القارئ الشيخ مراد علي مراد لـ «الأسبوع»: القرآن العظيم به كل قواعد وقوانين علوم الموسيقى الصوتية
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
ولا تزال مدرسة التلاوة والتواشيح المصرية تبوح بكنوزها، وتقدم جواهر الأصوات الخلابة من كل ربوع مصر.
ومؤخرًا ظهر صوت القارئ الشيخ مراد علي مراد الذي يشع حلاوة ليذكرنا بمدارس الكبار.
فتى صغير فى الثالثة عشرة من عمره يحفظ القرآن الكريم في كُتاب المنصورة الأزهري، يجري كلما سمع صوت مولانا الطبلاوي في المسجد الأحمدي بطنطا.
يقول الشيخ مراد علي مراد في حديث لـ «الأسبوع»، إن موهبة قراءة القرآن الكريم تولد مع الطفل منذ صغره، وأتذكر في طفولتي بالمنصورة أنني كنت أردد بعض الأناشيد الدينية خصوصًا لمولانا الشيخ سيد النقشبندي، هذا الصوت الملائكي الذي يعلمك القراءة الصحيحة دون أن تشعر حتى لو كنت صغيرًا.
سألت الشيخ مراد علي مراد عن سبب دخوله مجال القراءة والإنشاد الديني فقال: تربيت في بيت صوفي أزهري ومن عائلة كلها تعلمت في الأزهر الشريف، وأنا أنتمي للمدرسة الأشعرية «رفاعية» وجلسات «الحضرة» ترى بها أشياء بداخلك سواء كانت موشحات دينية أو قراءة للقرآن العظيم، تدخل «الحضرة» وتخرج منها وأنت سعيد مبسوط.
قلت للشيخ كيف دخلت عالم القراء؟
فقال من باب القرآن العظيم فعندما حفظت المصحف وجدت روحي تهيم في حب الله، ودخلت باب القراء في أروع تجليات الله صوت مولانا الشيخ مصطفى رئيس دولة القرآن العظيم وصوت مولانا الطبلاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ومولانا الشيخ الشعشاعي.
قواعد الموسيقى في القرآن العظيم:
ثم سألت الشيخ عن وجود الصوت القارئ المثقف، فرد الشيخ مراد علي مراد: طبعًا دخولي كلية أصول الدين بالأزهر جعلني أحفظ أساليب القراءة الصحيحة وقواعد وأحكام التلاوة فصلًا عن قواعد اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم، فعندما تقرأ آية محددة وأنت فاهم «معنى الآية وأسباب النزول» وكونها سورة مكية أو مدنية، وهذا الفهم الصحيح لقواعد النطق السليم يجعلك تقرأ صحيح الآية، أي تعرف متى يكون الصوت من المقام الموسيقي الصحيح، وطبعًا غني عن التعريف أن القرآن العظيم به كل قواعد وقوانين «علوم الموسيقى الصوتية».
يضيف الشيخ مراد علي مراد: ومن حسن حظي دخولي كلية القرآن الكريم بطنطا والدراسة هناك أيضًا، وهذا الصرح الأزهري العملاق هو مدرسة متفردة «جامعة القرآن العظيم» في طنطا، هناك وسط عمالقة الأساتذة الكبار تعلمت فنون إتقان التلاوة الصحيحة السليمة، وهناك فرق بين حلاوة الصوت وصحة التلاوة أو التجويد، ولذلك كنت حريصًا على محاضرات كلية القرآن الكريم.
سألت الشيخ مراد علي مراد عن الفرق بين التلاوة والتجويد والإنشاد؟، فقال: نحن في رحاب الله ننتظر الفتوح الرباني «ساعات طويلة أجد نفسي في ساحة الإنشاد الديني والمديح النبوي الشريف خصوصًا لمن هو في حالي، حيث إنني من سكان حي الحسين ومن «خدامين مولانا سيدنا الحسين»، أعيش هناك وسط الأحباب نخدم الناس بكل شكل ممكن، فالحضور وسط «السميعة» له معنى مختلف، وتعال اسمع صوت التجويد في ساحة الحسين أو الأزهر في الفجر، مهما وصفت لك لن تشعر بجمال الصوت النقي الصافي إلا لو سمعت دون مكبرات صوت كهربائية، وقد تغير الأجهزة الكهربائية من ذبذبات الصوت القرآني، ولذلك نحن نحرص على التلاوة في المسجد الحسين دون مكبرات كي نختبر قوة صوتنا وصحيح التجويد أو حتى التلاوة والإنشاء الديني.
وقال الشيخ مراد علي مراد: عن المستمع الجديد الذي يسمع القرآن في مقاطع قصيرة سريعة، طبعًا اختلفت أذواق الناس في مصر، لكن الأجمل وجود شباب يحبون سماع القرآن الكريم ووجود شبكات التواصل الاجتماعي ساعدت في تعليم الناس فنون الاستماع الصحيح.
فقلت له: وهل هناك قواعد للاستماع الصحيح؟
فرد الشيخ مراد علي مراد: نعم هناك قواعد لسماع القرآن الكريم:
أولا- التأدب في ساحة القرآن، "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون".
ثانيًا- عند السماع أولًا الإنصات للقارئ يجب أن يكون صوت القرآن وحده، دون أي شيء آخر، وهناك فرق بين سماع القرآن العظيم، والاستماع أو الحضور في حفلات «الذكر والحفلات»، فحفلات الذكر تختلف كليًا عن جلسات القرآن الكريم التي بها خشوع وخضوع لله رب العالمين.
أما في ساحات الإنشاد الصوفي فقد تجد نفسك تأتي بحركات جسدية تلقائية دون قصد منك، تجد نفسك تذوب في المجموع، وقد تكون ساعات الحضرة ممتدة وطويلة، لكن سماع القرآن محدد بوقف معين وشخصيًا أترك الوقت أثناء حفلاتي لعامل الحاضرين، وقد تجد نفسك تقرأ «ربع في ساعة» أو نصف ساعة حسب الحاضرين، مثلًا حفلاتي في الصعيد، خصوصًا في قنا وسوهاج تمتد لساعات طويلة «تقريبًا 3 ساعات» في حين أنني أسجل للإذاعة وأنا طبعًا قارئ معتمد في الإذاعة والتليفزيون المصري، حسب وقتي في التلاوة.
دراويش السيدة زينب
وأضاف الشيخ مراد علي مراد: من حسن حظي أن لي محبين مستمعين في مصر والسعودية واليمن والسودان، وهؤلاء أحبابي الذين يستمعون لي في حفلات مولانا سيدنا الحسين.
لكن عليّ فضل أيضًا لأحبابي الطيبين محبي السيدة زينب، وهناك كانت بدايتي في التلاوة وسط «دراويش السيدة زينب»، وأتذكر أن جدي الشيخ مراد أول من حضر بي للمسجد الديني وأعطاني العهد للقراءة والتلاوة «فجدي مراد الكبير» قارئ له صوت جميل ومنذ ثلاثين عامًا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تلاوة القرآن الكريم الطبلاوي القرآن الکریم القرآن العظیم
إقرأ أيضاً:
اليوم.. ختام فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
تختتم اليوم، فعاليات التصفيات النهائية للـ مسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الثانية والثلاثين، التي تنظمها وزارة الأوقاف، لليوم الخامس على التوالي، المنعقدة في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الجديدة، وذلك وسط مشاركة دولية واسعة تؤكد دور مصر الريادي في خدمة القرآن الكريم ورعاية حفظته.
وتجرى خلال هذا اليوم اختبارات فرع القراءات القرآنية فروع المسابقة، حيث تنعقد الاختبارات الخاصة بالفرع السابع، والذي يتنافس فيه ٩ متسابقين من مختلف الدول، ويشترط في هذا الفرع حفظ القرآن الكريم كاملًا بالقراءات السبع الصغرى من طريق الشاطبية، مع توجيه القراءات، وألا يزيد عمر المتسابق وقت الإعلان عن المسابقة على ٤٠ عامًا، وألا يكون قد فاز بإحدى الجوائز المالية الأصلية في نفس الفرع.
تأتي هذه التصفيات في إطار الجهود المنظمة لاختيار أفضل العناصر المشاركة في المسابقة، وترسيخ معايير دقيقة في الحفظ والأداء، بما يعكس الاهتمام المتزايد بنشر ثقافة القرآن الكريم وعلومه، وتعزيز حضور مصر على الساحة القرآنية العالمية.
وقد رصدت الوزارة للمسابقة جوائز مالية قدرها 13 مليون جنيه مصري، وهو أكبر دعم تقدمه الوزارة في تاريخ المسابقة؛ تأكيدًا لمكانة القرآن الكريم وأهله، ويحظى الفائزون بتكريم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي (يحفظه الله)، وذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي تُقيمها وزارة الأوقاف احتفاءً بليلة القدر في شهر رمضان المبارك.
وزير الأوقاف يشهد أمسية دينية بمسجد الحسينشهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أمسية دينية بمسجد الحسين، رضي الله عنه، بمشاركة كوكبة من المفتين الماليزيين المتدربين بأكاديمية الأوقاف الدولية، ووفد من محكّمي ومتسابقي المسابقة العالمية للقرآن الكريم، ومتسابقي دولة التلاوة.
وضمت الأمسية ضيوف مصر المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم ودورة المتدربين الماليزيين ومتسابقي دولة التلاوة، وذلك في إطار الأنشطة العلمية والدعوية التي تنظمها الوزارة على هامش فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم.
بدأت الأمسية بتلاوات قرآنية لمتسابقي دولة التلاوة: محمد محمد كامل، ومحمد عبد الموجود، ومحمد أحمد حسن، وعمر علي. كما استمع الحضور إلى تلاوة مميزة للمتسابق محمد زكي من دولة إندونيسيا، أحد المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم.
وتضمنت الأمسية ابتهالات عطرة للمتسابق رضا محمد، ثم تعاقب متسابقو دولة التلاوة على إنشاد عدد من الأبيات المختارة، ومنها بيت أمير الشعراء أحمد شوقي:
وللأوطان في دم كل حر ... يدٌ سلفت ودَينٌ مستحق
ثم بيت الإمام البوصيري:
فهو الذي تمَّ معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيبًا بارئُ النسم
كما أدى المتسابق وليد صلاح عطية أذان صلاة العشاء، وأقام الصلاة المتسابق عمر ناصر، فيما أمَّ المصلين المتسابق محمد وفيق حسن.
واستكملت الأمسية عقب الصلاة بابتهالات روحانية للمنشد مصطفى عاطف، بمشاركة متسابقي دولة التلاوة، وسط أجواء إيمانية مبهجة امتلأت بخشوع التلاوة وجمال الأداء، ثم اختُتمت الأمسية بتلاوة مباركة للقارئ أحمد رشاد، أحد متسابقي دولة التلاوة.
وأبدى الحضور إعجابًا شديدًا بتلك الأجواء الروحانية الصافية، وتلك المواهب القرآنية الشابة، فتأكد لهم أن دولة التلاوة المصرية ما زالت أصيلة وولادة، وأن أبناءها يسيرون على نهج الرواد في حمل لواء التلاوة وإحياء فنونها العريقة.
وشهد الأمسية كلٌّ من: الشيخ الدكتور السيد عبد الباري - رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والدكتور عبد الله حسن - مساعد الوزير للمتابعة، والدكتور أسامة رسلان - المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، والأستاذ محمود الجلاد - معاون الوزير لشئون الإعلام، والدكتور هشام عبد العزيز - رئيس مجموعة الاتصال السياسي بالوزارة، والدكتور أحمد نبوي - عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، والدكتور خالد صلاح - مدير مديرية أوقاف القاهرة.