هل تخطط إسرائيل لشيء ما في لبنان؟
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
تستمر المعركة في جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن مسارها ليس تصاعدياً، وهذا ما يبدو واضحاً من عدد العمليات التي ينفذها الحزب من جهة، وحجم التصعيد الاسرائيلي المتراجع من جهة اخرى، اذ يعمل الحزب على التصعيد فقط عندما تتخطى تل ابيب الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك، حيث يقوم بضبطها بشكل كامل..
لكن بالرغم من هذه الوتيرة التي تسيطر على المشهد الميداني منذ انتهاء الهدنة، بدأ الحديث داخل بعض الاوساط المطلعة، عن أن تل ابيب قد تتجه نحو تصعيد حقيقي على الجبهة الجنوبية، وهذا الامر سيؤدي حتماً إلى ردّ من قبل "حزب الله" مما يعني ان تدحرج الامور سيكون عندها حتمياً ولا يمكن تجنبه مهما تكثفت الإتصالات والوساطات.
لكن لماذا يتم الحديث عن التصعيد الاسرائيلي في هذه المرحلة بالذات؟ تقول مصادر متابعة إن التصعيد اليوم قد يكون حلاً حقيقياً لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في حال كانت المهلة الزمنية التي أعطتها له الولايات المتحدة الاميركية حقيقية، وعليه سيكون نتنياهو مضطراً ان يقوم بخطوة توسع نطاق المعركة وإن ضمن حدود معينة، ما يعطيه هامشاً زمنياً أكبر، وقد يجر واشنطن اليها بشكل مباشر.
وتشير المصادر إلى أن تل ابيب تكثف عملية الضخّ الاعلامية التي تحذر من الخطر الذي يشكله "حزب الله" ولعل تصريحات المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، والتي تحدثوا خلالها عن عدم رغبتهم بالعودة الى مستوطناتهم الا في حال خروج "حزب الله" من الجنوب، والمناشير التحريضية ضد حزب الله التي القتها الطائرات الاسرائيلية على قرى الجنوب اليوم، خير دليل على التوجه الاعلامي الاسرائيلي الذي تتم مواكبته بتصريحات لقادة عسكريين يؤكدون ان ما يحصل في الشمال اخطر مما يحصل في غزة.
وترى المصادر أن اسرائيل اليوم غير قادرة فعلياً على فتح جبهة جديدة، لكنها في الوقت نفسه بدأت تجد نفسها تغرق في وحل غزة، وهذا ما يجعلها تحتاج إلى تصعيد كبير يؤدي إلى فتح ابواب التسوية، أو إلى إشعال المنطقة وإستدراج حلفائها الدوليين للانخراط بشكل كامل في المعارك. من هنا يصبح انعدام الافق، العسكري والسياسي في غزة، محفزا اضافيا لخطوات اسرائيلية مجنونة..
وتعتبر المصادر أن الظروف المحيطة بالمنطقة لا توحي بأن التصعيد سيكون أمراً حتمياً، لكن الازمة التي تقع فيها اسرائيل والتي تتعمق يومياً، تضع جميع الدول امام مخاطر الإنزلاق الجدي نحو حرب كبرى، لكن الموانع الاميركية التي لا تزال تسيطر بشكل حقيقي على القرار في تل ابيب، ليبقى الرهان الفعلي على خطأ مقصود يؤدي إلى تطورات غير محسوبة.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله تل ابیب
إقرأ أيضاً:
نائب عن حزب الله: يجب التركيز على وقف عدوان إسرائيل قبل السلاح
قال النائب عن حزب الله اللبناني حسين الحاج حسن -في مداخلة مع قناة الجزيرة- إن التركيز في لبنان يجب أن يكون على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي، ووقف العدوان، واستعادة الأسرى، قبل سلاح الحزب.
وجدد الحاج حسن التأكيد على رفض حزب الله نزع سلاحه، وقال "عندما ينسحب العدو، ويتوقف العدوان، ويعود الأسرى، ويبدأ الإعمار، يفترض بلبنان حينها أن يناقش إستراتيجية دفاع وطني على أساسها يمكن أن يتفق اللبنانيون".
واستشهد في سياق كلامه بما يجري في سوريا، حيث قال إن العدوان الإسرائيلي عليها يستمر على الرغم من أنه لا يوجد فيها لا سلاح ولا مقاومة.
وفي إجابته على سؤال حول تهديد إسرائيل بشن ضربة عسكرية إذا لم يتم نزع سلاح حزب الله، قال النائب اللبناني" المتاح أن يحافظ الإنسان على كرامته وعلى سيادته وعلى وطنه لا أن يستسلم أمام الضغوط والتهويل، وأن يكون الإنسان لديه رؤية للمستقبل لا أن ينساق في مسار تفاوضي لا أول له ولا آخر".
وكشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي في تصريح خاص للجزيرة عن تحذيرات وصلتهم من جهات عربية ودولية من أن إسرائيل تحضّر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان.
تحذير من الاستسلاموحذر حسين الحاج حسن الحكومة اللبنانية من الاستسلام إلى المطالب الأميركية والإسرائيلية التي قال إنها لن تتوقف، وهو ما تؤكده -حسب رأيه- التجربة السورية، مشيرا إلى أن تجريد لبنان من سلاحه سيجعله غير قادر عن الدفاع عن نفسه عندما يعود العدوان الإسرائيلي.
ووصف النائب اللبناني إسرائيل بأنها "دولة معتدية وظالمة ولا ترغب في السلام مع أي طرف"، مؤكدا أن لبنان التزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في حين لم تلتزم إسرائيل به وما زالت تعتدي على لبنان.
ودعا النائب عن حزب الله وزير الخارجية يوسف رجي إلى عدم تبني السردية الإسرائيلية والأميركية، مشيرا إلى أن"تصريحاته تمثل حزب القوات (اللبنانية) أكثر من الحكومة، وبدت كأنها تبرر لإسرائيل الاستمرار في عدوانها".
إعلانوفي المقابلة الخاصة مع قناة الجزيرة، قال رجي إن "سلاح حزب الله أثبت عدم فعاليته بإسناد غزة والدفاع عن البلاد"، مضيفا أن الدولة اللبنانية تحاور الحزب لإقناعه بتسليم سلاحه لكنه يرفض ذلك.