نعم كرهنا كلمة تعويم.. الجنيه يحتاج إلى تنويم والدخول إلى غرفة الانعاش لضخ كميات هائلة من الأكسجين تعيده للحياة بدلًا من تعويم يقوده إلى مثواه الأخير.
الحفاظ على ما تبقى من قيمة للجنيه قضية أمن قومى، وهى أكبر التحديات التى تواجه الرئيس السيسى وحكومته الجديدة فى ولايته الثالثة.
لا يخفى على أحد أن إعادة انتخاب السيسى جزء منها هو شعور المواطن المصرى بضخامة المشكلة التى يواجهها الاقتصاد المصرى وعدم قدرة أى شخص آخر على التصدى لها وحلها.
أزمة الجنيه المصرى هى أزمة إرادة قادرة على اتخاذ خطوات حقيقية تتمثل فى حلول عاجلة وأخرى آجلة، الحلول العاجلة تتمثل أولًا فى رفض شروط صندوق النقد بتعويم الجنيه وبيع الشركات المصرية خاصة أن قيمة الشريحة الثانية التى لم تحصل عليها مصر ضئيلة وكلفتها باهظة الثمن.
ثم بعد ذلك ندخل فى إجراءات إصلاحية عاجلة تتمثل فى تثبيت سعر الدولار لجذب الاستثمارات الأجنبية التى هربت من مصر بسبب تذبذب سعر الدولار، مع الخطوتين السابقتين لابد من اتخاذ قرار جرئ بوقف الاستيراد بالكامل لجميع السلع لمدة ٦ أشهر كاملة مع نشر حملة توعية للمواطنين بترشيد الاستهلاك طوال هذه المدة.
أما الخطة الأجلة فهى إجراء دراسات وافية عن ثروات مصر وقدرتها التصنيعية والتركيز اولا على الصناعات التكميلية والتى نستورد معظمها مثل الصناعات التكميلية للألومنيوم والرمال السوداء ومشتقات البترول وغيرها مع حصر منتجاتنا الزراعية والعمل على رفع جودتها للتصدير.
قد تكون هذا الحلول أشبه بالدواء المر -وهى بالفعل كذلك -ولكن لو لم نأخذها فإن الجنيه المريض سيموت.
الاعتماد على صندوق النقد هو طريق الموت لكل اقتصاد مريض ولم تثبت كل التجارب السابقة أى نجاح مع هذا الاتجاه.
كما قلت نحتاج إلى إرادة حكام ومحكومين من أجل الخروج من هذا النفق المظلم.
وكما يقولون وجع ساعة ولا وجع كل ساعة أو كما قال بيت الشعر الشهير، وما نيل المطالب بالتمنى، ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا.
والرئيس السيسى لديه فرصة تاريخية تجعله يأخذ القرار الصعب، فقد جاء برضا عام واسع كشفت عنه الصناديق وإعلان الهيئة والوطنية للانتخابات.
ولذلك فإن الآمال معلقة عليه لاتخاذ قرارات تقود مصر إلى الأمام وإلا سوف نسأل جميعًا بعد عام أو عامين ماهى ثمرة هذا المشهد الانتخابى العظيم لو بقيت الأوضاع التى كنا عليها خلال السنوات الماضية كما هى.
لدينا معلومات حول تغير شكل مصر فى كل شىء على مستوى السياسات والأفراد فى الولاية الجديدة للرئيس ولذلك ننتظر.. وسنرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس السيسي
إقرأ أيضاً:
كاتب مصري: أمن ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر
قال الكاتب الصحفي المصري محمد فايز فرحات، إن مصر لا تدخر جهداً فى سبيل تعزيز فرص الوصول إلى تسوية للأزمة فى ليبيا، يمكن من خلالها الحفاظ على مقدرات الشعب الليبي، وتحقيق الاستقرار على المستويين السياسي والأمني، بعد مرحلة تخللتها صراعات مسلحة وتدخلات قوى خارجية تتبنى أجندات مختلفة، كان من شأنها انتشار الفوضى وانعدام الأمن. ومن دون شك، فإن ذلك ينطلق من مبدأ أساسي هو أن «أمن ليبيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر».
أضاف في مقال بصحيفة الأهرام المصرية، “من هنا، اكتسب مؤتمر آلية دول الجوار الثلاث (مصر وتونس والجزائر) الذي عقد بالقاهرة فى 31 مايو الماضى، أهميته. إذ إنه جاء فى لحظة مصيرية بالنسبة لليبيا، التي تصاعدت حدة المواجهات المسلحة فيها، خاصة فى العاصمة طرابلس، خلال الفترة الأخيرة”.
وتابع قائلاً “في ضوء إدراك الدول الثلاث أنها معنية أكثر من غيرها بتحقيق الاستقرار في ليبيا، فقد أكدت فى البيان الختامي للمؤتمر ضرورة مواصلة دعم الجهود التي تبذلها اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» لتثبيت وقف إطلاق النار، وخروج كل القوات الأجنبية الموجودة على الأرض الليبية، باعتبار أن هذه القوات كانت أحد الأسباب التي أدت إلى اضطراب الأوضاع الأمنية، وتصاعد حدة الصراع العسكري بين الأطراف المختلفة المنخرطة في الأزمة”.
واختتم بقوله “من دون شك، فإن توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية يحظى باهتمام خاص من جانب الدول الثلاث، باعتبار أنه يمثل أحد الأركان الأساسية التى لا غنى عنها فى سبيل الحفاظ على وحدة الدولة واستقرارها، وإنهاء الفوضى التى تسبب فيها اتساع نطاق الأدوار التى تقوم بها المؤسسات الموازية، والتى كان لها دور رئيسى فى عرقلة كل الجهود التى بذلت من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية”.