رأي اليوم:
2025-08-02@20:38:43 GMT

ناجي ظاهر: شيء عن أسرار الكتابة القصصية

تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT

ناجي ظاهر: شيء عن أسرار الكتابة القصصية

هواجس: ناجي ظاهر في أكثر من لقاء طلاب وأدبي أيضًا طرح عدد من المشاركين السؤال: كيف يضع الكاتب الفنان قصته. من أين يبدأ وكيف يشرع في الكتابة ويواصلها إلى النهاية المُقنعة المنشودة، بحيث تأتي قصته مقبولة من جمهرة القراء وصالحة لاطلاعهم عليها وربّما تأثرهم بها. سبق وطُرح هذا السؤال وأمثاله على العديد من الُكّتاب العرب والاجانب، وقد تعدّدت الاجوبة عليه، وتنوّعت فمن قائل إن القصة قد تولد من جملة عابرة أو مشهد لافت/ يوسف إدريس وجابرييل ماركيز مثلًا، إلى قائل إن القصة قد تولد دون كبير إعداد وتحضير وإنها قد تبدأ، تنمو وتتطوّر وفق نسقها وسياقها الخاص بها/ نجيب محفوظ، إلى قائل إن القصة تحتاج إلى ترتيب وتنسيق مسبقين، وفق إيحاء من حادثة متخيّلة عابرة قد لا تلفت أحدًا آخر غير كاتب القصة/ حسين القباني، إلى قائل إن القصة ما هي إلا عملية حفر في معنى ما أو احساس ما وتهدف في كلّ ما ترمي إليه إلى تجسيد ما يريد أن يوصله كاتب القصة إلى قرائه/ ادجار الان بو.

على هذا ومن منطلقة اتفق الكتاب وأقرّوا بالمُجمل على أن كاتب القصة المبدع لا ينقل عن الواقع وإنما هو يعيد تشكيله في قصة ذات معنى وتُمثّل وجهة نظر، وقد اتفق الدارسون وكتّاب القصة في هذا السياق على أن القصة يُفترض أن تعتمد المخيال الادبي وتتوسّل به لتوصيل ما تود أن توصله إلى قارئها، كما اتفقوا وهذه نقطة هامة جدًا، على أن هناك فرقًا كبيرًا بين القصة الصحفية التي تعتمد الواقع الصرف عمودًا فقريًا لها وبين القصة الفنّية التي تُبحر في عالم التخييل مقتنصةً من الواقع بعضًا من تفاصيله ومُعيدةً بنائه في الآن ذاته. القصة بهذا المعنى لا تختلف كثيرًا عن اللوحة الفنّية والقطعة الموسيقية، وإنما هي تتشابه معها وتتقاطع، لا سيّما فيما يتعلّق بأهمية التخييل الابداعي في تكوين صاحبها لها وفي تشكيله لما يراه من وقائع سيقوم بتوظيفها في قصته، هذا التشكيل قد يتمّ مُنطلقًا من واقعة حقيقية إلا أنه لا يعيد سردها بما زخرت به من وقائع، وإنما يسعى لإعادة تشكيل ما ضمّته من وقائع بحيث تتحوّل إلى قصة فنّية .. قصة أخرى تُشبه تلك التي حدثت إلا أنها لا تنسخها، وإلا باتت قصة صحفية لا تحتاج إلا إلى نوع من المهارة ليقوم بكتابتها كاتب صحفي ما ويقدّمها وجبةً مفيدة ومسلية لقرائه. إن عملية التخييل في كتابتنا للقصة تمحنها حياة أخرى وبُعدًا آخر حتى لو قامت هذه القصة على واقعة حقيقية أو أعادت بناء هذه الواقعة. يزيد في هذا أنه يُفترض أن يكون لكلّ قصة راويها، إضافة لكاتبها. لتوضيح هذا أقول إن الكاتب هو مَن يكتُب القصة أما الراوي فهو شخصيّتُها المركزية، الشخصية التي يُقدّمها كاتبها من وجهة نظر راويها وعلى لسانه. إن دور الراوي في القصة يُعتبر دورًا أساسيًا، ذلك أن ما تُقدّمه القصة وتحفل به مِن وجهة نظر، إنما يأتي ضمن عملية تخييل صرفة.. تفترض الرؤية العيانية/ وجهة النظر الخاصة بالراوي وتعبّر بلغته.. وفق الحالة.. حزنًا، سخرية أو فرحًا. هنا يبرُز السؤال، ما هو دور كاتب القصة في تشكيلها؟ اجتهادًا في الاجابة على هذا السؤال أقول إن دوره كبير فهو مَن يتخيل ومن يخلق شخصية راوي قصته، غير انه يفترض أن يقوم بهذا كلّه بعيدًا عن الظهور وأبعد ما يكون عن المباشرة، إنه يُقدّم راويَه مُعتمدًا على خبراتهِ وتجاربهِ التي اكتسبها طوال سنوات عمره الماضية، لهذا يفترض أن تأتي قصته متضمّنةً تجربةً نمطية شاملة تتجاوز ما هو شخصي في محاولة للوصول إلى ما هو إنساني ويخاطب المشاعر البشرية في عُمقِها الموحِّد لكلّ ابناء البشرية. إن كاتب القصة الفنّية الجديرة بهذه الصفة إنّما يغترف ما يكتبه ويقدّمه للناس من قصص.. مِن خزّان تجاربه وليس بالضرورة من تفاصيل حياته الشخصية أو تفاصيل ما حدث أو قد يحدث لمحيطين به. هكذا يكتب كاتب القصة الفنية قصّته وهكذا يجعلها قادرة على تجاوز ما هو شخصي، مع أهمية التجربة الشخصية، إلى ما هو عامّ وإنساني.. جدير بالقراءة أولًا وبالبقاء ثانيًا.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

كاتب بريطاني: الغرب شريكٌ في جريمة تجويع غزة

#سواليف

اتهم الكاتب البريطاني #أوين_جونز، في مقال نشرته صحيفة “الغارديان”، #الحكومات_الغربية بالتواطؤ في #جريمة_التجويع_الجماعي التي يرتكبها #الاحتلال بحق #الفلسطينيين في قطاع #غزة، مؤكداً أن هذه الجريمة ما كانت لتتم لولا الغطاء الذي وفره الحلفاء الغربيون.

وأوضح جونز أن التصرفات الغربية، التي اتخذت شكل “القلق” الإنساني، لم تكن سوى مظاهر جوفاء، في وقت كان فيه الجميع على علم تام بما يجري على الأرض. وتساءل: “بينما كانت جهات تابعة للأمم المتحدة تحذر من أسوأ سيناريو لمجاعة في غزة، كان من المفترض أن يسأل زعماء الغرب أنفسهم: ماذا فعلنا؟”.

وأشار الكاتب إلى أن تجويع الفلسطينيين في غزة لم يكن فقط فعلاً متعمداً من قِبل الاحتلال، بل جاء أيضاً بإعلانات رسمية واضحة، حيث صرّح قادة الاحتلال منذ بداية العدوان بمنع إدخال الطعام والماء والكهرباء. واستشهد بتصريحات وزير الحرب السابق يوآف غالانت، ومنسق الاحتلال غسان عليان، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي وصفوا فيها الفلسطينيين بـ”الحيوانات البشرية” و”البهائم”، ضمن خطاب تبريري لحصار شامل هدفه حرمان القطاع من مقومات الحياة الأساسية.

مقالات ذات صلة الخميس .. أجواء صيفية اعتيادية 2025/07/31

وبيّن جونز أن هذه التصريحات لم تلقَ تغطية جادة في الإعلام الغربي، وإن وردت، فبشكل عابر، دون إبراز ما تحمله من دلالات قانونية وإنسانية خطيرة. وأكد أنه لو تم التعاطي معها كما يجب، لما كان بالإمكان تصوير العدوان الإسرائيلي على غزة كـ”حرب دفاعية”، بل كجريمة موصوفة بكل المعايير.

وانتقل الكاتب لتعداد الأدلة على معرفة الغرب بالتفاصيل الكاملة لما يجري، من بينها رسالة أرسلها وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون في آذار/مارس 2024، أقر فيها باستخدام الاحتلال أساليب لمنع دخول المساعدات إلى غزة، إلى جانب تقارير أمريكية رسمية أكدت أن الاحتلال كان يعرقل تدفق المساعدات، وهو ما كان يستدعي قانونياً وقف واشنطن تصدير الأسلحة له، إلا أن البيت الأبيض تجاهل ذلك.

ولفت جونز إلى أن الاحتلال ارتكب المجزرة الأكبر في التاريخ الحديث بحق عمال الإغاثة، حيث قتل أكثر من 400 منهم حتى ربيع العام الجاري. وأوضح أن جيش الاحتلال لم يكتفِ بذلك، بل استهدف ضباط الشرطة المرافقين للقوافل الإنسانية، ودمّر الأراضي الزراعية، وقتل المواشي، وضرب البنية التحتية للصيد، في محاولة لشلّ جميع مصادر الغذاء داخل القطاع.

وأضاف أن جريمة الاحتلال لم تقتصر على منع الغذاء، بل شملت قتل من حاولوا الوصول إليه، كما حدث في شباط/فبراير 2024 حين قتل جيش الاحتلال أكثر من مئة فلسطيني أثناء انتظارهم الحصول على الدقيق، وهو ما أثبته لاحقاً تحقيق أجرته شبكة “سي إن إن” أكدت فيه أن من أطلق النار هو جيش الاحتلال.

وفي آذار/مارس، فرض الاحتلال حصاراً مطبقاً على قطاع غزة، أوقف خلاله برامج الأمم المتحدة الإنسانية، واستبدلها بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تحوّلت، بحسب وصف جونز، إلى “حقول قتل”، إذ صمّمت تلك المراكز لدفع الفلسطينيين نحو الجنوب، حيث يُحتجزون في ما وصفه رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود أولمرت بـ”معسكر اعتقال”، في سياق خطة ترحيل ممنهجة.

كما انتقد جونز بشدة الروايات التي تبنتها وسائل الإعلام الغربية، وزعمت أن حركة “حماس” تسرق المساعدات، رغم أن برنامج الغذاء العالمي، وتحقيقات داخلية أمريكية وإسرائيلية، نفت صحة هذه الادعاءات. وأكد أن العصابات التي تسرق المساعدات هي مجموعات إجرامية مدعومة من الاحتلال، وترتبط ببعض الجهات ذات الصلة بـ”داعش”، وفق تقارير متعددة.

وصف الكاتب مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادة الاحتلال بسبب جريمة التجويع بأنها “خطوة منطقية”، مشيراً إلى أن الأدلة الدامغة لا تترك مجالاً للشك. وقال إن دخول المساعدات بكميات كبيرة اليوم لن ينقذ كثيراً من الفلسطينيين الذين أنهكهم الجوع، بعدما نخرت أجسادهم، مضيفاً أن هذه المأساة لم تعد على جدول أولويات العالم.

وخصّ جونز بالانتقاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بسبب دعمه المتكرر للحصار الإسرائيلي على غزة، وترويج حكومته لمبدأ الإنزالات الجوية، التي وصفها بأنها “لا تكفي، وقتلت مدنيين حين سقطت عليهم”، معتبراً أن هذه الإجراءات محاولة لصرف الانتباه عن الجريمة الأصلية: التجويع الجماعي المتعمّد.

واختتم مقاله بالتساؤل: “ماذا فعلنا؟”، ليجيب بأن النخب الغربية، لو كانت تملك ذرة من خجل، لكان هذا السؤال يؤرقها، لكن الحقيقة أن الغرب وفّر غطاءً لجريمة تجويع شعب بأكمله، رغم الأدلة الدامغة، لأن الجاني هو “الصديق”، وقد تفاخر علناً بجريمته. وأضاف: “للأسف، لن يحاسب أحد نفسه، سيُترك ذلك للتاريخ والمحاكم”.

مقالات مشابهة

  • الأندية والفرق الأهلية.. صراع البقاء
  • كتاب «أسرار الصراع السياسي في السودان».. رؤية تحليلية لجذور الأزمة السياسية السودانية
  • علاج الشك المستمر في الوضوء والصلاة
  • تعلن محكمة شرق إب بأن الأخ/ عبده ناجي همدان تقدم إليها بطلب انحصار وراثة
  • كاتب إسرائيلي يضطر للاعتراف: ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • كيف يكشف غوغل أسرار محادثاتك الخاصة مع تشات جي بي تي؟
  • من أسرار حرب السودان
  • أحمد سعد يكشف عن سر من أسراره مع الملحن أحمد طارق يحيى
  • «ثاني أكسيد المنجنيز».. أسرار في حياة الفنان لطفي لبيب ودوره بفيلم «السفارة في العمارة»
  • كاتب بريطاني: الغرب شريكٌ في جريمة تجويع غزة