في الفترة التي سبقت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل يومين في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، كانت كل الأنظار متجهة إلى الآفاق التي قد يمنحها الحلف لأوكرانيا عندما تصبح عضوا. ولم يتوقع أحد منح كييف العضوية الكاملة بينما كانت حربها مع روسيا لا تزال مستمرة.

ولكن كان من المتوقع وجود إشارة ما واضحة، ولم تأت. الأمر الذي جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عندما علم بمضمون البيان النهائي لقادة الناتو، يغرد غاضبا وهو في طريقه إلى فيلنيوس قائلا إنه "غير مسبوق وغير معقول" عدم تحديد إطار زمني لعضوية أوكرانيا في الناتو.

وكان أعضاء الوفد الأميركي "غاضبين" من فورة زيلينسكي، وبحسب ما ورد حثوه في اجتماع خاص على التهدئة وتقبل المساعدة الأمنية التي كان قد وُعد بها.

وفي هذا السياق، يناقش هذه الدراما اثنان من كتاب "واشنطن بوست" (Washington Post) هما ماكس بوت وغوش روجين، وما يترتب عليها من آثار على مستقبل الحرب في أوكرانيا. وكان التساؤل الأول عن عضوية الناتو لأوكرانيا؟

التركيز يجب أن ينصب الآن على توفير أكبر عدد من الأسلحة لأوكرانيا من أجل نجاح هجومها المضاد ودحر العدوان الروسي. وعلى هذه الجبهة يقف حلفاء الناتو بحزم

ويرى بوت أنه كان واضحا تماما أن التحالف لم يكن موحدا بشأن انضمام أوكرانيا في أي وقت. ومع ذلك لفت إلى وجود مخاوف مشروعة، منها أنه إذا قبل انضمامها إلى الحلف في أي وقت قريب، فإن هذا يجعله طرفا مباشرا في نزاع مع دولة مسلحة نوويا (روسيا).


وقال: إن التركيز يجب أن ينصب الآن على توفير أكبر عدد من الأسلحة لأوكرانيا من أجل نجاح هجومها المضاد ودحر العدوان الروسي. وعلى هذه الجبهة يقف حلفاء الناتو بحزم.

وبمناقشة التساؤل: هل كانت قمة الناتو فوضى دبلوماسية؟ وصف روجين القضية برمتها، أي عضوية الناتو، بأنها ذريعة وإلهاء ومسألة سخيفة، لأن الجميع كان يعلم أن الولايات المتحدة ستعارض دائما الإشارات الحقيقية لتسريع عضوية أوكرانيا. ورأى أنهم كانوا سيخرجون بترهات لن يكون الجميع سعداء بها، وكل الجدل الناتج يبدو غير ضروري على الإطلاق.

وأما عن تساؤل إمدادات الأسلحة إلى أجل غير مسمى، وهل ستكون هذه حربا أبدية؟ فقد علق روجين بأن المشكلة في هذا الإطار هي افتراض أنه إذا أوقف الدعم لأوكرانيا، فإن الحرب ستنتهي.

لكنه أردف بأن الأوكرانيين مصممون على القتال بمساعدة الغرب أو بدونه. ولذلك إذا أريد حقا تجنب الحرب إلى الأبد، فإن أفضل شيء يمكن للغرب القيام به هو دعمهم.

وختم بوت النقاش بأن الطريقة الوحيدة للحصول على فرصة واقعية لعضوية الناتو هي إذا تمكنت أوكرانيا وروسيا من تحقيق مأزق مستدام. شيء مثل تقسيم ألمانيا إلى شرقية وغربية، أو تقسيم كوريا إلى جنوبية وشمالية، حيث يوجد حدود ثابتة بشكل واضح للغاية يتم تحصينها من كلا الجانبين. ثم ترسل الولايات المتحدة إشارة مفادها أنك إذا تجاوزت هذا الخط فستكون حربا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

جهود دبلوماسية مصرية تنجح في استعادة ٢١ قطعة أثرية من أستراليا | صور

نجحت السفارة المصرية في كانبرا والقنصلية العامة في سيدني، بالتعاون مع الجهات الأسترالية المعنية، في استعادة ٢١ قطعة أثرية كانت قد خرجت من مصر بطرق غير مشروعة، في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج لاسترداد الآثار المصرية المهربة. 

وشملت القطع المستردة ٢١ قطعة أثرية كانت معروضة في احدى صالات المزادات، بالإضافة إلى جزء من جدارية خاصة بالمدعو "سشن نفر تم"، والتي كانت ضمن مقتنيات جامعة ماكواري، فضلًا عن مسمار أثري يعتقد انه يعود الى احدى التوابيت الملكية

وزير الخارجية يبحث مع المفوض الأوروبي تعزيز الشراكة التنموية والاستراتيجيةرسالة دعم لـ غزة.. التلفزيون الإسباني يتحدى منظم مسابقة يوروفيجن

وتعكس هذه الجهود، والتى تأتى تزامناً مع مرور ٧٥ عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التعاون القائم بين مصر وأستراليا والحرص المتبادل على تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار، كما تأتي تأكيداً على التزام الجانبين بالحفاظ على الإرث الإنساني وتعزيز التعاون الدولي في استعادة الممتلكات الثقافية إلى موطنها الأصلي وفقاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

وتجدر الإشارة الى أن الجهود الحثيثة التي بذلتها البعثات الدبلوماسية المصرية المعتمدة في استراليا، متمثلة في السفارة في كانبرا والقنصليتين العامتين في كل من سيدني وملبورن، أسفرت عن تزايد إقبال المواطنين الاستراليين لإعادة القطع المصرية الاثرية بحوزتهم بصورة طوعية، وذلك استناداً للحملة التي اطلقتها البعثات الدبلوماسية المصرية في استراليا خلال الاعوام الماضية.

وتأتى هذه الجهود في إطار ما توليه الدولة المصرية ومؤسساتها من اهتمام بالغ للحفاظ على تراثها وتاريخها الحضاري، والدور الذي تضطلع به وزارة الخارجية لاستعادة الآثار المصرية التي تم تهريبها للخارج بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية والمجلس الأعلى للآثار.


 

طباعة شارك السفارة المصرية السفارة المصرية في كانبرا القنصلية العامة في سيدني الجهات الأسترالية استرداد الآثار المصرية المهربة جامعة ماكواري أستراليا مصر وأستراليا البعثات الدبلوماسية المصرية

مقالات مشابهة

  • تكتيكات الفزع وإستراتيجية تعدُّد الجبهات .. أو فوضى المليشيا في مواجهة إنضباط الكلية الحربية!!…
  • باحث: استقرار طرابلس خداع بصري وغياب المؤسسات يغرق الدولة في فوضى الميليشيات
  • واشنطن بوست: واشنطن ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف حرب غزة
  • أزمة دبلوماسية بين لندن وطهران بعد اتهام إيرانيين بالإرهاب
  • فنلندا تعلن دعم لأوكرانيا بــ 90 مليون يورو
  • نتنياهو: على إسرائيل أن تمنع حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية"
  • إيران تصطدم بواشنطن.. المحادثات النووية تواجه اختبارا "صعبا"
  • أزمة دبلوماسية جديدة بين إيران وبريطانيا
  • فوضى وازدحام في بعلبك.. الانتخابات تُسجل حالة إغماء (فيديو)
  • جهود دبلوماسية مصرية تنجح في استعادة ٢١ قطعة أثرية من أستراليا | صور