تتواصل التحليلات والقراءات لما يجري من ضربات متبادلة وغير مسبوقة بين الاحتلال الإسرائيلي والقوات الإيرانية، منذ بدء تل أبيب هجمات مفاجئة ضد طهران يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن اغتيال شخصيات عسكرية وأمنية كبيرة وعلماء وأساتذة جامعات في إيران.

وتتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة ودورها إزاء التصعيد المشتعل بين الاحتلال وإيران، وإنْ كانت ستشارك في الهجمات الإسرائيلية أم سيكون لها دور في نزع فتيل الحرب ووقف توسعها.



ويؤكد العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي دوغلاس ماكجريجور أن "إيران تعافت من الهجمات الإسرائيلية المفاجئة بشكل أسرع مما توقعت تل أبيب"، موضحا أنه "خلال الساعات الماضية شنت إسرائيل ضربة استباقية ضد إيران، بينما كانت المفاوضات بين واشنطن وطهران لا تزال جارية".

ويشير ماكجريجور في تحليل ترجمته "عربي21"، إلى أنه في أقل من 18 ساعة بعد الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية، بما في ذلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، واستهدفت تل أبيب وأهداف إسرائيلية أخرى.

فشل إسرائيلي
وينوه إلى أن "القبة الحديدية والاستخبارات الإسرائيلية فشلت حتى الآن، وبات نتنياهو يتوسل واشنطن للتدخل بالقوة العسكرية الأمريكية لإنقاذ تل أبيب من هزيمة مؤكدة"، مضيفا أن "نتنياهو صنع هذه الهزيمة بتشجيع من الولايات المتحدة".

وبحسب الخبير العسكري الأمريكي، فإن "روسيا والصين وباكستان ومعظم دول العالم الإسلامي تحشد دفاعا عن إيران، وتتدفق الإمدادات والمعدات والمساعدة التقنية لإيران".

ويتابع بقوله: "أهدرت واشنطن 12 تريليون دولار في الشرق الأوسط منذ عام 2003، والنتيجة كانت عبارة عن 7 آلاف قتيل أمريكي و50 ألف جريح وحدود مفتوحة"، منوها إلى أن "الديون الأمريكية بلغت 37 تريليون دولار، وهو مبلغ لا يشمل ما يسمى ديون الوكالة".

ويستكمل ماكجريجور تحليله قائلا: "صوّت 77 مليون أمريكي للرئيس ترامب لأنه وعد بإنهاء الصراعات الخارجية ووقف الزحف نحو الحرب العالمية الثالثة"، مشددا على أنه "لم يتغير تفويض ترامب، والمتمثل في تأمين حدود أمريكا وموانئها ومياهها الساحلية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين".



ويحذر من ضربة إسرائيلية تستهدف جزيرة "خارج" الإيرانية والتي يتدفق منها حوالي 90 بالمئة من صادرات النفط الإيرانية، متوقعا أن تقوم إيران بإغلاق "مضيق هرمز"، ما يمثل 20 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، وهذا يعني تعطل سلاسل التوريد وتضخما "جامحا".

ويتساءل قائلا: "هل تستطيع إسرائيل التي بدأت هذه الحرب الجنونية، جرّ الأمريكيين إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا قد يشعل حربا نووية؟!"، منوها إلى أن أمريكا لديها 40 ألف جندي في الإمارات وقطر وعبر الخليج العربي، وهم أهداف سهلة المنال.

ويرى أن "التكلفة الباهظة للمشاركة الأمريكية في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، ستؤدي إلى نفاد المخزون الأمريكي من الصواريخ، وعودة الأمريكيين إلى ديارهم في صناديق".

المطلوب أمريكيا
ويشدد ماكجريجور على أن الشرق الأوسط على شفا الهاوية، لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على نزع فتيل الصراع، من خلال خمس خطوات، الأولى تتعلق بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، وطلب وقف إطلاق نار فوري، مع التأكيد على معارضة واشنطن لتدمير إيران وإسرائيل وأي دولة أخرى في الشرق الأوسط.

ويشير إلى أن الخطوة الثانية تتمثل في مطالبة إسرائيل بوقف قتل الفلسطينيين في غزة، وسحب قواتها من غزة والضفة الغربية، إضافة إلى تعليق جميع المساعدات العسكرية لإسرائيل حتى توافق على سحب قواتها من غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.



وفيما يتعلق بالخطوة الرابعة والخامسة، يقترح الجنرال الأمريكي أن يتم تشكيل قوات من دول عم الانحياز لمراقبة الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب عقد مؤتمر سلام بين الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند والبرازيل للتحكيم في النزاع بين إسرائيل وإيران والمنطقة.

ويختم قائلا: "قد قدت جنودا أمريكيين تحت نيران العدو. رأيتُ الكثير من التوابيت المغطاة بالأعلام. لا أريد أن أرى المزيد"، مشددا على أن "أمريكا أولاً تعني أمريكا أولاً. لا إسرائيل أولاً. لا أوكرانيا أولاً. لا الناتو أولا".

وتعتقد إيران أن القوات الأمريكية أيدت وبدعم ضمني على الأقل الهجمات الإسرائيلية، رغم النفي الرسمي الصادر عن المسؤولين في الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أن "إيران تلقت عبر قنوات متعددة رسائل من واشنطن تدعي أنها لم تشارك في الهجوم ولن تشارك مستقبلا"، مضيفا أننا "لا نصدق هذه المزاعم، لأن لدينا أدلة تثبت عكس ذلك".

وتابع قائلا: "إذا كانت أمريكا جادة في نفيها، فعليها إعلان موقفها بشكل صريح وعلني. الرسائل الخاصة لا تكفي. يجب أن تدين الولايات المتحدة بوضوح الهجوم على المنشآت النووية. ونقل الصراع إلى منطقة الخليج خطأ استراتيجي فادح".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال الإيرانية الحرب النووية إيران امريكا النووي الاحتلال الحرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجمات الإسرائیلیة الولایات المتحدة تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة

ترى الباحثة الخبيرة في الشؤون الصينية يو جيه، أن أعظم ما صدّرته الولايات المتحدة إلى الصين هو نموذج لبناء القوة العالمية، مؤكدة أن سلوك بكين الحالي الذي يراه الأميركيون تهديدا هو انعكاس لخيارات واشنطن الإستراتيجية.

وقالت، في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، إن خطة الصين الخمسية القادمة (2026–2030) للرئيس شي جين بينغ توضح كيف استوعبت الصين الدروس الأميركية وأعادت صياغتها لتلائم طموحاتها على الساحة الدولية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروباlist 2 of 2إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاءend of list

واستعرضت الكاتبة، وهي باحثة أولى متخصصة في شؤون الصين بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، 3 دروس تعلمتها الصين من منافستها التقليدية، تظهر كيف تتلمذت بكين على يد واشنطن في فن سياسات "القوى العظمى".

الدرس الأول: بناء المرونة الاقتصادية

أحد أهم الدروس التي استخلصتها الصين من التجربة الأميركية هو مفهوم المرونة الاقتصادية. وتعود جذور هذا التفكير الصيني إلى ستينيات القرن الماضي، حين قطع الاتحاد السوفياتي إمدادات التكنولوجيا الحيوية، المدنية والعسكرية، عن بكين، مما رسّخ في ذهنية قادة الصين أن الاعتماد الخارجي يساوي هشاشة الاقتصاد.

وفي منتصف العقد الماضي، ومع تدهور العلاقات مع واشنطن، أدركت بكين حجم اعتمادها على سلاسل توريد التكنولوجيا المتقدمة من دول قليلة. ومن هنا -تتابع الكاتبة- جاءت مبادرات تشجع الإنتاج الوطني لتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة.

وترى الكاتبة أن هذا المسار يعكس صدى السياسات الصناعية الأميركية نفسها، التي أدركت من جهتها أن سلاسل التوريد المتشابكة في عصر العولمة تصبح نقطة ضعف وقت الأزمات.

الصين تستغل هيمنتها على المعادن الأرضية النادرة لفرض نفوذها سياسيا وفق المقال (رويترز)الدرس الثاني: تسليح الاقتصاد

أكدت الكاتبة أن واشنطن لطالما استخدمت ضوابط التصدير سلاحا لدعم تفوقها العسكري والاقتصادي، بدءا من إستراتيجيات الحرب الباردة ووصولا إلى فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودا على أشباه الموصلات.

إعلان

وتعلمت الصين من ذلك أن السيطرة على نقاط ضعف الخصم نفوذ سياسي، يسمح للقوة العظمى بالتأثير على مجرى الأمور بما يتفق مع رؤيتها، إذ بدأت باستخدام قدرتها التجارية الهائلة وهيمنتها على المعادن النادرة لحماية أولوياتها الإستراتيجية.

تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة

وفرضت بكين قيودا على صادرات الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت، وأصدرت قوانينها الخاصة للسيطرة على الصادرات وأنشأت قوائم "الكيانات غير الموثوقة".

ولا تعزز هذه الإجراءات مكانة الصين الدولية فحسب، برأي الكاتبة، بل تقدّم رسالة لبقية دول العالم التي تعتمد على بكين، مفادها أن الاقتراب من واشنطن قد يكون له عواقب اقتصادية وسياسية وخيمة.

تدريبات عسكرية للجيش التايواني محاكاة لصد هجمات محتملة من الصين (غيتي)الدرس الثالث: تجنّب التدخلات العسكرية

ترى الكاتبة أن الصين استوعبت خطأ الولايات المتحدة الأكبر: التورط العسكري الزائد في نزاعات بعيدة ومعقدة. فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان، أظهرت تجربة واشنطن أن القوة العظمى تفقد نفوذها عندما تُستنزف في حروب طويلة.

لهذا السبب -يتابع المقال- تتبع بكين سياسة خارجية براغماتية تميل إلى الحذر والانضباط، هدفها حماية قوة الصين لا استهلاكها. ففي الشرق الأوسط، تحافظ الصين على علاقات بدول متنافسة، مثل إيران والسعودية، وتتجنب التورط في أزمات لا تستطيع السيطرة عليها.

وعلى الرغم من تصعيدها في تايوان وبحر جنوب الصين، تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة، وفقا للكاتبة.

وخلص المقال إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة فهم دور الصين وأهدافها في النظام الدولي الحالي، فعليها أولا أن تعترف بأن الصين ليست خصما للنظام الأميركي، بل نتيجة له.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • واشنطن تعترض شحنة عسكرية صينية لتسليح صواريخ إيران
  • مصر لا تألو جهداً لنزع فتيل الأزمة.. السفير المصري في بيروت يلتقي رئيس لبنان
  • دول عربية وإسلامية تصدر بياناً حول «أونروا».. أمريكا تجدد دعم إسرائيل!
  • نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا
  • طبول الحرب تقرع في الكاريبي: 3 مؤشرات لاقتراب المواجهة بين أمريكا وفنزويلا
  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنان
  • إعلام عبري: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالتحرك لنزع سلاح حزب الله