ينذر الخلاف المتزايد بين واشنطن وتل أبيب حول الحكم الفلسطيني بعد الحرب بإبقاء المتطرفين في الحكم.

ماذا لو ظلَّ جيل اليوم من قادة السلطة الفلسطينية يعارض الإصلاح بشدة؟



أكد  لورانس جيه هاس، باحث بارز في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، في تحليل بموقع "ناشونال إنترست" أنه يتعين على واشنطن العازمة على وضع خطة مع الحكومات العربية والسلطة الفلسطينية لإدارة غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس،  أن تحرص على عدم غرس بذور الحرب الإسرائيلية- الفلسطينية المقبلة.


وقال هاس إن المخاطر ليست صغيرة، نظراً لطبيعة السلطة الفلسطينية وإحجام قادتها عن تلبية مطالب واشنطن بالإصلاح السياسي، ودعمها لحماس.

أشتيه

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية قد صرح مؤخراً بأن حماس وفتح ركزيتان أساسيتان للحركة الوطنية الفلسطينية وأن العقول والقلوب منفتحة من أجل التوصل إلى وحدة وطنية حقيقية تنهي الخلاف بين الجانبين.

If Israel allows the PA to take over Gaza, “what’s to prevent it from implanting the same incitement in Gaza that it uses across the West Bank?” Washington “must be careful not to plant the seeds for the next Israeli-Palestinian war.” @LarryHaasonlinehttps://t.co/wsfy2nOBBi

— Middle East Forum (@meforum) December 16, 2023


ورفض أشتية في حديثه في وقت سابق مع بلومبرغ إدانة هجمات حماس التي راح ضحيتها 1200 إسرائيليّ، قائلاً إنه يتصور حماس شريكاً صغيراً في منظمة التحرير الفلسطينية الأكبر. وأقرَّ بأن حماس التي وعدت بتكرار واقعة 7 أكتوبر حتى زوال الدولة اليهودية لا تعترف بإسرائيل، لكنه قال إن ذلك يمكن أن يتغير، ولا أحد يستطيع أن يخمن السبب وراء ذلك التغيير المحتمل.

صدع علني بين بايدن ونتنياهو

وأفضَت خطط واشنطن بشأن غزة إلى حدوث صدع علني بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهيو الذي يعارض بشدة عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، كما حدث منذ عام 2005 عندما انسحبت إسرائيل من القطاع حتى عام 2007 وأطاحت حماس بالسلطة في انقلاب عنيف.

My column in @TheNatlInterest on how, in proposing Palestinian Authority run Gaza, US must not plant seeds of next Israeli-Palestinian war: https://t.co/vbWFojPH89 @afpc @JSchanzer @mdubowitz @ilanberman @rich_goldberg @annie_swingen #Palestinians #israel #IsraelFightsTerror

— (((Larry Haas))) (@larryhaasonline) December 15, 2023


وبدلاً من ذلك، تريد إسرائيل "تنصيب قيادة تكنوقراطية جديدة داخل غزة" بديلاً لكل من أشتية ورئيس السلطة الفلسطينية  محمود عباس البالغ من العمر ثمانية وثمانين عاماً الذي انتُخِبَ لولاية مدتها أربع سنوات في عام 2005. ولم يُسمح بإجراء انتخابات أخرى منذ ذلك الحين.

مناورة خطرة للغاية

وإذ يُوبِّخ نتانياهو بايدن، فهو يناور مناورة خطرة للغاية. أمدَّ بايدن إسرائيل بالذخيرة في حربها مع حماس، وأرسل مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات الأمريكية إلى المنطقة لتحذير إيران من توسيع نطاق الحرب، ويسعى للحصول على المزيد من المساعدات، ووجَّه روبرت وود، ممثله البديل لدى الأمم المتحدة، إلى استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف إطلاق النار (الذي يمكن أن يمنع إسرائيل من مواصلة حملتها للقضاء على حماس، وليس إضعافها وحسب).
ويواجه بايدن، بدعمه القوي لإسرائيل، معارضةً من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي (إذ يواجه مرحلة إعادة انتخاب شاقّة في العام المقبل يمكن أن يقررها إقبال الناخبين) ومن المجتمع الدولي (الأمر الذي يشهد عليه تصويت الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً بأغلبية ساحقة لوقف إطلاق النار بعد أيام فقط من استخدام واشنطن حق النقض في مجلس الأمن).

الطبيعة الإشكالية للسلطة

وأضاف الكاتب أن  بايدن ليس بغافلٍ عن الطبيعة الإشكالية للسلطة الفلسطينية. ويمارس المسؤولون الأمريكيون ضغوطاً عليها للإطاحة بقادتها، وتحديد موعد للانتخابات، وتجديد قواتها الأمنية لبناء الدعم الشعبي والحكم بفعالية.
ولكن، ماذا لو ظلَّ جيل اليوم من قادة السلطة الفلسطينية يعارض الإصلاح بشدة؟ هل سيصر بايدن على الإصلاح عندما تضع الحرب أوزارها، وعندما يُفضِّل القطاع الأكبر من العالم السلطة الفلسطينية كياناً حاكماً، ويُعارض خطط نتانياهو الرامية إلى نشر دوريات في غزة للحيلولة دون الأنشطة الإرهابية؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

إيران تتهم واشنطن بالتواطؤ في الضربات الإسرائيلية وتؤكّد: إسرائيل أنهت جدوى الحوار

اتهم المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، الولايات المتحدة بالتواطؤ في الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في إيران، مؤكدًا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة أن دعم واشنطن لإسرائيل يجعلها تتحمل المسؤولية الكاملة عن تبعات العدوان على الأراضي الإيرانية.

في المقابل، نفى المندوب الأميركي أي مشاركة لبلاده في تنفيذ هذه الضربات، مشددًا على استمرار جهود واشنطن في السعي لحل دبلوماسي يهدف لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي والحفاظ على استقرار الشرق الأوسط. ودعا إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات فورًا.

بدوره، أكد السفير الإسرائيلي داني دانون أن بلاده تحركت دفاعًا عن النفس، متهمًا إيران بالتحضير للحرب ورفض تقديم تنازلات جوهرية في المفاوضات النووية، مشيرًا إلى أن طهران قدمت تنازلات شكلية أو رفضت الشروط الأساسية. وأوضح أن الاستخبارات الإسرائيلية تؤكد قرب إيران من إنتاج مواد انشطارية كافية لصنع عدة قنابل نووية.

في سياق متصل، أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي مجلس الأمن بتدمير منشأة التخصيب التجريبية في نطنز بشكل كامل، إلى جانب هجمات أخرى على منشآت نووية في فوردو وأصفهان.

وحذر جروسي من أن هذه الاعتداءات تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن النووي والبيئي على الصعيدين الإقليمي والدولي، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب تصعيد إضافي وعواقب وخيمة قد تطال إيران والمنطقة والعالم.

من جهته، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي إطلاق إيران للصواريخ على مناطق مدنية بأنه “خرق للخطوط الحمراء”، مؤكداً استمرار بلاده في الدفاع عن مواطنيها، ومشدداً على أن “النظام الإيراني سيدفع ثمناً باهظاً على أفعاله”.

وفي إطار الدعوات الدولية، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على وقف التصعيد، محذراً من مخاطر تصاعد الأزمة، ومشددًا على أن إسرائيل تسعى إلى جر الدول الغربية إلى أزمات متلاحقة تهدد المسار الدبلوماسي القائم.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم السبت، أن إسرائيل “تجاوزت كل الخطوط الحمراء” بهجومها الأخير، معتبرًا أن الطرف المقابل “جعل الحوار بلا جدوى” من خلال استهداف سيادة إيران، رغم الادعاءات المتكررة بالتفاوض.

وأكد بقائي أن “الطرف الآخر لا يمكنه الادعاء بالتفاوض وفي الوقت ذاته تقسيم الأدوار والسماح للكيان القاتل باستهداف أراضي إيران”، مما يعكس حالة التوتر الشديدة وانسداد الأفق السياسي في ظل التصعيد العسكري.

مقالات مشابهة

  • بين واشنطن وطهران.. هل حولت الحرب إسرائيل إلى صانع المعادلات؟
  • الخطوط الحمراء الأمريكية في الحرب بين إسرائيل وإيران.. متى تتدخل واشنطن؟
  • ما الذي ينبغي على واشنطن فعله لنزع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب؟
  • إيران تحذر من توسيع الحرب إلى الخليج وتحمّل واشنطن مسؤولية الهجمات الإسرائيلية
  • ترامب يشعل تفاعلا بالعرض العسكري في يوم ميلاده الذي يصادف ذكرى تأسيس الجيش
  • فوضى “نتن ستان”.. السحر في حضرة الساحر!
  • مايكل بي جوردان.. خليفة دينزل واشنطن الذي تحدى عنصرية هوليود
  • إيران تعلن عن خطتها التالية ضد إسرائيل
  • تقدير استراتيجي: سيناريوهات لمستقبل السلطة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى
  • إيران تتهم واشنطن بالتواطؤ في الضربات الإسرائيلية وتؤكّد: إسرائيل أنهت جدوى الحوار