كارنيجي: الحل بعد حرب غزة.. قرار دولي بإقامة دولة فلسطين وإلزام لإسرائيل بإنهاء الاحتلال وإلا
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
إن العودة إلى صيغة التفاوض السابقة بمجرد انتهاء الحرب في غزة سوف تكون أشبه بإعادة تسخين الطعام الفاسد، ومن المحتم أن تفشل.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشره "مركز كارنيجي للشرق الأوسط"، والذي يقر بأن هناك دلائل على أن الولايات المتحدة وآخرين بدأوا يفكرون في إطلاق عملية سياسية بعد انتهاء الحرب على غزة.
ومع ذلك، فإن هذا قد يظل مجرد شعار أمريكي، مع فرصة ضئيلة لأن يصبح حقيقة.
ولتجنب الانجرار مرة أخرى إلى عملية لا نهاية لها، يجدر تقديم وجهة نظر مختلفة وتوضيح ما يمكن أن يشكل حزمة مقبولة من المنظور الفلسطيني والعربي.
وفي غياب مثل هذه الجهود، يخشى التحليل أن يظل تفكير واشنطن محصوراً في إطار عفا عليه الزمن، وسوف يحاول العودة إلى شكل دائم من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي تفشل في إنهاء الاحتلال أو تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وبينما يبدو واضحاً أن فرصة حدوث عملية سياسية جدية معدومة، فإنه لا يزال من المفيد تحديد ملامح خطة تعالج الأسباب الرئيسية للصراع وتؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً
استطلاع جالوب: الشعب الإسرائيلي لا يدعم حل الدولتين والسلام يبدو بعيد المنال
جدول زمني وتحديد الهدف قبل التفاوضوينبغي للولايات المتحدة، التي تعمل من خلال اللجنة الرباعية للشرق الأوسط - الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي - أو من خلال الأمم المتحدة، أن تبدأ بإعلان أن الهدف النهائي للمفاوضات هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية.
ويرى التحليل أنه يجب تحديد هدف، وهو إقامة دولة فلسطينية في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
إن عملية الهندسة العكسية هذه تعني أن اللجنة الرباعية أو الأمم المتحدة سوف تحدد الهدف في البداية، قبل أن تبدأ المفاوضات حول الخطوات اللازمة لتحقيقه، وليس حول ماهية الهدف.
والسبيل إلى تحريك هذه العملية يتلخص في التزام المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين على أساس حدود عام 1967، من خلال قرار ملزم من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل بدء المفاوضات. وهذا من شأنه أن يمنع إسرائيل من المماطلة ومحاولة كسب الوقت، كما فعلت في الماضي، بحسب التحليل.
اقرأ أيضاً
مع تزايد العزلة الأمريكية.. دول الخليج تضغط باتجاه حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية
انتخابات جديدةحينئذ فإن الأمر سوف يتطلب إجراء انتخابات جديدة، سواء في إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أجل إنتاج زعماء جدد ملتزمين بإنهاء الاحتلال ويتمتعون بالشرعية اللازمة لإبرام مثل هذا الاتفاق.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم الحالي سيتعرض لهزيمة كبيرة في انتخابات اليوم ويخسر أغلبيته في الكنيست، في حين لم يعد بإمكان السلطة الوطنية الفلسطينية الادعاء بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني، على الأقل حتى إجراء انتخابات جديدة. لتحديد من يستطيع.
ومن ثم سيتم إطلاق عملية إعادة إعمار غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، كجزء من حزمة متكاملة.
وستكون هناك حاجة إلى ضمانات لضمان عدم قيام إسرائيل بتدمير البنية التحتية للإقليم مرة أخرى، كما فعلت مرات عديدة. كما سيتم إنشاء صندوق دولي لمساعدة الفلسطينيين على البقاء على أراضيهم في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، ومنع تهجيرهم القسري، وهو ما يدعي المجتمع الدولي أنه يعارضه.
اقرأ أيضاً
منتقدا رفض نتنياهو حل الدولتين.. بوريل: هل تحترم إسرائيل القانون الدولي؟
الحد الأدنى المطلوبويرى التحليل أن العناصر السابقة تمثل "الحد الأدنى المطلوب" إذا كان المجتمع الدولي يريد حقاً إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية..
لكن الواقع هو أن غياب مثل هذه الإرادة الدولية، إلى جانب التعنت الإسرائيلي، يجعل تنفيذ مثل هذا الاقتراح شبه مستحيل.
ولذلك، فإن السيناريو الأكثر واقعية هو أن تستمر إسرائيل في رفض إنهاء الاحتلال بينما يستمر المجتمع الدولي في التشدق بحل الدولتين، دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيقه.
ويتوقع التحليل، وفقا لهذا الفشل، أن يستمر الوضع في التدهور نحو صراع مسلح شامل.
وهذا من شأنه أن يضع الحكومة الإسرائيلية التي لا تتردد في الانخراط في القتل الجماعي للمدنيين، بدعم من جماعات المستوطنين المتطرفة المسلحة التي بدأت بالفعل التطهير العرقي في المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، ضد جيل شاب من الفلسطينيين الذين فقدوا الأمل في أي انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة أو تحقيق تطلعاتهم الوطنية على أرضهم.
ويعتقد هذا الجيل على نحو متزايد أن الكفاح المسلح يحمل وعداً أكبر من العملية السياسية التي لا تنتهي أبداً ولا تسفر عن أي نتائج.
اقرأ أيضاً
إعمار غزة.. الإمارات تشترط مسارا قابلا للتطبيق نحو حل الدولتين بدعم أمريكي
نموذج جنوب أفريقياومع تلاشي كل الآمال في إقامة دولة فلسطينية، وفي حين يرفض الفلسطينيون البقاء تحت الاحتلال الدائم، فسوف يبدأون في المطالبة بحقوق متساوية في عملية مماثلة لما حدث في جنوب أفريقيا.
وسوف تهدف جهودهم إلى بناء دولة جديدة ثنائية القومية للفلسطينيين واليهود، بدلاً من ذوبان أنفسهم في الدولة الإسرائيلية الحالية.
وسوف تستمر إسرائيل في رفض هذا الطلب، كما فعلت حكومة جنوب أفريقيا.
وسوف تحافظ على نظام الفصل العنصري وحكم الأقلية على الأغلبية، بينما تعمل باستمرار على تهجير السكان الفلسطينيين. وسوف يتصدى الفلسطينيون بحزم لمثل هذه المساعي.
وسوف يتبلور الرأي العام الدولي، متأخراً ومع مرور الوقت، في هيئة معارضة للفصل العنصري، تماماً كما رفض قبول مثل هذا النظام في جنوب أفريقيا.
المصدر | مركز كارنيجي للشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حل الدولتين الدولة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي حرب غزة مفاوضات المجتمع الدولی إنهاء الاحتلال دولة فلسطینیة جنوب أفریقیا حل الدولتین اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
عز الدين الحداد شبح القسام المطلوب الأول لإسرائيل
مقاوم وقيادي في كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- يعرف بكنيته "أبو صهيب"، ولد في بداية سبعينيات القرن العشرين، ويُوصف في أوساط الاحتلال الإسرائيلي بلقب "شبح القسام" نظرا لقدرته على التخفي ونجاته المتكررة من محاولات الاغتيال.
تولى قيادة لواء مدينة غزة في كتائب القسام، وهو عضو في المجلس العسكري المصغر للحركة، وتقول تقارير إعلامية إنه من خلف الشهيد محمد الضيف في قيادة أركان كتائب عز الدين القسام.
بعد اغتيال إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة عام 2023 القيادات البارزة في حماس أمثال إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى، أصبح عز الدين الحداد هو المطلوب الأول لاحتلال، الذي رصد مكافأة بـ750 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
التجربة العسكريةانضم إلى حركة حماس منذ إنشائها في عام 1987، وارتقى في صفوف كتائب القسام، إذ بدأ جنديا في المشاة بلواء غزة قبل أن يصبح قائد فصيل، ثم قائد كتيبة، إلى أن أصبح قائد اللواء نفسه.
شارك في تخطيط وتنفيذ عدد من العمليات العسكرية والهجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان له دور فعال في تنظيم جهاز "المجد" داخل القسام، وهو وحدة كانت مسؤولة عن تعقب وتصفية العملاء والجواسيس المشتبه بهم الذين يعملون لصالح "إسرائيل".
محاولات اغتيال
تعرض الحداد لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية، إذ قصف الاحتلال منزله، أكثر من مرة في حروب سابقة، كانت أولاها في حي الشجاعية أثناء معركة الفرقان عام 2009، وحاول الاحتلال من جديد اغتياله في حربي 2012 و2021.
إعلانبعد اغتيال باسم عيسى في معركة "سيف القدس"، تولى الحداد رسميا قيادة لواء غزة، فأصبح أحد أبرز المطلوبين لجيش الاحتلال، الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عن مكافأة مالية قدرها 750 ألف دولار مقابل معلومات عنه وعن مكان وجوده.
أواخر 2023 داهمت قوات الاحتلال منزله في حي التفاح وقالت إنها عثرت على وثائق وصور تؤكد علاقاته مع قادة ميدانيين آخرين. وفي فبراير/شباط 2024، تعرض منزله في تل الهوى للقصف لكنه نجا، وفي مارس/آذار من العام نفسه تم استهداف منزله للمرة الرابعة.
وفي 17 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام استشهاد نجله صهيب الحداد في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف حي التفاح شرق مدينة غزة.
دوره في طوفان الأقصىبزي عسكري ظهر الحداد في فيديو بثته حركة حماس قبل عام من عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي ذلك الفيديو حذر عز الدين الحداد إسرائيل بأنها سوف "تصاب بالصدمة من دقة وكثافة وتأثير صواريخ القسام في أي معركة مستقبلية".
وحمل الشريط عنوان "عميد التصنيع"، وكان الحداد يتحدث فيه عن القيادي في كتائب القسام وليد شمالي الذي استشهد في حرب 2021.
وقال الحداد "في المعركة القادمة، سيشهد العدوّ عمل هذه المقاومة المُخلصة. هذا وعد الله: طريقنا إلى الأرض المقدّسة، ونحن قادمون".
وتحقق وعد الحداد بسرعة، وعملت تحت قيادته وحدات عدة اقتحمت مستوطنات الغلاف، بما فيها وحدة النخبة المسؤولة عن الهجوم الأول في صباح يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكشفت تقارير استخباراتية أنه في 6 أكتوبر/تشرين الأول، وقبل ساعات من الهجوم المفاجئ، استدعى الحداد سرا القادة التابعين له وسلّمهم ورقة مطبوعا عليها شعار كتائب القسام، كُتب عليها: "إيمانًا بالنصر الحاسم، وافقت قيادة الألوية على إطلاق العملية العسكرية الكبرى، طوفان الأقصى توكلوا على الله، قاتلوا ببسالة، واعملوا براحة ضمير، وليكن هتاف "الله أكبر" هو الفخر".
إعلانومن أبرز تعليماته أثناء الاجتماع ضرورة أسر عدد كبير من الجنود الإسرائيليين في الساعات الأولى للعملية، وبث مشاهد اقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية بشكل مباشر، والسيطرة على المواقع الاستيطانية، كما أوصى بإحضار أعلام الدول العربية والإسلامية لرفعها في المواقع.