كم ركعة أصلي صلاة العشاء الفرض والسُنة ؟، لاشك أنه من الاستفهامات المهمة ، التي ينبغي أن يكون الجميع على علم ودراية بها، لأنه يتعلق بآخر صلوات الفريضة اليومية المكتوبة وهي صلاة العشاء ، لما لها من فضل العظيم، ولعل من أحكامها  كم ركعة أصلي صلاة العشاء الفرض والسُنة ، فهي أسهل الطرق وأقربها إلى الله سبحانه وتعالى ، والذي أمرنا في كتابه العزيز بالمحافظة عليها ، فقال : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) ، وكذلك حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم من التهاون فيها ، وحيث إن الصلاة عماد الدين وصلاة العشاء آخر الصلوات اليومية المكتوبة، فهذا يطرح السؤال كم ركعة أصلي صلاة العشاء الفرض والسُنة ؟ .

كم ركعة أصلي صلاة العشاء 

أجابت دار الإفتاء المصرية ، عن سؤال كم ركعة أصلي صلاة العشاء الفرض والسُنة ؟، بأن صلاة العشاء هي إحدى الصلوات الخمس المفروضة، وعدد ركعاتها أربع، أمّا بالنسبة لسنّة صلاة العشاء فهي ركعتان مؤكدتان بعد الفريضة.

وأضافت أن صلاة العشاء تُؤدّى في الحضر -أي إذا كان الإنسان مقيمًا في بلده- أربع ركعات كاملة، في حين إذا كان مسافرًا فله قصرها على ركعتين، وجمعها مع صلاة المغرب جمع تقديم أو جمع تأخير بحيث يختار الأيسر له.

وتابعت: وأجمع العلماء على أنّ صلاة العشاء أربع ركعاتٍ؛ فهي من الصّلوات الرُّباعيّة، مثل: الظُّهر، والعصر، وهي صلاةٌ ليليّةٌ؛ تُؤدّى في الليل، وصلاةٌ جهريّةٌ، منوهًة بأن للعشاء سُنّة راتبة بعديّة فقط، وليس لها سُنّة راتبة قبليّة، إنّما يجوز أن يُصلّي المسلم قبل العشاء ركعتي نافلةٍ أو سنّةٍ لها، غير أنّها غير لازمةٍ، فيُؤجَر إن صلّاها، ولا يأثَم إن تركها، وتُسمّى تلك السنّة بالسنّة غير الرّاتبة، لما رُوِي من قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث صحَّ عنه قوله: «عشرُ ركعاتٍ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يداومُ عليهنَّ: ركعتينِ قبلَ الظّهرِ، وركعتينِ بعدَ الظّهرِ، وركعتين بعدَ المغربِ، وركعتين بعدَ العشاءِ، وركعتين قبلَ الفجرِ».

صلاة العشاء كم ركعة جهرا 

وتعد صلاة العشاء من الصّلوات المكتوبة الرُّباعيّة، وعن صلاة العشاء كم ركعة جهرًا ، فإن الجهر بالقراءة فيها يكون في الرّكعتين الأُولَيَين، كما يجب أن يتحقّق المصلي من توفّر الشّروط اللازمة لصحّة صلاته، وتكون الركعتين الآخرتين سرًا.

ويجهر بها المصلّي في أوّل ركعتين منها، ويُسِرُّ في الرّكعتين الأخيرتين؛ سواءً كان إمامًا أو مُنفرِدًا، ويفصل بين ركعاتها الأربع بتشهُّدٍ أوسط بعد أن يصلّي ركعتين؛ حيث يجلس بعد نهاية السّجود من الرّكعة الثانية، ثمّ يُتِمّ الصّلاة حتّى يصل إلى الرّكعة الرّابعة، ثمّ يجلس للتشهُّد الأخير، ثمّ يسلّم.

كيف أصلي صلاة العشاء 

1.  يتوجّه المصلّي جهة الكعبة المُشرَّفة، بعد تحقُّقه من طهارة مكان الصّلاة والثّياب التي يرتديها.

2.   ينوي المصلّي في قلبه الصّلاة إمامًا أو جماعةً؛ مُقتدِيًا أو مُنفرِدًا وحدَه، ويُجزِئ من النيّة مجرّد تحقُّقها في القلب، ولا يُشترَط التلفُّظ بها على لسانه.

 3.  ينتقل المصلّي بعد النيّة إلى تكبيرة الإحرام، وذلك بقوله: (اللهُ أكبَرُ)، وقد سُمِّيت تكبيرةُ الإحرام بهذا الاسم؛ لأنها تُحرِّم ما كان مُباحًا قبلها، مثل: الأكل، والشُّرب، والكلام، وتكون تكبيرة الإحرام برفع المصلي يدَيْه حذوَ منكبَيه، أو مقابل أذنَيه.

 4.   يضع المصلّي يده اليُمنى فوق اليد اليُسرى، ومكانهما تحت السُرّة كما يرى الحنفيّة والحنابلة، أمّا عند الشافعيّة فإنّها توضَع تحت الصّدر فوق السرّة، وذهب المالكيّة إلى أنّ الصلّاة تصحّ بالإسدال، وذلك يعني أن يرسل المصلّي يدَيه، ولا يضع أيًّا منهما فوق الأخرى.

5.  يقرأ دعاء الاستفتاح، وصيغته عند الحنفيّة والحنابلة: (سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمْدِكَ، تبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ)، وعند الشافعيّة: (وجَّهْتُ وَجْهي لِلّذي فطَرَ السّماواتِ والأرضَ حَنيفًا مُسلِمًا، وما أنا من المُشركينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لله رَبِّ العالمينَ، لا شَريكَ له، وبِذلكَ أُمِرْتُ، وأنا مِنَ المُسلِمينَ).

6. يقرأ سورة الفاتحة مع البسملة، مع خلافٍ بين العلماء بلزوم الجهر بالبسملة، أو الإِسرار بها، إلّا أنّ الجميع مُتّفقون على ضرورة قراءتها.

7.  يقرأ ما تيسر له من الآيات أو السُّور، ولو قرأ آيةً مُنفرِدةً جاز ذلك، ويجهر بالقراءة في الركعتين الأولَيَين.

8. يُكبّر لإعلان الانتقال إلى الرّكوع، وينحني له ببداية التّكبير للرّكوع، ويُنهي انحناءه مع انتهاء التّكبير.

9. الاطمئنان حال القيام والرّكوع والسّجود، وهو ركنٌ عند الشافعيّة فقط وسُنّة عند غيرهم، ويقول أثناء ركوعه: (سُبحانَ ربِّي العظيم وبِحمدِهِ) مرّةً، أو اثنتين، أو ثلاثًا، والسنّة أن يقول ذلك ثلاث مرّاتٍ. 

10.  يرفع رأسه من الرّكوع قائلًا: (سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه)، ويقول المأموم خلف الإمام: (ربَّنا ولكَ الحَمد).

11.  ينتقل من الرّكوع إلى السّجود، ويضع أثناء نزوله للسّجود ركبتَيه قبل يدَيه عند جمهور الفقهاء، وخالف في ذلك المالكيّة، فقالوا: (بل يضع يديه أوّلًا).

12.  يقول في السّجود: (سُبحانَ ربّيَ الأعلى وَبِحَمْده) ثلاث مرّاتٍ، ويجوز ويجزِئ إذا قالها مرّةً واحدةً فقط، أو مرّتين إذا كان قد اطمأنّ في سجوده، وتحقّق له ذلك.

13.  ينتقل من السّجود إلى القيام، بعد أن يُتِمّ سجودين في كلّ ركعةٍ. يجلس المصلّي بين السّجدتَين مُطمئنًّا. يأتي بالرّكعة الثانية حسب الخطوات التي ذُكِرَت سابقًا، دون أن يقرأ دُعاء الاستفتاح بعد الرّكعة الأولى.

14.  يجلس بعد الرّكعة الثّانية ليقرأ التشهّد الأوسط، ويقول فيه: (التَّحِيّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ، ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَينا وعلى عِبادِ الله الصّالِحين، أشْهدُ أن لا إله إلا الله، وأشْهدُ أنّ مُحمّدًا عبدُهُ ورَسولُهُ).

15.  يأتي بالرّكعتين الثالثة والرّابعة على الهيئات نفسها التي أدّاها في الرّكعتين الأولَيَين، حتّى يصل إلى الجلوس الأخير.

16.  يجلس لقراءة التشهّد الأخير، ويقول فيه كما في التشهّد الأوسط، ويزيد عليه الصّلاة الإبراهيميّة، وصفتها أن يقول: (اللّهُمّ صلِّ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ مُحمَّدٍ، كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ بارِك على محمّدٍ وعلى آل محمَّدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ).

17.  يُسَنّ الدّعاء بعد الانتهاء من الصّلاة الإبراهيميّة بما يشاء المُصلّي من الدّعاء، ممّا فيه خيرا الدّنيا والآخرة، ويُستحَبّ الدّعاء بالمأثور، ومنه ما ورد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قوله: (اللهمّ إنّي أعوذُ بكَ من عذابِ جهنّمَ، ومن عذابِ القبرِ، ومن فِتنةِ المحيا والمماتِ، ومن شرِّ فتنةِ المسيحِ الدّجّالِ).

18.  يُسلّم عن اليمين مُلتفتًا يمينًا، ثمّ عن الشّمال مُلتفتًا شمالًا، ويقول في كلّ تسليمةٍ عن اليمين وعن الشّمال: (السَّلامُ عليكُم وَرَحمةُ اللهِ).

صلاة العشاء

ورد فيها أنه عندما فُرِضت الصّلاة في السّماء السّابعة، جاءت فرضيّتها على أنّها خمسون صلاةً، ثمّ خفّف الله على عباده لتصبح خمسًا في العمل، وخمسين في الأجر، وقد وُزِّعت الصّلوات على أوقات النّهار والليل؛ لتشملها ابتداءً من الفجر، حتّى آخر أوقات اليوم؛ وقت صلاة العشاء، بعد غياب الشّفق الأحمر، ولأنّ صلاة العشاء من الفرائض الخمس؛ فإنّ أداءَها واجبٌ على كلّ مسلمٍ، وهي صلاةٌ رباعيّة تتكوّن من أربع ركعاتٍ. 

فضل صلاة العشاء

1- وهي من أحبّ الصّلوات.

2- صلاة العشاء أكثرها أجرًا.

3- وجاء في الحديث الصّحيح قول المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صلَّى صلاةَ العشاءِ والصُّبحِ في جماعةٍ فَهوَ كقيامِ ليلةٍ، وقالَ عبدُ الرَّحمنِ: من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فَهوَ كقيامِ نِصفِ ليلةٍ، ومن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ كَقيامِ ليلةٍ)، ويدلّ ذلك على أفضليّة صلاة العشاء ومكانتها؛ فأداؤُها جماعةً يقوم مقام قيام نصف الليل، ومعلومٌ أنّ قيام الليل له من الفضل والأجر ما له.

4- الدعاء بعدها مستجاب ، لأنها من الصلوات المكتوبة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ى الله علیه الص لاة المصل ی فی الر من الص

إقرأ أيضاً:

صلاة الغفلة.. تعرف على حكمها ووقتها وسبب تسميتها بذلك وكيف تؤدى

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: هل هناك صلاة تسمى صلاة الغفلة؟ وما حكمها؟ وما وقتها؟ وما عدد ركعاتها؟


وأجابت دار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلة: إن صلاة الغفلة من صلوات النوافل، وهي مستحبة شرعًا.

وقت صلاة الغفلة وسبب تسميتها بذلك

وأوضحت الإفتاء أن  وقتها بين صلاتَي المغرب والعشاء، وإنما سميت بذلك لأن الناس يتشاغلون عنها بغيرها بالعَشَاء أو النوم فيغفلون بذلك عن أدائها، وقد ورد في عدد ركعاتها أقوالٌ كثيرة، فأقلُّها ركعتان، وقيل: أقلُّها أربع ركعات، وأوسطُها ست ركعات، وأكثرها عشرون ركعة.

صلاة الغفلة
 

وأوضحت أن صلاة الغفلة: هي صلاة تصلَّى بين المغرب والعِشاء، وسميت بذلك لأن الناس قد يتشاغلون عنها بغيرها؛وتسمى أيضًا بـ"صلاة الأوَّابين".

قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 206، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(وصلاة الأوَّابين) وتُسمى صلاةَ الغفلة؛ لغفلة الناس عنها واشتغالهم بغيرها من عَشَاء ونوم وغيرهما] اهـ.

والأوَّاب: المطيع، وقيل: الراجع إلى الطاعة، وإنما سميت بذلك لأن فاعلها رجع إلى الله وتاب مما فعله في نهاره، فإذا تكرر ذلك منه دل على كثرة رجوعه إلى الله ولو لم يلاحظ ذلك المعنى، وهي المسماة بـ"صلاة الغفلة". ينظر: "شرح صحيح الإمام مسلم" للإمام النَّوَوِي (6/ 30، ط. دار إحياء التراث العربي)، و"حاشية العلامة نور الدين الشَّبرَامَلِّسِي على نهاية المحتاج" (2/ 122، ط. دار الفكر).

هل عدم صيام يوم عاشوراء حرام؟ الإفتاء تجيبهل يجوز قضاء صلاة الضحى لمن فاتته؟.. الإفتاء تجيبانطلاق مقرأة كبار القراء برواية البزي عن ابن كثير في مسجد السيدة زينب غدًامرصد الأزهر : ثورة 30 يونيو إرادة شعب صنعت تاريخاصلاة الضحى.. متبقى دقائق قليلة على موعد انتهائها فلا تترد فى أدائها

حكم صلاة الغفلة وكيفيتها
هي من السُّنن التي وردت بشأنها جملةٌ من الأحاديث والآثار ونصوص الفقهاء في مشروعيتها وحكمها وفضلها، وأقلُّها ركعتان، وأوسطُها ست ركعات، وأكملها عشرون ركعة، ومما ورد في ذلك:

ما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن صَلَّى بَينَ المَغرِبِ وَالعِشَاءِ عِشرِينَ رَكعَةً بَنَى اللهُ لَهُ بَيتًا فِي الجَنَّةِ» أخرجه الإمامان: الترمذي وابن ماجه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَم يَتَكَلَّم بَينَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنتَي عَشرَةَ سَنَةً» أخرجه الإمامان: الترمذي وابن ماجه.

وعن محمد بن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: رأيتُ عَمَّار بن ياسر صلى بعد المغرب ست ركعات، فقلتُ: يا أَبَه، ما هذه الصلاة؟ قال: رأيتُ حبيبي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلى بعد المغرب ست ركعات، وقال: «مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِن كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ» أخرجه الإمام الطبراني في "الأوسط".

وقيل لعُبَيدٍ مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بالصلاة غير المكتوبة؟ قال: «بَينَ المَغرِبِ وَالعِشَاءِ» أخرجه الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد".

وعن عبد الرحمن بن الأَسود، عن أبيه قال: ما أتيتُ عبدَ الله بن مسعود في تلك الساعة إلا وجدتُه يصلي، فقلتُ له في ذلك، فقال: «نِعمَ سَاعَةُ الغَفلَةِ»، يعني: ما بين المغرب والعشاء. أخرجه الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد".

وهذه الأحاديث والآثار وإن كان في بعضها ضعفٌ، إلا أنها في جملتها يُقوي بعضُها بعضًا، ويُعمل بها في الفضائل، وقد تقرر عند أهل الحديث أنه يُكتفى في أحاديث الفضائل بأقل شرائط القبول في الرواة ليكون الحديث مقبولًا، كما في "فتح المغيث" للإمام الحافظ شمس الدين السَّخَاوِي (1/ 350، ط. مكتبة السُّنة).

إضافة إلى أن معنى هذه الروايات صحيحٌ وَرَدَ في جملة من الأحاديث المُسنَدَة، ومنها: ما روي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «فَصَلَّيتُ مَعَهُ المَغرِبَ، فَصَلَّى إِلَى العِشَاءِ» أخرجه الإمام النسائي. قال الإمام زكي الدين المُنذِرِي في "الترغيب والترهيب" (1/ 228، ط. دار الكتب العلمية): [رواه النسائي بسند جيد] اهـ.

وقد نص على ندب هذه الصلاة واستحبابها جمهورُ الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.

قال الإمام ابن عَابِدِين الحنفي في "منحة الخالق" ومعه "البحر الرائق" (2/ 55، ط. دار الكتاب الإسلامي): [وندب ست ركعات بعد المغرب -يعني: غير سُنة المغرب-؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَم يَتَكَلَّم فِيمَا بَينَهُنَّ بِسُوءٍ عَدَلنَ عِبَادَةَ ثِنتَي عَشرَةَ سَنَةً»، كذا في "الإيضاح" اهـ. وفي "الغزنوية": وصلاة الأوَّابين -وهي ما بين العِشاءين- ست ركعات بثلاث تسليمات] اهـ.

وقال الإمام ابن أبي زيد القَيرَوَانِي المالكي في "الرسالة" (ص: 33، ط. دار الفكر) عند كلامه على صفة صلاة المغرب: [ويستحب أن يتنفل بعدها بركعتين، وما زاد فهو خير، وإن تنفل بست ركعات فحَسَن، والتنفل بين المغرب والعشاء مُرغَّب فيه] اهـ، والمعنى: "أي: حض عليه الشارع؛ لما قيل مِن أنها صلاة الأوَّابين وصلاة الغفلة"، كما قال الإمام النَّفَرَاوِي في "الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القَيْرَوَانِي" (1/ 198، ط. دار الفكر).

وقال الإمام المَاوَردِي الشافعي في "الحاوي الكبير" (2/ 287، ط. دار الكتب العلمية): [وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بين المغرب وعشاء الآخرة عشرين ركعة، ويقول: «هَذِهِ صَلَاةُ الأَوَّابِينَ، فَمَن صَلَّاهَا غُفِرَ لَهُ»، وكان الصالحون من السلف رحمهم الله يُصلُّونها ويُسمُّونها صلاةَ الغفلة، أي: الناس غفلوا عنها وتشاغلوا بالعشاء والنوم، وهذا كلُّه مختار، والمداومة عليها أفضل] اهـ.

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "الغرر البهية" (1/ 396، ط. المطبعة الميمنية): [وصلاة الغفلة -وتسمى صلاة الأوَّابين- عشرون ركعة بين المغرب والعشاء، قاله المَاوَردِي والرُّويَانِي، ورَوَيَا فيها حديثًا، ورُويَت ستًّا، وأربعًا، وركعتين، فهُما أقلُّها] اهـ.

وقال الإمام المَردَاوِي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 180، ط. دار إحياء التراث العربي): [يستحب أن يصلي غير الرواتب: أربعًا قبل الظهر، وأربعًا بعدها، وأربعًا قبل العصر، وأربعًا بعد المغرب، وقال المصنف: ستًّا، وقيل: أو أكثر] اهـ


وأكدت بناءً على ذلك أن صلاة الغفلة أو ما يعرف بـ"صلاة الأوَّابين" معدودة من صلوات النوافل، وهي صلاة مستحبة ومندوب إليها شرعًا، ووقتها بين صلاتَي المغرب والعشاء، وإنما سميت بذلك لأن الناس يتشاغلون عنها بغيرها بالعَشَاء أو النوم فيغفلون بذلك عن أدائها، وقد ورد في عدد ركعاتها أقوالٌ كثيرة، فأقلُّها ركعتان، وقيل: أقلُّها أربع ركعات، وأوسطُها ست ركعات، وأكثرها عشرون ركعة.

طباعة شارك صلاة الغفلة حكم صلاة الغفلة سبب تسمية صلاة الغفلة عدد ركعات صلاة الغفلة وقت صلاة الغفلة

مقالات مشابهة

  • صلاة الغفلة.. تعرف على حكمها ووقتها وسبب تسميتها بذلك وكيف تؤدى
  • هل يجوز قضاء صلاة الضحى لمن فاتته؟.. الإفتاء تجيب
  • صلاة الضحى.. متبقى دقائق قليلة على موعد انتهائها فلا تترد فى أدائها
  • هل يوجد فرق بين صلاة الفجر والصبح؟.. دار الإفتاء توضح
  • هل استخدام العطور يؤثر على صحة الصلاة؟.. أمينة الإفتاء تجيب
  • هل صلاة الجماعة فرض وتركها عليه إثم؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • ما السور التى تقرأ فى صلاة الضحى؟.. تعرف عليها
  • أهالي بهلا يؤدون صلاة الاستسقاء
  • صلاة الضحى.. اعرف عدد ركعاتها وكيف تصليها وآخر موعد لأدائها
  • ماذا تفعل بعد صلاة الفجر؟.. 3 عبادات أوصى بها النبي