فضلها عظيم لا تجعلها تفوتك.. المفتي يوضح عدد ركعات صلاة الضحى
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
أجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على سؤال يقول: «ما هو عدد ركعات صلاة الضحى؟ فإنَّ رجلًا يحافظ على أداء صلاة الضحى اثنتي عشرة ركعةً يوميًّا، وقرأ في أحد الكتب أن أكثرها ثماني ركعات، ويسأل: ما حكم ما يفعله مِن المداومة على صلاة الضحى اثنتي عشرة ركعة؟».
وقال المفتي في فتواه عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، إن صلاة الضحى هي سُنَّة مؤكدة، وأقلها ركعتان بإجماع الفقهاء، واختلفوا في أكثرها، حيث إن مذهب الحنفية وبعض الشافعية يرى أن أكثرها اثنتا عشرة ركعة، وذهب فقهاءُ المالكية، وأكثرُ الشافعية وهو المعتمد عندهم، والحنابلةُ إلى أن أكثرها ثماني ركعات، ويرى بعضُ العلماء أنه لا حَدَّ لأكثرها فيجوز للمسلم أن يصلي الضحى عدد ما شاء مِن ركعات دون تقييد بعدد معين.
أضاف المفتي: فصلاة الضحى هي الصلاة التي سَنَّها سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في وقت الضحى عند ارتفاع النهار، وجَعَلها صلى الله عليه وآله وسلم مجزئةً عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيات بدن الإنسان -أي: عِظَامه- في كلِّ يومٍ شكرًا لله تعالى على نعمته وفضله.
وتابع: «فعن أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في «صحيحه».
وأوضح أنه لأهمية صلاة الضحى وتأكيدًا على بيان فضلها ، فجَعَلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وصيةً بين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
واستشهد بما جاء عن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
أقل عدد ركعات صلاة الضحىوذكر أن أقلُّ صلاة الضحى ركعتان باتفاق الفقهاء؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
واختتم: "وفي واقعة السؤال مداومة الرجل المذكور على أداء صلاة الضحى اثنتي عشرة ركعةً صحيحٌ شرعًا، ولا حرج عليه في ذلك".
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صلاة الضحى فضل صلاة الضحى صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه صلاة الضحى عشرة رکعة ى الله ع
إقرأ أيضاً:
المطر والصلاة.. هل يجوز أداء الجماعة في البيت؟
مع حلول فصل الشتاء وهطول الأمطار الغزيرة، يواجه بعض المسلمين صعوبة في الوصول إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة، السؤال الذي يطرحه الكثيرون: هل يجوز الصلاة في البيت عند شدة المطر؟ دار الإفتاء المصرية توضح الرأي الشرعي في هذا الشأن.
أهمية صلاة الجماعة في المسجد
حثّت الشريعة الإسلامية على صلاة الجماعة في المسجد لما لها من فضل عظيم ومضاعفة للأجر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» (رواه البخاري ومسلم).
صلاة الجماعة لها حكم كبيرة، أبرزها:
إظهار روح الترابط والوحدة بين المسلمين.
عمارة المساجد وتعظيم شأنها.
الانقياد لله والسعي لحضور الخير.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلاً» (رواه البخاري ومسلم).
الصلاة في البيوت عند المطر الشديد
أجاز الشرع للمسلم الصلاة في البيت عند وجود عذر يمنعه من حضور الجماعة في المسجد، مثل سقوط الأمطار الغزيرة أو وجود صعوبة في الطريق.
ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المؤذن في ليلة باردة ممطرة قائلاً: «ألا صلوا في الرحال» أي البيوت والمنازل (متفق عليه).
وينطبق ذلك على جميع الصلوات، بما فيها الجمعة والعيدين، إذا كان المطر شديدًا أو الأرض موحلة تمنع الوصول للمسجد.
الأجر للممنوع عن الصلاة في المسجد بعذر
أوضح الفقهاء أن من لم يتمكن من حضور صلاة الجماعة بعذر شرعي، يناله كامل الأجر كما لو صلى في المسجد، ما دام معتادًا على الصلاة ولم يمنعه إلا هذا العذر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مرض العبد أو سافر، كتب مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا» (رواه البخاري).
كما نصت كتب الفقه الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي على أن المطر الشديد أو الوحل يعتبر عذرًا مشروعًا لترك الجماعة دون نقصان في الأجر.
في الختام، نستنتج أن من يجد صعوبة في الذهاب إلى المسجد بسبب الأمطار الغزيرة يجوز له الصلاة في البيت منفردًا أو جماعةً مع أفراد المنزل، ولا ينقص أجره بل يُكتب له ثواب صلاة الجماعة. وعند انقطاع المطر وارتفاع الحرج، يجب عليه العودة إلى الصلاة في المسجد حفاظًا على مضاعفة الأجر وثواب الجماعة. وبذلك، تكفل الشريعة الإسلامية رفع الحرج عن المؤمنين مع الحفاظ على فضل الجماعة ومكافأتها.