بعد دخول الحرب في غزة أسبوعها الـ 11، أصبح واضحاً أن طريقاً طويلاً ينتظر الإسرائيليين قبل تحقيق الجيش هدفه المعلن، وهو تدمير حركة حماس، وإعادة أكثر من 100 رهينة لإسرائيل.

وفي مواجهة ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال، وزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، ظل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو  يصدر بيانات بالفيديو يؤكد فيها إصراره على الانتصار في الحرب.

Israel is running out of time in Gaza https://t.co/rbBiwUnyP3

— Newsweek (@Newsweek) December 20, 2023

وقال هذا الأسبوع: "من يعتقد أننا سنتوقف فإنه منفصل عن الواقع". وتضررت شعبيته بشدة بسبب الإخفاقات الأمنية التي سمحت للآلاف من مقاتلي حماس بالتدفق إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلا أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين يدعمون العملية العسكرية.

وقالت تامار هيرمان الباحثة البارزة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، الذي ينظم استطلاعات منتظمة عن المواقف من  الحرب: "لا نشهد تراجعاً في الدعم". وأضافت "الأغلبية العظمى تؤمن بأنه يتعين إنجاز المهمة. ولكن ما معنى ذلك؟ لا أحد يعرف بالضبط".

فالصدمة التي شعر بها الإسرائيليون من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 240 رهينة، والرعب الذي أثارته الروايات التي ترددت لاحقاً عن  اغتصابات مزعومة عززت الدعم للحرب.

ولكن حجم المهمة بدأ يتضح مع استمرار المواجهات بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس، عبر شبكة من الأنفاق والكمائن في شوارع يملأها الركام، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 140 جندياً حتى الآن.

وكتب بن كاسبيت، وهو أحد منتقدي نتانياهو، وكاتب عمود بصحيفة معاريف، التي تعبر عن تيار يسار الوسط "بعد 75 يوماً من الكارثة، تأتي الآن مرحلة التحرر من الوهم".

فلا يزال العقلان المدبران لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهما القياديان رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، طليقين. ويقول عسكريون إسرائيليون إن استكمال المهمة قد يتطلب شهوراً.

وأظهر استطلاع للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية في 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أن 65% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحكومة ستدمر قدرات حماس، كما وعدت، إلا أن أكثر من الثلث 29.4% و5.6% على التوالي، يعتقدون أن تحقيق ذلك مستبعد أو قالوا إنهم لا يعرفون.

وأتاحت هدنة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إعادة ما يقرب من نصف المحتجزين لدى حماس. لكن جهود قطر، ومصر للتوسط في اتفاق جديد لم تحرز تقدماً يذكر حتى الآن.

وتقول حماس إن مصير الرهائن المتبقين الـ 129 يتوقف على إنهاء الحرب أولاً، فيما لا تقبل إسرائيل سوى وقفاً مؤقتاً للحرب والمزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.

وقال ناحوم بارنيا الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت، الصحيفة اليومية الأكثر مبيعاً في إسرائيل: "ستشعر إسرائيل بالمرارة، لا شك في ذلك في الوقت الحالي".

وقف القتال

وشكل مقتل 3 رهائن في شمال غزة، برصاص القوات الإسرائيلية بالخطأ بينما كانوا يلوحون بعلم أبيض، صدمة للرأي العام الإسرائيلي الذي يؤيد الجيش بشدة. وأظهر الاستطلاع أن معظم الإسرائيليين، 55.1%، يعتقدون أن من غير المرجح عودة جميع الرهائن إلى الوطن.

وتزايدت في هذه الأثناء الدعوات الدولية لوقف القتال، لدرجة أن الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل، تضغط للتحول إلى مرحلة أكثر دقة وتحديداً في العمليات التي تستهدف قادة حماس.

ووفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، قُتل أكثر من 20 ألف فلسطيني في غزة. وتحذر هيئات الأمم المتحدة من أزمة إنسانية تهدد القطاع  بالمجاعة. ولم يتضح بعد كم  تستطيع إسرائيل مقاومة هذه الضغوط.

غير أن فكرة تخفيف حدة القتال لا تزال مرفوضة تماماً من العديد من الإسرائيليين، الذين لا تزال ذكرى 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ماثلة في أذهانهم.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحافيين هذا الأسبوع: "لا أستطيع أن أفهم حقاً لماذا لا يشجعنا العالم على المضي قدماً وإنجاز مهمتنا"، رافضاً الضغوط لوقف القتال ووصفها بـ "أكثر السياسات التي يمكن تخيلها نفاقاً".

وانتهت حروب غزة السابقة بهدن، وبإعلان حماس النصر. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن ذلك لن يتكرر، ويشيرون إلى هزيمة تنظيمي داعش والقاعدة، وقوى المحور في الحرب العالمية الثانية.

وقالت صحيفة يسرائيل هيوم المؤيدة لنتانياهو هذا الأسبوع إن "المؤشرات على أن إسرائيل ربما تقدم تنازلات لإعادة المزيد من الرهائن إلى الوطن، مقلقة جداً".

وكتب أرييل كاهانا في عموده الصحافي "ألم يحن الوقت للحزم وكسر دائرة سفك الدماء، والعودة إلى مبدأ أننا لا نستسلم للإرهاب بل نهزمه؟".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل تشرین الأول أکثر من

إقرأ أيضاً:

383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب

ذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي بلغ 383 شهيدا، و1002 مصابا، وجرى انتشال 627 جثمانا.

أشارت وزارة الصحة في غزة إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 70373 شهيدا و171079 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.

وذكرت الوزارة أن هناك 4 شهداء و10 مصابين جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أنه تلقى أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة تأثير المنخفض الجوي على مختلف مناطق القطاع.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة روسيا: خسائر القوات الأوكرانية خلال الصراع تجاوزت مليون عسكري

وأكد الدفاع المدني أن خيام آلاف النازحين غير قادرة على تحمّل الظروف الجوية القاسية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لتوفير حماية وإيواء مناسبين للسكان المتضررين، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع.

وفي وقت سابق، حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدة أن الظروف الحالية تستدعي إطلاق عملية إغاثة عاجلة لتوفير احتياجات النازحين الأساسية.

وقالت الحركة إن الخيام المتهالكة التي تقيم فيها آلاف العائلات غير صالحة لتحمّل الأمطار أو الظروف الجوية القاسية، الأمر الذي يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية.

ودعت حماس إلى تحرّك دولي فوري لتفادي الآثار الخطيرة للمنخفض الجوي الجديد المتوقع خلال الساعات المقبلة، مشددة على ضرورة توفير حماية وإسناد عاجل للمدنيين في ظل استمرار العدوان ونقص خدمات الإيواء.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" استشهاد 165 طفلاً في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية منذ أكتوبر 2023، مؤكدة أن ما يجري يعكس انهياراً غير مسبوق في الوضع الصحي للأطفال.

وحذّرت المنظمة من أن استمرار القيود على وصول المساعدات يفاقم الكارثة الإنسانية، ودعت إلى وقف فوري لقتل الأطفال وضمان تدفق الإغاثة دون عوائق.

وقالت "يونيسف" إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء في غزة "مرتفعة للغاية"، مشيرة إلى أن مراكزها الصحية استقبلت 9300 طفل يعانون سوء التغذية الحاد.

وأضافت المنظمة أن 4 آلاف طفل ينتظرون الإجلاء الطبي العاجل للعلاج خارج القطاع، مؤكدة أن التأخر في تقديم الرعاية يشكّل تهديداً مباشراً لحياتهم ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، إن جيش الاحتلال حدد مناطق خضراء للأمريكيين ضمن الخط الأصفر برفح لبناء بنية تحتية للسكان.

وأضافت :"لن يدخل المناطق الخضراء برفح إلا العائلات الفلسطينية التي لا ترتبط بحماس".

واتهمت حركة حماس، في وقت سابق، جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن أي نقاش حول المرحلة الثانية لن يُبحث قبل التنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه.

وقالت الحركة إن الاحتلال يواصل هدم منازل الفلسطينيين داخل ما يعرف بالخط الأصفر، في امتداد للأعمال العسكرية التي كان يفترض أن تتوقف منذ اليوم الأول للاتفاق، معتبرة أن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تكشف بوضوح خرقاً واضحاً للالتزامات المتفق عليها.

وأكدت حماس رفضها للتصريحات الإسرائيلية التي ادعت أن "الخط الأصفر" يمثل حدود غزة الجديدة، مشددة على أن هذه الادعاءات باطلة وتمثل محاولة لفرض وقائع جديدة تتعارض مع الاتفاق ومع حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشاد محمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بحجم التأييد الدولي للقرارات الأخرى الصادرة لصالح فلسطين، مؤكداً أنها تعكس رفض المجتمع الدولي لانتهاكات الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • دولة الاحتلال تشترط نزع سلاح حماس بعد عرض تجميده مقابل هدنة طويلة
  • دولة الاحتلال تشدد على نزع سلاح حماس بعد عرض الحركة تجميده مقابل هدنة طويلة
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • نهج ثابت وأهداف خفية.. لماذا تواصل إسرائيل سياستها التصعيدية تجاه الجنوب اللبناني؟
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • مفاوض إسرائيلي سابق: “إسرائيل” قتلت معظم الأسرى الإسرائيليين في غزة