الصين تطلق موسم التنس مبكرا.. نجوم العالم يشعلون شينزن وماكاو قبل 2026
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
تتحول بطولات التنس الاستعراضية في آسيا الى محطة حاسمة لاختبار الجاهزية الفنية والبدنية لكبار اللاعبين واللاعبات، حيث يكشف المشهد الرياضي في الصين عن تحركات مبكرة ومؤثرة قبل انطلاق موسم التنس الجديد، وذلك عبر فعاليتين بارزتين في شينزن وماكاو داخل الاراضي الصينية وبمشاركة أسماء تتصدر التصنيفات العالمية وتملك ثقلا تنافسيا واضحا
الصين تحتضن بطولات التنس الاستعراضية في آسيا استعدادا لموسم 2026يبرز الحراك المتصاعد لبطولات التنس الاستعراضية في آسيا باعتباره جزءا من الاستعداد العملي لموسم 2026 حيث تستضيف الصين فعاليتين كبيرتين بعد أعياد الميلاد مباشرة وتحديدا في مدينتي شينزن وماكاو وهو ما يمنح اللاعبين فرصة ضبط الإيقاع التنافسي قبل العودة الرسمية للملاعب وتظهر بطولات التنس الاستعراضية في آسيا كمنصة فنية لاختبار الخطط والشراكات دون ضغوط النقاط
تنطلق أولى هذه الفعاليات في مدينة شينزن الصينية عبر بطولة World Tennis Continental Cup التي تقام بمشاركة أربعة لاعبين من رابطة المحترفين ATP وأربعة لاعبات من رابطة المحترفات WTA وتعتمد البطولة على نظام الفرق حيث يتواجه فريق أوروبا مع فريق العالم في منافسات فردي وزوجي مختلط وهو نظام يمنح اللقاءات طابعا سريعا وتنافسيا متنوعا
يضم فريق العالم لاعبين بارزين يتقدمهم الصينيان Wang Xinyu و Zhang Zhizhen إلى جانب الروسي Andrey Rublev والكازاخستانية Elena Rybakina بينما يمثل فريق أوروبا الفرنسي Arthur Fils والسويسرية Belinda Bencic والإيطالي Flavio Cobolli المصنف كبطل كأس ديفيز إضافة إلى المصنفة الأولى عالميا Iga Swiatek التي تشكل الاسم الأبرز في الحدث
يؤكد وجود Iga Swiatek و Elena Rybakina على قوة المنافسات النسائية داخل بطولات التنس الاستعراضية في آسيا حيث تعرف اللاعبتان بالثبات الفني والقدرة على السيطرة في الفردي والزوجي وتعتمد Swiatek على الكثافة التكتيكية العالية بينما ترتكز Rybakina على القوة الهجومية المباشرة وهو ما يمنح المباريات بعدا تحليليا مهما للأجهزة الفنية
يعكس الحضور الرجالي تنوعا بين الخبرة والطموح حيث يمثل Arthur Fils جيلا فرنسيا صاعدا يتميز بالجرأة والمرونة الفنية بينما يدخل Flavio Cobolli المنافسات وهو يحمل صفة بطل كأس ديفيز لإيطاليا ويضيف Andrey Rublev ثقلا تنافسيا واضحا بخبرته الطويلة وقوة ضرباته ويمنح Wang Xinyu و Zhang Zhizhen الجمهور الصيني فرصة متابعة نجوم محليين أمام نخبة عالمية داخل الصين
تشكل بطولة شينزن أكثر من مجرد مباريات استعراضية إذ تعمل كمختبر فني لقياس الجاهزية وبناء الانسجام في الزوجي وتقييم الاستراتيجيات قبل موسم 2026 وهو ما يرفع القيمة العملية لبطولات التنس الاستعراضية في آسيا ويجعلها محطة أساسية في روزنامة الإعداد
تستضيف ماكاو الصينية بطولة كبرى في ديسمبرتحتضن مدينة ماكاو التابعة للصين فعالية MGM Macau Tennis Masters 2025 في أواخر ديسمبر بمشاركة أسماء بارزة من الرجال والسيدات حيث يشارك في منافسات ATP كل من Jack Draper العائد من الإصابة و Jakub Mensik أحد أبرز مواهب Next Gen و Alejandro Davidovich Fokina إلى جانب الصيني الصاعد Juncheng Shang
تجمع منافسات السيدات في ماكاو بين الخبرة والتجدد عبر مشاركة Li Na التي تشغل حاليا منصب مديرة بطولة في هونج كونج إلى جانب البطلة السابقة Conchita Martinez والموهبة الصاعدة Mirra Andreeva واللاعبة Alexandra Eala التي حققت اختراقا لافتا خلال 2025 وهو ما يعزز مكانة بطولات التنس الاستعراضية في آسيا داخل الصين
توضح هذه الفعاليات حجم التوسع الذي تشهده القارة الآسيوية في استضافة التنس العالمي حيث تقام في الصين بطولات WTA في ووهان وبطولات ATP في بكين وشنغهاي وهونج كونج إضافة إلى هذه البطولات الاستعراضية التي تخدم التحضير الفني وتوسيع قاعدة المتابعة
تبرز أهمية بطولات التنس الاستعراضية في آسيا رغم غياب نقاط التصنيف باعتبارها أدوات تكتيكية وتسويقية يعتمد عليها اللاعبون لاختبار الأساليب وبناء اللياقة التنافسية دون ضغط النتائج الرسمية وتمنح الجماهير فرصة متابعة نجوم الصف الأول خارج الإطار التقليدي للجولات
تمثل هذه البطولات جسرا فعليا بين فترة الإعداد الشتوي وبداية المنافسات الرسمية في يناير وتؤكد دور الصين كمركز محوري في خريطة التنس العالمي مع الحفاظ على الطابع التحليلي والتنافسي الكامل لكل مباراة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التنس في الصين وهو ما
إقرأ أيضاً:
كيف حققت الصين فائضا تجاريا مع العالم بقيمة تريليون دولار؟
سلّط تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على نجاح الصين في تحقيق فائض تجاري قياسي بلغ نحو تريليون دولار خلال عام 2025، في عام هيمنت عليه حرب الرسوم الجمركية المتبادلة مع الولايات المتحدة، وما رافقها من توترات اقتصادية وتجارية واسعة النطاق.
وقال الكاتبان توماس هيل وهاوشيانغ كو، إن تحقيق الصين هذا الفائض غير المسبوق، على الرغم من تصاعد الضغوط والتوترات مع أميركا، يؤكد صمودها كقوة تجارية كبرى يصعب كبح جماحها، وقدرتها على إعادة توجيه تجارتها نحو أسواق بديلة.
وأوضح الكاتبان أن الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة انخفض بأكثر من 100 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي، إلا أن هذا التراجع قابله ارتفاع ملحوظ في أسواق أخرى تمتد من جنوب شرقي آسيا إلى أوروبا. ونتج عن ذلك تسجيل فائض قياسي في الميزان التجاري للسلع بلغ 1.08 تريليون دولار حتى نوفمبر/تشرين الثاني، مدفوعا بصادرات بلغت 3.41 تريليونات دولار.
وفي هذا الأسبوع، حذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من وجود "اختلالات" في العلاقات التجارية للصين، وهو توصيف سبق أن وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام بأنه أصبح "لا يُحتمل".
ويعكس هذا الفارق التجاري، وفقا لكاتبي التقرير، تقدّم الصين في سلسلة القيمة الصناعية، لا سيما في قطاع السيارات، إلى جانب هيمنتها طويلة الأمد في مجالات مثل الهواتف الذكية والحواسيب، فضلا عن السلع منخفضة القيمة.
ونقلت الصحيفة عن ميشيل لام، كبيرة خبراء اقتصاد الصين الكبرى في بنك سوسيتيه جنرال: "على الأمد القريب، أعتقد أن الفائض التجاري سيستمر في النمو. إنها مشكلة لن تختفي في وقت قريب".
إعلانلكن قوة الصادرات الصينية تخفي، بحسب التقرير، صورة اقتصادية أكثر هشاشة في الداخل، حيث يواجه صانعو السياسات تحديات متزايدة عن ضعف ثقة المستهلكين واستمرار انكماش الأسعار، في وقت يضغط فيه تراجع الواردات على علاقات الصين مع شركائها التجاريين ويزيد من احتمالات اتخاذ إجراءات انتقامية.
طفرة في الميزان التجاري مع جنوب شرقي آسياوأشار كاتبا التقرير إلى أن نمو صادرات الصين إلى دول جنوب شرقي آسيا يُعد من أبرز ملامح المشهد التجاري العالمي الجديد، وهو مشهد تحظى تطوراته بمتابعة دقيقة في ظل ارتباطه بالحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقد سجّلت الصين فائضا تجاريا مع دول جنوب شرقي آسيا بلغ 245 مليار دولار خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الحالي، وهو رقم يتجاوز بفارق كبير إجمالي الفائض المسجّل خلال عام 2024 بالكامل، والبالغ 191 مليار دولار.
ويقود هذا النمو ارتفاع الفائض مع دول مثل فيتنام وتايلند، إضافة إلى ماليزيا التي تحوّل العجز التجاري معها العام الماضي إلى فائض خلال العام الجاري.
وتُظهر البيانات أيضا توسّع الصين في عدد من الأسواق الأخرى، إذ ارتفع فائضها التجاري خلال 11 شهرا مع أفريقيا بمقدار 27 مليار دولار مقارنة بأرقام عام 2024 كاملة، مدفوعا بزيادة الصادرات إلى نيجيريا وليبيريا ومصر، إضافة إلى مبيعات السفن لدول القارة.
كما ارتفع فائض الصين مع الاتحاد الأوروبي بنحو 20 مليار دولار، ومع أميركا اللاتينية بمقدار 9 مليارات دولار.
أرقام استثنائية في قطاع السياراتوأوضح الكاتبان أن أكبر زيادة في الفائض التجاري خلال العام جاءت من قطاع السيارات، إذ ارتفع فائض الصين في هذا القطاع بمقدار 22 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إجمالي الفائض إلى 66 مليار دولار.
ويمثّل هذا الرقم تحوّلا استثنائيا، حيث كانت الصين تسجّل عجزا تجاريا في قطاع السيارات مع العالم قبل 3 سنوات فقط، وفق ما تشير إليه بيانات فايننشال تايمز.
كما تحوّلت تجارة السيارات بين الصين والاتحاد الأوروبي هذا العام من عجز إلى فائض، في حين أسهمت صادرات السيارات في تعزيز فائض الميزان التجاري مع القارة الأفريقية.
وإلى جانب ذلك، حققت الصين فائضا عالميا في تجارة البطاريات بلغ 64 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، في انعكاس مباشر لتوجهها المتسارع نحو المركبات الكهربائية، والذي جعل شركات صينية مثل "بي واي دي" أسماء عالمية بارزة.
الاستثمارات الأجنبية ودورها في الفائضوأشار الكاتبان إلى أن القطاع الصناعي الضخم في الصين لا يزال يشكّل قاعدة حيوية للشركات متعددة الجنسيات، من آبل إلى فولكس فاغن، إلى جانب المصنعين المحليين.
وتُظهر بيانات الجمارك أن صادرات الصين من الشركات ذات الاستثمارات الأجنبية بلغت 837 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، أي ما يزيد على ربع إجمالي الصادرات.
وكانت الهواتف ومنتجات الاتصالات من أكثر السلع مساهمة في الفائض التجاري، بقيمة 151 مليار دولار، تلتها أجهزة الكمبيوتر التي أضافت نحو 70 مليار دولار.
إعلانكما لفت التقرير إلى أن قطاع الطرود منخفضة القيمة -وهو النموذج الذي تتبعه شركات التجارة الإلكترونية مثل "شي إن" و"تيمو"- أضاف 22 مليار دولار إلى الفائض التجاري خلال الأشهر العشرة الأولى من العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعا بزيادة كبيرة في الشحنات المتوجهة إلى أوروبا، على الرغم من الانتقادات الأميركية والأوروبية لهذا النموذج بسبب استغلاله ثغرات الإعفاءات الجمركية.
عملة أضعف وأسعار منخفضةوأوضح كاتبا التقرير أن سعر صرف الرنمينبي (اليوان) ارتفع خلال الفترة الماضية مقابل الدولار، إلا أن العملة الصينية لا تزال عند مستويات أضعف مقارنة بالعقد الماضي.
وعلى عكس الاقتصادات الكبرى الأخرى، تواجه الصين انكماشا في أسعار المستهلكين والمنتجين داخليا، وهو انكماش يرتبط بمعدلات الإنتاج المرتفعة التي تغذي طفرة الصادرات.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي آدم وولف: إن حصة الصين من الصادرات العالمية ترتفع بأسرع وتيرة منذ "صدمة الصين" الأولى في العقد الأول من الألفية بعد انضمام البلاد إلى منظمة التجارة العالمية.
ويؤكد خبراء أن ضغوط الانكماش تمنح المنتجين الصينيين قدرة تنافسية إضافية في الأسواق العالمية. ويوضح شوانغ دينغ، كبير الاقتصاديين للصين الكبرى وشمال آسيا في بنك ستاندرد تشارترد: "كل عام، يمنح فارق التضخم الصين ميزة إضافية في التسعير".
مشتريات الصينفي مقابل نمو الصادرات، تراجعت الواردات الصينية بالقيمة الدولارية إلى 2.3 تريليون دولار.
ومن أبرز السلع التي تستوردها البلاد خام الحديد والنحاس وفول الصويا والبتروكيمائيات، إضافة إلى أنها مستورد رئيسي لأشباه الموصلات، وهي محور أساسي للضغوط التجارية التي تمارسها الولايات المتحدة.
وقال شوانغ دينغ، إن هناك بعض "المؤشرات على تعويض الواردات"، أي أن عددا من المنتجات التي كانت الصين تستوردها سابقا -مثل الآلات والروبوتات الصناعية- بات يُصنّع محليا.
ويتوقّع الخبير آدم وولف أن يستمر الفائض التجاري في الارتفاع ليقترب من 1.5 تريليون دولار، في حال بقي الاستثمار في الأصول الثابتة ضعيفا، لا سيما في قطاع البناء الذي يعتمد بدرجة أكبر على السلع الأساسية ويُسهم عادة في زيادة الواردات.