كتبت غادة حلاوي في"نداء الوطن": صار الحديث عن قواعد الاشتباك في الجنوب من الماضي،وقد طوت التطورات الميدانية صفحته وبتنا أمام قواعد جديدة تتحكم بالوضع على الحدود.
باتت الحدود بين لبنان واسرائيل قيد المتابعة والرصد الدوليين، الفرق شاسع بين الجهة الشمالية من الحدود وتلك الجنوبية. عزز «حزب الله» وجوده على الأراضي الجنوبية ومعظم الأهالي عادوا إلى قراهم في الآونة الاخيرة، إلا تلك المتاخمة جداً للحدود، بينما أخلى سكان المستوطنات منازلهم إلى غير عودة.

لا تجد صحيفة أو محللاً سياسياً في إسرائيل إلا وينقل الواقع «المرير» على الحدود الشمالية التي صارت في مرمى «الحزب»، ويقول هؤلاء إنّ سكان الشمال إن عادوا فسينامون على مرأى ومسمع مقاتلي «حزب الله». القلق الذي تعيشه تلك المنطقة مصدر قلق لإسرائيل جعلها تستنفر الديبلوماسيتين الأميركية والفرنسية وترسل عبرهما عروضاً سخية على لبنان، كان آخرها ما يعمل عليه خلف الكواليس الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ويقضي بالإنسحاب من المناطق التي تحتلها اسرائيل في تلال شبعا وكفرشوبا والغجر مقابل تراجع «حزب الله» عن الحدود. 
قال الموفد الأميركي: مثلما أنجز الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، يمكن اتمام الترسيم البري، بحيث تنسحب إسرائيل وينسحب «حزب الله» في المقابل إلى ما بعد الحدود، وحسب طرح هوكشتاين، حينها لن يكون هناك مبرر لإحتفاظ «حزب الله» بسلاحه لانتفاء الأسباب لوجوده، وبذلك أيضاً يصار إلى نزع فتيل التوتر بين لبنان واسرائيل، وطالما أنّ لا امكانية للتوصل إلى اتفاق سلام بينهما فليكن الحل بتحييد المنطقة على الحدود عن النزاعات.
بحديثه لم يتطرق الوسيط الأميركي إلى حجم تجاوب إسرائيل مع طرح كهذا، وعما اذا كانت مستعدة بالفعل للانسحاب من نقطة خلاف أساسية مع لبنان وهي B1. حسبما قال إنّه يحمل مجرد أفكار لإستمزاج الآراء في شأنها ولم يعد بجواب شافٍ من إسرائيل بعد، لكن بالنسبة إلى «حزب الله» المشكك بنوايا اسرائيل بالانسحاب فهو لن يعطّل تحريراً للأراضي اللبنانية إن حصل، ولكن بطبيعة الحال فإنّ بتّ الموضوع ينتظر جواب اسرائيل ومسار الحرب على غزة، والرد النهائي أنه لن يبحث في أي شأن إلا بعد التوصل إلى وقف اطلاق نار لتفتح بعدها كل الملفات. 
يصب «حزب الله» جهده على الساحة الجنوبية وقد لوحظ أخيراً الردّ على استهداف إسرائيل للمدنيين في القرى الحدودية باستهداف عمق المستوطنات، وتتحدث مصادر مواكبة لما يجري في ساحة الجنوب ربطاً بغزة عن تطورين عسكريين مهمين: أولهما، أنّ ساحة الجنوب ستكون مفتوحة على مواجهات جديدة واستخدام أسلحة جديدة، وثانيهما، تطور جبهة اليمن حيث يصار إلى إحكام الحصار على ميناء ايلات ويكون على مرمى الصواريخ اليمنية. 
وبنتيجة الأمر فإنّ البحث في أي حل جنوباً دونه تحقيق غايتين: انسحاب اسرائيل من الأراضي التي تحتلها وهو أمر لم يحسمه الحليف الأميركي، وعدم استعداد «حزب الله» للبحث في أيّ اقتراح قبل وقف العمليات العسكرية في غزة، ما يعني أنّ الحرب ستدخل فصولاً أخرى سواء في لبنان أو في غزة وستفرض نفسها على أيّ مفاوضات.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون

لا يستبعد محللون تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر" أن تقدم إسرائيل على تنفيذ تهديداتها بالتصعيد ضد لبنان على ضوء اختراقاتها المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهاماتها للحكومة اللبنانية بأنها لا تفعل ما يجب فعله لنزع سلاح حزب الله اللبناني.

وجاء كلام المحللين تعليقا على تصريحات خاصة أدلى بها وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لقناة الجزيرة، قال فيها إن بلاده تلقت تحذيرات عربية ودولية من عملية عسكرية واسعة تحضر إسرائيل لشنها على لبنان، وإن المفاوضات الحالية معها لن توقف اعتداءاتها.

ويرى الكاتب الصحفي نقولا ناصيف أن التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، لكنّ الجديد هذه المرة هو أن ما نقل إلى لبنان من تحذيرات يفيد بأن العدوان الإسرائيلي المحتمل سيكون مشابها لما حدث عام 2006، حيث ستستهدف إسرائيل البنية التحتية اللبنانية من أجل الضغط على الحكومة اللبنانية كي تستعجل في المهمة الصعبة وهي نزع سلاح حزب الله.

ورغم أنها تتجاهل اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع حزب الله منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، فإن إسرائيل -يضيف ناصيف- تريد أن تستمر في مفاوضاتها مع الحكومة اللبنانية تحت النار، معربا عن اعتقاده أن مهمة نزع سلاح حزب الله أضحت مهمة أميركية إسرائيلية.

ويتابع الكاتب الصحفي أن تعيين السفير السابق لدى واشنطن سيمون كرم في لجنة "الميكانيزم" جاء استجابة لشروط أميركية إسرائيلية لرفع مستوى التفاوض بين لبنان وإسرائيل إلى الشق السياسي، لكنه يوضح -أي ناصيف- أن "لبنان يريد الذهاب إلى تسوية مع إسرائيل وليس إلى معاهدة سلام".

لا مصلحة أميركية

ويعتقد الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" ضمن حلقة (2025/12/12)- أن هناك مصلحة أميركية بالتصعيد في لبنان، وأن ما تقوم به إسرائيل يتم بموافقة الولايات المتحدة لأن الهدف هو إضعاف حزب الله حتى لا يكون عقبة أمام تحقيق مشروعهما في لبنان وفي المنطقة.

إعلان

كما أن إسرائيل -وفقا لشديد- لا تريد حكومة قوية في لبنان بل حكومة ضعيفة سياسيا لتتمكن من فرض شروطها عليها خلال التفاوض ولإدخال البلد في ما تسمى اتفاقات أبراهام.

ويتفق الدكتور ماكس أبراهامز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، مع مسألة أن إسرائيل تريد التصعيد في لبنان، ويقول إنها هي من تقوم بالتهديد وتتصرف وكأنها شرطي.

ولا يستبعد الضيف الأميركي أن تقوم إسرائيل بما أسماها استهدافات جراحية دقيقة ضد حزب الله إن لم تقم الحكومة اللبنانية بالمزيد لنزع سلاح الحزب.

يذكر أنه في الخامس من أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح -ومن بينه ما يملكه حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025، لكنّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال مرارا إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.

بيد أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن لا يرى أن المصلحة الأميركية تتماشى مع هذا التوجه الإسرائيلي، ويذكر أن الرئيس دونالد ترامب يركز جهوده حاليا على قطاع غزة، ولا يرغب في حصول مواجهة بين حزب الله وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • نائب عن حزب الله: يجب التركيز على وقف عدوان إسرائيل قبل السلاح
  • هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون
  • لبنان يتلقى تحذيرات بأن إسرائيل تستعدّ لشنّ هجوم واسع ضدّه
  • إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة
  • إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنان
  • وساطات متعددة والحسم عند المُحرّك الأميركي
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • البقاع على خط الحذر… والجيش يتشدد على الحدود
  • وساطة عُمانية ثلاثية الأبعاد لإنقاذ لبنان.. السفير الأميركي: المفاوضات لا تعني توقف إسرائيل
  • للأنظمة العميلة.. انتظروا إنا منتظرون!