وفد خليجي تربوي: مجمع القرآن الكريم بالشارقة منارة علمية
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
الشارقة: «الخليج»
أكد الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، أن مجمع القرآن الكريم في الشارقة، منارة أكاديمية علمية ومعرفية متخصصة بالقرآن الكريم وعلومه؛ يسهم في تطور الحضارة الإنسانية، ويعزز قيمها وهويتها، ويعكس رؤية الشارقة ورسالتها السامية للإنسان.
جاء ذلك خلال زيارته إلى المجمع مع أعضاء مجلس أمناء المركز، ضمن برنامج احتفالية الوفد الخليجي باليوم العالمي للغة العربية بالشارقة، وكذلك بمناسبة عقد الاجتماع الثاني عشر لمجلس أمناء المركز والذي عقد في مقره بالشارقة.
وضم الوفد: الدكتور إبراهيم الزابن، والدكتور ماجد الحافي، وحسن النعيمي، والدكتورة أنيسة السعدون، وبدرية المرزوقي، والشاعر هلال الشيادي، الضيف المشارك في الاحتفالية.
وكان في استقبال الوفد، عبدالله خلف الحوسني، الأمين العام لمجمع القرآن الكريم، الذي رحب بهم، وقدم لهم شرحاً مفصلاً عن المجمع ومتاحفه، ومشروعاته العلمية والبحثية، ثم اصطحبهم في جولة بمتاحف وأروقة المجمع، أطلعهم خلالها على المخطوطات، ونوادر من نسخ المصحف الكريم، وكسوة الكعبة، ومشاهير القرّاء.
وقال الدكتور عيسى الحمادي، إن ما يلفت الانتباه عند زيارة المجمع، أن هذا الصرح بُني ليكون الأفضل من جميع النواحي؛ إذ تأتي جمالية المكان وعظمته، من خلال مصدره، الذي يتجلى في عظمة القرآن الكريم، وعلوم القراءات، ومشاهير القرّاء ومقتنياتهم، وكسوة الكعبة والمخطوطات التي كُتب عليها المصحف الشريف، بدءاً من عصر النبوة، وصولاً للعصر الحديث، ما يعكس اهتمام ورؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في خدمة القرآن الكريم، وعلومه، والتعريف بها، ونشرها.
وأشار إلى إعجابه الشديد بالمخطوطات التي كُتب عليها القرآن الكريم؛ لكونها تتحدث عن امتزاج الحضارة العربية مع الحضارات الأخرى، ما يشكل حضارة جديدة إبداعية، بما في ذلك الخط الأندلسي.
وأكد أن مجمع القرآن الكريم رسالة علمية ومعرفية وحضارية من الشارقة إلى العالم؛ ليسمو بها الإنسان بالقيم الأصيلة والربانية، كذلك بما يحويه من أبحاث ودراسات؛ وفي مقدمتها التفسير البلاغي للقرآن الكريم، وموسوعة مناهج الإقراء.
وفي ختام الزيارة، وجه الدكتور الحمادي والوفد الخليجي الشكر والتقدير إلى مجمع القرآن الكريم وجميع القائمين عليه لحسن الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها الوفد خلال زيارته، وكذلك على جهودهم في مجمع القرآن الكريم الذي تشرف برعاية خاصة، ودعم كبير من صاحب السموّ حاكم الشارقة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مجمع القرآن الكريم مجمع القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية: الإمارات تمثل انطلاقة لتحول جذري في مستقبل الزراعة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةكشف فريق بحثي دولي خلال دراسة رائدة نُشرت في مجلة «ساينس»، إحدى أبرز المجلات العلمية في العالم، عن أن المجتمعات الميكروبية الكامنة تحت سطح التربة الصحراوية قد تمثل مفتاحاً لتحول جذري في مستقبل الزراعة المستدامة، بدءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة.
فعلى الرغم من أن التربة الجافة والمتدهورة قد تبدو خاملة، فإن ما يجري في أعماقها يروي قصة مغايرة، قصة تبادل حيوي مستمر بين جذور النباتات والميكروبات المحيطة بها، تتشكّل من خلاله علاقة تفاعلية تؤثر في الطرفين بطرق دقيقة لكنها ذات أثر بالغ.
وتتناول الورقة العلمية الجديدة، التي شارك في إعدادها باحثون من الجامعة الأميركية في الشارقة، هذا التفاعل المعقد، وتقترح نموذجاً زراعياً جديداً قائماً على علم البيئة ومدعوماً بأبحاث امتدّت لعقود.
وقد جاءت الدراسة ضمن جهد علمي استمر عاماً كاملاً على علم البيئة، وضم الدكتور جون كليرونوموس، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية، نائب عميد البحث العلمي والابتكار في كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأميركية في الشارقة، إلى جانب الأساتذة قوانغتشو وانغ، فوسو زانغ وجونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية، والأستاذ ويم فان دير بوتن من المعهد الهولندي لعلم البيئة وجامعة فاخينينغن.
تركز الدراسة على مفهوم «التغذية الراجعة بين النبات والتربة»، الذي يوضح كيف تسهم النباتات، من خلال جذورها وإفرازاتها الكيميائية، في تشكيل المجتمعات الميكروبية في التربة، والتي تؤثر بدورها على قدرة النباتات في امتصاص المغذيات والمياه، ومقاومة الأمراض. وتعتمد فعالية هذه الحلقة التفاعلية على كيفية إدارتها، ما قد يُضعف النظام الزراعي أو يعززه.
وبالنسبة لدولة الإمارات، حيث تُواجه الزراعة تحديات مثل ملوحة التربة، وانخفاض نسبة المواد العضوية، وندرة المياه العذبة، فإن هذا النموذج يوفر مساراً عملياً نحو زراعة أكثر استدامة.
ويعمل الدكتور كليرونوموس وفريقه في الجامعة حالياً على تطبيق هذا النموذج في تجارب ميدانية تُستخدم فيها لقاحات ميكروبية، والتي هي فطريات أو بكتيريا نافعة تُضاف إلى التربة لدعم صحة النبات، إلى جانب محفزات حيوية طبيعية تساعد النباتات على النمو وتحسين مقاومتها للحرارة والتربة الفقيرة.
وتُجرى حالياً تجارب على محاصيل صحراوية مثل القمح ونخيل التمر، لقياس أدائها تحت ظروف بيئية قاسية عند دعمها بالميكروبات المناسبة.
وقال الدكتور كليرونوموس: «لطالما شكّلت العلاقة بين النباتات والميكروبات عنصراً حيوياً في النظم البيئية، لكن الفارق الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذه العلاقة، خصوصاً في البيئات الهشة. هذا البحث يدفعنا لإعادة التركيز من الإنتاج السريع إلى استدامة وظائف التربة على المدى الطويل».
وتُعيد الدراسة أيضاً تسليط الضوء على تقنيات الزراعة التقليدية مثل تدوير المحاصيل، والزراعة المختلطة، والحراثة المحدودة، باعتبارها ممارسات مدروسة بيئياً، تُسهم في تعزيز الحياة الميكروبية داخل التربة.
وقالت الدكتورة جونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: «تمثل الحياة الميكروبية مورداً غير مُستغل بالشكل الكافي في الزراعة. وعندما نُعزز العمليات الحيوية في التربة، فإننا نُنشئ أنظمة أكثر استدامة وتكيفاً، وأكثر توافقاً مع منطق عمل النظم البيئية في الطبيعة».
وتشير الدراسة أيضاً إلى تطورات علمية حديثة في مجال النبات، حيث يعمل الباحثون على تحديد الجينات والإشارات الجزيئية التي تتحكم في تواصل الجذور مع الميكروبات، تمهيداً لتطوير أصناف نباتية تتفاعل بشكل أكثر فعالية مع البيئة الميكروبية للتربة، في توجه علمي واعد يدمج علم الأحياء الجزيئية بعلم الزراعة.
وكانت الجامعة الأميركية في الشارقة قد أطلقت «مجموعة الشارقة لأبحاث الزراعة المستدامة» وتضم المجموعة من الجامعة الأميركية في الشارقة كلاً من الدكتور جون كليرونوموس، والدكتور محمد أبو العيش، أستاذ العلوم البيئية، والدكتور طارق علي، أستاذ الهندسة المدنية، بالإضافة إلى الدكتور علي القبلاوي من جامعة الشارقة.