يوم اللغة العربية العالمي.. مدرس وطالبة بالشيخ زايد يبدعان في قصيدة «عربيتي»
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
يوم اللغة العربية العالمي هو أحد الأيام الأممية التي يوافق موعده اليوم 18 من ديسمبر من كل عام، وفي إطار حرص مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها نظم حفلا أمس الأحد تحت عنوان: "العربية لغة الشعر والفنون"، وقدمت الطالبة الإندونيسية نور حبيبة قصيدة تحت عنوان:«عَرَبِيَّتِي» وهي شِعْر للدكتور طه زكريا، المدرس بالمركز.
وجاء في القصيدة الأبيات التالية:
1- أَدْعُو الأَعَاجِــــــــمَ كُلّهمْ لِمَقَـــالِي نُــطقًا بِكِ – عربيَّتيْ – في الحالِ
2- إنَّ المَعَـــانِيَ فِي حَشَا ألفَاظِــــكِ دُرَرٌ كَــــمَا فِي الأبْحُــــــرِ الـلَآلِي
3- بِكِ أَنْــــزلَ اللهُ الكِتَـابَ تكَــــرُّمًا فَقَد اصطَفَــاكِ على اللُّغَـــاتِ العَالِي
4- فَكَتَبْتِ اسمَكِ فِي الخُلُوْدِ عَزِيْزَةً جَــــرَّاءَ حُــــبِّ اللهِ ذِي الإِجْـــــلَالِ
5- كم مِـــن لُغَــاتٍ أُزْهِقتْ أرْوَحُهَا صَــارَتْ نُقُــوْشًا قَـــطُّ ... كالتِّمْثَـالِ
6- ما زِلْتِ تحْيِيْنَ الشَّـــبابَ قَوِيَّـــــةً مُــذْ عَهْــــــدِ آدَمَ أَشْمُــسًا بِلَيَـــــــالِ
7- يَشْدُو بِأَحْرُفِــكِ الزَّمَــــانُ بَهِيَّـــةً وَيَبُــــثُّ فِيْـــــكِ مُنْتَــهَى الآمَــــــالِ
8- يا أمَّ عُرْبٍ كَثُــــــرَتْ حِلْيَاتُـــها تَرْنُـــــو إليــها أعْيُـــــــنُ العُــــزَّالِ
9- شِعْرِيَّــــــةٌ قُدْسِيَّــــــةٌ مَــدَنِيَّـــــةٌ وَهُوِّيَّـــــــةُ الآبَـــــــاءِ والأنْسَـــــالِ
10- حَضَـرِيَّةٌ... كَم مِن نُجُوْمٍ بِاسمِكِ كُتِبَـتْ... أضَــاءَتْ عَتْمَـــةَ الجُهَّالِ
11- ومِن اليَمِيْن ِ إلى اليَسَـارِ تَــبَرُّكًا زَانَـتْ حُـــرُوْفُكِ فِكْــــرَ كُلِّ مَجَالِ
12- أثنــى عـــــليــــكِ اللهُ فِـــي قُـــــــرْآنِهِ إذ قـال عنـــــكِ مُبِيْنَــــةُ الأقْـــوَالِ
13- نطَقَ الرسولُ كَلَامَهُ بكِ وَحـــدَكِ باليُمْــــنِ والــبَرَكَاتِ والإقْبَــــــالِ
14- فَخَرَجْتِ مِن فَمِهِ الشَّرِيْفِ قَدِيْرَةً بِحَـــــلَاوةٍ وعُـــــــذُوبَــــــةٍ ودَلَالِ
15- أنعــــــمْ بــكِ لُغــــةً ذاتَ فَصَـــــاحَةٍ تَقْفُـو خُطَـــاكِ بَلَاغَـــةُ الأَحْــــوَالِ
16- يَجْرِي كَلَامُكِ في اللسَّان سَلاسَــــةً مَــــاءً تَهـــادَى في قِنـــى شَــــلَّالِ
17- سَــــلْ عَنْها الجُــــرْجَانيَّ بِنَظْمِــــهِ أَبْيَــــــاتَ كُلِّ قَصِيْـــــدةٍ لِسُــــــؤَالِي
18 - سَــــلْ عَن هَوَاهَا حَافِظًا والبُحْتُــرِيْ وَالـطَّيِّــــــبَ الـمُتَنَبِّـــيَّ كِــمِثَــــــالِ
19- كَعْبًا وَحَسَّـــانًا وَشَــــوْقِيَّا سَلُــــــــوا وَجَـــرِيْرًا وَأَبَا تَمَّــامٍ مِـنَ الأمْثـــالِ
20- يَبْكُـــوْنَ مِن فَــــرْطِ الجَـوَى حُبًّا لها هِيَ عِنْـــدَهم ذاتُ المَقــــام العَـالِي
21- وَسِعَــــتْ مَشَاعِــــرَهم فِي أَحْضَانِهَا أمٌّ تُطَبْـــطِـــبُ في حَنَـــانٍ غَـــالِ
22-عَــرَبِيَّتِي كَمُلَــتْ جَمِيْــعُ صِفَـــاتِكِ دُوْنَ اللغَـــــاتِ تَمَيُّـــــزًا بِكَمَـــــالِ
23- رَغْمَ الحَسُودِ فكلُّ عَصْرٍ عصرُكِ تَبْقِيْنَ شامِخــــةً شُمُــــوخَ جِبَــالِ
24- وَكُفِيْتِ ألسُن حاسِــدِيكِ بِخَمْسَــــةٍ ودَحَضْتِ دَعْوَى العُقْمِ والإقْـلالِ
25- عَرَبِيَّتِي بجــــزالـــةٍ ورشـــاقـــةٍ حَـركاتُـــكِ وَسَكُــــوْنُـكِ كغَــزَالِ
26- عَصْـريَّـــةٌ لَفْظًا ومَضمُــــوْنًا مَعًا تَتَجَــــدَدِيْـــــنَ تَجَـــــدُّدَ الأجْيَــالِ
27- وَفَرِيْدَةٌ ... كم من خِـلَالٍ قَـــطْ لَكِ تَبْــدُو بِوَجْهِــــكِ نُـــــوْرَةً كالخَالِ
28- فِيْــكِ الحَقِيْقَــةُ والمَجَــازُ تَمَيَّـــزَا بِتَوَافُـــــقٍ فِي سَـــــائرِ الأحْــوَالِ
29- باهى عروضُكِ شعرَكِ فَبُحُوْرُهُ نَبَعَـتْ عُلا مِن مائِــكِ السَّلسَـــالِ
30- وحَبَاكِ رَبُّ العَالمِــيْنَ بِنَحْــــوِكِ ثَــــوْبًا وَجِــيْهًا مَـــا لــه مـن تَـالِ
31- رِ مَا شِئْتَ من اللغَاتِ تَــعَلُّمًــا الضَّــــادُ فُضْـــلاها وآلُ جَـــــمالِ
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اللغة العربية يوم اللغة العربية يوم اللغة العربية العالمي العربية لغة الشعر والفنون اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
في عالم تعج فيه الأخبار العاجلة والصور القاسية، تقف الترجمة الأدبية كجسر إنساني حساس، يربط بين القلوب والعقول، وينقل معاناة الشعوب من وراء الجدران والصمت الدولي. غزة، هذه الرقعة الصغيرة التي أصبحت عنوانا للألم والمعاناة والجوع، تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى أدوات تعبير تتجاوز الحصار، وتصل إلى وجدان الشعوب، لا سيما من خلال الأدب المترجم.
فالترجمة الأدبية ليست مجرد نقل لغوي، بل فعل مقاومة ثقافية وأخلاقية، تتحول عبره القصص والقصائد والنصوص الشعرية والنثرية من أصوات محلية إلى شهادات عالمية، تكسر التعتيم، وتعيد للإنسان الغزي صورته الحقيقية كفرد لديه أحلام وأوجاع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"غرق السلمون" للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطنlist 2 of 2من كلكتا إلى نوبل.. طاغور شاعر الطبيعة والحزن وفيلسوف الحياةend of listفي حديثه للجزيرة نت، يرى أستاذ الأدب والنقد الإنجليزي في جامعة الأزهر بغزة، مروان حمدان، أن الترجمة الأدبية تلعب دورا حيويا في إبراز البعد الإنساني بعيدا عن التجاذبات السياسية، وكشف التفاصيل اليومية للمعاناة من منظور شخصي وعاطفي، وتعزيز التضامن الدولي عبر إشراك القراء في معاناة وآمال الكتاب الغزيين، وإحياء الذاكرة الغربية حول النكبة والإبادة والحصار من خلال الأدب.
وتهدف الترجمة إلى نقل الأدب الفلسطيني إلى جمهور عالمي متنوع، لا سيما أعمال الكتاب من غزة، وبناء شبكات تضامن ثقافي عالمية عبر أعمال أدبية مترجمة، وتمكين الكتاب الفلسطينيين من التواجد في محافل أدبية دولية، وتعزيز الصورة الثقافية لغزة بوصفها حاضنة للإبداع، لا مجرد مسرح للحرب.
إن الترجمة الأدبية من غزة ليست عملا ثقافيا فحسب، بل شهادة على واقع إنساني يجب أن يسمع. وهي دعوة للعالم كي ينصت، لا إلى دوي الطائرات والصواريخ فقط، بل إلى صوت الشاعر والروائي.
وقد أكد على أهمية تسليط الضوء على الأصوات الأدبية والأعمال الإبداعية في قطاع غزة، من خلال ترجمة مختارات منها إلى لغات عالمية، لنقل صورة أعمق عن القضية الفلسطينية إلى العالم بلغات مختلفة، وفتح آفاق جديدة أمام المترجمين المهتمين بها، ودعم الكتاب والمترجمين الشباب، وتوفير منصات لنشر أعمالهم.
تمثل الكتابة الإبداعية في السياق الفلسطيني ضرورة ملحة، وسلاحا يعبر الأجيال ويخترق حدود اللغة نحو العالم، فهي ليست ترفا أدبيا، بل فعل مقاومة، وصرخة وعي، وذاكرة تحفظ ما يحاول المحتل طمسه.
إعلانإنها أداة لاسترداد الحق، وتثبيت الهوية، وعين لا تغفو في زمن المسخ الإعلامي والتزييف السياسي. فالكاتب الفلسطيني ليس مجرد راو، بل شاهد ومقاتل، وناقل لنبض شعبه بلغة لا تهادن ولا تساوم.
الشاعر حيدر الغزالي، الذي كانت له إسهامات جليلة في تسليط الضوء على أهمية القضية الفلسطينية، ومظلومية الشعب الفلسطيني، وتعزيز السردية القائمة على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في أرضه، شارك في فعاليات أدبية كبيرة في فرنسا وإيطاليا والبرازيل والولايات المتحدة.
وقال في حديثه للجزيرة نت: "كانت لي مشاركات أدبية من خلال نصوص شعرية عن القضية الفلسطينية والإبادة في غزة، فقد أسهمت مع مجموعة من الشعراء الغزيين، منهم يوسف القدرة، هند جودة، مروان مخول، علي أبو خطاب، الشهيد رفعت العرعير، نعمة حسن، الشهيدة هبة أبو ندى، دارين الطاطور، ويحيى عاشور، الذين شعروا بمسؤوليتهم تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الإبادة في غزة، في إصدار مجموعة شعرية مشتركة باللغة الإيطالية بعنوان (صراخكم من صوتي)، وكانت واحدة من أكثر المجموعات الشعرية مبيعا في إيطاليا".
وأضاف: "ترجمت لي قصيدة (أعدني إلى صباي) ونشرت على صفحات مجلة Ord Bild السويدية، وهي أقدم مجلة أدبية في السويد، كما ترجمت قصيدة (كلما خرجت من البيت أودعه) إلى اللغة المالايالامية، ونشر نص قصيدة (انتفاضة الشباب الحر في الجامعات) في جريدة (The New York War Crimes) الأميركية، التي كانت تصدر في وقت اعتصام طلاب الجامعات في أميركا ضد الحرب على غزة".
مقاومة الصمت واختراق الحدودوفي معرض رده على سؤال حول جدوى هذه الفعاليات الأدبية ودورها، أضاف: "الترجمة الأدبية ضرورة ملحة، وأداة لا بد منها لعبور المسافات واختراق الحدود نحو نبض الشارع، وصوت الإنسان البسيط، وحكاية الوطن المسلوبة. إنها الكلمة التي تقاوم الصمت، وتمنح اللغة حرارة الرفض، وكرامة البوح في وجه القهر.
وهي التي تواجه سردية الكذب الإسرائيلية، وتوقع على القاتل صفة الإجرام والدموية. فالكتابة في زمن الإبادة تتطلب انغماسا تاما في الوجع، للدفاع عن الروح البشرية، واقتحام أغوار آلامها، إلى درجة تتطلب أحيانا أن يتجاهل النص خلفيته القومية والوطنية، لصالح ما هو أعم وأشمل. والترجمة هي التي توصل النص إلى حده العالمي، وتطوع اللغات لخدمة أهدافها".
جوديث كيزنر، كاتبة وفنانة تشكيلية ألمانية، وعضو أكاديمية قصر العزلة في برلين، ومن أكثر الداعمين للقضية الفلسطينية ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين، أسهمت في إقامة مدرسة "زهرة أمل" للطلاب الفلسطينيين في منطقة المواصي.
ورأت في تصريحها للجزيرة نت أن "الكتابة الأدبية وترجمتها تمنح أهل غزة صوتا غالبا ما يتم تجاهله في السياسة. فمن خلال الكتب والقصص والقصائد، يتمكن الغرب من التعرف على تجاربهم الشخصية ومشاعرهم، وفهم معاناتهم بشكل أعمق، مما يسهم في اتخاذ مواقف أو القيام بأفعال من أجلهم".
وأضافت: "الترجمة الأدبية لا تنقل فقط أخبار الحرب والدمار في غزة، بل تكشف عن تفاصيل الحياة اليومية التي تستمر رغم كل شيء، وتجعل المعاناة ملموسة، وتعيد للضحايا أسماءهم وملامحهم، وتذكرنا بمسؤوليتنا تجاههم كأفراد ومجتمعات".
حكايات حية وشهادات موروثةإن الترجمة الأدبية من غزة ليست عملا ثقافيا فحسب، بل شهادة على واقع إنساني يجب أن يسمع. وهي دعوة للعالم كي ينصت إلى صوت الشاعر، والروائي، والأديب، لأن الأدب هو المصدر الإنساني الصادق لرصد ما يجري عبر العصور.
إعلانهذا ما قالته رئيسة الملتقى الثقافي وملتقى الأدب الفلسطيني في أوروبا، والمختصة في الترجمة الأدبية، نجوى غانم، وتروي للجزيرة نت كيف أسهمت في ترجمة جميع قصائدها التي كتبتها خلال الحرب على غزة إلى الإنجليزية والألمانية، تحت عنوان: "أغنية الحياة على تلة الذبح، قصائد الإبادة"، كما ترجمت القصيدة التي كتبتها ابنتها نيسان أبو القمصان بعنوان "خان حرب" إلى اللغة الإنجليزية.
كما شاركت في ترجمة كتاب "الوصايا: شهادات مبدعات ومبدعين من غزة في مواجهة الموت" (2024)، الذي يضم 17 نصا لعدد من الكتاب الفلسطينيين، وقد جاء إهداء لروح الفنانة التشكيلية الفلسطينية هبة زقوت، التي ارتقت مع طفلها جراء قصف غادر في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد تضمن الكتاب لوحاتها كتعزية فنية وعاطفية.
كذلك ترجمت كتاب "الكتابة، كل ما ظل لي" للكاتبة الغزية الشابة دانا فليفل إلى الإنجليزية والفرنسية (2025)، وكتاب "48 قصة قصيرة فلسطينية" لـ 48 كاتبا فلسطينيا من الوطن والشتات إلى اللغة الإنجليزية، وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لذكره.
واعتبرت غانم أن هذه الترجمات الأدبية تمثل شهادات موروثة للغربيين، عرفوا من خلالها "قصة أبي اللاجئ المنكوب، وجدي الذي عاش ومات رافضا الخنوع والاعتراف بأنه لاجئ، ومعاناة جدتي، وقصصي على الحواجز العسكرية، والإبادة التي يعيشها شعبي".