إدانات وتحذيرات من التصعيد.. كيف تفاعلت الدول العربية مع هجوم إسرائيل على إيران؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
شهد الشرق الأوسط واحدة من أخطر لحظاته منذ عقود، عقب تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية واسعة داخل الأراضي الإيرانية تحت اسم "الأسد الصاعد" (Rising Lion)، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية، بالإضافة إلى قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني. اعلان
الهجوم المفاجئ فجّر موجة من الإدانات الإقليمية والدولية، وسط تحذيرات متصاعدة من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة قد تعصف بأمنها واستقرارها.
في أعقاب العملية، سارعت عواصم عربية عدة إلى إصدار بيانات إدانة شديدة اللهجة، في محاولة لتفادي الانجرار إلى أتون التصعيد.
السعودية أعربت عن "إدانتها واستنكارها الشديدين"، معتبرة الهجوم "عدوانًا شنيعًا" على السيادة الإيرانية. وشددت وزارة الخارجية في بيانها على أن "المجتمع الدولي ومجلس الأمن يتحملان مسؤولية كبرى في وقف هذا العدوان الخطير".
الإمارات أدانت الهجوم "بأشد العبارات"، داعية إلى "حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية، بعيدًا عن لغة التصعيد والمواجهة". بينما وصفت قطر العملية بأنها "انتهاك صارخ لسيادة إيران وأمنها"، وسط اتهامات إسرائيلية متكررة للدوحة بدعم فصائل المقاومة الفلسطينية.
Relatedإسرائيل تضرب إيران وتقتل كبار قادتها.. وطهران تتوعد بردّ قاس ضد تل أبيبالموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّة ضد الجمهورية الإسلاميةما هي المواقع والشخصيات التي استهدفتها إسرائيل في ضرباتها ضد إيران؟الكويت من جهتها، رأت في الضربة "اعتداءً سافرًا على السيادة الإيرانية"، محذّرة من تداعياتها على أمن واستقرار المنطقة. كما أدانت سلطنة عُمان، الوسيط التقليدي بين واشنطن وطهران، العملية الإسرائيلية ووصفتها بـ"المتهورة" في "توقيت حساس" من المفاوضات النووية.
مصر عبّرت عن رفضها "لكافة أشكال الحلول العسكرية"، مشددة على أن "غطرسة القوة لا توفر الأمن لأي طرف، بمن فيهم إسرائيل"، ودعت إلى احترام سيادة الدول وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
أما الأردن، فوصف الهجوم بأنه "عدوان سافر وانتهاك صارخ لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة"، مؤكدة أنه يمثل "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
بينما اكتفت سوريا بالإعلان عن إغلاق مجالها الجوي بشكل مؤقت حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم، على الرغم من تحليق الطائرات الإيرانية المسيّرة في سمائها، واعتراض الجيش الإسرائيلي لبعضها.
موقف لبنان: توازن دقيقكشفت مصادر مطلعة أن الحكومة اللبنانية أبلغت حزب الله رفضها الزج بلبنان في أي رد محتمل على الضربة، مع تأكيدها إدانة العملية الإسرائيلية. وأوضحت المصادر أن "زمن تجاوز الدولة في قرارات الحرب قد انتهى"، في رسالة مباشرة للحزب.
بدورها، نقلت رويترز عن مسؤول في حزب الله تأكيده أن الحزب "لن يبادر إلى مهاجمة إسرائيل" ردًا على الضربة، ما يعكس قرارًا ضمنيًا بالابتعاد عن المواجهة المباشرة.
وفي أول تعليق رسمي، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن الاعتداءات الإسرائيلية "تستهدف الجهود المبذولة لحماية استقرار المنطقة". بينما اعتبر رئيس الوزراء نواف سلام الهجوم "عدوانًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي"، محذرًا من تداعياته على السلام الإقليمي والعالمي.
الأمم المتحدة تدعو لتجنب التصعيد وواشنطن تنفي أي دور لها في الضربةفي المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، محذرًا من أن التصعيد قد ينسف فرص استئناف المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، المقررة في سلطنة عُمان. وأكد أن استمرار التوتر "يهدد الأمن العالمي، وليس فقط الإقليمي".
أما الولايات المتحدة، فحاولت الحفاظ على موقف متوازن، إذ نفى وزير الخارجية ماركو روبيو أي تورط مباشر لبلاده، مؤكدًا أن "العملية تمت بمبادرة إسرائيلية خالصة". إلا أن واشنطن أوضحت استعدادها "لحماية مصالحها في حال استهدافها".
ورغم اعترافه بمعرفته المسبقة بالهجوم، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في "استئناف الحوار النووي مع طهران"، وهو ما أثار جدلاً حول مدى علم أو تواطؤ الإدارة الأمريكية.
رد إيراني غاضب ووعيد بالتصعيدفي طهران، جاءت الردود شديدة اللهجة. وصف المرشد الأعلى علي خامنئي الهجوم بـ"العدوان الجبان"، متوعدًا بردّ "قاسٍ"، مضيفًا: "من ارتكب هذه الجريمة رسم نهايته بيده".
وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن العملية أسفرت عن مقتل شخصيات رفيعة، من بينهم اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة، إضافة إلى عدد من العلماء النوويين، في ضربة وصفتها طهران بأنها "استهداف مباشر لعمق الأمن القومي الإيراني".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني علي خامنئي البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني علي خامنئي الحرس الثوري الإيراني اعتداء إسرائيل البرنامج الايراني النووي علي خامنئي البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني علي خامنئي هجمات عسكرية دونالد ترامب بنيامين نتنياهو تل أبيب سوريا العراق
إقرأ أيضاً:
الخارجية الإيرانية: الاتهامات الغربية ضد طهران هدفها تشتيت الانتباه عن "جرائم غزة"
طهران - صفا
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن الاتهامات الصادرة عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية ضد إيران "باطلة ومفبركة" وتهدف إلى الضغط على الشعب الإيراني وتحويل الأنظار عن "الإبادة الجماعية" في غزة.
وأضاف بقائي، اليوم الجمعة، أن أمريكا وفرنسا وعددا من حلفائهما يكررون اتهامات "سخيفة لا أساس لها"، ضمن ما وصفه بـ"حملة خبيثة لزرع الخوف من إيران"، وفقًا لوكالة "تسنيم" الإيرانية.
وتابع: "الدول الغربية التي وقّعت البيان ضد إيران "ترعى وتستضيف عناصر إرهابية"، مؤكدا أن عليها تحمل مسؤولية دعم الإرهاب ومخالفة القانون الدولي".
كما لفت متحدث الخارجية الإيرانية إلى ما وصفه بـ"العدوان العسكري الأمريكي والإسرائيلي الأخير على إيران"، داعيا هذه الدول إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة والكف عن "السلوك غير المسؤول".
وأكد أن "مثل هذه الحملات الإعلامية والسياسية ليست سوى هروب إلى الأمام"، في ظل استمرار "الدعم الغربي للإبادة في غزة"، حسب تعبيره.
وأمس الخميس، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، "فرض أمريكا عقوبات جديدة على مجموعة من الأشخاص الطبيعيين والقانونيين والسفن المرتبطة بقطاعي الطاقة والنفط الإيراني".
ولفتت إلى أن "عقوبات أمريكا الجديدة عداء متواصل من قبل صناع القرار في واشنطن تجاه شعبنا"، مشيرة إلى أنها "تهدف لإضعاف البلاد وحرمان المواطنين من حقوقهم الأساسية".
وأعلنت الحكومة الأمريكية، يوم الأربعاء، "فرض سلسلة جديدة من العقوبات على إيران، تستهدف 50 فردا وكيانا، وأكثر من 50 سفينة يشتبه بأنها عائدة إلى أسطول تجاري يملكه نجل مسؤول كبير في طهران".