موقع النيلين:
2025-06-19@14:10:39 GMT

عثمان أبوزيد: حرب بلا إعلام (1 من 5)

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT


طلب مني بعض الزملاء أن أحدثهم في جلسة عبر الفيديو عن إعلام الحرب وما ينبغي أن يكون. والمقصود حرب الخرطوم بالتحديد والنظر في تناول الإعلام لها.

وأول ما فعلته لتحضير الحديث أن تواصلت مع أربعة من ذوي الدربة والخبرة بهذا المجال، أحدهم ضابط عظيم في الجيش الوطني وله إسهام كبير في الإعلام الحربي، والآخر صديق عمل أستاذًا للإعلام سنوات في الجامعات الأمريكية وما يزال، والثالث دبلوماسي كبير لم يشأ أن يرد على رسالتي، والرابع مفكر ووزير سابق للإعلام.

لقد تهيبت هذه المهمة في الواقع، لأن تناول موضوع الحرب بعيدًا عن ساحة المعركة، ينطوي على مخاطرة. ولمعد هذه الأسطر خبرة سابقة في أثناء معركة الأمطار الغزيرة أوائل عام 1997 في اللجنة الإعلامية المنبثقة عن اللجنة العليا للاستنفار، وكان بحكم اطلاعه على سير المعركة من الداخل، يجد الكثير من المفارقة بين ما يراه في الواقع وبين ما يقرأ ويسمع ويشاهد في وسائل الإعلام.

إن المطلع من الداخل على خفايا الأحداث أثناء الحرب؛ يظهر له ما ينشر ويقال في وسائل الإعلام وكأنه الفقاقيع التي تطفو على وجه الماء.

فيما يلي أقدم ملخصًا لما دار في جلستنا في محاولة التحليل لإعلام حرب الخرطوم، ومن ثم تقديم بعض المقترحات والتوصيات.

بدأت الحرب في 15 أبريل، وتعطلت كل وسائل الإعلام القومية؛ ومنها هيئة الإذاعة والتليفزيون التي كانت تحت حراسة قوات الدعم السريع. ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا لم تطبع صحيفة ورقية واحدة، وهذه أطول فترة في تاريخ الصحافة السودانية تتوقف فيها طباعة وتوزيع الصحف.
في الفترة التي سبقت اندلاع الأزمة كان واضحًا وجود تنافس بين إعلام القوات المسلحة وإعلام الدعم السريع، وكما يُقال في الجيش فإن وجود سلاح خارج السيطرة ولو كان قطع سلاح صغيرة

يشكل خطرًا على الأمن القومي، كذلك وجود إعلام خارج السيطرة مهدد للأمن القومي.
ظهرت قوات الدعم السريع باستعداد إعلامي أفضل، ضمن رفع الاستعداد لديها. وهي قد تمكنت من إقامة منظومة متطورة للاتصالات، وعقدت دورات تدريبية في الداخل والخارج لعدد من ضباطها بما في ذلك التدريب على الاتصالات العسكرية الميدانية.
في المقابل كانت إدارة الحرب النفسية والتوجيه المعنوي في القوات المسلحة قد جرى حلهما، وأحيل إلى التقاعد كافة ضباطها.

وقد استُعيض عن غياب التوجيه المعنوي في الجيش بنشاط مكثف قام به المستشار الإعلامي لقائد الجيش، الذي تصدى للعمل المعنوي (الإعلامي والسياسي)، وتولى بعض المهام الإعلامية الأخرى رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، وسرعان ما استبعد الاثنان من مواقعهما في الفترة التي سبقت اندلاع الأزمة.

نجح إعلام الدعم السريع في خلق بلبلة عامة وتضليل، ولكنه أخفق في تشكيل رأي عام مؤيد. والسبب هو افتقاده سلامة الخط السياسي ووضوح الهدف، وهذا عامل جوهري في سلامة الأداء الإعلامي.

ثمة قاعدة مهمة عند وضع أي استراتيجية إعلامية أن تُبنى على نموذج فكري (برادايم) سليم وعلى خط سياسي مستقيم يعكس قضية حرب عادلة مع وضوح الأهداف. عندئذ يتعاظم تأثير الإعلام، ويتناقص التأثير المعنوي المضاد لإعلام العدو.

أقوى تعليق على الخط السياسي للدعم السريع ما قاله الألماني باتريك هاينيش في تغريدة له على منصة تويتر يوم 11 نوفمبر 2023م قائلا: “خلف الأبواب المغلقة، يناقش الكثيرون بالفعل سؤال: ماذا لو فازت ميليشيا الدعم السريع في هذه الحرب؟

إنهم مدمِّرون وليسوا إداريين. يقول الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في القرن الإفريقي: من الصعب أن نتخيلهم يديرون دولة”.

أما الجيش فكان خطه السياسي في هذه المعركة صحيحًا وعادلا، وإن عانى الوضع بشكل عام من فراغ سياسي بسبب أربع سنوات من الاضطراب السياسي، ولذلك جاءت هذه الأزمة مركبة من مخاطر وتحديات تمثل تهديدًا عميقًا لكيان الوطن ووجوده.
(نواصل)

كتب ـ عثمان أبوزيد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

عبدالله آل حامد يشهد جلسة «الابتكار الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي» بمهرجان كان

فرنسا - وام 

شهد عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، جلسة حوارية تناولت تعزيز التعاون والابتكار في قطاع الإعلام والتسويق في عصر الذكاء الاصطناعي وذلك ضمن فعاليات مهرجان كان ليونز للإبداع – Cannes Lions International Festival of Creativity أحد أكبر المهرجانات العالمية في مجالات الإعلان، الإعلام، والابتكار الإبداعي، ويُعقد سنوياً في مدينة كان بفرنسا في إطار الجولات التحضيرية لعقد قمة بريدج المرتقبة في أبوظبي ديسمبر المقبل.

ناقشت الجلسة - التي نظمتها استوديوهات لوس أنجلوس تايمز وشركة التسويق وخدمات التكنولوجيا مونكس، واستضافت السير مارتن سوريل، رجل الأعمال والشخصية المرموقة في مجال الإعلام والتسويق، ويليام آي. آم، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة FYI.AI - التحديات والفرص التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلام، وكيف يمكن للشركات استخدام هذه التقنيات لتحسين تجربة الجمهور، وتخصيص المحتوى، وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

إعلام يحتضن الابتكار

وتعليقاً على هذه الجلسة، قال عبدالله آل حامد:«اليوم وفي ظل المتغيرات الرقمية الكبيرة أصبحنا في حاجة إلى إعلام يواكب التغير، ويحتضن الابتكار، ويعيد تعريف أدواته وتوسيع شراكاته، ليبقى مواكباً لمسيرة التنمية المستدامة للمجتمعات، عبر استلهام أفضل الممارسات العالمية بما يسهم في تطوير القطاع الإعلامي الوطني، وتعزيز قدرته على مواكبة تطلعات القيادة الرشيدة ورؤيتها المستقبلية نحو إعلام ريادي، مبتكر، ومؤثر على المستويين الإقليمي والدولي».

بحث التعاون

إلى ذلك، التقى عبدالله آل حامد، برونو لامبرتيني، الرئيس التنفيذي لشركة مونكس وجرى بحث سبل التعاون المشترك، والاستفادة من خبرات الشركة في دمج التكنولوجيا مع الاستراتيجيات التسويقية المبتكرة.

وناقش، مشاركة مونكس في قمة «بريدج» في أبوظبي، بما يسهم في فتح آفاق جديدة لتطوير حلول تسويقية رقمية تواكب التطورات العالمية، وتدعم تحقيق رؤية الإمارات المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • “حلحلة كافة العقبات التي تواجه الكليات”.. وكيل جامعة كردفان يتفقد مجمع كلية التربية ومركز دراسات السلام والتنمية
  • عبدالله آل حامد يشهد جلسة «الابتكار الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي» بمهرجان كان
  • إعلام إيراني: لا صحة لحديث الإعلام الإسرائيلي عن تحديد مكان المرشد واستهدافه
  • السودان يطالب بتصنيف «الدعم السريع» كمنظمة إرهابية ويعلن إفشال هجوم كبير في كردفان
  • الحكومة السودانية تدعو المجتمع الدولي إلى تصنيف "الدعم السريع" ميليشيا إرهابية
  • هدية ذهبية عالمية لـ سحر إمامي المذيعة الإيرانية التي واجهت القصف الإسرائيلي على الهواء مباشرة
  • وصول دفعة جديدة تضم 678 من الفارين من قوات الدعم السريع بمنطقة المثلث
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • قتلى وجرحى في غارة بمسيّرة للدعم السريع على الفاشر
  • الحكومة الكينية تنفي تورطها في تسليح الدعم السريع