السعودية ... من الوساطات إلى الاغتيالات !
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن السعودية . من الوساطات إلى الاغتيالات !، 26 سبتمبرنت علي الشراعي nbsp; ليس من المنطق ولا من الضروري أن كل قضايا اليمن تحل بمساعدة السعودية بل من الضرورة التخلص من كل أنواع .،بحسب ما نشر صحيفة 26 سبتمبر، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات السعودية ... من الوساطات إلى الاغتيالات !، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
26 سبتمبرنت: علي الشراعي -
( ليس من المنطق ولا من الضروري أن كل قضايا اليمن تحل بمساعدة السعودية بل من الضرورة التخلص من كل أنواع مساعداتها , وأن تدخلاتها بشؤون اليمن الداخلية كارثة ومصيبة على الشعب وتراجع إلى الوراء لسنوات كثيرة
كما هي عادتها الرياض في استغلال كل اضطرابات سياسية في اليمن للتدخل بالشؤون اليمنية الداخلية تحت مظلة الوساطة او المصالحة السياسية كبوابة عبور تمكنها من احداث اضطرابات اشد قوة وأكثر عنف ومأساوية لتجرف اليمن نحو وادٍ سحيق يظل لعقود من الزمن متعثرا ومتخبطا ومنقسما جراء التدخلات السعودية فيما هي تحقق اهدافها ومطامعها.
أداة الرياض
( يظل المشايخ أداة الرياض التي من خلالها يستطيع تصحيح الخطوات المفاجئة وغير المرغوبة للحكومة في صنعاء بما في ذلك قضية الوحدة ) هذا ما كتبته في مطلع الثمانينات الصحيفة البريطانية (ميدل ايست ) .
في النصف الاول من عام 1976م أحدث الرئيس إبراهيم الحمدي عدة تغييرات في الحكومة حيث تشكلت نهائيا الحكومة الجديدة في اغسطس من نفس العام وبعد حل مجلس الشوري وازاحة الشيخ الأحمر عن رئاسته توجه إلى منطقة خمر ومن هناك بدأ يشن هجوما ضد الحمدي مطالبا إياه بعودة الحياة الدستورية الطبيعية في البلاد . وعندما شعر المشايخ بانحسار تأثيرهم ودورهم السياسي في البلاد كثفوا نشاطهم ففي بداية يناير 1977م وبالقرب من صنعاء عقدوا مؤتمرا جديدا للقبائل يتقدمهما الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ سنان أبو لحوم - شيخا قبيلتين حاشد وبكيل - وبعد أن وحد المشايخ قواهم أعلنوا ( حربا مقدسة ) ضد الحمدي ونظامه الذي قيموه (كشيوعي وملحد ) . وتقدم مشايخ القبائل الحاضرون في هذا المؤتمر بمذكرة إلى الحمدي احتوت على أربعة عشر بندا شملت مطالب القبائل ومنها تشكيل حكومة جديدة تحظى برضا القبائل وتلبية مطالب القبائل والتنسيق الفعال والمتواصل لسياسة الجهورية العربية اليمنية مع متطلبات السعودية.
وتكمن حقيقة تلك المطالب في منح القبائل سلطات واسعة في أجهزة الدولة وانتهاج سياسة تعاون لصيقة بالسعودية وللتأكيد على جدية مطالبهم ونواياهم قيامهم بمهاجمه بعض وحدات الجيش في بعض المدن الشمالية.
وردا على تحركات القبائل أجرى الحمدي عدة لقاءات مع قادة الجبهة الوطنية الديمقراطية تم خلالها التوصل إلى صياغة عدد من القرارات المشتركة القاضية بتوسيع رقابة السلطة المركزية الفاعلة في كافة مناطق البلاد وإنشاء جيش وطني قوي وإيقاف التدخلات الخارجية -السعودية - في شؤون الجمهورية العربية اليمنية والحد من نفوذ القبائل . ومن جانب أخر ففي منتصف فبراير 1977عمل الحمدي على تحسين العلاقات مع اليمن الجنوبية والسير في طريق تحقيق الوحدة اليمنية بين الشطرين عقد في مدينة قعطبة لقاء بين الحمدي وسالمين .
بداية التدخلات
دفعت تلك العلاقات والاتصالات التي أقامها الحمدي مع القوى اليسارية وكذلك لقاءاته ومحاورته مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية القوى المحافظة التقليدية إلى بذل كل الجهود الممكنة لتحسين وتطبيع العلاقات بين الدولة والقبائل. فقد لعب القاضي عبدالله الحجري وبإيعاز من السعودية دور الوسيط بين الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وبين الرئيس إبراهيم الحمدي إذ تمكن الحجري من إقناع المشايخ بقبول المصالحة مع الحمدي فضلا عن ذلك كان المشايخ مضطرين إلى قبول المصالحة نظرا لتخليص الاعتمادات المالية المتدفقة من السعودية والتي من جرائها عاني المشايخ أزمة مالية وقد سبق للرئيس الحمدي أن وعدهم بالتغلب عليها. في حين اطلع القاضي الحجري المشايخ بأن الحمدي أعطى موافقته المسبقة على سرعة تخفيف عملية تنفيذ الإجراءات الاجتماعية كما وعدهم أيضا باتخاذ الخطوات المؤدية إلى الفتور في العلاقات مع اليمن الجنوبي
ودفع التوجس من ترسيخ مواقع القوى اليسارية في اليمن وتحسين العلاقات مع اليمن الجنوبي السعودية إلى قيامها بدفع الشيخ الأحمر الذي مكث في منطقة خمر أكثر من عام إلى العودة إلى صنعاء في فبراير 1977م وكان قد عاد قبلة إلى العاصمة مجاهد أبو شوارب . وبهذا الاسلوب الذي قام به الحمدي والمتمثل بالمتوازن بين اليسار والقوى الرجعية وبين اليمن الجنوبي والسعودية تمكن بالطرق الدبلوماسية من تسوية النزاع المشتعل وإعادة الشيخ الأحمر إلى صنعاء ليسهل عليه مراقبة نشاطه كما تمكن من التوصل إلى اتفاق مع الشيخ الأحمر يقضى بأن توقف القبائل هجومها على قطاعات الجيش ويوقف المشايخ معارضتهم للإصلاحات المالية والاقتصادية التي تقوم بتنفيذها الحكومة . وكان يأمل الشيخ عبدالله بأن نفوذ وتأثير مجلس الشورى مستقبلا سيكون إلى جانبه وأنصاره وسينتخب مجددا رئيسا للمجلس في حين وضع الحمدي في حسبانه مسألة تخفيض مقاعد القبائل في مجلس الشوري وزيادة المقاعد المخصصة للضبا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
مدينة زبيد.. مدينة التاريخ والحضارة في قلب اليمن
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
زبيد .. حينما يتحدث التراث بلغة الحضارةعندما نتحدث عن تاريخ اليمن وذاكرته الحضارية، فإننا لا نستطيع أن نتجاوز مدينة زبيد، المدينة التي تمثل لوحة متكاملة من العمق التاريخي، والعراقة العلمية، والهوية الثقافية المتجذرة. هذا التقرير لا يأتي فقط لاستعراض المعالم والآثار، بل ليغوص في أعماق مدينة شكّلت ملامح الفكر اليمني الإسلامي، وساهمت في بناء الهوية الإيمانية لليمنيين على مدى قرون.
تحت ظلال نخيل تهامة، وفي حاراتها العتيقة التي تفوح منها رائحة التاريخ، تنبض زبيد بالحياة من جديد رغم ما يتهددها من اندثار. من مساجدها الشامخة ومدارسها الفقهية إلى الأسواق الشعبية التي ما زالت تعجّ بالحرف اليدوية والنشاط الاجتماعي، ومن الموروث الشعبي إلى الحضور المعاصر في ظل المسيرة القرآنية، يتوزع المشهد الزبيدي على محاور تاريخية وثقافية واجتماعية تستحق التأمل والتوثيق.
في هذا التقرير الصحفي، نقدم قراءة شاملة لمدينة زبيد، نستعرض فيها ماضيها التليد، وحاضرها الثقافي، وتركيبتها الاجتماعية، وما تمثله من رمزية وطنية ودينية في وجدان اليمنيين.
زبيد قبل الإسلام وبعده
تُعد زبيد من أقدم المدن اليمنية، ويعود تأسيسها إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت منطقة مأهولة بالسكان وعرفت بموقعها الاستراتيجي وخصوبة أراضيها الزراعية.
لكن تأريخها الحقيقي بدأ مع العصر الإسلامي، إذ تأسست كمدينة رسمية عام 204هـ (819م) على يد الأمير محمد بن زياد مؤسس الدولة الزيادية، وجعلها عاصمة لدولته. ومنذ ذلك الحين، أصبحت زبيد مركزًا مهمًا للعلم والدعوة الإسلامية، واشتهرت بمدارسها الفقهية والشرعية، وخرجت منها كوكبة من العلماء والفقهاء .
زبيد.. مدينة العلم والمساجدفي القرن الرابع الهجري، كانت زبيد تُلقب بـ”العاصمة العلمية لليمن”، واشتهرت بجامعاتها ومدارسها، وعلى رأسها المدرسة الأشرفية، والتي كانت مركزًا لتدريس الفقه واللغة العربية والعلوم الإسلامية. تضم المدينة اليوم أكثر من 80 مسجدًا، أقدمها الجامع الكبير الذي بُني عام 204هـ.
العادات والتقاليد والموروث الشعبيلا تزال زبيد تحتفظ بعاداتها الأصيلة، خاصة في المناسبات الاجتماعية كالأعراس، حيث يتم إحياء الليالي بـ”الزوامل” و”البرع التهامي” و”الشيلات”، وتُرتدى الأزياء التقليدية التي تميز أهل تهامة.
وتشتهر المدينة بصناعة المراوح اليدوية (المعاصير)، والفخاريات، والحناء التهامية، إلى جانب حرف يدوية أخرى تعكس الارتباط الوثيق بالموروث الشعبي.
الأسواق الشعبية والحرف اليدويةتمتاز مدينة زبيد بأسواقها الشعبية التي تعتبر مرآة حقيقية للثقافة التهامية واليمنية بشكل عام. فلا تزال سوق الأربعاء الأسبوعية قائمة، وتُعد واحدة من أهم الأسواق التي يلتقي فيها الباعة والحرفيون من مختلف المناطق.
وتشتهر زبيد بالعديد من الحرف اليدوية التقليدية التي توارثها السكان جيلاً بعد جيل، أبرزها:
صناعة الفخار: من أباريق الماء، والمجامر، وأواني الطبخ الفخارية.
النسيج اليدوي: مثل العباءات والأحزمة التهامية المطرزة يدويًا.
صناعة المعاصير (المراوح اليدوية): وهي مصنوعة من سعف النخيل وتُستخدم في البيوت التهامية للتهوية.
صناعة الحُلي الفضية التقليدية: التي تلبسها النساء وتُباع بكثرة في المناسبات.
وتُعد هذه الأسواق والحرف موردًا اقتصاديًا هامًا لأهالي المدينة، كما تمثل بعدًا ثقافيًا يربط الحاضر بالماضي ويجسد الهوية اليمنية الأصيلة.
الدور الثقافي والتنويريساهمت زبيد في نشر العلم والمعرفة في اليمن والجزيرة العربية، واعتُبرت من أوائل المدن اليمنية التي احتضنت المدارس النظامية. وكان طلاب العلم يتوافدون من شتى أنحاء اليمن وبلدان العالم الإسلامي للدراسة فيها، وتُصنف زبيد ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو،
زبيد في عهد المسيرة القرآنيةمع بروز المسيرة القرآنية كحركة إيمانية تحررية، كان لمدينة زبيد حضورها الكبير في احتضان الوعي القرآني، وبرزت في الفعاليات الثقافية والمناسبات الدينية، وأصبحت منبرًا لنشر الثقافة القرآنية بين الناس، خصوصًا من خلال المدارس الصيفية، والأنشطة الدعوية التي تشهدها المدينة بشكل دوري.
التركيبة الاجتماعية وهوية الإيمانيتكون مجتمع زبيد من فئات متنوعة، لكنها مترابطة ومتجانسة، تتسم بالكرم والضيافة والتمسك بالدين. يتمتع سكان المدينة بهوية إيمانية راسخة، تجلت في مشاركتهم الواسعة في المناسبات الدينية، وحرصهم على الحفاظ على الهوية الثقافية اليمنية الأصيلة.
زبيد في مواجهة مشاريع الغزو والاحتلال لطالما كانت زبيد في مقدمة الصفوف الشعبية والعلمية في مواجهة كل أشكال الغزو والاحتلال، بدءًا من مقاومة الاحتلال البرتغالي في السواحل اليمنية، مرورًا بمواقفها ضد الاحتلالين العثماني والبريطاني، وصولًا إلى رفضها الحازم لمشاريع الغزو الأمريكي الصهيوني المعاصر.وقد ساهم أبناء زبيد من العلماء والمثقفين والمجاهدين في التعبئة الشعبية والدينية ضد الهيمنة الأمريكية، من خلال إقامة الندوات والمحاضرات التوعوية والمشاركة في المسيرات المنددة بالجرائم الصهيوأمريكية بحق أبناء غزة ، والتعبئة الثقافية والدينية في المساجد والمدارس، والانخراط في المعسكرات التدريبية الجهادية والدفاع عن الوطن. الختام..
مدينة زبيد ليست مجرد طينٍ وحجارة، بل هي سجل مفتوح لتاريخ الأمة اليمنية الإسلامية. وهي اليوم، رغم كل التحديات، تواصل دورها في حمل راية الإيمان والمعرفة، وتُعدّ شاهدة حية على عبقرية الإنسان اليمني وقدرته على صنع الحضارة.