صحيفتان إسرائيليتان: القضاء على حماس في غزة وتحرير الرهائن ليس واقعيا
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
شدد المحللون الإسرائيليون مجددا اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2023 ، على أنه ليس بإمكان إسرائيل تحقيق هدفيها من الحرب على غزة ، القضاء على حركة حماس وتحرير جميع المحتجزين في قطاع غزة. وأشاروا إلى أن تصريحات القيادة السياسية خصوصا ليست واقعية.
أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخباريةووفقا للمحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، فإنه "توجد فجوة كبيرة، تكاد تكون غير قابلة للجسر، بين الإدراك أن الجيش الإسرائيلي بات في ذروة الاستعدادات للمرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة، وبين ما يبثّه المستوى السياسي نحو الخارج".
وأضاف أن "رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، يصرح صباح مساء بأن الحرب ضد حماس ستستمر إلى الأبد تقريبا. لكن في الوقت، يبدو أن القيادات في شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة، وفي قيادة المنطقة الجنوبية والشمالية والفرق العسكرية ذات العلاقة باتت تستعد لتغيير حقيقي خلال كانون الثاني/يناير المقبل".
وفسر هرئيل "الحاجة إلى تغيير أساسي مرتبط باستمرار تجنيد مئات الآلاف من جنود الاحتياط، والعبء الهائل من جراء ذلك على الاقتصاد وعلى جنود الاحتياط وعائلاتهم. والجيش الإسرائيلي لن يتخلى عن الحرب، لكنه يدرك جيدا الصورة التي تتبلور. وستكون هناك حاجة إلى ملاءمة أمور كثير للوضع، وتسريح قسم من جنود الاحتياط، من أجل مواصلة الحرب بشكل جديد. وبعد ذلك استدعاء الاحتياط مجددا لمدة شهر في العام المقبل".
وبحسبه، يعتزم الجيش الإسرائيلي إقامة منطقة عازلة داخل قطاع غزة، بادعاء أنها "ستبعد مخاطر فورية" عن "غلاف غزة"، الذي لا تزال بلداته خالية من سكانها، منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. والمقصود بـ"المرحلة الجديدة" من الحرب، هو شن اقتحامات عسكرية واسعة تنفذها ألوية في القطاع بدلا من المناورة البرية الحالية التي تنفذها أربع فرق عسكرية.
ولفت هرئيل إلى أن "تأثير المعركة على وعي الجمهور الإسرائيلي آخذ بالتراجع". وتتمثل هذه المعركة بالإحاطات والبيانات المكثفة للناطق باسم الجيش الإسرائيلي، يوميا. "فالرسائل تكرر نفسها، والتقارير لا تبشر بحدث يمكن استيعابه على أنه ’كاسر للنوازن’ في الحرب. وإلى جانب ذلك، يسجل سقوط خسائر (إسرائيلية) يومية في الجبهة. وبالنسبة للجيش، سينشأ خطرا، مع مرور الوقت، بأن يفقد الجمهور الثقة بصدق البيانات ويشكك بإمكانية تحقيق أهداف الحرب".
ونقل هرئيل عن ضابط كبير في هيئة الأركان العامة، قوله إنه "حتى بعد استكمال السيطرة على الشجاعية، هذا الأسبوع، لا تزال محاولات حماس لاستهداف القوات الإسرائيلية متواصلة، وإن كان ذلك بقوة أقل".
كذلك نقل محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان، عن مصدر واسع الاطلاع في الحكومة الإسرائيلية، ويتحدث بشكل دائم إلى وسائل الإعلام، قوله إنه "أشعر بالغثيان والاشمئزاز... لأنني أكرر رسائل الحكومة وجهاز الأمن وأعلم أن ما أقوله ليس دقيقا جدا جدا".
وأوضح برغمان أن "اشمئزاز" المصدر يتعلق بالتعليمات التي يتلقاها حول تكرار الخط الإعلامي للحكومة والجيش الإسرائيلي، أن للحرب على غزة هدفين، هما "القضاء على البنية التحتية وقدرات وحكم حماس، وتحرير المخطوفين".
وحذر برغمان من "تضليل الجمهور الإسرائيلي كأنه بالإمكان وضع هدفين للحرب. فهناك خياران فقط أمام إسرائيل، إما محاولة التوصل إلى صفقة تحرير مخطوفين وأن تكون كبيرة بقدر الإمكان، أو شن مناورة برية".
وأضاف أنه قبل بدء المناورة البرية، في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، "علم الجميع أن كلا الهدفين يناقضان بعضهما، واتجاههما متعاكسين في النتيجة والخيار. وكان واضحا حينها أن الرصيد غير المسبوق الذي منحه العالم لإسرائيل سينتهي، وأن الرئيس بايدن سيسأم ذلك في نهاية الأمر. وكان واضحا أن العملية البرية يجب أن تكون مدتها قصيرة وأنه لا يمكنها أن تستمر سنة، مثلما قال الجيش الإسرائيلي إنه يحتاج إلى هذه المدة كي يصل إلى الغاية".
ورجح أن "إسرائيل ستنهي عمليتها البرية من دون تحقيق الغاية الأولى للحرب (إعادة المحتجزين في غزة) من دون القضاء بالكامل على منظومة القذائف الصاروخية ومن دون تدمير كبير لمنظومة الأنفاق، ومع استهداف جزئي جدا لمجموعة يحيى السنوار ومساعديه الكبار السبعة، الذين تم تصفية اثنين منهم فقط حتى الآن".
وأضاف أنه "كان واضحا حينها (قبل بدء المناورة البرية) أنه سيكون من الصعب تحرير المخطوفين بقوة الذراع، وأن الجيش الإسرائيلي سيصل في أفضل الأحوال إلى وضع يحاصر فيه الحصن الأخير الذي تحت الأرض للسنوار والضيف، وعندها، من خلال ممارسة ضغط حقيقي على زعيم حماس، سيحاول التوصل إلى صفقة ما".
وأشار برغمان إلى أن إسرائيل أضافت موضوع المحتجزين الإسرائيليين كهدف آخر للحرب، في 16 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد بدء الحرب بتسعة أيام، وذلك في أعقاب ضغط شعبي. "وأثبتت تجربة أسابيع من القتال (البري) إلى أي مدى المقولة التي تصف المناورة البرية على أنها عامل مسرع لتحرير المخطوفين، بعمليات عسكرية أو بمفاوضات، كانت غير دقيقة".
وأضاف أنه "في خانيونس بالذات، وفيما كان السيف على عنق السنوار، حسب أحد المحللين، كان يفترض به حسب نظرية هدفين للحرب وإحداهما يدفع الآخر، أن يتراجع تحت الضغط الإسرائيلي، وأن يوافق على شروط رفضها سابقا. وفعليا حدث العكس بالضبط. وإسرائيل استنفدت العملية البرية وهي لا تزال بعيدة جدا عن السنوار".
وشدد برغمان على أن "إسرائيل هي التي تراجعت، وتخلت عن الخطة الأصلية، وهي مستعدة لصفقة أخرى وربما كتلك رفضتها في تلك الليلة"، أي الليلة الأخيرة للهدنة عندما رفضت إسرائيل صفقة عرضتها حماس وتشمل الإفراج عن جثث محتجزين.
ورأى برغمان أن "السنوار يشعر أنه على ظهر الحصان على إثر الضغط الأميركي على إسرائيل. وشدد شروطه ووصل إلى الأمر المركزي من ناحيته. ويطالب بتعهد إسرائيلي مشروط بضمانات دول أخرى بوقف القتال بشكل مطلق ومن دون نهاية له، إلى جانب تحرير أسرى من العيار الثقيل جدا، مقابل صفقة. ويدعى مسؤولون إسرائيليون أن هذه المطالب معزولة عن الواقع. وكأن السنوار شعر بإهانة كبيرة".
ولفت إلى أن "هناك من يعتقدون أن إسرائيل باتت معنية فجأة بصفقة لأنه واضح للجميع أنها ستضطر، خلال أسبوعين، إلى وقف المناورة بضغط أميركي. وكذلك لا ينبغي أن يعارض ذوو الخط المتشدد صفقة. على العكس، الصفقة ستكون خطوة نهاية متفائلة للحرب، وأفضل بكثير مما إذا قال الأميركيون لإسرائيل أن تتوقف وتنسحب".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المناورة البریة وأضاف أن من دون إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
الصحةُ العالميّة تدعو إلى إدخال الغذاء والدواء بشكل عاجل
غزة (الاراضي الفلسطينية) جنيف "أ ف ب" "العمانية": أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة اليوم إستشهاد 16 فلسطينيا، منهم 12 من منتظري المساعدات، مع تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب واستمرار التحذير من المجاعة.
ومع توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء، ازداد زخم النداء الموجه للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إنه بالقرب من مراكز توزيع المساعدات أحصي "6 شهداء وعشرات الجرحى الذين أصيبوا بنيران جيش الاحتلال قرب مركز الشاكوش في شمال غرب مدينة رفح" جنوب القطاع.
كما قتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من 25 في ظروف مماثلة قرب جسر وادي غزة، في وسط القطاع. وقُتل إثنان آخران في منطقة المغراقة إلى الغرب من مفترق "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
وقال بصل إن الجنود الإسرائيليين الذين يتمركزون في نقاط عسكرية في كافة الطرقات المؤدية إلى مركز المساعدات، "أطلقوا النار باتجاه الجوعى من منتظري المساعدات".
ويتجمع يوميا آلاف الأشخاص قرب مراكز المساعدات القليلة سعيا للحصول على الطعام، فيما يفتك الجوع بأكثر من مليوني إنسان في غزة يعيشون وسط الركام، وسط حالة الحصار.
ومع استمرار الغارات والقصف، قُتل فلسطينيان في غارة إسرائيلية استهدفت صباحا أشخاصا قرب كنيسة "العائلة المقدسة" التابعة لدير اللاتين في البلدة القديمة في حي الزيتون بمدينة غزة.
وقُتل أخران وأصيب عدد من المواطنين في غارة إسرائيلية استهدفت بعد الظهر مواطنين قرب مدرسة الزهراء التي تؤوي مئات النازحين في حي الدرج بمدينة غزة.
ولا يمكن لوكالة فرنس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الطرفين في ظل القيود الإسرائيلية المفروضة على الإعلام في غزة، وصعوبة الوصول إلى المواقع في القطاع.
"أسوأ سيناريو مجاعة"
قال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس في غزة إن "109 شاحنات مساعدات دخلت إلى القطاع (الثلاثاء)، تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال". واتهم إسرائيل "بإفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها، في إطار هندسة الفوضى والتجويع".
استأنفت وكالات الإغاثة الدولية في الأيام الأخيرة توزيع المساعدات بعد أن أعلنت إسرائيل "هدنة تكتيكية" يومية تقتصر على مناطق محددة، لكن المنظمات الدولية تؤكد أنها ليست سوى نقطة في محيط الاحتياجات الإنسانية.
وأعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وحذّر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC الذي وضعته الأمم المتحدة والصادر الثلاثاء من أن الأزمة الإنسانية "بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة".
وشدد على ضرورة إدخال المساعدات عبر البر لأن ذلك أكثر فاعلية وأمانا وأسرع، في حين أن المساعدات التي تُلقى من الجو "لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية".
والأربعاء، دعت فرنسا و14 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، على ما قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو.
وإلى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين، إلى النداء الذي وقعته كذلك أندورا وفنلندا وايسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنروج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.
صدر النداء في ختام مؤتمر وزاري في نيويورك رعته فرنسا والسعودية بهدف إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وخلال المؤتمر، حضّت 17 دولة، بينها السعودية وقطر ومصر، حركة حماس على تسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية.
وتصر إسرائيل على أن الضغط عليها سيشجع حركة حماس للتمسك بموقفها، فيما فشلت المفاوضات المباشرة في التوصل إلى اتفاق هدنة.
وقال عضو القيادة السياسية في حماس، محمود مرداوي الأربعاء "لا معنى لأي مفاوضات ما دامت سياسة التجويع والإبادة مستمرة بحق شعبنا".
"على الفور"
دعت منظمة الصحة العالمية، إلى إدخال الغذاء والدواء "على الفور" إلى قطاع غزة لوقف الوفيات الناجمة عن المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي. وقال جيبريسوس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في منشور له على منصة إكس إن المجاعة وسوء التغذية والأمراض في غزة تسببت في زيادة الوفيات المرتبطة بالجوع، مؤكدا على أن هذا الأمر يستدعي ضرورة إيصال مساعدات غذائية وطبية على نطاق واسع لمنع تفاقم الوضع. وأشار إلى تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي حذّر من أن غزة تشهد أسوأ مجاعة مضيفا :"المجاعة وسوء التغذية والأمراض تؤدي إلى ارتفاع في الوفيات المرتبطة بالجوع". وكانت حصيلة الوفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة قد ارتفعت حسب آخر الإحصائيات إلى 147 حالة، بينهم 88 طفلًا. /العُمانية/ فيصل