بعد رفض ميقاتي أن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة.. التيار ينظم غداً منتدى البلديات عن النزوح السوري
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
قبل أيام، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من جنيف دعوته المجتمع الدولي الى معالجة أزمة النزوح بجدية وقال: "لن نبقى مكتوفي الايدي ونتلقى الازمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصن انفسنا لاننا أصحاب الحق اولا واخيرا في العيش بوطننا بعزة وكرامة". وأضاف: "اللبنانيون برفضون أن يبقى هذا الجرح نازفا في خاصرتهم ومن حقهم أن يتخذوا الاجراءات التي يرونها مناسبة لحماية وطنهم وأنفسهم، وهذه الخطوات تبدأ بعودة النازحين السوريين الى بلادهم وتوقف المنظمات الدولية عن اغرائهم للبقاء في وطننا.
كان من المفترض أن ينعقد المؤتمر في تشرين الاول الماضي إلا أن الحرب على غزة دفعت المنظمين الى تأجيله، كما يؤكد عضو "تكتل لبنان القوي"النائب جورج عطالله لـ "لبنان 24"، خاصة وأن المؤتمر كان سيشهد مشاركة وزارية أردنية ومشاركة رؤساء بلديات أردنية أيضاً، نظراً إلى أن المقاربة الأردنية لكيفية تنظيم النزوح السوري يمكن الاستفادة منها، مع الإشارة الى احتمال أن يشارك عبر تقنية زوم أو سكايب رؤساء بلديات من الأردن أو دول اخرى معنية بأزمة النزوح.
يفتتح المؤتمر بجلسة عن "النزوح: أزمة وجود بأبعاد خارجية وداخلية – دور البلديات، وستكون فيها كلمة لرئيس"التيار" النائب جبران باسيل، ومن ثم كلمة لوزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار وممثل وزير الخارجية والمغتربين الياس نقولا.
وتشمل أعمال المؤتمر جلستين، الأولى بعنوان "النازحون والعمال والعائلات": مسؤولية البلديات والأجهزة الأمنية"، والثانية بعنوان "النازحون وبيئة العمل: مسؤوليات البلديات وأصحاب العمل". ويتحدث في الجلستين وزير العمل، محافظا بعلبك والبقاع - رؤساء بلديات من بعلبك، المتن (الغبيري، الدكوانة، إيعات...) - ممثلون عن الهيئات الاقتصادية جاك صراف - محمد شقير بشارة الأسمر للإضاءة على دور ارباب العمل والإتحاد العمالي العام ويختتم المؤتمر بإعلان التوصيات.
ويأتي المؤتمر في إطار جهود "التيار الوطني الحر" المستمرة وخطواته العملية لمواجهة معضلة النزوح و التشجيع على عودة القسم الأكبر من النازحين وتحديداً العائلات، بحسب ما يؤكد عطالله، لا سيما وأن التيار نظم أكثر من مؤتمر في هذا الشأن في عدد من الاقضية أبرزها الكورة وجبيل وكسروان فضلا عن لقاء مع رؤساء بلديات في مركز "التيار" في ميرنا الشالوحي، وهو يمد اليد لكل القوى السياسية من أجل التعاون في هذا الملف الذي يفترض ان لا يكون عرضة للمناكفات والخلافات السياسية نظرا لخطورته على لبنان.
وينطلق التيار الوطني الحر في مقاربته من أبعاد الأزمة لجهة تحليل مخاطر النزوح السوري ومستوى التهديد الذي يشكله على لبنان بعد اندلاع الحرب في غزة وتحديد الأبعاد الداخلية وتأثيرها على المجتمع والاقتصاد اللبنانيين، وتحديد الأبعاد الخارجية لأزمة النزوح السوري، وسيتم شرح خلفيّات المواقف الدولية، الأوروبية بشكل خاص، الرافضة لعودة النازحين والإضاءة على الجهد الديبلوماسي اللبناني.
إن أهمية هذا المؤتمر تكمن في مشاركة البلديات التي يقع عليها دور كبير في تنظيم الوجود السوري أيضا في نطاقها، ومن هنا فإن المؤتمر سوف يركز على تحديد واقع الوجود السوري في لبنان بين نازحين وعمّال وعائلات تحديد صلاحيات المحافظين وحدود تدخّلهم والإضاءة على تجربة المحافظين في المحافظات اللبنانية الأعلى كثافة بالنزوح. سوف يسلط رؤساء البلديات المشاركون في المؤتمر الضوء على الدور الذي تلعبه البلديات في إطار القوانين اللبنانية ومذكرات التفاهم بين السلطات اللبنانية والمنظمات الدولية، وسوف تتم الدعوة لإعادة النظر في الصلاحيات الواسعة الممنوحة لرؤساء البلديات بموجب المادة 92 من قانون البلديات اللبناني كما سيتحدث رؤساء البلديات المشاركة عن تجاربهم في التعامل مع ملف النزوح مع تحديد الاجراءات التي تتخذها البلديات التي أقيمت فيها مخيّمات للنازحين، والاهم سوف يفند هؤلاء مآل الاوضاع في نطاقهم البلدي لا سيما ما يتصل بالبنية التحتية في البلديات وبرامج الدعم المستقبلية مع تحليل الآثار والكلفة المالية التي تتحملها البلديات نتيجة النزوح وسوف تتم الإضاءة على مستوى التعاون القائم بين البلديات والأجهزة الأمنية. وسوف يؤكد رؤساء البلديات أيضا التزام البلديات بتنفيذ منشورات وزارة الداخلية وخاصة المتعلقة بتقييد عمل الجمعيات المحلية والدولية ومنع قبول أي نوع من الهدايا المتعلقة بالنازحين، مع التأكيد على ضرورة التحقق من أدوار ومسؤوليات الشرطة البلدية في إدارة القضايا القانونية والأمنية المتعلقة بملف النزوح.
اذن المطلوب ليس المواجهة مع النازحين، بل تنفيذ القوانين والالتزام بها وتطبيقها من قبل القضاء والاجهزة الامنية وحتى السلطات المحلية يؤكد عطالله، لأن من واجبات الدولة حماية مواطنيها وفرض تطبيق قوانين العمل، وعدم السماح للنازحين بممارسة أي عمل، هذا فضلا عن أهمية العمل على قطع الطريق على اي محاولات خارجية ودولية لابقاهم في الدول المضيفة. وفي هذا السياق يذكر عطالله باقتراح قانون تقدم به يمنع إعطاء مكتومي القيد من مواليد عام 2011 وما بعد الجنسية اللبنانية ربطاً بـشهادات مكتومي قيد يبيعها مخاتير لمواليد النازحين السوريين، لأن في ذلك تجنيسا مبطناً، نظرا الى أن أعداد الولادات تزداد بوتيرة سريعة في صفوف النازحين السوريين، وبالتالي فإن عدم تسجيل عدد كبير منها لا في لبنان ولا في سوريا، يضعهم في خانة مكتومي القيد مع مكتومي قيد ذوي أصول لبنانية، ما يسمح بإعطائهم الجنسية اللبنانية. المؤتمر الذي يتحدث خلاله وزير العمل مصطفى بيرم سوف يأتي على تحديد وضع النازحين السوريين في ضوء قانون العمل اللبناني واقتصار مجالات عملهم في أعمال البناء والزراعة والنظافة، وتحديد نسب التزام المؤسسات اللبنانية بمجالات عمل النازحين السوريين، ومدى تأثير أزمة النزوح السوري على العمالة اللبنانية من خلال تحديد نسبة البطالة بين اللبنانيين والإضاءة على النسب المسموحة في توظيف غير اللبنانيين على ضوء نصوص قانون العمل اللبناني، مع استكشاف الدور الذي تضطلّع به وزارة العمل والإضاءة على القرارات التي تحمي الي العاملة اللبنانية في ضوء أزمة النزوح السوري، ربطا بتقييم مستوى ملاحقة الأجهزة البلدية لمدى الالتزام بعمالة السوريين في مجالات البناء والزراعة والنظافة دون سواها. اما كلمات الهيئات الاقتصادية، جمعية الصناعيين، وغرفة التجارة والصناعة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والاتحاد العمالي العام فسوف تركز على اهمية دورها في مراقبة العمالة السورية في المؤسسات اللبنانية وضبطها و مواجهة المنافسة غير المشروعة على العمالة اللبنانية مع تقييم اجراءات المستثمرين اللبنانيين ومدى التزامهم بتوظيف اليد العاملة اللبنانية.
لا شك أن ما تقدم يتسم بأهمية كبيرة، لكن لا بد وأن يسبقه تعزيز التعاون والتنسيق مع القوى الأمنية والجيش لمنع التسلّل عبر المعابر الحدودية غير الشرعية والمساعدة في التعرف على الأفراد من بين النازحين الذين لا يملكون الوثائق القانونية و الضغط على الجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة من أجل تعزيز برامج إعادة التوطين في بلدان ثالثة ودفع الجهات المانحة إلى إنشاء مسارات تكميلية،اقتراح تشريعات في المجلس النواب لمنع التجنيس المقنع أو التوطين الدائم في البلديات، إشراك الأطراف السياسية اللبنانية في الخطة، خصوصاً أن الشعب اللبناني موحد حول هذه القضية، وحث الحكومة اللبنانية على تنفيذ خطة عودة النازحين السوريين لعام 2020 وتسهيل أي مبادرة للعودة، وهذه ابرز التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: النازحین السوریین رؤساء البلدیات النزوح السوری رؤساء بلدیات أزمة النزوح فی هذا
إقرأ أيضاً:
فرنسا وسوريا تطالبان لبنان باعتقال مهندس قمع السوريين
طلبت سوريا وفرنسا من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السورية السابق جميل الحسن المتهم بارتكاب جرائم حرب وباعتباره مهندس حملة العقاب الجماعي التي شنها نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في أعقاب مظاهرات عام 2011، والذي يُعتقد أنه يوجد في الأراضي اللبنانية، وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
ووفق تقرير نشرته الصحيفة أمس الخميس، أكد مسؤول فرنسي أن كلا من باريس ودمشق طالبتا بيروت باعتقال الحسن المدان غيابيا في فرنسا لدوره في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والمطلوب بموجب مذكرة توقيف في ألمانيا، كما أنه مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي لدوره في اختطاف وتعذيب مواطنين أميركيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول قضائي لبناني رفيع قوله إن الحكومة اللبنانية لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن الذي فر من سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
ولا يزال مكان اختباء الحسن مجهولا، لكن العديد من المسؤولين السوريين والغربيين الحاليين والسابقين يشتبهون بوجوده بلبنان، حيث يعيد مسؤولو المخابرات السابقون في النظام بناء شبكة دعم.
هندسة القمعولطالما وُصف جهاز المخابرات الجوية خلال سنوات حكم عائلة الأسد بأنه "الأكثر وحشية وسرية" من بين أجهزة المخابرات الأربعة حينها (أمن الدولة والأمن السياسي والأمن العسكري والمخابرات الجوية)، وتولى الحسن قيادة الجهاز في عام 2009.
وبحسب وثيقة أمنية نقلت عنها الصحيفة، اجتمع الحسن وقادة الأجهزة الأمنية الأخرى في وسط دمشق للتخطيط لحملة تضليل وقمع عنيف بعد عامين من بدء الثورة السورية في 2011.
ووضعوا خطة في وثيقة وقّعوا عليها بالأحرف الأولى، وقد عرض مسؤول أمني سوري سابق الوثيقة على صحيفة وول ستريت جورنال، وأكدها مسؤول آخر.
وبحسب الوثيقة ووثائق أخرى، فضّل الحسن استخدام القوة الغاشمة والدموية مع المتظاهرين والمعارضين، وكانت رسالته إلى الأسد "افعل كما فعل والدك في حماة"، في إشارة إلى المجزرة الدموية التي ارتكبها الرئيس الراحل حافظ الأسد في حماة وأدت إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص عام 1982.
إعلانوكتب قادة أنظمة أمن النظام المخلوع في الوثيقة أنه تجب محاصرة أي مكان تخرج فيه الاحتجاجات عن السيطرة.
وأضافت الوثيقة أنه سيتم إرسال قناصة لإطلاق النار على الحشود مع أوامر بإخفاء مصدر إطلاق النار وعدم قتل أكثر من 20 شخصا في المرة الواحدة، لتجنب ربط ذلك بالدولة بشكل واضح.
وجاء في الوثيقة "لن يُظهر أي تساهل تجاه أي هجوم على أسمى رمز مهما كانت التكلفة، لأن الصمت لن يؤدي إلا إلى تشجيع خصومنا".
وتُظهر وثائق جمعتها لجنة الشؤون الدولية والعدالة أن الحسن أمر قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين.
تعذيب المدنيينكما لعب الحسن دورا أساسيا في الحملة المتوحشة التي تعرضت لها مدينة داريا في عام 2012، حيث أرسل جيش النظام السابق دبابات رافقها رجال مخابرات الجوية التي عملت على مدى عامين لاعتقال المدنيين وتعذيبهم.
وكانت لدى جهاز مخابرات القوات الجوية محكمة عسكرية ميدانية خاصة بها في المزة في دمشق تُصدر أحكاما بالإعدام أو تُرسل المحكومين إلى سجن صيدنايا سيئ الصيت.
كما احتوى موقع القوات الجوية على مقبرة جماعية خاصة به، وفقا لمركز العدالة والمساءلة السوري في واشنطن، والذي استند في نتائجه إلى صور الأقمار الصناعية وزيارة للموقع بعد سقوط النظام.
وتتهم وزارة العدل الأميركية الحسن بتدبير حملة تعذيب شملت جلد المعتقلين بالخراطيم، وخلع أظافر أقدام الضحايا، وضرب أيديهم وأقدامهم حتى عجزوا عن الوقوف، وسحق أسنانهم، وحرقهم بالسجائر والأحماض، بمن فيهم مواطنون أميركيون وحاملو جنسية مزدوجة.