وزيرة التضامن تستعرض التجربة المصرية في الحماية الاجتماعية ومنظومة العمل الأهلي
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
استقبلت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، السيد أسامة بن أحمد خلف العصفور وزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين، وذلك على هامش فعاليات أعمال اجتماعات الدورة العادية رقم 43 لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب التي تستضيفها القاهرة، حيث شهد اللقاء مناقشة التجربة المصرية في الحماية الاجتماعية ومنظومة العمل الأهلي.
واستهلت القباج اللقاء بالترحيب بوزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين، مثنية على الدعم المقدم من جانب المؤسسة الملكية البحرينية للأعمال الإنسانية عبر الهلال الأحمر المصري للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر المصري على تواصل دائم مع جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في دول العالم لتقديم الدعم للأشقاء في قطاع غزة.
واستعرضت القباج خلال اللقاء التجربة المصرية الرائدة لدعم منظومة العمل الأهلي فى ظل قيادة سياسية تؤمن بدور وأهمية المجتمع المدني فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تم إعلان عام 2022 عاماً للمجتمع المدني، وسبق ذلك إصدار القانون رقم 149 لسنة 2019 لتنظيم ممارسة العمل الأهلي، والذي هدف لإيجاد مجتمع مدني حقيقي كشريك أساسي في دفع عجلة التنمية، متضمنا العديد من المزايا ، فضلا عن تنظيم عمل المجتمع المدني، بالإضافة إلى إطلاق المنظومة الإلكترونية المتكاملة لتنظيم ممارسة العمل الأهلي لأول مرة في مصر ، والتى تأتي في إطار توجه الدولة الحالي نحو التحول الرقمي والميكنة والشمول المالي لتيسير وتسهيل كافة التعاملات ما بين مؤسسات العمل الأهلي والوزارة، وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة لتشمل جهود ونتائج ومستفيدي مؤسسات العمل الأهلي في مصر، مشيرة إلى أن الوزارة بصدد إنشاء أكاديمية المجتمع المدني لتطوير الجمعيات الأهلية، كما تعمل على تطوير مؤشر تصنيف المجتمع المدني وتقوية قدراته الفنية والإدارية والمؤسسية، مشددة على أن عدد الجمعيات الأهلية في مصر يقدر بـ34 ألف جمعية تعمل فى العديد من المجالات.
كما استعرضت وزيرة التضامن الاجتماعي التجربة المصرية في الحماية الاجتماعية والدعم المقدم للأسر الأولى بالرعاية من خلال عدد من البرامج المنفذة وعلى رأسها برنامج الدعم النقدي المشروط " تكافل وكرامة"، والذي يبلغ عدد المستفيدين منه 5.3 مليون أسرة بما يبلغ 22 مليون مواطن بتكلفة سنوية تصل إلى 36 مليار جنيه.
ومن جانبه ثمن السيد أسامة بن أحمد خلف العصفور وزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين الجهود المصرية المقدمة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، ودور مصر البارز والواضح في دعم القضية الفلسطينية.
وأكد وزير التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين أنه يسعي للتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية في العديد من مجالات
العمل الاجتماعي التنموي المشترك والاستفادة من التحربة والخبرات المصرية فى مجال العمل الأهلي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزيرة التضامن الإجتماعي وزير التنمية الاجتماعية البحرين مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب غزة الهلال الأحمر المصرى الهلال الأحمر الجمعيات الأهلية المجتمع المدنى التجربة المصریة المجتمع المدنی العمل الأهلی
إقرأ أيضاً:
قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات
صراحة نيوز- الاستاذ الدكتور فواز محمد العبد الحق الزبون _ رئيس الجامعة الهاشمية سابقاً.
يقدّم الدكتور صبري ربيحات في كتابه «وكأنني لازلت هناك» عملاً سرديًا يتجاوز حدود السيرة الذاتية إلى فضاء أرحب يدمج بين الذاكرة الفردية والتاريخ الاجتماعي. فالكتاب يشكّل شهادة حيّة على مسار إنساني حافل بالتجارب، يبدأ من الطفيلة وينفتح على فضاءات العمل الأكاديمي والإداري والثقافي والسياسي في الأردن. ومنذ الصفحات الأولى، يلمس القارئ صدق الكاتب، وحرصه على تسجيل التفاصيل بعمق إنساني يذكّر بأن السيرة ليست مجرد أحداث، بل هي رؤية إلى الحياة وإلى أثر المكان في تشكيل الإنسان.
يعود ربيحات إلى الطفيلة باعتبارها نقطة بدء تكوّنت فيها شخصيته وتبلورت قيمه الأولى. فهو ابن البيئة التي صاغت أبناءها على الصلابة والاعتداد بالنفس واحترام العمل. ولا يظهر المكان في الكتاب مجرد مساحة جغرافية، بل كذاكرة راسخة ومصدر للمعنى. إذ يُبرز المؤلف تأثير الطفولة المبكرة، والمدرسة، والعلاقات الاجتماعية، في بناء الإنسان، مستعيدًا مشاهد الحياة اليومية التي شكّلت خلفيته الثقافية والأخلاقية. ويتعامل مع تلك التفاصيل بحنان معرفي يجعل القارئ يشعر أنه أمام وثيقة صادقة تُدوّن تحولات المجتمع الأردني عبر صورة الفرد.
وإلى جانب البعد الاجتماعي، يكشف الكتاب عن مسيرة مهنية متشعبة تجمع بين الأكاديمية والعمل العام. فقد تنقّل الدكتور ربيحات بين مواقع متعددة، بدءًا من خدمته في الأمن العام، وصولًا إلى تولّيه حقائب وزارية مثل وزارة الثقافة ووزارة التنمية السياسية والشؤون البرلمانية. ويعرض هذه التجربة بروح المسؤول الذي يرى في العمل العام التزامًا تجاه المجتمع، وليس موقعًا بروتوكوليًا. ومن خلال سرد هذه المحطات، تُقدَّم للقارئ صورة لرجل يؤمن بأن خدمة الدولة مهمة تتطلب المعرفة والانتماء معًا.
ويتميّز الكتاب بلغته الرشيقة التي توازن بين بساطة التعبير وعمق الفكرة. فهو يكتب بلا مبالغة، وبلا مسافة بين الذاكرة والقارئ، مما يمنح السرد صدقه ودفئه. كما تتضح في أسلوبه خبرة الأكاديمي وقدرته على قراءة الأحداث وربطها بسياقاتها الثقافية والاجتماعية، وهو ما يضفي على السيرة قيمة معرفية مضاعفة. وفي الوقت نفسه، تحضر الإنسانية بوضوح في طريقته في استحضار العلاقات والتجارب، وفي قربه من الناس وتجاربهم اليومية.
وبالنظر إلى موضوعه وأسلوبه وأبعاده الفكرية والتربوية، يُعدّ الكتاب مادة ذات قيمة للتدريس في المدارس والجامعات، خصوصًا في مساقات التربية الوطنية، والدراسات الاجتماعية، وأدب السيرة الذاتية. فهو نموذج لكتابة تجمع بين التجربة الشخصية والتاريخ الوطني، وتساعد القارئ ،وخاصة الطالب ،على فهم كيفية تداخل السيرة الفردية مع تحولات المجتمع والدولة.
ملامح شخصية الدكتور صبري ربيحات كما تعكسها السيرة
تكشف صفحات الكتاب عن مجموعة من السمات التي تكوّن صورة واضحة لشخصية المؤلف، من أبرزها:
1. الانتماء للبيئة الأصلية
يظهر ربيحات ابنًا وفيًا للطفيلة، ممتنًا لتجربته الأولى، ومحمّلًا بقيم الجهد والنزاهة والاقتراب من الناس.
2. الصدق والشفافية
يكتب تجربته كما عاشها، دون تجميل أو مواربة، الأمر الذي يمنح السرد واقعيته ومصداقيته.
3. الرؤية الوطنية
لا ينظر إلى الأحداث من زاوية فردية فحسب، بل يربطها بالسياق الأردني العام، ويقدّم شهادة ناضجة على تاريخ اجتماعي وسياسي متحوّل.
4. العقل الأكاديمي
تظهر خبرته البحثية في قدرته على التحليل، وفي سلاسة الجمع بين التجربة الذاتية والمعطيات الموضوعية.
5. خبرة العمل العام
تمتزج في شخصيته ثقافة المثقف مع مسؤولية رجل الدولة، مما يجعل سيرته نموذجًا لفهم دور النخب في خدمة المجتمع.
6. البعد الإنساني
في كل التفاصيل، يحضر الإنسان القريب من الناس، والحريص على قراءة التجربة من منظور إنساني قبل أي شيء آخر.
خلاصة القول، يمثّل كتاب «وكأنني لازلت هناك» إضافة نوعية إلى أدب السيرة الذاتية في الأردن، لما يحمله من قيمة توثيقية وإنسانية، ولقدرته على الجمع بين سرد التجربة الفردية ورصد تحولات المجتمع. وهو عمل يستحق القراءة والتأمل، ويناسب أن يكون مرجعًا تربويًا يوظَّف في العملية التعليمية، لما يقدّمه من مضامين ثقافية ووطنية وأخلاقية راسخة. ويظلّ الكتاب شهادة صادقة لرجل حمل قيم بيئته معه أينما ذهب، وظلّ قريبًا من الناس ومن الحقيقة ومن فكرة الخدمة العامة.