ماجد البلوشي – مدير العلاقات في مشروع أمسان

يعتبر خلق ذكريات دائمة في السفر، من تذوق النكهات المحلية إلى الانغماس في محيط آسر، جانبا أساسيا من جوانب الصناعة. وللأسف، غالبا ما تشكل هذه التجارب تحديا للمسافرين ذوي الإعاقة. تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن شخصا واحدا من كل ستة أشخاص على مستوى العالم يعيشون مع إعاقة، وفي الشرق الأوسط، هناك حوالي 30 مليون فرد معروفون كأشخاص من أصحاب الهمم.

يتكيف قطاع السفر لتلبية الاحتياجات المتنوعة، بما في ذلك احتياجات المسافرين الصم، الذين يسعون بحق إلى الوصول المتساوي إلى مباهج تجربة وجهات جديدة وأحدث مناطق الجذب.

برزت الاستفادة من التكنولوجيا كاستراتيجية رئيسية لسد فجوة إمكانية الوصول. توفر الحلول المبتكرة مثل مشاهدة المعالم السياحية التكيفية دعم التواصل في الوقت الفعلي للأفراد الصم، مما يسهل التفاعل مع مقدمي الخدمات والمسافرين الآخرين والمرشدين. الأهم من ذلك، تؤكد هذه التطورات على أن العروض التي يمكن الوصول إليها لا تحتاج إلى أن تكون خاصة أو متميزة. يمكن دمجها بسلاسة في تجارب السفر، مما يضمن أن الأفراد الصم يمكنهم الاستمتاع الكامل بوقت فراغهم دون مواجهة حواجز.

تسهيل التجارب التي يمكن الوصول إليها
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك حوالي 1.5 مليار فرد تقريبا على مستوى العالم يعانون من درجات متفاوتة من ضعف السمع. بالنسبة لمجتمع الصم، هناك حواجز اتصال في الحياة اليومية. واليوم، لا يعرف سوى أقلية من سكان العالم لغة الإشارة، وهناك نقص في المساعدة. علاوة على ذلك، يشبه إلى حد كبير كيف أن كل بلد لديه لغات ولهجات وطنية، كذلك لغة الإشارة. لذا فإن معرفة واحد فقط لا يكفي للسفر العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر بعض قنوات خدمة العملاء إلى بدائل يمكن الوصول إليها، مثل خدمات الفيديو المتتابعة أو الاتصال القائم والمستند إلى النص، مما يحد من قدرة الأفراد الصم على طلب المساعدة أو حل المخاوف بشكل فعال.

احتضان القوى العاملة الصم
في العام الماضي، أكد 92٪ من المشاركين الذين شملهم استطلاع اكسبيديا على أهمية تلبية مزودي خدمات السفر لمتطلبات إمكانية الوصول للمسافرين. وبالتالي، فإن الواجب الأخلاقي لتنمية قوة عاملة تجسد كلا من التعاطف والخبرة يصبح ضرورة تجارية للشركات العاملة في قطاع السياحة. وهذا يتطلب استثمارا استباقيا في تثقيف الموظفين حول العناصر المحورية مثل الفروق الدقيقة في ثقافة الصم، ومنهجيات الاتصال البارعة، والكفاءة في مختلف لغات الإشارة.

تيسير العمليات من أجل الشمولية
من أجل تعزيز وتقوية إمكانية الوصول لمجتمع الصم، يمكن للوجهات والشركات تنفيذ تدابير عملية. إذا قمنا بتكبير المزيد من التجارب اليومية، تخيل عشاء شخص أصم يحتاج إلى التواصل بشأن احتياجاته الغذائية. باستخدام تطبيق الفيديو التتابعي، يمكن للاتصال السريع مع مترجم فوري عبر رمز الاستجابة السريعة ربطهم بسلاسة بمترجم لغة الإشارة الحية، وبالتالي تسهيل الاتصال السهل والسلس. في دبي، أطلق الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، فريق دبي للسفر والسياحة الميسرة. تم تصميم هذا المشروع لتحسين تجارب السفر والسياحة لأصحاب الهمم ويؤكد التزام الدولة بضمان المساواة في الوصول إلى السفر الخالي من العوائق للجميع. علاوة على ذلك، في الوقت الذي تستعد فيه أبوظبي لاستضافة مؤتمر الاتحاد العالمي للصم 2027، تتمتع الشركات بفرصة رئيسية لمواءمة عملياتها مع التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتماسك الاجتماعي.

فهم المبادئ الأساسية لإمكانية الوصول
وفقا للشبكة الأوروبية للسياحة المتاحة والسهلة الميسرة، يعاني الاقتصاد العالمي من خسارة مذهلة تبلغ 150 مليار دولار سنويا بسبب إشرافه على سوق السياحة الميسرة. إضافة إلى ذلك، سلط استطلاع اكسبيديا المذكور أعلاه الضوء على أن 70٪ من المستجيبين سيختارون خيار سفر أكثر شمولا، حتى بتكلفة أعلى. تؤكد هذه البيانات على القوة الرائعة للسياحة الشاملة لإعادة تشكيل الفرص لمجتمع الصم. هذا هو بالضبط هدف أسان – تفكيك حواجز الاتصال وتنمية بيئة من الدفء والشمول، وتعزيز بيئة تصنع تجربة سياحية ثرية لمجتمع الصم.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: تدريب الوعاظ على لغة الإشارة يستهدف رفع معاناة الصم

أعربت د. إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، عن سعادتها بانطلاق مشروع تدريب الوعاظ والواعظات على لغة الإشارة بالتزامن مع اليوم العالمي للغة الإشارة، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي برعاية ودعم من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حرصًا على الوصول برسالة الدين إلى جميع فئات المجتمع، وفي مقدمتهم ذوو الإعاقة السمعية.

وأوضحت «شاهين» أن فكرة المشروع بدأت عندما واجهت بعض المواقف الإنسانية التي كشفت عن معاناة هذه الفئة من غياب التواصل الديني الصحيح، وهو ما دفع عددًا من الواعظات لتعلم لغة الإشارة، حتى أصبحت الواعظة منى عاشور مدربًا معتمدًا في هذا المجال، مما مهد الطريق لإطلاق مبادرات للتواصل مع الصم عبر لجان الفتوى والدروس الدينية.

وأضافت أن الأزهر الشريف بدأ منذ عامين تنفيذ دروس وبرامج إلكترونية بلغة الإشارة داخل مصر وخارجها، إلا أن الخطوة الحالية تمثل توسعًا أكبر في إعداد كوادر دعوية قادرة على التواصل المباشر مع الصم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد يتعرضون لها، مشددة على أن من حق هذه الفئة الكريمة أن تجد من يخاطبها بلغة تفهمها.

وأكدت شاهين أن المشروع يسعى في مراحله المقبلة إلى إعداد مناهج مبسطة للصم، وبث برامج دينية مترجمة بلغة الإشارة، وتأهيل مترجمين متخصصين في المصطلحات الشرعية، فضلًا عن دعم مبادرات ترجمة خطب الجمعة في المساجد الكبرى، وتدريب الصم أنفسهم على المشاركة في العمل الدعوي، داعية الوعاظ والواعظات إلى حمل هذه الرسالة بأمانة وإخلاص.

مقالات مشابهة

  • «جويس» تنظم ورشة عمل لوكلاء السياحة من مولدوفا وأوكرانيا بشرم الشيخ
  • أستاذ جلدية : الصلع الوراثى لا يمكن علاجه بخلطات عشبية أو زيوت مجهولة
  • البحوث الإسلامية: تدريب الوعاظ على لغة الإشارة يستهدف رفع معاناة الصم
  • طوابير الهجرة تمتد في تل أبيب.. آلاف الإسرائيليين يتدافعون نحو جواز السفر البرتغالي
  • ارتفاع مستويات التلوث في بغداد إلى حدود غير صحية
  • السياحة التي نُريد!
  • تصعيد قبلي على حدود المملكة… الحوثيون يحشدون ويهددون السعودية.. عاجل
  • تركيا تعيد رسم خريطة السفر للمصريين عبر توسيع وجهاتها الجديدة
  • حتميَّة المراجعة الشاملة
  • اضطرابات بحركة السفر عالميا بعد استدعاء إيرباص طائرات A320 بسبب خلل برمجي