استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، خلال اجتماع مجلس الوزراء، اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، تقريرًا حول إطلاق منصة «حَافِز» للدعم المالي والفني للقطاع الخاص، والتي تعد أول منصة متكاملة تربط بين الخدمات المالية وغير المالية التي يقدمها شركاء التنمية متعددو الأطراف والثنائيون للقطاع الخاص المحلي والأجنبي لدعم جهود التنمية في مصر، كما استعرضت الوزيرة التقرير السنوي لوزارة التعاون الدولي لعام 2023 تحت عنوان «منصات رسم السياسات وتفعيل الشراكات».

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي أن الإعداد لتدشين منصة "حَافِز" جاء في ضوء انعقاد المؤتمر الاقتصادي الذي نظمته الحكومة في أكتوبر 2022، والذي شهد مناقشات بناءة من القطاع الخاص وشركاء التنمية، انتهت إلى العديد من التوصيات والنتائج التي كان من بينها أهمية توسيع نطاق الخدمات المتاحة من شركاء التنمية للقطاع الخاص، وتدشين وحدة للقطاع الخاص بوزارة التعاون الدولي.

وأضافت الدكتورة رانيا المشاط أن وزارة التعاون الدولي سارعت على إثر ذلك إلى التنسيق مع القطاع الخاص وشركاء التنمية، حيث تم عقد العديد من ورش العمل والمشاورات على مدار نحو عام، والرجوع إلى التوصيات الصادرة في الدراسات التشخيصية لمؤسسات التمويل الدولية حول تمكين القطاع الخاص في مصر، وكذلك دراسة الاستراتيجيات المشتركة مع شركاء التنمية التي تتضمن محاور مفصلة لتمكين القطاع الخاص، للتوصل إلى تدشين منصة "حَافِز"، والتي تضم ما يقرب من 75 خدمة سواء مالية أو على مستوى الاستشارات والدعم الفني من 20 شريك تنمية، متاحة باللغتين العربية والإنجليزية، لشركات القطاع الخاص الكبيرة والمتوسطة والصغيرة وكذلك الشركات الناشئة.

كما نوهت وزيرة التعاون الدولي عن أن تلك المنصة تأتي لتتكامل مع ما تقوم به الحكومة من إجراءات مستمرة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية، باعتباره محركًا رئيسيًا للنمو الشامل والمستدام، والداعم الأكبر لسوق العمل من خلال خلق المزيد من فرص التوظيف في مختلف المجالات، لافتة إلى أن الشركاء الدوليين أتاحوا على مدار السنوات الأربع الماضية من 2020 إلى 2023 نحو 10.3 مليار دولار تمويلات سواء في صورة تمويلات تنموية أو استثمارات للقطاع الخاص إلى جانب الدعم الفني، ورغم ذلك فإن هناك بعض التحديات التي كانت تحول دون تعرف بعض الشركات على ما يقدمه شركاء التنمية من خدمات للقطاع الخاص.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن من أبرز تلك التحديات الفجوة المعلوماتية وصعوبة البحث والتواصل والتعرف على كافة الخدمات المتاحة خصوصًا بالنسبة للمشروعات الصغيرة، وعقبات اللغة، والاعتبارات الخاصة بتأمين وخصوصية المعاملات المالية، ومخاطر الاحتيال باسم المؤسسات الدولية، وشروط العقود الدولية، مشيرة إلى أن المنصة تذلل كافة تلك التحديات لتصبح النافذة التي يمكن من خلالها لشركات القطاع الخاص التعرف على كيفية الاستفادة من شركاء التنمية، وتقديم طلبات الحصول على التمويل التنموي الميسر، والتعرف على قائمة المناقصات المطروحة، والأدوات التمويلية وأشكال الدعم الفني المتاحة.

وفي هذا الإطار، عرضت الوزيرة قائمة الخدمات التي تتيحها منصة «حَافِز»، وأوضحت أنها تٌتيح للشركات، استعراض خدمات التمويل بما في ذلك الخيارات التمويلية المختلفة من تمويل إنمائي، واستثمار مباشر، وتمويل تجاري، وضمان مخاطر، والمنح وغيرها، والبحث عن خدمات المساعدات الفنية والاستشارات وبناء القدرات، وكذلك تتبع أحدث المناقصات والمبادرات المتاحة، وإيجاد الحلول التمويلية المخصصة وفقًا لاحتياجات الشركات بكافة أحجامها، كما تقدم المنصة خدمة أداة محادثة معززة بالذكاء الاصطناعي لدعم متصفحي المنصة من رجال الأعمال وطرح أسئلة والحصول على إرشادات، وذلك بما يعزز بيئة الأعمال في مصر من خلال الشراكات الدولية وتوفير الأدوات اللازمة لتعزيز قدرتها على النمو في عالم الأعمال.

وفيما يتعلق بالتقرير السنوي للوزارة الذي صدر تحت عنوان «منصات رسم السياسات وتفعيل الشراكات»، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط أنه رغم المنافسة الشديدة على التمويلات التنموية الميسرة التي ارتفع الإقبال عليها في ظل التحديات العالمية المتلاحقة منذ عام 2020 والتي ساهمت في التأثير على مكتسبات التنمية في العديد من الدول، إلا أن إجمالي التمويلات التنموية الميسرة للقطاعين الحكومي والخاص في مصر بلغت 38.8 مليار دولار خلال الفترة من 2020 إلى عام 2023، من بينها 28.5 مليار دولار لمختلف قطاعات الدولة، و10.3 مليار دولار للقطاع الخاص.

وأضافت أن وزارة التعاون الدولي عملت من أجل تحويل الرؤية الوطنية والاستراتيجيات المختلفة لجمهورية مصر العربية إلى شركات دولية ملموسة على أرض الواقع، ونفذت إطارًا مبتكرًا للتعاون الإنمائي باستخدام المنصات الوطنية لتحقيق التكامل بين شركاء التنمية والدمج بين جهود التنمية والعمل المناخي، وذلك تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية وبرنامج عمل الحكومة، من أجل الاستفادة القصوى من الشراكات مع شركاء التنمية وتوجيهها للقطاعات ذات الأولوية سواء الأمن الغذائي، أو التحول نحو الطاقة المتجددة، والبنية التحتية المستدامة، والاستثمار في رأس المال البشري، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وغيرها.

وفى هذا الإطار، أوضحت الوزيرة أن التمويلات التنموية تُعتبر واحدة من البدائل الرئيسية التي تعتمد عليها الدول النامية لدفع جهود التنمية وتحقيق مستهدفاتها، لاسيما وأنها تتسم بطول الأجل وفترات السماح وانخفاض التكلفة مقارنة بالتمويلات الأخرى، وأن متوسط سعر الفائدة على التمويلات التنموية المتفق عليها خلال الفترة من 2020 إلى 2023 بلغ 1.6%.

اقرأ أيضاًوزيرة التعاون الدولي تهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي على فوزه بفترة رئاسية جديدة

وزيرة التعاون الدولي تفتتح ورشة عمل مراجعة أداء محفظة التعاون الإنمائي مع بنك التنمية الأفريقي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزيرة التعاون الدولي الدكتور مصطفى مدبولي القطاع الخاص الدكتورة رانيا المشاط اجتماع مجلس الوزراء منصة ح اف ز الدکتورة رانیا المشاط وزیرة التعاون الدولی التمویلات التنمویة شرکاء التنمیة للقطاع الخاص القطاع الخاص ملیار دولار العدید من فی مصر

إقرأ أيضاً:

السيسي: الدولة حريصة على تعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، وفدًا من رجال الأعمال الأمريكيين المشاركين في المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي المنعقد في القاهرة، وذلك في إطار دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.

ترأست الوفد الأمريكي سوزان كلارك، رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، وجون كريسمان، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري والرئيس التنفيذي لشركة "أباتشي"، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

السيسي: مصر تتطلع لإنشاء منطقة صناعية أمريكية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عاجل- السيسي يؤكد تطلع مصر لإنشاء منطقة صناعية أمريكية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس الرئيس السيسي: مصر مستعدة لتكون مركزًا صناعيًا كبيرًا للصناعات الأمريكية

وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي عقد لقاءً خاصًا قبيل الجلسة الموسعة مع رجال الأعمال الأمريكيين، بحضور المسؤولين المصريين، أعرب خلاله عن تطلع مصر لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، واستعداد الدولة الكامل لتوفير كافة التسهيلات للمستثمرين الأمريكيين.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر تسعى لتكون مركزًا صناعيًا مهمًا للصناعات الأمريكية، مستفيدةً من موقعها الجغرافي كبوابة للأسواق العربية والأفريقية، والعلاقات القوية التي تربطها بدول القارة.

وأشار الرئيس السيسي إلى حرص الدولة على إنشاء منطقة صناعية أمريكية متكاملة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لتكون نقطة انطلاق للصناعات الأمريكية نحو أسواق المنطقة، مؤكدًا أن الاستثمار في مصر يمثل فرصة حقيقية لأي مستثمر بفضل ما تتمتع به البلاد من استقرار سياسي ومجتمعي، قائم على وعي المواطنين وقدرتهم على تحمل تبعات الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي تم تنفيذها لتحقيق الصالح العام، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.

سوزان كلارك: الشركات الأمريكية في مصر تحقق نجاحات ملموسة


من جانبها، أكدت سوزان كلارك أن زيارة وفد رجال الأعمال الأمريكيين إلى مصر تأتي تأكيدًا على قوة التحالف الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، مشيدةً بالنجاحات التي تحققها الشركات الأمريكية العاملة في مصر، وعلى رأسها شركة "أباتشي"، التي تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين.

وفي ختام اللقاء، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لنجاح أعمال شركة "أباتشي" في السوق المصري وتوسيع استثماراتها، مؤكدًا أن الدولة المصرية مستعدة لتقديم كل أوجه الدعم اللازم للمستثمرين الأمريكيين، وتذليل أي عقبات أمام توسع أعمالهم في مصر.

الرئيس السيسي: مصر حريصة على تعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية

وخلال الاجتماع الموسع مع ممثلي الشركات الأمريكية، رحب الرئيس السيسي بوفد رجال الأعمال، مؤكدًا عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص الدولة على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

وأشار الرئيس إلى أن مصر سوق كبيرة ذات بنية تحتية متطورة، تضم مناطق اقتصادية واعدة مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي توفر بيئة استثمارية جاذبة مدعومة بتشريعات محدثة لدعم الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى برنامج إصلاح اقتصادي قوي ساهم في تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي، وزيادة الإنتاجية، وخلق فرص عمل جديدة.

وأكد الرئيس السيسي أن الدولة المصرية تقدر خصوصية العلاقات مع الولايات المتحدة، وترحب بالاستثمارات الأمريكية الجديدة، وتلتزم بتوفير كافة التسهيلات الممكنة لضمان نجاح عمل الشركات والمستثمرين الأمريكيين في مصر، مشددًا على أهمية تعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق أهداف النمو المستدام في البلاد.

مقالات مشابهة

  • المشاط: تطوير آليات العمل مع شركاء التنمية للتوسع في البرامج الموجّهة للقطاع الخاص
  • المشاط تجتمع مع اللجنة التنفيذية لمجموعة شركاء التنمية (DPG) في مصر برئاسة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • السيسي: الدولة حريصة على تعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية
  • القاهرة تستضيف المؤتمر الدولي للاستثمار في إفريقيا.. منصة لتعزيز ريادة الأعمال والتعاون الاقتصادي
  • المشاط: قانون ملكية الشركات الحكومية خطوة لتمكين القطاع الخاص وتحقيق الشفافية
  • «المشاط»،: مشروع قانون الشركات المملوكة للدولة نتاج توصيات المجلس الأعلى للاستثمار
  • المشاط: برنامج «نُوفّي» منصة لحشد التمويلات للقطاع الخاص المحلي والأجنبي
  • “روشن”: ابتكارات متطورة للقطاع العقاري
  • عمار المشاط: امتلاك القطاع الخاص لمعدات العمل الثقيلة يرفع قدراته التنفيذية
  • الرهوي: الحكومة ستعمل على تسهيل كل التحديات التي تواجه قطاعي الزراعة والثروة السمكية