سواليف:
2025-12-14@02:13:10 GMT

تحت الضوء

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

#تحت_الضوء د. #هاشم_غرايبه

تعتبر قصة المهندس التونسي “محمد الـزواري” خير شاهد على مدى الإضرار الذي ألحقته الأنظمة العربية المعادية لمنهج الله بالأمة، وكم ساهمت في إعاقة تقدمها، فأخرتها عن مواكبة تقدم الأخرى، فجعلتها بذلك في ذيل الأمم، وأفقرتها رغم غناها بمواردها الطبيعية.
ولد هذا الشاب الطموح عام 1967 في “صفاقس” الواقعة في جنوب تونس، وظهر نبوغه مبكرا، لكنه ككثير من اقرانه طورد من قبل الأجهزة الأمنية بسبب ميولهم الإسلامية، وناله مثلهم الاضطهاد وخاصة بعد الحملة الدامية التي ارتكبتها السلطات الأمنية يوم 8 أيار عام 1991 في عدة جامعات تونسية، تمهيدا لحظر كل تنظيمات الإسلاميين، لفرض التوجهات العلمانية لنظام “بن علي”، وكانت متلازمة القمع إضافة الى الفشل وفساد النظام هي الوقود الذي أشعل الثورة الشعبية العارمة في تونس بعد عشر سنين ثم انتقل الى باقي الأنظمة.


بعد الإفراج عن “الزواري” غادر كالكثيرين غيره تونس، وتنقل في المنفى بين عدة أقطار، أكمل خلالها التعليم الجامعي ونال شهادة الدكتوراة في الهندسة، وكان تخصصه في الطيران.
ورغم نبوغه في علمه الذي يؤهله ليكون مبتكرا مبدعا ولأنه هنالك من الأنظمة العربية من يرعى المبدعين ويخطط لارتقاء بلده، لكنها جميعا طاردة للابداع، ولا يمكن أن يكون اتفاق كل الأنظمة على ذلك صدفة، بل لا بد أنها مبرمجة لكي تدفع المبدعين الى الهجرة للغرب المتعطش للإستثمار في منتج عقولهم.
وعندما تكون العقيدة الإسلامية مترسخة في النفس، فهي تقاوم كل الضغوط والمغريات، لذلك بقي الزواري يتنقل بين سوريا وليبيا والسودان، من غير أن يجد من يتبنى ابداعاته، لكنه تعرف الى (حماس) في سوريا، وفيها وجد ما يتجاوب عقيدته، في استثمار ابداعاته في ما يرضي ربه وهو الجـهاد، ولخبرته في قمع الأنظمة العربية فقد أخفى علاقاته ونواياه حتى عن زوجته التي تزوجها خلال عمله الأكاديمي في سوريا، حيث وجد متطوعين من أقطار اسلامية أخرى جاءوا ليساعدوا في تأسيس قاعدة تصنيعية مستقلة تؤمن مقارعة العدو، بعد إذ أغلقت سبل المدد من الأنظمة العربية، بل حوصرت المقاومة من قبلهم، ومنع التبرع لها واضطهد كل من يدعمها، وصودرت كل الجمعيات الخيرية التي كانت توصل لها التبرعات.
ورغم كل ذلك التضييق، إلا أن هؤلاء المجاهدين كان الله يعمي العيون عنهم، فاستطاعوا التحرك من غير أن يتم رصدهم ولا اكتشاف نواياهم، فظل الزواري يدخل القطاع ويخرج من غير أن يفطن أحد الى ما يقوم به، وأسس لصناعة طائرات بدون طيار وغواصات مسيّرة، في الوقت الذي لم تكن هذه التقنيات معروفة في غير أمريكا والكيان اللقيط.
لكن أعين الخونة الكثيرة المنبثة في عرض المنطقة وطولها، المتربصة بالمقاومة الإسلامية، اكتشفت أخيرا هذه القدرات والنوايا، وعرفت من كان وراءها، فخطط العدو لاغتياله، وكان الميدان الأسهل للتنفيذ هو موطنه تونس، الذي يعج بالعلمانيين المتطرفين في معادة الإسلام، والمستعدين للتخلص من الإسلاميين ولو كان في ذلك خيانة أمتهم، فتم اغتيال الشهيد الزواري عام 2016 ، حيث عاد الى وطنه بعد الثورة على “بن علي”، واستقر به مع بقائه على تواصل مع الفريق الصناعي الذي دربه في إيران، وأسس له في القطاع، فأنجز مع ضابط سابق في الجيش العراقي تصنيع طائرات (الزواري) الانتحارية، ثم (أبابيل) المسيرة، ثم مشروع (غراب) الذي لم يستعمل بعد.
هكذا، ارتقى شهيدا مثله مثل كثيرين من العلماء والمخترعين الذين رفضوا أن يخدموا الغرب أو يفيدوا باختراعاتهم غير أمتهم، وبالطبع معروف أنه لم ينجح أي اغتيال لأي من ابناء الأمة طوال القرن المنصرم من غير تعاون وتنسيق استخباراتي مع نظام عربي، بدليل أنه في جميعها قيدت الجريمة ضد مجهول، ولم يكتمل التحقيق رغم كل الدلائل على أن العدو هم من نفذه، لئلا ينكشف المتعاونون مع العدو.
وهكذا خسرت الأمة قامة علمية أخرى، بسبب ممانعة تولى المخلصين المعتنقين لعقيدة الأمة، تحت مسمى محاربة الإسلام السياسي، لكنه ترك بصمة هامة أسست لمحو التضليل الذي روجت له الأنظمة المتخاذلة من أن حجب الغرب التقنية عنا قدر لا يمكن تغييره، ففتح بابا للتقدم وتطوير القدرات الذاتية مهما كانت المعيقات، فالعزيمة المعتمدة على العقيدة لن يقف أمامها شيء، مهما بدا مستحيلا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحت الضوء الأنظمة العربیة من غیر

إقرأ أيضاً:

المفوضية الأوروبية تُعطي الضوء الأخضر لبناء أول محطة طاقة نووية في بولندا

وافقت المفوضية الأوروبية على حزمة دعم لبناء وتشغيل أول محطة نووية في بولندا، مؤكدة توافقها مع قواعد مساعدات الدولة في الاتحاد الأوروبي.


وقد ضمنت الحكومة البولندية تمويلاً لبناء المحطة، التي يُتوقع أن تصل تكلفتها إلى نحو 192 مليار زلوتي حيث أعلنت الحكومة البولندية في بيان أن الهدف هو دعم الاستثمار الأوروبي من خلال مساهمة رأس مال تبلغ نحو 14 مليار يورو، وهو ما يغطي نحو 30% من إجمالي تكلفة المشروع. ومن المقرر أن تُحول 4.6 مليار زلوتي (1.9 مليار يورو) في وقت لاحق من ديسمبر للشركة المكلفة بتنفيذ المشروع.


وستُبنى المحطة في بلدية شوتشيفو شمال البلاد، قرب ساحل بحر البلطيق، لتكون أحد أهم عناصر الانتقال الطاقي في بولندا. 


ويتولى تطوير المشروع شركة بولندية متخصصة في المحطات النووية، "بولسكي إليكتروني يادرو"، والتي من المقرر أن تتلقى دعماً عاماً يصل إلى 60.2 مليار زلوتي (14 مليار يورو) بحلول عام 2030 وفق تعديل قانون صدر في فبراير 2025.


وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: "يمكن بدء البناء فوراً اعتباراً من ديسمبر، وقد كانت هذه خطوة ضرورية تماماً ولم يكن الحصول عليها سهلاً على الإطلاق".


وتقوم بولندا بتنفيذ المحطة النووية الأولى بالتعاون مع شركتي وستنجهاوس وبيكتل الأمريكيتين.

 ومن المتوقع صب الخرسانة النووية للمفاعل الأول في عام 2028. وستضم المحطة في النهاية ثلاثة مفاعلات تستخدم تكنولوجيا AP1000، بسعة 1,250 ميجاواط كهربائي لكل مفاعل.


ومن المقرر الانتهاء من الوحدة الأولى في 2035، ليبدأ تدفق الكهرباء إلى الشبكة في 2036، بينما ستصبح الوحدة الثالثة جاهزة للتشغيل بحلول عام 2038.


وفي أوائل أكتوبر، صرح نائب رئيس شكرة "بولسكي إليكتروني يادرو"، بيور بييلا، بأن 30 مصرفاً تجارياً من جميع أنحاء العالم أبدوا اهتمامهم المبدئي بالمشاركة في تمويل المشروع.


ووتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2040، ستصل قدرة المحطة التشغيلية إلى نحو 88.5%، ما سيوفر لبولندا كهرباء موثوقة ومستقرة، ويضمن للصناعة الحصول على الطاقة لسنوات عديدة قادمة.

طباعة شارك المفوضية الأوروبية حزمة دعم لبناء وتشغيل أول محطة نووية في بولندا قواعد مساعدات الدولة في الاتحاد الأوروبي الحكومة البولندية دعم الاستثمار الأوروبي

مقالات مشابهة

  • شاهد / الفيديو الذي حذفته قناة الإخبارية السعودية .. بعد انتشاره كالنار في الهشيم
  • فوائد غير متوقعة للأنظمة الغذائية النباتية للأطفال
  • غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
  • دراسة عالمية تكشف فروق النمو بين الأطفال النباتيين وآكلي اللحوم
  • برج الأسد حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… يوم يسلّط الضوء عليك ويُظهر قوتك
  • طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • واشنطن: خدمة الأمن الدبلوماسي تتعاون مع الفيدراليين لتطوير تكنولوجيا الأنظمة المضادة للطائرات بدون طيار
  • متخصص في الذكاء الاصطناعي: استخدام الأنظمة الذكية ضرورة لمواجهة ندرة المياه وفقد المحاصيل
  • المفوضية الأوروبية تُعطي الضوء الأخضر لبناء أول محطة طاقة نووية في بولندا