهو ما يتطلبه القانون الأميركي قبل مشاركة أي معلومات مع بلد أجنبي.

وأوضح مصدر مطلع أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودًا وتكتيكيًا، بينما ظلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل المعلومات والأسلحة.

وأضاف المصدر أن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض، في حين يتطلب أي طلب من إسرائيل لتغيير طريقة استخدام المعلومات تقديم ضمانات جديدة بشأن استخدامها.

ولم تحدد رويترز تواريخ هذه القرارات أو ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على علم بها، فيما أكد مكتب الإعلام العسكري في إسرائيل استمرار التعاون الاستخباراتي الاستراتيجي طوال فترة الحرب في غزة، دون التعليق مباشرة على حالات حجب المعلومات.

وأشار خبراء، منهم لاري فايفر المسؤول السابق في جهاز الأمن القومي و”السي.آي.إيه”، إلى أن طلب الولايات المتحدة ضمانات حول استخدام معلوماتها لتجنب انتهاك حقوق الإنسان أمر معتاد، لكن حجب معلومات ميدانية عن حليف رئيسي أثناء صراع يُعد خطوة غير مألوفة وتشير إلى توتر بين البلدين، في وقت يُعتبر فيه تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل حساسًا سياسيًا نظرًا للعلاقات الراسخة بين المخابرات الأميركية والإسرائيلية والدعم القوي من الحزبين بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • وضع يصعب على تل أبيب تحمّله.. نتنياهو يخشى المواجهة مع ترامب بشأن بيع “إف-35” للسعودية وتركيا
  • تايمز أوف إسرائيل: الرئيس السيسي لا يعتزم عقد لقاء مع نتنياهو
  • دول عربية وإسلامية تصدر بياناً حول «أونروا».. أمريكا تجدد دعم إسرائيل!
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • الرئيس التنفيذي لـإنفيديا شخصية عام 2025 في فايننشال تايمز: من هو جنسن هوانغ؟
  • رويترز: أميركا حجبت معلومات استخباراتية عن إسرائيل خلال حرب غزة
  • مصادر لرويترز: أميركا حجبت معلومات مخابرات عن إسرائيل خلال عهد بايدن
  • أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
  • إدارة بايدن تجمد التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل بسبب جرائم حرب في غزة
  • “ترامب يضغط على نتنياهو لأجل مصر”.. الصفقة الأكبر بين مصر وإسرائيل تقترب من لحظة الحسم