عربي21:
2025-06-17@05:18:10 GMT

مسيحيون في المهجر قلقون على مصير عائلاتهم في قطاع غزة

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

مسيحيون في المهجر قلقون على مصير عائلاتهم في قطاع غزة

لم تعد حياة خليل صايغ تسير بشكل طبيعي، وبات غير قادرا على النوم منذ شهرين نتيجة لشعوره بالخوف والقلق على عائلته في غزة، فقبل أيام من عيد الميلاد، تلقى خبر وفاة والده داخل كنيسة نزح إليها.

ويقول صايغ المقيم في الولايات المتحدة لـ"وكالة فرانس برس" إن والديه وإحدى أخواته ذهبا إلى كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، بينما أخته الأخرى وزوجها ذهبا لكنيسة سانت برفيريوس مع أطفالهما الثلاثة، الأخير ولد خلال أيام الهدنة التي حصلت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي واستمرت أسبوعا.



 انقطاع الأتصال وانعدام مقومات الحياه 
ويروي أنه تلقى "خبر وفاة والدي عن طريق قريب في رام الله (الضفة الغربية) تواصل معه كاهن"، موضحا أن الوفاة حصلت بسبب نقص الرعاية الطبية الملائمة له، بعد إنهيار المنظومة الصحية في غزة،بحسب منظمة الصحة العالمية.

ويشير صايغ (29 عاما) الى أن التواصل نادر للغاية مع أفراد عائلته في ظل انقطاع كبير في الكهرباء والإنترنت والاتصالات منذ بدء الحرب.

ويتابع "لم أتواصل معهم مباشرة منذ أسابيع. ما يحدث عادة هو أن نازحا الى الكنيسة لديه شريحة هاتف إسرائيلية يتواصل مع أحد ما في الخارج، ويتولى هذا الأخير نقل الخبر. ونخبر بعضنا البعض +عائلتك بخير+".

ويصف خليل الذي يعمل باحثا سياسيا في الولايات المتحدة كيف تمرّ "أيام وأيام من دون أن نسمع أي شيء، نعيش في خوف وشعور بعدم اليقين".

ويقول عن خوفه على عائلته:" لا نعرف إن كانوا على قيد الحياة أم لا، إذا كانوا جياعًا أو يأكلون، إذا كان لديهم إمكانية الوصول إلى الماء أم لا".

ويضيف "لا يوجد طعام، ويوجد نقص شديد في المياه ونقص في الغذاء، ونقص في الاحتياجات الأساسية"، واصفا الأمر ب"الصعب للغاية".

وشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هي الأسوأ على الإطلاق منذ النكبة، إذ استشهد على إثرها أكثر من عشرين ألف شخص، معظمهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة في غزة. 

وتسببت الحرب في نزح 1,9 مليون من سكان قطاع غزة، وفق الأمم المتحدة، نتيجة القصف الذي يترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر بهجوم بري ومعارك على الأرض.



"لا صوت للناس في غزة"
يقول خليل إن حياته توقفت بالفعل: "لا أستطيع العمل بنسبة مئة في المئة، الأمر الوحيد الذي يدفعني للاستمرار هو أنني أتحدث عمّا يحدث، أتذكّر أن الناس في غزة لا صوت لهم".

وعلى خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة قرر صايغ وقف دراسته للحصول على شهادة في حقوق الإنسان لأنه لم يعد يرى أي طريقة لتطبيقها في هذا الوقف بحسب وصفه .

بالإضافة إلى الضغوط التي يشعر بها وتمنعه من التركيز. 

ونشأ خليل في غزة، لكنه لم ير عائلته منذ سنوات.

ويروي أن شقيقته أنجبت طفلا "وقت الهدنة وأسمته خضر، لم أر صورته كل ما أعرف عنه أنه موجود".

وله شقيق أصغر في مدينة خان يونس في جنوب القطاع، "هو مريض و يقوم بغسل الكلى هناك".

وتعرضت كنيسة القديس برفيريوس في 19 تشرين الأول/أكتوبر لقصف إسرائيلي، وفق ما ذكرت البطريركية الأورثوذكسية.

مأساة الكنائس 
في 16 كانون الأول/ديسمبر، قتلت امرأتان في كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة بعد قصف إسرائيلي.

وندّد البابا فرنسيس بأن "مدنيين من دون حماية يستهدفون بقصف وإطلاق نار". وادعى الاحتلال يومها إن حركة المقاومة(حماس) كانوا يتواجدون في المنطقة.

ويفيد مسؤولون في كنائس مسيحية في قطاع غزة بأن عدد المسيحيين الذين يعيشون في قطاع غزة اليوم يقارب الألف، بعد أن كانوا سبعة آلاف قبل العام 2007 وسيطرة حماس على القطاع.

وتروي راهبة في القدس طلبت عدم الكشف عن اسمها لوكالة فرانس برس إن راهبتين من رهبنة "الوردية" موجودتان حاليا داخل كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة.

وتقول "التواصل يتم بصعوبة شديدة، كلّ ثلاثة إلى أربعة أيام، كل ما نسمع منهما أنهم (الموجودون في الكنيسة) بخير، وتطلبان منّا أن نصلي لهم".

وتوضح الراهبة أن الاتصال ينقطع في بعض الأحيان "نحصل على رسائل صوتية عبر واتساب. قالتا لنا الإثنين إنه لا توجد مياه، الناس جميعا هناك لم يستحموا منذ أسبوعين، ومياه الشرب بالكاد تكفي".

وتضيف "الوضع تعيس للغاية. الله يساعدهم".

وتتابع "نحن نخجل أمام المعاناة التي يعانيها أهل غزة جميعا مسلمين ومسيحيين".



عيد الميلاد
في القدس، يقول الأب إبراهيم نينو، مسؤول التواصل في البطريركية اللاتينية، لوكالة فرانس برس "يتم التواصل مع أهلنا في كنيسة العائلة المقدسة من خلال الكاهن المساعد المتواجد هناك أو الراهبات أو بعض الأفراد. بعد محاولات كثيرة (..) نتمكن من سماع أخبارهم".

وعن الموجودين حاليا في كنيسة العائلة المقدسة، يقول "هناك طعام وماء وكهرباء لأيام معدودة لذا يعملون على التقليل من استخدامها قدر الإمكان".

واتخذ مسؤولو الكنيسة في القدس وبلدية مدينة بيت لحم قرارا الشهر الماضي بعدم تنظيم "أي احتفال غير ضروري" بعيد الميلاد تضامنا مع سكان غزة.

لكن بحسب الأب نينو، سيحتفل المسيحيون في غزة "بقداس عيد الميلاد".

بالنسبة لصايغ، "عيد الميلاد يجب أن يكون وقتا للأمل، من الصعب جدا الاحتفال أو الشعور بأي بهجة بينما المذبحة مستمرة في غزة للمسلمين والمسيحيين، ومدنيون أبرياء يموتون".

ويضيف "أنا في الواقع مرهق جدًا ومكتئب، ولكنني ما زلت أفرح بحقيقة أننا نعلم أن الله معنا. (..) هو يشعر بألم الناس، كل الناس، ليس المسيحيين فحسب، بل كل الناس في غزة الذين يعانون الألم والجوع والموت والدمار".



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة عيد الميلاد كنيسة الاحتلال المسيحيون غزة الاحتلال كنيسة عيد الميلاد مسيحيون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کنیسة العائلة المقدسة عید المیلاد قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحرب المقدسة في الجغرافيا الملتهبة: صراع الرايات والخرائط!

في قلب منطقةٍ لم تعرف السكون يومًا، تستعر اليوم حربٌ جديدة، ولكنها ليست كسابقاتها. إنها ليست مجرد مواجهة جيوسياسية عابرة، بل صراعٌ تلبّس بطابع ديني وتاريخي، يحاكي الملاحم القديمة، ويعيد رسم خرائط المنطقة تحت رايات مقدسة، وبدماء ساخنة تُراق باسم العقيدة والهوية.

في المشهد الإقليمي الراهن، تُرسم خرائط جديدة بالحبر المقدس والدم الساخن، ويبدو أن الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل قد تجاوزت حدود الاشتباك العسكري التقليدي، لتدخل منطقة الحروب الرمزية والدينية، حيث تتواجه الروايات والأساطير القديمة مع حسابات السياسة والواقع.

ترفع إسرائيل راية تحمل مدلولًا توراتيًّا، تصف نفسها بـ"الأسد الصاعد"، في استحضارٍ لأسطورة قديمة متجذّرة في النصوص الدينية، تُضفي على نفسها دور المختار والمخلّص. وفي المقابل، تشهر إيران صرخة "يا لثارات الحسين"، المستخرجة من سياق مأساويّ طويل ظلّ حيًّا في وجدان الشيعة منذ واقعة كربلاء، حاملةً معها مزيجًا من الألم والثأر والتحدي.

وما بين هذين الشعارين، المتناقضين ظاهريًا والمتشابكين دلاليًا، تدور معركة لا تشبه سوى تلك التي كانت تُخاض على أطراف التاريخ، لكنها اليوم تجري على أطراف المدن الحديثة، في الموانئ، والمياه الإقليمية، وعبر منصات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وتحت ظلال تحالفات تتغير كل لحظة.

وهنا تتحول طبيعة الصراع تدريجيًا من طابعه الجيوسياسي التقليدي - الذي كان يُدار عبر تحالفات ومصالح إقليمية - إلى طابع ديني صرف، يُستدعى فيه التاريخ والعقيدة والطائفية كوقود مباشر للحرب. وهذا التحول في طبيعة الصراع يضفي عليه صلابة وتعقيدًا، ويجعل من احتمالات التسوية أمرًا أكثر صعوبة، لأن ما يُخاض اليوم هو "حرب عقائد" لا "حرب نفوذ" فقط.

الإمارات، مثل دولٍ أخرى، تجد نفسها في قلب هذه العاصفة الجغرافية دون إرادة منها، أو لعلها دخلت الطوق بمحض مصالحٍ تراكمت حتى بات الانفكاك عنها مستحيلًا. موقعها الجغرافي الحرج، وتحالفاتها الأمنية، وضعتها في مرمى تهديدات مباشرة، وصلت إلى حد مطالبة بعض الأصوات من داخل إيران بأن يُرحّل سكان أبو ظبي إلى سلطنة عمان وقطر، في مشهد عبثي يشي بعمق التوتر الإقليمي.

المعركة التي تدور اليوم ليست مجرد مواجهة بين قوتين إقليميتين، بل هي امتحان جديد للعالم المعاصر: هل ينجو من فتنة دينية بحجم هذه الحرب، أم ينزلق في هاوية تطرف مزدوج.. .؟ فالحروب التي ترفع رايات دينية غالبًا ما تكون طويلة النفس، عنيفة الطابع، لا تنتهي إلا بانكسار واضح لأحد الأطراف، أو بانفجار داخلي ينهي الحلم الذي بدأ باسم المقدّس.

وفي خلفية هذا التصعيد، تبرز إشارات لا يمكن تجاهلها: الحديث المتزايد عن "نهاية دور" حزب الله، ومحاولات تقليم أظافر حسن نصرالله سياسيًا وعسكريًا، إلى جانب التآكل المتسارع لنظام بشار الأسد، كلها لم تكن سوى مقدمات موجعة لمعركةٍ كانت مؤجلة، لكنها اليوم تبدو وكأنها خرجت من صندوق الحسابات الاستراتيجية، لتأخذ شكل المواجهة العارية.

السؤال الجوهري هنا: هل تلعب الولايات المتحدة وإسرائيل على وتر تفكيك منظومة المحور الإيراني - السوري - اللبناني من الداخل، عبر إنهاك الرموز والتخلص من الكيانات المرتبطة بـ"ولاية الفقيه"، تمهيدًا لتصفية المركز.. .؟ أم أن ذلك مجرد جزء من حرب استنزاف طويلة، تتقاطع فيها الجغرافيا مع المصالح ومراكز القوى القديمة والجديدة.. .؟

في خضم هذا الصراع، تتراءى لنا مشاهد أخرى لا تقل خطورة: سقوط مفاجئ لطائرة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ثم اغتيالات متوالية تطال قادة في حماس، وأحداث تُنذر بتفكك البنية الإقليمية التي كانت تمثل مظلة استراتيجية لطهران. في دمشق، لم تعد ملامح النظام كما كانت، والمشهد السياسي يتغير بصمت لكنه بثقل زلزالي. هل هو تمهيد لتغيير قادم في طهران.. .؟ أم هي فقط رسائل قاسية تُبعث من غرف القرار الدولي.. .؟

وهنا يلوح سؤال مركزي في خضم هذه التقلبات: هل تسقط ولاية الفقيه في طهران.. .؟ أم أن تاريخ الفرس الطويل في الحروب، وحنكتهم التاريخية في الالتفاف على المحن، سيمنحهم مرةً أخرى فرصة للبقاء وإعادة التموقع.. .؟ لا شك أن إيران تمتلك عمقًا تاريخيًا وجيوسياسيًا يجعل سقوط نظامها الحالي غير مرهون بضربة واحدة، لكن المؤشرات تُظهر أن نظام "ولاية الفقيه" بات أمام اختبار وجودي حقيقي، تتداخل فيه المعطيات المحلية والدولية، ما بين تآكل داخلي وتطويق خارجي.

ربما تكشف الأيام القادمة عن تفاهمات جديدة، بين قوى كانت حتى الأمس القريب سندًا للوجود الإيراني، وها هي اليوم تُراجع حساباتها، أو تُهيئ البديل. فالجغرافيا لا ترحم، والدين حين يتحول إلى وقود حرب، يخلط الأوراق ويهزّ الثوابت.

هي ليست حربًا بين شرق وغرب، ولا بين عرب وفرس، بل صراع هويات مُثقلة بتاريخ طويل من الدم والرماد.ومن قلب اللهيب، ينطلق سؤال حائر: هل سينتصر منطق المصالح الإنسانية في النهاية، أم أن الطوفان قادم لا محالة.. .؟

النهاية مفتوحة لكل الاحتمالات،

لأنّ علم السياسة لم يكن يومًا علمًا يقينيًا، بل هو علم الاحتمالات، حيث لا تسود فيه المعادلات الثابتة، بل تتغير المواقف بتغيّر المصالح وتحوّلات الجغرافيا وصعود القوى. والشرق الأوسط تحديدًا أثبت عبر قرونٍ من الحروب والتحالفات والانهيارات، أن ما يبدو حتميًا اليوم قد يصبح مستبعدًا غدًا، وأن الحسم في صراعٍ كهذا لا يُقاس فقط بتفوقٍ عسكري أو عقائدي، بل بمدى قدرة الأطراف على قراءة المتغيرات، وامتلاك أدوات البقاء في قلب الإعصار.. .!!

ــ محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسة والصراعات الدولية.. .!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • الحرب المقدسة في الجغرافيا الملتهبة: صراع الرايات والخرائط!
  • التأمينات توضح اشتراطات الاستفادة من خدمة طلب مستحقات أفراد العائلة لشخص متوفى
  • الأنبا عمانوئيل يترأس قداس المناولة الاحتفالية برعية هروب العائلة المقدسة بقنا
  • قداس الشكر لرابطة كاريتاس لبنان - اقليم طرابلس في كنيسة مار مارون
  • مطران المنيا الكاثوليك يتفقد منازل رعية كنيسة السيدة العذراء بطوه | صور
  • ورشة تدريبية لخدام كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالعاشر من رمضان
  • البابا تواضروس يعلن نقل تبعية كنيسة السيدة العذراء بالعلمين للبطريركية بالإسكندرية
  • البابا يصلي العشية في كنيسة السيدة العذراء والشهيدة مارينا بالعلمين
  • في ذكرى ميلاد “قطة الشاشة” زبيدة ثروت.. أميرة الرومانسية التي أحبها عبد الحليم ورفضتها العائلة (تقرير)
  • من منى إلى فلسطين.. هل غاب الإيمان أم غيّبوه؟