الملاذ الآمن: الجنيه الفضة يحل محل الذهب بالأسواق المصرية هدايا مع ارتفاع الأسعار
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
كشف مركز «الملاذ الآمن» عن تحول ملحوظ في أنماط الهدايا والاستثمار بالسوق المصري في الآونة الأخيرة، حيث بدأ الجنيه الفضة يكتسب شعبية متزايدة كبديل جذاب للذهب، في مناسبات الهدايا والاحتفالات الاجتماعية، خاصة في ظل الارتفاعات القياسية التي تشهدها أسعار الذهب، وأدى تجاوز سعر الجنيه الذهب حاجز 37 ألف جنيه في السوق المحلية، إلى عزوف شرائح واسعة من المستهلكين عنه، والبحث عن بدائل أكثر مناسبة للقدرة الشرائية، وهو ما فتح الباب أمام صعود لافت للجنيه الفضة.
ارتفاع سعر الجنيه الذهب يعيد رسم أولويات المستهلكين
مع استمرار الضغوط التضخمية عالميًا ومحليًا، وصل سعر الجنيه الذهب (وزن 8 جرامات من عيار 21) إلى مستويات غير مسبوقة، مما جعله خارج متناول العديد من الأفراد الراغبين في تقديمه كهدايا في مناسبات مثل الخطوبة أو النجاح أو السبوع.
وأفاد عدد من تجار الذهب بأن المستهلكين باتوا يبحثون عن بدائل "قَيّمة في معناها، واقتصادية في تكلفتها"، وهو ما وفرته الفضة عمومًا، و"الجنيه الفضة" على وجه الخصوص.
الفضة تعود للمشهد.. والجنيه الفضة يتصدر الهدايا
شهدت مبيعات الجنيه الفضة قفزة كبيرة خلال النصف الأول من 2025، مدعومة بتراجع أسعار الفضة مقارنة بالذهب، إلى جانب جاذبية التصميمات الجديدة وارتباطه الرمزي بالتراث المصري.
سعر الجنيه الفضة عيار 925 يسجل حاليًا نحو 650 جنيهًا، وهو ما يجعله في متناول فئات واسعة من المواطنين، بخلاف الجنيه الذهب الذي ارتفع سعره بأكثر من 300% خلال عامين.
وجه تجاري جديد يدعمه السوق
وبحسب تجار في القاهرة والإسكندرية، فإن الطلب على الجنيه الفضة لم يعد مقتصرًا على الأفراد فقط، بل امتد إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي باتت تفضله كهدايا تذكارية لموظفيها وعملائها في نهاية العام أو خلال المناسبات.
كما لجأت العديد من الأسر إلى إدراجه ضمن "شبكة الخطوبة" الرمزية، في ظل ضغوط اقتصادية دفعت الكثيرين لإعادة تقييم أولويات الإنفاق على الذهب.
حيث بدأت بوادر التغيير في الظهور منذ العام الماضي عندما أطلقت بعض الصفحات المحلية على فيسبوك مبادرات شعبية تشجع على استبدال الفضة بالذهب تحت شعارات مثل "الذهب مش دليل المحبة" و"الفضة بركة" و"مش لازم دهب علشان تتجوز".
قيمة معنوية بسعر في المتناول
وأفاد مركز «الملاذ الآمن» أن المستهلكين يسألون اليوم عن الجنيه الفضة بنفس إلحاحهم سابقًا على الجنيه الذهب.
وأشار إلى أن بعض المصانع بدأت بالفعل في إنتاج إصدارات خاصة من الجنيه الفضة تحمل رموزًا وطنية أو تصاميم مميزة لمناسبات مثل "عيد الأم" و"حفلات التخرج"، ما يعزز من الإقبال عليه.
توقعات باستمرار الطلب المرتفع
يتوقع خبراء السوق أن يستمر هذا التوجه خلال النصف الثاني من العام، خاصةً إذا استمرت أسعار الذهب في مسارها التصاعدي، كما تشير مؤشرات السوق إلى أن الجنيه الفضة قد يتحول من مجرد "بديل مؤقت" إلى منتج رئيسي في سوق الهدايا المصرية، مستفيدًا من الجمع بين القيمة الرمزية والتكلفة المعقولة.
في ظل ارتفاع أسعار الجنيه الذهب وتزايد الضغوط المعيشية، يظهر الجنيه الفضة كبديل ذكي واقتصادي، يحمل في جوهره نفس الدلالة الاجتماعية والرمزية، ولكن بسعر يناسب إمكانيات شرائح واسعة من المجتمع المصري.
أثير ارتفاع أسعار الذهب على اتجاهات الهدايا
لقد أثر الارتفاع المستمر في أسعار الذهب بشكل مباشر على عادات الهدايا لدى الأفراد والشركات في مصر، ففي السابق، كان الذهب هو الخيار الأول للهدايا في المناسبات الاجتماعية المختلفة مثل الزواج، أعياد الميلاد، والتخرج، وكذلك في هدايا الشركات التقديرية، ومع تجاوز أسعار الذهب لمستويات قياسية، أصبح الكثيرون يبحثون عن بدائل اقتصادية وذات قيمة.
هذا البحث عن البدائل هو ما دفع الجنيه الفضي ليحتل مكانة بارزة، فبدلاً من التخلي عن تقليد تقديم الهدايا الثمينة، تحول الأفراد والشركات إلى الفضة التي تقدم حلاً وسطاً يجمع بين القيمة المادية والرمزية، هذا التحول لا يقتصر على الأفراد فحسب، بل يمتد ليشمل الشركات التي تسعى لتقديم هدايا تقديرية لموظفيها أو شركائها دون تكبد نفقات باهظة.
أسباب تفضيل الجنيه الفضي كهدايا واستثمار
تتعدد الأسباب التي دفعت الأفراد والشركات إلى تفضيل الجنيه الفضي كهدايا وكشكل من أشكال الاستثمار، ومن أبرزها:
القدرة على تحمل التكاليف: حيث يعد الجنيه الفضي بديلًا اقتصاديًا للذهب، مما يتيح للأفراد والشركات تقديم هدايا ذات قيمة دون تحمل أعباء مالية كبيرة.
القيمة الاستثمارية: على الرغم من أن الفضة أقل قيمة من الذهب، إلا أنها لا تزال تعتبر ملاذًا آمنًا للاستثمار وتحتفظ بقيمتها على المدى الطويل، خاصة في أوقات التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، وقد أظهرت بعض التقارير أن الفضة يمكن أن تحقق مكاسب أعلى من الذهب في بعض الأحيان.
المرونة والتنوع: تتوفر سبائك الفضة بأشكال وتصاميم متنوعة، مما يتيح خيارات أوسع للهدايا الشخصية والتجارية، الجنيه الفضة، على وجه الخصوص، يحمل قيمة تاريخية وتراثية، مما يجعله هدية مميزة.
الطلب المتزايد: يشهد سوق الفضة في مصر طلباً متزايداً، مما يعكس الوعي المتنامي بقيمتها كبديل للذهب، وقد أشار تقرير لمركز الملاذ الآمن، صادر في أبريل 2025 إلى ارتفاع أسعار الفضة في مصر بنسبة 4.3% خلال أسبوع واحد، مدفوعاً بالطلب المتزايد.
سهولة التداول: يمكن تداول الفضة بسهولة في السوق المصري، مما يضيف إلى جاذبيتها كاستثمار.
يُعد تزايد الإقبال على الجنيه الفضي في السوق المصري ظاهرة طبيعية تعكس التغيرات الاقتصادية وارتفاع أسعار الذهب، لقد أثبتت الفضة، وخاصة الجنيه الفضي، أنها بديلًا عمليًا وقيمة استثمارية، تلبي احتياجات الأفراد والشركات على حد سواء في تقديم الهدايا والاستثمار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفضة الجنيه الفضة أسعار الذهب الأفراد والشرکات الملاذ الآمن الجنیه الذهب ارتفاع أسعار أسعار الذهب سعر الجنیه
إقرأ أيضاً:
مصر: تراجع وتيرة ارتفاع أسعار العقارات وسط جدل حول الفقاعة العقارية
(CNN)-- يسجل القطاع العقاري المصري نشاطًا قويًا حاليًا نتيجة استمرار الطلب وتنوع المعروض، وسط نقاشات متكررة حول ارتفاع الأسعار وما يعرف بـ"الفقاعة العقارية"، مع تساؤلات حول قدرة السوق على المتابعة بنفس الوتيرة، وأنماط التمويل المتاحة، والاستقرار النسبي للأسعار بعد فترات من الارتفاع.
وقال وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، شريف شربيني، إن الاستثمار في العقار يظل خيارًا آمنًا للمواطن المصري، ما يولد طلبًا مستمرًا ومتزايدًا على الوحدات السكنية، حيث يتغير حجم الطلب بشكل طبيعي بين الزيادة والانخفاض.
وتظهر السوق تنوعًا كبيرًا في المنتجات العقارية، مع مشاركة القطاع الخاص من مطورين كبار ومتوسطين وصغار، إضافة إلى الجهات الحكومية، مثل صندوق التنمية الحضارية.
ويتيح هذا التنوع وفرة في أنماط مختلفة من الوحدات، من الفاخرة وصولاً إلى المتوسطة وفوق المتوسطة، بأسعار وأنظمة سداد مرنة تمتد أحيانًا إلى 12 أو 14 عامًا، مع تثبيت أسعار الفائدة بما يتناسب مع كل مشروع.
وعن ارتفاع الأسعار، قال الوزير في تصريحات عبر فضائية MBC مصر، إنها مرتبطة دائمًا بحجم الطلب والمعروض، مؤكدًا أن السوق يشهد حاليًا نوعًا من الثبات بعد فترات من الارتفاع المستمر، وهو مؤشر إيجابي على الاستقرار النسبي للأسعار، في حين تتحمل الدولة تكلفة التمويل لضمان طرح الوحدات بأسعار عادلة للمواطنين.
من جانبه، قال عضو غرفة التطوير العقاري، طارق شكري، إن الطلب على السكن لا يزال قويًا، إلا أن قدرة المواطنين على السداد تمثل التحدي الأكبر في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض معدلات الادخار، مشيرًا إلى ضعف منظومة التمويل العقاري في مصر مقارنة بالدول الأخرى، حيث يشكل التمويل نسبة تتراوح بين 95 و97% من عمليات الشراء، بينما لا تتجاوز في مصر 2 إلى 3%.
وأوضح شكري، في تصريحات خاصة لـ CNNبالعربية، أن السوق شهد في الماضي زيادات سنوية كبيرة تصل إلى 20%، لكنها تراجعت حاليًا لتصبح أكثر إتزانًا وتتحرك ضمن نطاق التضخم الطبيعي بين 5 و7%.
وأضاف أن أكبر عشر شركات حققت مبيعات تجاوزت التريليون جنيه خلال أول تسعة أشهر من العام، ومن المتوقع أن يصل إجمالي مبيعات السوق بنهاية العام إلى نحو 2.5 تريليون جنيه (52.6 مليار دولار)، وهو مستوى مشابه لمستويات المبيعات في عامي 2023 و2024، فيما أكد أن 2024 "كانت سنة طفرة استثنائية بسبب التحوط من هبوط الجنيه أمام الدولار، حيث لجأ العديد من المواطنين لشراء العقارات كمخزون للقيمة".
ويرى الخبير العقاري، عبد المجيد جادو، أن ارتفاع أسعار العقارات في مصر خلال الفترة الماضية جاء نتيجة تلاقي عدة عوامل اقتصادية، أبرزها زيادة الطلب على الوحدات السكنية مقابل محدودية المعروض في بعض المناطق، فضلا عن تأثير التضخم العام على تكاليف البناء والتشطيبات، ما دفع المطورين إلى رفع الأسعار لتعكس تكلفة الإنتاج والخدمات الإضافية في المشاريع.
وقال جادو، في تصريحات خاصة لـ CNNبالعربية، إن السوق بدأ يشهد تباطؤًا في وتيرة ارتفاع الأسعار مع زيادة المعروض مقارنة بالطلب، وهو ما يعتبر تعديلًا طبيعيًا للأسعار بعد موجات من الارتفاعات المتسارعة، ويعكس قدرة السوق على التكيف مع الظروف الاقتصادية ومستوى قدرة المستهلكين على الشراء.
وأوضح أن قروض المطورين تشكل أداة مهمة لدعم السوق، إذ توفر فترات سداد ممتدة وأسعار فائدة مناسبة، مما يعزز القدرة الشرائية للمستهلكين ويسهل تسويق الوحدات، دون أن يؤدي بالضرورة إلى زيادات غير متحكم فيها في الأسعار، كما تسهم هذه القروض في خلق توازن بين العرض والطلب، وتحافظ على سيولة السوق.
مصرالعقاراتنشر الاثنين، 08 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.