هنغبي لا يستبعد دمج السلطة الفلسطينية بغزة في اليوم التالي للحرب
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
نشر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، مقالا على موقع "إيلاف" السعودي تحدث فيه عن "اليوم التالي" في قطاع غزة ، وبحسب هنغبي فإن السيطرة على الشؤون المدنية في قطاع غزة ستتطلب "فلسطينيا معتدلا"، وهيئة تحظى بدعم شعبي وشرعية.
تابعوا وكالة سوا - تغطية مستمرة وسريعة وواسعة للأحداث
وقال إن "إسرائيل تدرك رغبة المجتمع الدولي في دمج السلطة الفلسطينية بعد حماس .
نص المقال كما ورد في الموقع السعودي
حرب السيوف الحديدية واليوم الذي سيلي
في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّت حماس حربًا على إسرائيل. وهي حرب كانت هذه المنظمة الإرهابية قد أعدت لها العدة جيدًا على مدار سنين طويلة.
لا شك في أنه كان يومًا أسود في تاريخ دولة إسرائيل والشعب اليهودي، حيث تم ذبح وإحراق واغتصاب حوالى 1300 رجل وامرأة وشيخ وفتى وفتاة وطفل ورضيع، بينما تم اختطاف 240 من الإسرائيليين (يهودًا ومسلمين) والرعايا الأجانب إلى قطاع غزة، لا يزال حوالى 130 منهم رهائن في ظروف لا تطاق من قبل حماس وغيرها من المنظمات الإرهابية.
على عكس أعدائنا، ليست لدينا نية لإخفاء الحقيقة، أو الكذب على أنفسنا وعلى العالم، أو التظاهر أو التبجح بالذات بما يضلل الناس. أعداؤنا يغذونكم، مواطني ومواطنات في أنحاء العالم العربي، بالأكاذيب والأخبار الكاذبة مرارًا وتكرارًا، إذ يزعمون أن إسرائيل ترتكب الإبادة الجماعية، وتستهدف الأبرياء عشوائيًا، بل ويزعمون أنه لا توجد ولم تكن هناك أنفاق للأغراض العسكرية تحت المستشفيات والمدارس والمباني المدنية، ويزعمون أننا نحن الذين قتلنا المشاركين في المهرجان الموسيقي الذي أقيم بالقرب من حدودنا مع غزة.
المحزن أن الكثير منكم يميل إلى تصديق هذه الأكاذيب. وما يؤسفنا أكثر من ذلك أننا حتى لو أخذنا كل واحد منكم ليرى بأم عينيه ما فعلته حماس في غزة، لظل الكثيرون منكم يعتقدون أن "العدو الصهيوني" يكذب. أنا أقترح عليكم الاستيقاظ ورؤية الواقع كما هو.
ودعونا نكون صادقين ونتحدث بصراحة.
الحرب ضد حماس فُرضت على إسرائيل في أعقاب المجزرة الوحشية التي ارتكِبت بحق مواطنينا، ولم تكن خيارنا.
فعلاً، الحرب أمر قاسٍ، منذ أن بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي عملياته ضد حماس جوًا وبحرًا وبرًا، قُتل وجُرح أيضًا سكان فلسطينيون غير متورطين.
للأسف الشديد، لا يمكن تجنّب ذلك، ومن المحتمل أن يتعرّض مدنيون أيضٍا خلال المراحل اللاحقة من الحرب للإصابة.
ومع ذلك، قامت إسرائيل ولا تزال تقوم بكل ما في وسعها في سبيل تجنب إصابة الأبرياء.
وعلى عكس حماس التي أمضت سنين طويلة في بناء الأنفاق بدلاً من الملاجئ لمواطنيها، بل وألقت مسؤولية مصير المدنيين الغزيين على عاتق الأمم المتحدة (موسى أبو مرزوق، 31 أكتوبر 2023)، عملنا بدون كلل على السماح للمدنيين بمغادرة مناطق القتال، وعملنا على إخلاء المستشفيات والمباني السكنية، وأنشأنا مناطق آمنة لمئات الآلاف من النازحين من شمال قطاع غزة في جنوبه.
لقد سمحنا بدخول آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى غزة، فضلاً عن توفير المأوى والمياه النظيفة واللوازم الأساسية.
لقد وقع سكان قطاع غزة البؤساء على مدى العقدين الماضيين ضحايا لمنظمة إرهابية دموية ووحشية. إذ لم يوفر قادة حماس أي وسيلة لإخضاع سكان غزة لإرادتهم، وبدلاً من جعل القطاع لؤلؤة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، جعلوه المكان المزدحم والفقير والبائس الذي هو عليه اليوم.
لقد وصلت مئات الملايين من الدولارات إلى غزة، ولكن ليس إلى السكان الذين يحتاجون إليها. بل استثمروا في صناعة الإرهاب والموت: في تعبيد مئات الكيلومترات من الأنفاق المبطنة، وتمويل المصانع المنتجة للصواريخ والعبوات الناسفة، ودفع رواتب رجال تم تحريضهم، وتدربوا من الصباح حتى الليل على قتل اليهود في أسرّتهم واختطاف الأطفال من مهادهم.
نعم، ستكون هذه الحرب طويلة ووحشية ومؤلمة. وإسرائيل ستنتصر فيها. ليس لدينا خيار آخر، ولن نساوم على سلامة مواطنينا، سنقاتل بشجاعة وقوة ضد جميع أعدائنا، وقد أخطأ أولئك الذين اعتقدوا أننا خائفون، وأخطأ أولئك الذين زعموا أننا دولة أوهن من بيت العنكبوت. إن خير أبنائنا وبناتنا مستعدون هذه الأيام للتضحية بأرواحهم من أجل أمن دولتهم انطلاقًا من الوحدة الكاملة والتكافل.
وماذا عن اليوم التالي بعد الانتصار على حماس؟
أولا وقبل كل شيء، من المهم خلق عالم أفضل لأطفالنا وللأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة. إنهم يستحقون أن يعيشوا حياة كريمة وحرة، دون رعب وخوف من ديكتاتورية قاسية ومتعطشة للدماء.
نحن ملتزمون ليس بتحرير مواطني إسرائيل من الخوف ومن الإرهاب فحسب، بل بضمان أن مليونيْ فلسطيني في غزة سيتطلعون إلى المستقبل بأمل كبير.
ثانيًا، جنبًا إلى جنب مع القوات المدنية والمعتدلة في الساحة الفلسطينية، وأهل غزة، ومع شركائنا في المجتمع الدولي وبين بلدان المنطقة، سننظر في كيفية إعادة إعمار القطاع وإعادة بنائه. من أجل خلق واقع جديد في القطاع، ستكون هناك حاجة إلى مزيج من القوات الإقليمية والدولية.
ثالثاً، أود أن أوضح أنه إلى جانب الرغبة في ضمان أمن مواطنينا، وهو ما لن نتنازل عنه بعد الآن، ليس لإسرائيل مصلحة في السيطرة على الشؤون المدنية لقطاع غزة، وسيتطلب ذلك هيئة حكم فلسطينية معتدلة تتمتع بدعم شعبي وشرعية واسعة النطاق، ليس لنا أن نحدد من سيكون هذا العامل.
تدرك إسرائيل رغبة المجتمع الدولي ودول المنطقة في دمج السلطة الفلسطينية في اليوم التالي بعد حماس، وإننا نوضح أن الأمر سيتطلب إصلاحًا جوهريًا للسلطة الفلسطينية، والذي سيركز على الاعتراف بواجبها في تربية الجيل الشاب، في كل من غزة و رام الله وجنين وأريحا، على قيم الاعتدال والتسامح، دون التحريض على العنف ضد إسرائيل.
في شكلها الحالي، تجد السلطة صعوبة في القيام بذلك، وسيتطلب الأمر جهدًا ومساعدة كبيرين من المجتمع الدولي وكذلك من دول المنطقة، ونحن مستعدون لهذا الجهد.
وأخيرًا، بشأن قضية إيران وحزب الله ومحور الشر بقيادتهم، سأوضح أنه على الرغم من أن إسرائيل تركز في الحرب للقضاء على حماس، إلا أننا ننصح حزب الله وسيده الإيراني ألا يخطئا. نحن أيضًا نتحلى بالصبر، ونعرف انتظار الظروف المؤاتية؛ هذا هو وعدي الصادق، نيابة عن شعب وحكومة إسرائيل.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: المجتمع الدولی الیوم التالی
إقرأ أيضاً:
خطة إسرائيل لتعميم نموذج رفح واحتلال غزة.. تصعيد عسكري بحسابات سياسية
البلاد – غزة
في خطوة قد تُنذر بتحول استراتيجي في مسار الحرب على قطاع غزة، كشفت تسريبات إسرائيلية عن خطة عسكرية طموحة تقضي بالسيطرة على ما بين 70% و75% من أراضي القطاع خلال ثلاثة أشهر. الخطة، التي تتضمن “مرحلة تطهير طويلة الأمد”، تمثل تصعيداً كبيراً يتجاوز نطاق العمليات السابقة، وتطرح تساؤلات عميقة حول الأهداف السياسية والعسكرية التي تسعى تل أبيب لتحقيقها في هذه المرحلة من النزاع.
العملية، وفقاً لصحيفة “إسرائيل اليوم”، تهدف إلى تكرار نموذج العملية العسكرية في رفح وتعميمه على مختلف مناطق القطاع. النموذج المذكور اتّسم بتكتيكات تعتمد على الاقتحام البري الكثيف، تفريغ السكان، وفرض سيطرة أمنية كاملة. تعميم هذا النموذج يشير إلى نية الجيش الإسرائيلي بفرض وقائع ميدانية تعزز من موقعه التفاوضي، وتزيد كلفة أي تسوية على حركة حماس.
تتضمن الخطة مشاركة خمس فرق عسكرية، أربع منها هجومية، وواحدة دفاعية، ما يعكس رغبة في تحقيق تقدم ميداني سريع مع الإبقاء على هامش تكتيكي يتيح وقف العمليات مؤقتاً في حال التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
لكن هذا لا يُخفي نية القيادة الإسرائيلية فرض “حقائق على الأرض” قبل أي تسوية. ومن منظور سياسي، فإن تكريس السيطرة العسكرية على القطاع قد يُستخدم كأداة ضغط على حماس، كما قد يُشكل محاولة لإعادة رسم خارطة غزة الأمنية والجغرافية بما يتماشى مع الشروط الإسرائيلية طويلة الأمد.
بالتزامن مع التحرك العسكري، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سحب الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة، ما يعكس إحباطاً سياسياً من فشل الجهود الدبلوماسية. تل أبيب تتهم حماس بالتمسك بضمانات أميركية لإنهاء الحرب، ما تعتبره شرطاً غير مقبول.
في الوقت ذاته، تواصل إسرائيل التلويح بإمكانية العودة إلى المفاوضات، بشرط أن توافق حماس على مقترح أميركي يتضمن إفراجاً جزئياً عن الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار وتمهيداً لمفاوضات أوسع، وهو ما يشير إلى أن الحلول التفاوضية لا تزال خياراً قائماً، لكن بشروط إسرائيلية أكثر صرامة.
التحرك العسكري الإسرائيلي يأتي في ظل تحذيرات متزايدة من مؤسسات أممية بشأن الكارثة الإنسانية في غزة، حيث يتفشى الجوع وينهار النظام الصحي. وفيما تتهم إسرائيل حماس بالاستيلاء على المساعدات، يحمّل المجتمع الدولي تل أبيب مسؤولية الحصار الخانق الذي فرضته منذ انهيار الهدنة في مارس الماضي.
هذا الواقع الإنساني قد يضع إسرائيل أمام ضغوط دبلوماسية متصاعدة، خاصة من حلفائها الغربيين، إذا لم يُرافق التصعيد العسكري بحلول سياسية متوازنة أو ممرات إنسانية فعالة.
خطة إسرائيل للسيطرة على الجزء الأكبر من قطاع غزة خلال ثلاثة أشهر تمثل تصعيداً عسكرياً ذا أبعاد سياسية واستراتيجية. ما يبدو أنه عملية عسكرية قد يكون في الواقع محاولة لإعادة هيكلة القطاع جغرافياً وأمنياً، واستباق أي حلول دبلوماسية بشروط مفروضة من جانب واحد. ومع تعثر المفاوضات واستمرار الكارثة الإنسانية، تبرز المخاطر من اتساع رقعة الحرب وتدهور الوضع الإقليمي والدولي.